المهمة المطلوبة عاجلا ..
بقلم : حسين زيد بن يحيى
كل سوي نفسيا و اجتماعيا لا يقبل على نفسه أو بلده أن توضع تحت الاحتلال الأجنبي أو الوصاية الخارجية بصرف النظر عن التوافق أو الاختلاف مع النظام القائم ، هذا الموقف المبدئي و الأخلاقي لا يعطي تفويضا لأصحاب الدعوات الفوضوية لمناطحة المجتمع الدولي أو مبرر للانبطاح خلف عدمية ( لا يعنينا ) العبثية التي أهدرت نضالات الحراك الجنوبي ، قوى دولية و إقليمية لديها مصالح مشروعة و أخرى لها أطماع غير مشروعة ساهمت معا في إخراج القرار الأممي 2140 تحت الفصل السابع بدفع و تشجيع القوى التقليدية من أمراء حرب و تكفير الجنوب صيف 94 م ، توجه دولي فرض وقائع جديدة الضرورة الثورية و الحكمة تقتضي التعامل معه ببرجماتية لتحقيق الأهداف المرحلية و بما يتجاوز شبح تـأبيد ( الوصاية ) لصالح الدول الراعية للمبادرة و أدواتها المحلية حزب المؤتمر و حلفاءه و حزب الإصلاح و شركاؤه .
المتابع المهتم للمشهد السياسي اليمني لم يفاجأ برفض القوى الجديدة المطالبة بالتغيير و استعادة الدولة الفاعلة بالساحتين الشمالية و الجنوبية ليس للحوار و مخرجاته بحد ذاتها و لكن للمبادرة الخليجية التي مدت بنظرهم في الصلاحية السياسية المنتهية للموقعين على المبادرة الخليجية ، الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي هي الأخرى كانت لديها قراءه مسبقة بمواقف قوى الحداثة شمالا و التحرير جنوبا المتمتعتان بشعبية كبيرة في إطارهما الجغرافي و ما يحول دون تطبيق مشاريع كل منهما في إطاره الجغرافي غياب الاعتراف الدولي به ، مقومات خاصة توافرت في الرئيس هادي جعلته في اللحظة التاريخية الراهنة يحظى بدعم دولي غير مسبوق لمشروعه الحداثي الذي لا يستقيم ظله إلا بتقسيم المربع القبلي الشمالي كمدخل للتحول المدني و التخلص النهائي من عبء القوى التقليدية المتحكمة به تاريخيا ، التحدي الأكبر الذي يقف حائلا دون تمرير المشروع الحداثي التقدمي للرئيس يأتي من الجهاز الإداري و العسكري للنظام السابق و الذي أبقت عليه الدول الراعية للمبادرة مستمرا من خلال حكومة الوفاق الحالية الأمر الذي لا يمكن فهمه أو تفسيره من قبل قوى التقدم و التحرر ، الإشكالية الأخرى انه مع تعدد مطالب و مظالم قوى استعادة الدولة الجنوبية و التغيير الشمالية يظل خصمهما السابق و الحالي مكونا حكومة المبادرة الخليجية التي تتصدر عمليا و سلوكيا قائمة معيقي تحديث الدولة و المجتمع شمالا و جنوبا .
بعيدا عن جعجعت الغوغاء و فقهاء 7 / 7 المطلوب و بإلحاح أبداع مقاربة ثورية توافقية بين المشروع الحداثي الانتقالي للرئيس هادي و مطالب قوى التغيير شمالا و استعادة الدولة جنوبا بواقعية سياسية , اللبنة الأولى له بتحويل التعاطف الوجداني بين قوى الحداثة شمالا و الحراك الجنوبي الى برنامج سياسي يرتقي به من أنين الشكوى بوحدة المظلومية ووحدة العداء لأمراء حرب و تكفير الجنوب صيف 94 م الذين هم ذاتهم أمراء حرب و تكفير المناطق الوسطى و صعدة و تهامة و التربة . . الخ الى فعل ثوري , برنامج سياسي مرحلي يرتكز على قاعدة احترام حق تقرر المصير لشركاء الجمهورية الاتحادية المدنية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية و بما يجنب البلد شبح الفراغ الوطني و مشروع كبير كهذا تمريره بحاجة لمظلة الرئيس هادي و علاقاته الدولية الواسعة ، المسارعة بإيجاد هذه المقاربة المصيرية بين قوى التقدم و التحرر شمالا و جنوبا مع الرئيس هادي يطمئن الداخل بعدم الذهاب للفوضى الخلاقة و الخارج بتـأمين سلامة تدفق النفط و حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية .
المهتمون بالمنطقة و الشـأن اليمني خصوصا يسارهم حاليا قلق حقيقي و جاد على حياة الرئيس هادي و مشروعة التقدمي الذي يتعرض لتهديد جدي من القوى التقليدية الرجعية المتحالفة في حكومة المبادرة الخليجية ، قلق يزداد بتزايد الفوضى و الاختلال الأمني من احتمالات أن ينطلق فيما تبقى من الوقت الضائع للمبادرة الخليجية هدف ذهبي يذهب بالأحلام الوردية في التغيير و استعادة الدولة إدراج الرياح ، المفزع أن كل الوقائع تؤشر في حالت انكسار الرئيس هادي و مشروعة التقدمي – لا قدر الله – بأن التكفيريين خصم الجميع هم المؤهلون تنظيما و عسكريا و ماليا لملء الفراغ الذي سينجم عنه ، منعا من الذهاب الى ذلك المربع المرعب فان المهمة المطلوبة عاجلا من قوى التقدم شمالا و استعادة الدولة جنوبا استكمال انجاز تحالفاتها الثورية مع الرئيس هادي قبل أن تبتلع قوى الظلام التكفيرية الأخضر و اليابس و حينها لا معنى للبكاء على الأطلال .
للعلم لا أكثر :
1-معرفتي بالأخ جلال عبد ربه بدأت عام 2004 م و شهادة للتاريخ كان يجمعنا حب الجنوب .. عندما استذكر تلك الأيام و المواقف لم استغرب نباح الكلاب العضاضة على نجل الرئيس هادي الأستاذ جلال في صحف القوى التقليدية الرجعية المعادية للحراك الجنوبي و الدولة المدنية الاتحادية .
2-بعد تصريحات الوزير الاخواني (العمراني) عن مثلث الشر الحراكي القاعدي الحوثي , الاخواني الآخر (بافضل) بعد هزائم الإصلاح التكفيري في عزان و المحفد وعمران هذرف بمقولة أن الإصلاح وربيبته الاشتراكي هما من أطلقا الحراك الجنوبي متناسيا أن أمراء حرب وتكفير الجنوب صيف 94م هم قيادة حزب الإصلاح.