الهوية / تقرير / خاص

كشفت مصادر مؤكدة للهوية الكثير من الأوراق السرية خلال اليومين الماضيين في ظل توسع العمليات العسكرية للجيش في عمران ودخول الطيران الحربي على الخط  وكذا في ظل فشل الحكومة في معالجة أزمة المشتقات النفطية وتثبيت الأمن في البلاد إضافة إلى فشل البرلمان في سحب الثقة عنها .

كما كشفت تلك المصادر الأطراف التي أجادت اللعب بتلك الأوراق من الداخل وعلاقتها القوية مع أطراف خارجية  يمثلها المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر والذي قالت إنه لم يعد ممثلاً خاصاً للأمم لمتحدة بل أصبح ممثلاً للكثير من الأطراف الخارجية التي تعمل وبكل جد من أجل تكيف الواقع اليمني حسب رغباتها وفرض أجندتها الخاصة .

وأوضحت المصادر إن ما يحدث من فشل في قضية تغيير الحكومة يكمن في وقوف أيادي من داخل الحكومة تدعمها أطراف خارجية تأتي في مقدمتها قطر وأمريكا .

وأوضحت المصادر أن المبعوث الأممي جمال بن عمر يمثل المبعوث الأوحد لتلك الأطراف الخارجية وبيده يقع أمر تغيير الحكومة.

مشيرة أنه وبرغم أن ممثلي عدد من الأحزاب السياسية منهم ممثلو الاشتراكي ابلغوا بن عمر رفضهم تغير الحكومة على أساس الكفاءات وطرحوا مسألة المشاركة فيها خوفاً على ضياع مقاعدهم فيها وخوفاً من عودة هيمنة الطرفين الكبيرين عليها المتمثلين بالمؤتمر والإصلاح .

إلا أن تلك معارضة وصفت بالشكلية ولن تثني المبعوث بن عمر من تنفيذ أجندة الأطراف الخارجية التي يعمل لها تحت ستار الأمم المتحدة وهي نفس المخططات والألاعيب التي استخدمها من قبل مع قيادة المؤتمر الشعبي العام من قبل .

وأكدت المصادر أن بنعمر حمل تهديدات مباشرة لعدد من الأطراف المنادية بضرورة تغيير الحكومة عبر سحب الثقة عنها من قبل البرلمان  بحجة أن الفترة انتقالية وأن حكومة الوفاق حكومة مبادرة وأن تغييرها يخضع لرغبات الدول الراعية للمبادرة الخليجية .

وقالت المصادر إن الرئيس هادي ليس مخولا أيضا في تغيير الحكومة كاشفة عن ضغوطات دولية كبيرة يواجهها الرئيس هادي في هذا الجانب يأتي في مقدمتهم رعاة المبادرة والذين بعثوا بالعديد من الإشارات الواضحة لهادي تفيد بأنه يقبع تحت طائلة تلك الأطراف والتي هددت بالعمل ضده في الأمم المتحدة .

الأمر الذي أكد مستشار الرئيس هادي لشؤون الدراسات د. فارس السقاف والذي استبعد إقالة حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها محمد سالم باسندوة وتشكيل حكومية جديدة بدلا عنها.
متوقعاً أن “يتم إجراء تعديل وزاري يستوعب الحراك الجنوبي وأنصار الله مع احتفاظ باسندوة بمنصبه، لأن أي تشكيل حكومي جديد يستلزم توافقا كاملاً بين مختلف القوى السياسية وهو ما لم يتحقق في ظل المعارضة المشار  إليها آنفاً كما أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر شدد على ضرورة بقاء باسندوة في منصبه تنفيذاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة”.

ونقلت يومية “السياسة الكويتية” عن السقاف توضيحه:  أن الرئيس هادي يدرس حالياً حزمة متكاملة من القرارات والإجراءات لإصدارها في وقت قريب لتضع اليمن في طريق المعالجة الصحيحة نظراً لما آلت إليه الأوضاع من حرب في محافظة عمران وكذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد .

وأضاف د. السقاف في تصريح له :  أن من بين تلك القرارات تغيير عدد من المحافظين وقيادات عسكرية وأمنية وقرارات أخرى تعيد للحكومة وظائفها والتي تعرضت لانتقادات شديدة خلال الفترة الماضية وانتهت برسالة من مجلس النواب إلى هادي تطالب بإجراء تغيير حكومي جذري.

كما أكدت المصادر في هذا الجانب أن دخول الطيران الحربي على الخط في عمران جاء نتيجة لضغوطات خارجية حاصرت الرئيس هادي وقد نقلها المبعوث الأممي  بنعمر والذي قالت المصادر انه جمع بنود مهمته من قطر والولايات المتحدة قبل الوصول إلى اليمن في زيارته الحالية بناء على توصيات ورغبات اطراف داخلية يأتي في مقدمتها اللواء علي محسن والقيادي الاصلاحي محمد اليدومي وهي الأطراف التي عملت من أجل توسيع العمليات العسكرية في عمران وإدخال طيران الحربي اليمني على الخط وبالرغم من أوامر وقناعة الرئيس هادي ووزير الدفاع اللذان لا يزالان معارضها لمسألة الزج بالجيش في حروب عبثية لا طائل منها .

وأشارت المصادر إلى أنه وبرغم الضغوطات الخارجية التي يواجهها الرئيس هادي نتيجة عزمه على تغيير الحكومة ورفضه الزج بالجيش في الحرب بعمران  فقد عمل مؤخراً على إرسال مبعوث خارجي له إلى بعض البلدان  الراعية للمبادرة الخارجية بهدف الإحالة دون الزج بالجيش في حرب عبثية في عمران وإدخال الطيران الحربي في المواجهات وكذا العمل على تغيير الحكومة بما يلبي متطلبات المرحلة إلا أن تلك المساعي لم تنجح ..

بنعمر يكشف تغيير الحكومة بقرار أممي

وما يؤكد صحة هذا وذلك هو ما كشف المبعوث الأممي جمال بن عمر عن قرارا أممية هامة ستصدر قريباً عقب تقديمه لتقريره رقم (30) إلى مجلس الأمن الدولي خلال الأيام المقبلة في إشارة واضحة إلى أن تغيير أو تعديل الحكومة لن يكون إلا بقرار أممي برغم التوافق الذي قال عنه انه موجود في اليمن على إحداث تغيير في الحكومة .

كما أضاف في حديث متلفز له قبل أيام  أن الوضع كان قد وصل في اليمن إلى تهديد السلم والأمن العام الدولي.

 مشيرا إلى أن المرحلة الانتقالية وبجهود كبيرة أدت إلى بناء قوات مسلحة تمكنت من طرد تنظيم القاعدة من محافظة أبين.

وأوضح بأن الشعار الرئيسي لمؤتمر الحوار الوطني هو بناء دولة قوية عادلة قادرة على توفير الخدمات للمواطنين .

وأكد بن عمر أن هناك ارتياحا للمجتمع الدولي حول مخرجات الحوار وهو ما سيؤدي الى اتخاذ قرارات مساندة لهذه المخرجات ومراقبة تنفيذها وتنفيذ الدعم اللازم .

وكشف عن ما وصفها بمحاولات ممنهجة هدفها تقويض العملية السياسية بالمظاهرات على غرار السيناريو المصري في إشارة واضحة إلى التظاهرات المطالبة بتغيير الحكومة .

وقال إن هناك مجموعات كبيرة في الشمال والجنوب يجب عليها نبذ العنف في إشارة إلى أنصار الله والحراك الجنوبي  ولم يتطرق إلى مليشيات الإصلاح المسلحة ومسلحي أولاد الأحمر .

الأمر الذي اعتبره الكثير من المراقبين صورة واضحة للكيل بمعيارين ومحاولة من بنعمر إلى تلبية رغبات أطراف على حساب الشعب اليمني.

فهو يتحدث عن إجماع يمني للتغيير في الحكومة في حين يقدم الإشادات لما وصفها بالأدوار البطولية التي لعبها وزير الداخلية في لقائهما أمس الأول فأي أدوار قام بها الوزير الترب في ظل الانفلات الأمني الرهيب الذي تعيشه البلاد ؟ ألا يسمع عن جرائم الاغتيالات التي تطال كوادر وضباط أجهزة الداخلية يومياً ؟!!

وأضاف المراقبون : أن الزج بالجيش في حروب عمران أكبر دليل على أن هناك مخططا يعمل بنعمر على تنفيذه  في اليمن فعادته دائماً ومنذ ابتعاثه لليمن يستمع لأطراف دون أخرى ويبرم اتفاقات مع أطراف دون أخرى في عملية تعكس بوضوح نيته تفجير الوضع كي يحلو له تنفيذ مخططات الأطراف الخارجية التي انتدبته إلى جانب أمريكا .

إلى ذلك قال محللون إن بنعمر أصبح اليوم لا يهمه سوى تنفيذ أجندة أطراف خارجية في اليمن تحت ذريعة المبادرة الخليجية حيث جعل تغيير الحكومة بقرار أممي مع أن تغيير الحكومة أمر لا يخدم جهات خارجية يهمها إبقاء اليمن تعيش تحت الأزمات ومصيرها في أيديها وتلك الأطراف صارت واضحة للجميع في قرار أممي الذي سيعمل على أصدراه لتغيير الحكومة .

متسائلين هل الزج بالجيش في الحرب إلى جاب مليشيات الإخوان المسلحة في عمران يعد هو أيضاً  بقرار أممي غير معلن ؟!!  إذا صح هذا فكيف للأمم المتحدة أن تتخذ مثل هذا القرار وهي تعلم والجميع يعلم أن أطراف خارجية تعمل من أجل تفجير الحرب في اليمن بأي وسيلة بهدف الانتقام من بعض الأطراف السياسية التي رفضت الرضوخ لأهوائها ومخططاتها التدميرية كما تعلم أن الزج بالجيش في مثل هكذا صراع لن يجدي وان الخسران الوحيد هو الجيش اليمني  ..

بن عمر يفجر الحرب السابعة !!

هذا وكان ناشطون سياسيون وإعلاميون قد اعتبروا تدخل الطيران الحربي في المعارك إلى جانب ميليشيا الإصلاح في عمران يمثل إعلان حرب سابعة ويجر البلد الى الهاوية , وأن ذلك يأتي في المقام الأول خدمة لأجندات خارجية.

محذرين من مساعي يبذلها حزب الإصلاح وعلي محسن الأحمر منذ فترة تهدف الى جر الجيش للدخول في مواجهة مع أنصار الله وتحويل الحرب من حرب على جناحه وعناصره الاستخباراتية المسماة بالقاعدة الى حرب ضد جماعة أنصار الله .

والتي أكدت مجدداً في بيان صدر عنها منتصف هذا الأسبوع حول ما يجري في عمران يمثل سعي واضح وحثيث من قبل ميليشيات حزب الإصلاح إلى تفجير الوضع في عمران وتوريط الجيش في حرب خاسرة ليس لها هدف أو مصلحة أو غاية سوى خدمة القوى النافذة التي كانت وما زالت سبب رئيسي في معاناة الشعب اليمني بما خلفته من حروب كارثية ومن أجل جر المعركة القائمة في محافظتي أبين وشبوه ضد ما يسمى بالقاعدة إلى ساحة أخرى .

وننوه البيان إلى أن مشاركة الطيران في القصف على مدينة عمران يعتبر منزلقا خطيرا للغاية وأمر غير مقبول ومرفوض وأن من يسعى إلى هذا المنزلق يرغب بتوريط الجيش في حرب عبثية ونذكر هؤلاء بأن الاعتذار الذي صدر بحق الحروب الست واعتبارها جريمة لم يجف بعد وأن عليهم التنبه بعدم الانزلاق إلى هذه المواقف العبثية مجددا .

ودعا البيان أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية إلى عدم الاستجابة لمطالب الأطراف التي تريد جره نحو الحرب وأن مهمة الجيش الوطني حماية الشعب وتأمينه وتحقيق مطالبه وحماية سيادته واستقلاله لا تنفيذ رغبات حزبية أو شخصيات نافذة  .

وأشاد البيان  بمواقف الشرفاء من أبناء الجيش والأمن الذين رفضوا الانجرار مع ميلشيات الإصلاح في المشاركة  بمعركة خطرة وغير مطلوبة ولا تحقق للشعب اليمني أي خير سوى المزيد من التفكك الاجتماعي والتدهور الاقتصادي .

وفي هذا السياق كشف معلومات صحفية أن العشرات من جنود وضباط اللواء 310 الذي يقود ه الاخواني حميد القيشبي في عمران يقبوعون في السجون إثر رفضهم المشاركة في الحرب العبثية التي فجرها بقيادة محسن ومحافظ عمران ..

البرلمان يكلف الراعي بالتواصل مع الرئيس

وفي آخر ردود الفعل حول ما يجري في عمران فقد وقف مجلس النواب في جلسته أمس الأول الثلاثاء أمام الأحداث الجارية في محافظة عمران وتداعياتها مشدد على  أهمية معالجة تلك الأحداث وتداعياتها برؤية وطنية بما يحفظ الدماء والسكنية العامة ويثبت دعائم الأمن والاستقرار واحترام تطبيق القانون والنظام وإعلاء مكانتهما وبسط نفوذ الدولة وهيبتها ومنع أي اعتداء بما في ذلك الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة .

وكلف المجلس رئيسه بالتواصل مع الأخ الرئيس هادي لمعرفة ما توصلت إليه اللجان الرئاسية الخاصة بالنزول الميداني إلى محافظة عمران وما أسفرت عنه من نتائج .