تحليلاتخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزةمحلية

هدنة اليمن في متاهة النفط والتطبيع .. قراءة تحليلية

الهُوية نت || تحليل _ عبده عطاء :

قال الرئيس الأمريكي (جوزيف بايدن)  إنه لم يتخذ قراره النهائي حتى الآن بشأن زيارته المحتملة إلى السعودية، غير أن الزيارة ستتم بعد انهاء الترتيبات الأخيرة لإعلان التطبيع رسميا بين السعودية والكيان الصهيوني.

يعيش النظام السعودي حالة من الإرباك والشتات في علاقته الخارجية اقليميا ودوليا، فهذا النظام الذي يقوده الأمير المضطرب (محمد بن سلمان)، يكابر حتى في ادعائه  دعم الهدنة مع صنعاء، بينما يسعى لاستغلال زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة لـ”الرياض” لـ”تبييض” صفحته الملطخة بدماء أطفال اليمن أمام العالم، وهي الأمنية التي يعتقد الأمير “المنبوذ” أنها قد تتحقق بمجرد مصافحة يد “كهل واشنطن”.

الأنباء الواردة من (واشنطن)، ليست مبشرة بالنسبة لـ”بن سلمان”، حيث قال الرئيس الأمريكي “جوزيف بايدن”  إنه لم يتخذ قراره النهائي حتى الآن بشأن زيارته المحتملة إلى السعودية والتي تأتي في ظلِّ مطالبات أسر ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر لـ”بايدن”، وجوب جعل السعودية “دولة منبوذة” كما وعد في حملته الانتخابية قبل دخوله البيت الأبيض حاكماً لأمريكا.

يشار إلى أن البيت الأبيض، كان قرر تأجيل زيارة (بايدن) إلى المنطقة، والتي كانت مقررة نهاية يونيو الجاري، بحسب ما جاء في تقرير صدر شبكة (إن بي سي) الأمريكية، ما يعني أن ترتيبات التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني مازالت غير ناضجة بعد في المطبخ الأمريكي.

ما هو مؤكد أن تغير اللحن الأمريكي تجاه السعودية يعود في حقيقته لأن الهدف المرجو من تلك الزيارة هو التحضير للإعلان الرسمي عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ثمن لقاء (بايدن) بـ(محمد بن سلمان).

بالنسبة لـ”حكام السعودية” فإن الثمن الذي يطلبه “بايدن”، ثمن بسيط، خاصة وأنه سبق وعملت “الرياض” على تهيئة الرأي العام في الداخل والخارج لإخراج العلاقة الوطيدة مع الكيان الصهيوني من السر إلى العلن، بيد أن “التطبيع” رسميا، لم يعد سوى مجرد كرت في لعبة “بن سلمان”، يستخدمه كورقة مساومة لاستعادة وضع “الرياض” المميز في “واشنطن”.

كانت الحرب على اليمن، إحدى الجرائم السعودية التي عبّر “بايدن”  خلال حملته الرئاسية عن رفضها، وشدّد على ضرورة محاسبة السعودية وعدم دعمها في الجرائم ضد الإنسانية والحريات، لكن يبدو أن هذه التصريحات ستذهب في مهب الريح، بمجرد مصافحته “المنبوذ”.

ومع الحديث عن زيارة “بايدن” للسعودية، أعلن البيت الأبيض، إن إدارة (بايدن) تركز على التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار في اليمن وإنهاء الحرب المستمرة منذ ثمان سنوات.. في المقابل، لم يكن هناك نية لدى السعودية بتمديد الهدنة، لكنها رضخت لرغبة واشنطن ببقاء الهدنة في اليمن، حتى إشعار آخر، وبمعنى أدق حتى التغلب على الأزمة النفطية الناجمة عن الحرب التي تخوضها أمريكا بأدواتها الأوكرانية ضد روسيا، وهي الحرب التي أجبرت “بايدن” على التراجع عن مواقفه من “المنبوذ” كما سبق وأطلق على “بن سلمان”، نتيجة حاجته لإمدادات الطاقة لأوروبا وأمريكا، حيث يدرك جيدا أن الكرت الأخطر في لعبة “بن سلمان” هو استخدامه لـ”النفط” كسلاح للضغط على “بايدن” من أجل تحسين صورته والتمهيد لاعتلائه العرش، والتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى