استطلاعات

مقاهي النت .. خطر يهدد مستقبل أطفالنا و أبنائنا

download (8)هناك مأساة لا يلتفت لها الكثير لا من المسئولين أو أولياء الأمور أو الطلاب الذين همهم الأول والأخير هو أن يمر يوم دراسي وهم في مقاهي النت وأهلهم يعتقدون أنهم في المدرسة فالطلاب يعجون بمقاهي الإنترنت من ساعات الصباح الأولى تبدأ من الساعة السابعة صباحاً حتى الثانية عشراً ظهراً ومن بعدها يقومون بمغادرة مقاهي الإنترنت إلى المنازل ويعودون إلى منازلهم وتستقبلهم أمهاتهم بالترحيب والتهليل وهي المسكينة لا تعلم بأنهم عادوا من (مزرعة الفيس بوك) أو من الألعاب الشبكية التي يقوم الطلاب بلعبها أكثر من فرد في نفس الوقت .

حول هذا الموضوع نزلت الهوية الى الشارع اليمني و جمعت عدة آراء  نسردها في سياق الاستطلاع التالي :

صابرين المحمدي

طلاب المدارس يدخلون المواقع الإباحية

 يقول حسام علي يبلغ من العمر 17 عاما  أتردد على محل الإنترنت ست مرات تقريباً في اليوم الواحد، وفي كل مرة أدخل فيها أظل قرابة الساعتين وأصبحت مدمن إنترنت، ولدي على مواقع التواصل الاجتماعي حوالي 1500 صديق من جميع أنحاء العالم وخصوصاً ماليزيا وبنجلاديش”.

وأضاف حسام “أمتلك حسابا واحدا في موقع الفيس بوك فقط وأعرف أشخاصا لديهم أكثر من ستة حسابات، وللأسف أصحاب الحسابات المتعددة أغلبهم بطالة بدون أعمال ويدخلون الإنترنت ليضيعوا أوقاتهم ويوهموا أنفسهم بأنهم بلغوا قمة التطور وهم في الحقيقة يعيشون في عالم آخر”.

ونوه بأن الوقت الذي يقضيه في الإنترنت لمتابعة الإعلانات والإعجابات والدردشات في مجموعات متنوعة ومختلفة، بالإضافة إلى التعارف مع أصدقاء جدد وخصوصاً الصديقات من الجنس الناعم، والبحث عن كل شيء جديد.

وأبدى استغرابه مما يحدث في النت من كذب وما هو الهدف منه، مشيراً إلى أن هناك شبابا يدخلون بحسابات وهمية بأسماء فتيات، مبيناً أنه كثيراً ما صادق العديد منهم وفي نهاية الأمر يكتشف بأنهم فتيان وليس فتيات.

وواصل حديثه بالقول: “كنت أعمل في محل إنترنت ووجدت أن الكثير من المرتادين للمحل يدخلون المواقع الإباحية وخصوصاً طلاب المدارس الذين يهرب بعضهم من الحصص الدراسية ويأتون للمحل والبعض الآخر يأتي بعد انتهاء وقت الدراسة”.

واختتم حديثه بالقول: في مقاهي الإنترنت ترى العجب، وحتى الأطفال الذين لم يبلغوا سن الحلم .

غياب دور الرقابة الأسرية

سالم وليد  يبلغ من العمر 15 ينظر الى  أن ظاهرة تزايد مرتادي محلات الإنترنت من قبل الأطفال من الأمور التي تبعث على القلق خاصة مع غياب دور الرقابة الأسرية أو رقابة الجهات المختصة، خاصة مع ما تحويه الشبكة العنكبوتية من عوالم مفتوحة فيها الجيد وفيها ما دون ذلك مما لا قد تستوعبه عقول هذه الفئة من مرتادي هذه المقاهي للتمييز في ما ينفعهم وما يتناسب مع أعمارهم , ومن هنا تكمن الخطورة في تعاطيهم مع بعض المواقع المشبوهة التي تتعارض مع ما يعتقده مجتمعنا من قيم دينية واجتماعية وثقافية ، والتي قد تؤثر في سلوكه وفكره سلبا .

إدمان الأطفال للشبكة العنكبوتية يؤثر على دراستهم وتحصيلهم العلمي

 من جهته يقول محمد صالح بعض هذه المقاهي قد تخصصت في تقديم بعض المواد الجاهزة من أفلام أو ألعاب لا تحتاج لأي اتصال بالإنترنت واهم عامل لدى مالكي هذه المقاهي في انتقاء هذه المواد هو الحصول على مزيد من الأرباح المادية دون الاهتمام إلى ما قد تحويه من رسائل هدامة لثقافة الطفل .

ويضيف محمد أن من الجوانب السلبية لهذه الظاهرة هو إدمان الأطفال لها على حساب دراستهم وتحصيلهم العلمي ،ويمكن أن نلاحظ ذلك عندما نجد بعض الطلبة يتوافدون على هذه المقاهي بزيهم المدرسي في الوقت الذي يظن أولياء أمورهم أنهم في مدارسهم ، وكذلك قد تشجع هذه المقاهي على ذلك من خلال ما تقدمه من تخفيضات خلال الفترة الصباحية التي يقل فيها مرتادوها .

موضحا:مع كل ما سبق فأن هذا لا يعني أن نمنع الأطفال من الولوج إلى عالم الشبكة العنكبوتية ولكن يفضل أن يكون ذلك ضمن إشراف المنزل والمدرسة وبما يتناسب مع تنمية معارفهم ومداركهم وبما يحقق التطور لهم في مسايرة العصر والانطلاق بهم لآفاق المستقبل.

إلزام أصحاب مقاهي الانترنت بعدم السماح للأطفال دون سن الـ18 سنة

و أوضح معد عامر  أستاذ علم نفس، أن الشباب هم قوة الحاضر وأمل المستقبل وإذا كانت الأمة تريد النهوض والدخول في معترك السباق العالمي اليوم في ظل تطبيق التكنولوجيا الحديثة وخصوصاً في مجال الاتصالات بكل أنواعها.

وقال معد :إن التكنولوجيا في العالم الثالث توغلت في المعاملات اليومية وانتشرت مقاهي الإنترنت في معظم الشوارع دون رقابة من قبل الجهات المختصة سواءً في الجانب الموضوعي أو الجانب التنظيمي لتحديد أعمار من يحق لهم ارتياد هذه المقاهي.

وأشار إلى أن العالم الثالث له خصائص سيكولوجية خاصة به فرضتها عليه السياسات القائمة على الأنظمة المتعاقبة في تلك الشعوب ومن أبرز هذه الخصائص الاضطهاد الفكري والوجداني والعاطفي، حيث جعلت الفرد الذي هو أساس بناء الأسرة النواة الأولى لبناء المجتمع مشتت الفكر متلبد الوجدان ليس له هم إلا السعي في اكتساب لقمة العيش، وهذا في علم النفس هو المستوى الأول من الحاجات الأساسية للفرد وبذلك تجد أنه يئن تحت وطأة الضغوطات النفسية التي شكلتها الظروف الاجتماعية الصعبة.

وأضاف معد في سياق حديثه: “ولأن الشريحة الأهم في المجتمع الشباب وبالأخص في المراحل العمرية الحساسة (الطفولة والمراهقة) والتي كلها طاقة حيوية تبحث عن متنفس لها في المجتمع ولم تجد من يوجهها التوجيه الأمثل في البيت المتمثل في الأسرة أو في المدرسة المتمثلة في المدرس وإدارة المدرسة.

وبين أن ما يتيح لمعظم الطلبة الهروب من المدرسة وارتياد مقاهي الإنترنت أسباب معينة أهمها ما ذكر آنفاً بالنسبة للأسرة إضافة إلى زيادة أعداد الطلبة في الفصول الدراسية بحيث لا يستطيع الأستاذ المتابعة اليومية، مستغلين عدم التنسيق بين الأسرة والمدرسة لمتابعته هذا من جانب.

وأضاف أيضاً :إن هناك أسباباً أخرى من (الناجية السيكولوجية) والتي يجد الطفل أو المراهق في مقاهي الإنترنت ما يلبي احتياجاته لإشباع الغرائز النفسية الملحة والمستحسنة لدى النفس البشرية وأهمها غريزة العدوان وغريزة الجنس واللتين هما وللأسف منتشرة في مقاهي الإنترنت دون رقيب أو حسيب.

وأوضح معد أن الطالب في المرحلة الأساسية من التعليم قد يقوم باقتراف السلوك الخاطئ لكسب المال الذي يؤمن له ارتياد هذه المقاهي، وفي أغلب الأحيان قد يتم استغلاله من قبل الجماعات الإجرامية حتى يصير عضواً فاسداً في المجتمع وهذا يكون في حالة أن الطالب في هذه المرحلة لا يجد اهتماماً عاطفياً من والديه ومتابعة حثيثة لما يقوم به في البيت والمدرسة.

ولفت إلى أنه في حالة إدمان الطالب للعمل في الإنترنت لساعات طويلة في اليوم تعمل على عزلة اجتماعية بينه وذويه في البيت، وقد تتجذر فيه الأخلاقيات المكتسبة من الإنترنت ويسعى للتقليد لما يشاهده أو يقرأه في الشبكة العنكبوتية التي جعلت العالم  كالقرية الصغيرة.

وواصل معد حديثه بالقول:إن العالم الثالث انتشرت فيه سيكولوجية الإخفاق في توجيه هذه الشريحة الهامة في المجتمع، والتي يجب القيام أمامها بالتوعية المجتمعية لأولياء الأمور وكذا تفعيل التنسيق بين البيت والمدرسة بواسطة تفعيل الدفتر اليومي للمتابعة، وكذا نزول متخصصين اجتماعيين ونفسيين لإقامة ورش عمل في المدارس لأولياء الأمور والمدرسين وإلقاء المحاضرات للتوعية بين الطلبة بمخاطر العمل لفترات طويلة للطلبة في المراحل التعليم الأساسي، وكذا إلزام أصحاب مقاهي الانترنت بعدم السماح للأطفال دون سن الـ18 سنة ارتياد المقاهي ومتابعة هذا القرار من الجهات المختصة.

 النت أوكار للاستخدام السيئ

 

أبو عادل تقول بعض مقاهي الانترنت تحولت إلى أوكار للاستخدام السيئ ، كما أن تحفظ الكثير من الأسر من إدخال الانترنيت إلى بيوتهم جعل الأطفال و المراهقين ينصرفون إلى المقاهي بحثاً عن المتعة ، ما يسهم في ضياع وقتهم و تعرفهم إلى صحبة السوء ، و التعرف على أساليب السرقات و التخريب كسرقة كلمات السر و التجسس على الأسرار الشخصية ، و الغرق في أوحال المواقع الإباحية و الفساد ، كما أن هروب المراهقين و ارتيادهم المتواصل للصالات و المقاهي جعل من البعض يألف التدخين و البعض منهم أصبح مدخناً سلبياً بفعل الصالات المغلقة ، إضافة إلى أنها لا تؤمن مستويات سلامة عالية و ظهور أنواع مموهة منها بالصيد الاحتيالي عبر اختراق بوابات الحاسب عبر الشبكة العنكبوتية ، و في الواقع إن عامل السلامة و الأمان هو الفكرة الأقل أهمية التي تراود مقدمي خدماتها ، و نسبة لا بأس بها من رواد المقاهي و صالات الألعاب هم من طلبة المدارس بمراحلها المختلفة ، ما يساهم في إضاعة الوقت عليهم و انصرافهم إلى أمور بعيدة عن متابعة دراستهم ، و تهديد القيم الأخلاقية الشرقية و المساهمة في عولمة عقل المراهقين .‏

إحصائيات عملية

وتفيد الإحصاءات بأن 63% من المراهقين الذين يرتادون صفحات المواقع الإباحية لا يدري أولياء أمورهم طبيعة ما يتصفحونه، وأن أكثر مستخدمي المواد الإباحية تراوح أعمارهم بين 12و 17 سنة، والصفحات الإباحية تمثل بلا منافس أكثر فئات صفحات الإنترنت بحثاً وطلباً.

ولذلك صرحت وزارة العدل الأمريكية قائلة : لم يسبق في أي مدة من تاريخ وسائل الإعلام بأمريكا أن تفشى مثل هذا العدد الهائل من المواد الإباحية أمام الكثرة من الأطفال والشباب.

وتفيد إحصاءات الوزارة بأن تفشي هذه الوسائل من الأسباب المباشرة في تفشي أنواع أخرى من الجرائم والمآسي الاجتماعية كالقتل والسرقة والاغتصاب والشذوذ.

ففي دراسة أمريكية حديثة تأكد أن الشراء والبيع عبر الشابكة (الإنترنت)، ونشر المواد الجنسية، والمقامرة وبرامج الأحاديث.. أصبحت مثل المخدرات بالنسبة لفئات من الناس يشعرون بالوحدة والحساسية المفرطة بحيث يلجؤون إليها بحثاً عن الاستمتاع والإثارة دون الإحساس بالذنب..

وبهذا أصبحت ظاهرة (الإنترنت) تهدد حياة بعض الأسر بالمشكلات العائلية والانفصالات الزوجية؛ بسبب انصراف الأزواج عن حياتهم الزوجية ومسؤولياتهم العائلية ليغرقوا أمام شاشات الشبكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى