تقارير

اللاجئون السوريون في اليمن معاناة إضافية إلى معاناتنا

images (1)

تقرير / صابرين المحمدي

تستقبل اليمن نحو مليوني لاجئ أجنبي على أراضيها ومعظم هؤلاء من الصومال وإثيوبيا، أما آخر موجات اللجوء إلى اليمن، فجاءت من سوريا وإن بأعداد قليلة مقارنة بموجات القرن الأفريقي.

 وقد سجل 600 سوري فقط، كلاجئين. وبحسب المفوضية، دخلت 315 أسرة سورية اليمن مؤخراً عبر تركيا ومصر، إلا أن مصادر رسمية يمنية تشير إلى أن عدد هذه الأسر بالآلاف.

ولكن ما لفت الانتباه في شوارع صنعاء خلال الأشهر الأخيرة مشهد العشرات من اللاجئين السوريين في الشوارع، وغالبيتهم من النساء والفتيات الجميلات اللواتي يتسولن المال والطعام. وصنعاء الممتلئة بفقرائها ولاجئيها الداخليين والأفارقة لكن الوضع بالنسبة إلى هؤلاء، لا يبدو واعداً بل أشبه بالهروب من الـ”رمضاء إلى النار” على حد قول شعري عربي قديم.

وتأتي موجة  لجوء السوريين إلى اليمن اليوم ، في ظل أوضاع متشابهة بين البلدين (سوريا واليمن)، لناحية الصراعات الداخلية وعدم الاستقرار.

فقد وصلت اليمن التي لم تعد ترتيب وضعها بعد الانتقال من مرحلة حكم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى وضع جديد نتج عن أزمة ما يسمى (بثورات الربيع العربي) في العام 2011. فأطراف الصراع المتعددة ما زالت تعيد ترتيب أوراقها للمرحلة القادمة. ومن بين هذه الأطراف قوتان رئيسيتان، إحداهما تقف بشدة إلى جانب الثوار السوريين من الجيش الحر وحلفائه وهي حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، أما الأخرى فتقف بالشدة نفسها إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد وهي حركة الحوثيين، حركة دينية أيضا لكنها تعتنق الإسلام الزيدي بعكس حزب الإصلاح الذي يعتنق الإسلام السني. ولأنه يصعب فرز اللاجئين السوريين وتصنيفهم بناء على انتماءاتهم الدينية وولاءاتهم السياسية، لم يستوعبهم على الأغلب سوى المواطن اليمني العادي عبر المساعدة المادية لمن مد منهم يده إليه. وبالتالي، فإن وضعهم أشد صعوبة.

حيث يمكن القول بأن موجة اللجوء السوري وصلت اليمن في وقت غير مناسب، بعكس كل موجات اللجوء من الدول الأخرى (الصومال وإثيوبيا و إرتريا والعراق).

وتصل نسبة اللاجئين الأجانب في اليمن حالياً إلى نحو 8% من إجمالي عدد سكان البلد البالغ 25 مليون نسمة تقريباً. ويشكل اللاجئون تحدياً ليس اقتصادياً فقط وإنما أيضاً أمنياً للحكومة اليمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى