مساحات رأي

الجيش اليمني والمسؤولية الوطنية..

download (1)

 .. بقلم / علي القحوم

 منذ أن أعلنت أمريكا الحرب الوهمية على ما يسمى بتنظيم القاعدة المؤدلج أمريكا وعينها على اليمن وتسعى إلى فرض الهيمنة عليه .. فالسيناريو كان من نوع آخر حيث أنها لم تعمل بالسيناريو الأفغاني والعراقي في الدخول في حرب رسمية وعلنية لأنه مكلف وباهظ ومشوه في نفس الوقت فاستحسنوا السيناريو الباكستاني .. حيث شهد استعمارا تدريجيا ابتدأ بحشد مئات الفرقاطات والبارجات الأمريكية والغواصات وحاملات الطائرات بذريعة القرصنة لتمتلئ بحارنا وجزرنا بهذه القوات .. ومن ثم ينتقلون إلى الخطوة الثانية وهي السيطرة على المطارات والأجواء اليمنية بذريعة الطرود المفخخة لتصبح المطارات اليمنية مهبطا  للطائرات الأمريكية .. فأصبح مطار صنعاء الدولي مهبطا ومصعدا للطائرات الأمريكية العسكرية التي تأتي باستمرار لتفريغ أسلحة وإنزال جنود .. واليوم نرى تدفق للعناصر الإرهابية والأجنبية إلى المحافظات الجنوبية وأمريكا من تسهل لهم ذلك لكي تتخذ من تواجدهم ذريعة للمزيد من الهيمنة والاستعمار .. فإذا كان هناك خطر على البلد فعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها وكذلك الجيش عليه أن يتحمل مسؤوليته في إزالة هذا الخطر .. فما يقوم به الجيش اليوم في أبين يعتبر موقفا وطنيا ومن يقول غير ذلك فهو مزايد .. أنا لست مع من يخون الجيش أو يستنكر ما يقوم به بغض النظر هل كان صادقا فيما يقوم به أم لا ،ففي الأول والأخير هذه من مسؤوليات الدولة والجيش بالدرجة الأولى .. فإذا كانت الدولة تتساهل مع العناصر الاستخباراتية والأجنبية المسماة القاعدة وكذلك الجيش .. فالشعب اليمني من له الحق في التحرك ضد المخططات الأجنبية والاستعمارية كلنا نعرف وندرك أن ما يسمى بالقاعدة ليست إلا لعبة شيطانية من صنع المخابرات الأجنبية وهي في الأصل تتخذها أمريكا ودول الاستكبار ذريعة لاحتلال الشعوب .. فإذا كان هناك أي خطر يهدد امن واستقرار اليمن فالدولة والجيش عليهم تحمل المسؤولية .. وإلا فالشعب من سيتحرك ويطرد هذه العناصر الاستخباراتية كما حصل في كتاف وحوث ودماج وغيرها .. فالتأييد الشعبي للجيش معناه انه لا مكان للمستعمر ولا لمؤامراته فإرادة الشعوب فوق كل الإرادات والعدو الأمريكي لا يستطيع أن يدخل بلدا والشعب يقف ضده فالمعادلة واضحة .. فلا قلق ما دامت والإرادة الشعبية ترفض المستعمر الأمريكي وأدواته القذرة والشعب هو من يتحرك ضدها وهذا أمر مطلوب وهذا فعلا ما يخشاه العدو الأمريكي .. لأنه لن يستطيع أن يعمل في ظل وعي شعبي وتكاتف واصطفاف وطني ضد أي خطر يهدد امن واستقرار البلاد .. وبالتالي هناك من يشكك في المواقف ويحاول أن يظلل على ما هو جاري اليوم في جنوب اليمن فتحرك الجيش والدولة في طرد العناصر الاستخباراتية أمر جيد والإسناد الشعبي مطلوب .. فإذا تحرك الجميع بمسؤولية ضد هذه المؤامرة فهم من سيقولون لأمريكا ولدول الاستكبار العالمي لسنا بحاجتكم فنحن من سيدرأ الخطر ونطرده من بلادنا .. وليس صحيحا كما يردد البعض من قاصري الفهم بان نبقى متفرجين على ما يجري في البلاد ونكتفي بالتحليلات والتشكيكات في الجيش وواجبه الوطني.

 صحيح أن المؤسسة العسكرية والأمنية مخترقة من قبل أجهزة الاستخبارات الأجنبية .. وهناك قيادات عسكرية تعمل في هرم هذه المؤسسة لصالح الأجنبي وهي من تعطي لهذه العناصر التصريحات والمعلومات والتسهيلات لتصبح المؤسسة العسكرية وأبناؤها الشرفاء في مرمى الاستهداف الأمريكي .. وتقدم بعد ذلك بأنها عاجزة وهزيلة لا تستطيع أن تدفع الخطر عن نفسها فما بالك بان تدافع عن البلاد .. وبهذا تدني أمريكا برأسها وتقول هناك خطر محدق بالبلاد وعلى مصالحنا ولهذا لا بد من التدخل المباشر سيما وان أمريكا باتت تتخبط ويتراجع بعدها الدور الإقليمي وتنكفئ وتتقهقر وينحسر مشروعها في سوريا ولبنان .. فهي تعيش في هذه الظروف حالة من التخبط والازدواجية في المعايير السياسية .. فأصبحت أوراقها مبعثرة وهي تحاول اليوم لملمتها وترتيبها من جديد ولأهمية موقع اليمن الإستراتيجية في المنطقة ولأنه البوابة للشرق الأوسط والملاحة الدولية تحركت أمريكا اليوم لفرض المزيد من الهيمنة والسيطرة .. طبعا هي لا تدخل أي بلد إلا بذريعة مطاردة ذراعها الاستخباراتية المسمى بالقاعدة .. فالاسطوانة المشروخة التي نسمعها اليوم تردد وتتضخم في الإعلام الموالي والتابع للسياسة الأمريكية حول هذا التنظيم وانه بات يشكل خطرا ولابد من تحرك المجتمع الدولي وأمريكا ضد هذا الخطر .. هنا وأمام هذه المؤامرة كان استباق الرئيس هادي للمجتمع الدولي في دعوته للجيش والشعب اليمني لمواجهة هذه العناصر الاستخباراتية كان أمرا جيدا ولسنا بحاجة احد فالجيش والدولة والشعب باستطاعتهم إزالة الخطر إن كان هناك خطر على البلد .. فالهزيمة النكراء لدول الاستكبار العالمي في سوريا لم تكن بالبسيطة فهم عندما حشدوا وجندوا الآلاف من العناصر الاستخباراتية وأرسلوها إلى سوريا لتدمرها وتخضعها للمستعمر الأمريكي .. وبعد أن فشل المشروع التكفيري الأمريكي في سوريا ولكي لا تعود هذه العناصر إلى بلدانها وتشكل خطرا هناك وبالأخص في الأماكن التي لا تريد أمريكا أن تعود إليها كما حصل بعد حرب أمريكا على أفغانستان عندما عادت بعض تلك العناصر إلى السعودية والجزائر وعملت ما عملت .. فأمريكا لا تريد أن يتكرر ذلك السيناريو لا سيما بعد أن قام النظام السعودي بخطوات احترازية واصدرا بيانات ضد تلك العناصر التي كان ومازال النظام السعودي الراعي لها والداعم الرئيسي .. فكل هذه التحركات الأخيرة في اليمن تقرأ في هذا السياق لان كل المعطيات تؤكد على ذلك .. في المقابل قامت أمريكا بمؤازرة بعض النافذين في النظام الظالم بالتنسيق في نقل تلك العناصر الاستخباراتية من سوريا إلى جنوب اليمن لتبقى بعد ذلك مسرحا لمؤامراتها سيما بعد أن أعلنت هذه العناصر الاستخباراتية بأنها ستنتقل إلى اليمن .. فأمريكا قد أعدت العدة وجهزت السيناريو وهناك أياد عميلة في الحكومة تهيئ وتجهز لهذه العناصر وتمنحها التصريحات والتسهيلات و……….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى