استطلاعات

في إجازتهم الصيفية .. الفراغ .. مشاكل تلاحق طلبة المدارس !!

images (3)

تأتي الإجازة المدرسية غالباً استجابة لحاجة النفس والجسم إلى الراحة بعد عناء مستمر وتعب طويل يجعل الحاجة ملحة إلى (كسر) روتين الحياة والترويح عن النفس والتخلص من الملل.

إن النفس البشرية بطبيعتها تميل للاسترخاء والإنجاز في الوقت نفسه وكلاهما يمثلان توازناً للحفاظ على الصحة النفسية، فالنجاح في العمل لدى الإنسان ينعكس بالرضا عن الذات ويزيد الثقة بالنفس بينما الفراغ وعدم العمل يؤثر سلباً على النفس وقد يقلل الثقة ويبعث الإحباط والنظرة السلبية ومن ثم التفكير السلبي والانحراف.

ونظراً لحلول إجازة الصيف فإن الشباب في هذه السن يحبون الاستقلالية لأن الترويح والترفيه عن النفس ضرورة من ضروريات الصحة النفسية.

حول هذا الموضوع نزلت الهوية الى الشارع وجمعت عدة آراء نسردها في سياق الاستطلاع التالي :

استطلاع /  صابرين المحمدي

مفهوم الإجازة غلط

ريم وليد تقول للأسف أن مفهوم الإجازة عند البعض هي إجازة حتى عن طاعة الله تعالى بالسهر والنوم عن الصلاة، وإهمال واجباتنا الدينية وأهمها الصلاة في السفر والرحل وننسى أننا خلقنا في هذه الحياة من أجل طاعة الله بل أننا معنيون بعبادة الله بالإجازة أكثر من العمل.

و تضيف ريم وللأسف كثيراً ما نسمع النساء يعاتبن من ترسل أبناءها إلى دار التحفيظ في الإجازة فيقلن لها: حرام عليك حتى في الإجازة.. ويتناسين بقولهن هذا أن النوم والراحة يمكن أن نُحصّله في أي وقت، لكن العمل الذي نؤجر عليه لا يمكن تحصيله في كل وقت، ولا ندري هل يدوم والى متى.

العطلة هي الراحة بعد العناء

كما تقول الطالبة أحلام عبده العطلة الصيفية هي الراحة بعد العناء، وهي المكافأة بعد جهود الدراسة والمثابرة والكد. وهي فرصة لمزيد من اكتساب المعرفة والعلم وتنمية الإبداعات، وتحقيق التوازن النفسي والثقة بالنفس. كما أنها اختبار حقيقي لكل من الآباء والأمهات على حسن التربية وتنظيم الوقت والجهود.

وقت الفراغ مشكلة

 بينما وليد عمر أكد أن وقت الفراغ مشكلة تواجه الكثير من الشباب وخاصة في العطلة الصيفية وحول كيفية استغلاله الوقت الفراغ قال : التحقت بمعهد عادي لتعليم الخط والتدريب الإداري وذلك لأستفيد من وقتي واصقل مهاراتي واكسب معارف جديدة وبعض اللغات الأجنبية مثل اللغة الانكليزية وأضاف: كنت أعاني من مشكلة في عدم فهم اللغة الانكليزية حيث سببت لي هذه المشكلة الكثير من المتاعب في المدرسة ولكن الحمد لله بعد التحاقي بالمعهد تحسن مستواي في اللغة الانكليزية فأنا الآن ادرس للسنة الثانية  في هذا المعهد.

وقال : انه يجب على الطلبة أن يستثمروا وقت الفراغ فيما يفيدهم ويعود عليهم بالنفع كالالتحاق بالمعاهد وغيرها وأضاف : زميله سليم علي طالب بالصف الثاني الثانوي والذي قال : إني فكرت أن اقضي إجازتي في شيء مفيد يعود عليّ بالنفع والفائدة ولذلك قررت  مواصلة الدراسة الصيفية.

 الإجازة تحتاج الى تخطيط

يوافقه الرأي  محمد احمد الذي يقول  إن الإجازة الصيفية ليست بالأمر السهل فهي تحتاج الى تخطيط مسبق وتفكير عميق قبل البدء فيها وأنا  والحمد لله فكرت جيدا في كيفية قضاء هذه الإجازة حيث التحقت بمعهد لتعليم اللغة الانكليزية وذلك استعدادا للصف الثالث الثانوي  ولكن في نفس الوقت لا أنسى هواياتي فأنا أمارس هواية القراءة وكذلك مساعدة الأهل والأصدقاء وزيارتهم وكما التقينا مع الطالبة فاطمة صالح بالصف الثالث الإعدادي التي قالت : بما أن الإجازة الصيفية طويلة نوعا ما فإننا إذا لم نقم باستغلالها بالشكل المطلوب والأمثل فإننا حتما سوف نشعر بالملل ولكن يجب على الطالب أن يضع لنفسه برنامجا صيفيا يتناسب مع ميوله وانطباعاته . وعن كيفية الاستعداد لقضاء الإجازة الصيفية قالت : انه يجب على الشخص أن يضع لنفسه برنامجا يوميا  ويقسمه على فترتين فترة لممارسة هواياته المفضلة وفترة يلتحق بها بأحد المعاهد إذا كان لديه الإمكانيات لذلك أما عن نفسي قالت إنني التحقت بأحد المعاهد لتعلم اللغة الانكليزية هذا في فترة الصباح أما في فترة المساء فأقوم بزيارة الأهل والأصدقاء وممارسة بعض الهوايات المفضلة لديّ .

الأنشطة المفيدة

و اتفق كل من بدر وبشير على أهمية تعبئة أوقات الفراغ بالأنشطة الممتعة والمفيدة، حيث أوضح بدر أن من فوائد ذلك الاستمتاع بالوقت والتخلُّص من الملل، وأضاف عادل أن ممارسة الأنشطة خلال العطلة يؤدي إلى اكتساب النشاط والحيوية.

على جانب آخر، أوضح كلاهما أن من فوائد ممارسة النشاطات المختلفة خلال العطلة وأوقات الفراغ، التمتُّع بالثقة في النفس، وتكوين صداقات جديدة.

وهكذا، كشف الحوار عن أهمية التخطيط لقضاء العطلة الصيفية وأوقات الفراغ، وضرورة ممارسة الأنشطة الممتعة، بما يوفر أقصى درجات الاستمتاع بالوقت والاستفادة منه.

المشاريع الصيفية

 بينما يقول  وليد احمد كل الخيارات في الإجازة الصيفية  تتوجه إلى الأندية والمشاريع الصيفية التي تكون نسخة من البرامج والأجواء المدرسية، وهي قد تكون مفيدة وهدفاً للبعض، ولكنها لا تلائم خيارات جميع الشباب الذين يحتاجون إلى أنواع من الأنشطة المتنوعة والمسلية للقضاء على الشعور بالفراغ الصيفي .  ويضيف وليد بالنسبة لي حتى الآن لم أحدد أي برنامج لاستثمار وقت الفراغ في الإجازة، وهذه الحالة تصيبني بشيء من الملل، وتجعلني أقضي الإجازة بشكل عشوائي، وهذا أيضاً له تأثير وخاصة أنني انتقل من أيام مدرسية منظمة اقضيها بتفوق دراسي، إلى حالة من الفوضى والعبثية، وهذا ما لا نشعر به إلا بعد انتهاء الإجازة الصيفية، لأن الفراغ يشكل نسبة من أعمارنا وهو ليس رخيصاً لينتهي كيفما شاء، ولكن بسبب عدة عوامل يغيب فيها التوجيه بشكل مرن خارج البرامج الصيفية الروتينية، ينتهي الصيف من دون إنتاج فائدة.

من الممكن تقسيم الوقت

 من جهة يقول صلاح عبد السلام أب لثلاثة طلبة عن كيفية استثمار الإجازة الصيفية، أجابنا قائلا من الممكن استغلال وقت فراغ بشيء مفيد كما يمكن تقسيم الوقت بحيث لا يجد الشخص وقتا يشعر فيه بالملل وخاصة في فصل الصيف، كما أن على الفرد أن يستغل وقت فراغه بما ينفع الناس ويخدم مجتمعه من خلال المشاركة في النشاطات الصيفية أو الشبابية مثل النوادي الرياضية وغيرها.

الإجازة تغيير جو و سفر

أما السيدة أم عادل وهي أم لطالبين في المرحلة الابتدائية فقد سألناها عن رأيها في كيفية قضاء الإجازة الصيفية بشكل ممتع ومفيد؟ أوضحت لنا قائلة أن الناس وبشكل خاص الطلبة ينتظرون حلول الإجازة الصيفية حيث يفرغون من الدراسة والنهوض باكرا للذهاب للمدارس أو الجامعات، وبالنسبة لأفضل الأشياء لقضاء الإجازة هي بتغيير الجو والسفر .

دور الأسرة مهم في الإجازة

 ويقول أبو علي اختيارات أبنائنا تظهر جلية في أوقات الفراغ؛ فالبعض يقضي هذا الوقت ممددًا على الأريكة أمام التلفاز يستهلك ما يراه بصريًّا، ومستقبِلاً لكل ما يُلقى على عينه ورأسه، ناهيك عن محتوى ما يراه؛ إذ إنه إرسال يتنافس على المزيد من برامج الإثارة والسطحية. والكارثة أن هناك قطاعاً من أبنائنا – في غياب دور الأسرة التربوي – يضبط طبق الاستقبال على القنوات التي تعرض الأفلام المشبوهة.

والبعض الآخر يقضي وقت الفراغ في الشارع، وهؤلاء هم حزب السائرين بدون هدف، وحزب الجالسين، الذين يُدَخِّنون (الشيشة) التي انتشرت كالوباء في مجتمعاتنا، وجماعة الجالسين في المطاعم كل يوم في مكان سعيًا وراء شهوة البطن.

ومن أبنائنا الطلاب من استغنى عن كل ذلك بجهاز الكومبيوتر، وليته يسعى بحثاً عن معلومة أو سعياً وراء معرفة جديدة، بل ليدور في دوائر المواقع الهدّامة.

لكن وعلى الرغم من ذلك فإن من أبنائنا من تربى على الصلاح وأصبح قلبه معلقاً بالمساجد، ولكن ما إن تنتهي الصلاة حتى تغلق أبوابها في وجهه، فقليلة هي المساجد التي لا تغلق أبوابها، وتقدم البرامج الثقافية، ودروس تحفيظ القرآن الكريم وتنظم المسابقات.

استغلال الوقت فائدة

من جهة يقول المهندس عبد الرحمن عبد الله  بأن هناك الكثير من العلماء العالميين الذين استغلوا أوقات فراغهم فنبغوا، وابتكروا، وأدهشوا العالم. فقد كان (تشارلس فروست) إسكافياً، ولكنه استطاع أن يصبحَ من البارزين في الرياضيات بتخصيص ساعة واحدة من يومه للدراسة.

وكان (جون هتنر) نجاراً، ثم شرع يدرس التشريح المُقارن في أوقات فراغه، مخصصاً لنومه أربع ساعات فقط من الليل، حتى أصبح حجة في هذا الميدان.

واستطاع (سير جون لايوك) أن يقتطع من يومه المزدحم بالعمل -بوصفه مديراً لأحد المصارف- ساعاتٍ يقضيها في دراسة التاريخ حتى أصبح عَلَماً بين المؤرخين.

وتعلم (جورج ستيفنسون) الحساب في أوقات نوباته الليلية، وتمكن مستعيناً بهذا العلم أن يخترع القاطرة.

ودرس (جيمس واط) الكيمياء والرياضة في أثناء اشتغاله بالتجارة، فأمكنه أن يخترعَ محرك البخار.

الذكاء العاطفي

من ناحية أخرى، أكدت الأخصائية النفسية  سارة محمد أهمية تمتع الأطفال بالذكاء العاطفي أثناء قضاء العطلة الصيفية ووقت الفراغ، وأوضحت أنه ينقسم إلى نوعين؛ الأول هو العلاقات الاجتماعية، كالقيام بمساعدة الأم في أعمال المنزل خلال العطلة، أما النوع الثاني فهو علاقة الشخص بنفسه، كالتطلع أثناء الرحلات والسفر إلى الغيوم والنجوم.

 الفراغ له آثار سلبية

 ويقول الدكتور أكرم حميد إن مشكلة الفراغ الذي يعاني منه الشباب في المجتمعات الحديثة لها آثارها السلبية على الفرد والمجتمع، ويظهر هذا الفراغ بشكل واضح في فصل الصيف وخاصة لدى طلاب المدارس بعد نهاية كل عام دارسي ، وإن وقت الفراغ مشكلة يجب وضع لها حلول والتغلب عليها قدر الإمكان ، مشيراً إلى استغلال وقت الفراغ تكون بالقراءة وبتقسيم الوقت بحيث لا يجد وقتا يحس فيه بالملل وخاصة في فصل الصيف مؤكدا أن على الفرد أن يستغل وقت فراغه بما ينفع الناس ويخدم مجتمعه من خلال المشاركة في المناشط الصيفية التي في المنطقة التي يقطن فيها ويستطيع من خلال هذه المناشط أن ينمي مواهبه».

وأضاف الدكتور للأسرة دور في هذا المجال، فلتسعى كل أسرة إلى التفكير العميق في طرق الاستفادة من العطلة الصيفية على المستويات كافة، ولذا نرى أن موسم العطلة الصيفية، بحاجة إلى مشروع وطني شامل ومتكامل، تشترك فيه المؤسسات الرسمية والأهلية، ويأخذ على عاتقه استيعاب كل الطاقات الذكور والإناث في مشاريع وبرامج تأهيلية وترفيهية، تأخذ بعين الاعتبار كل الخصوصيات والحاجات. وإننا نرى أن هذا المشروع الوطني المأمول، يساهم بشكل نوعي في تطوير الكفاءات الوطنية، وامتصاص بعض الظواهر السيئة، وإنجاز مفهوم الأمن الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى