استطلاعات

الألعاب الالكترونية خطر يهدد جيل الغد

download (1)أطفال هذا العصر مرتبطون بشكل كبير بالألعاب الالكترونية لدرجة أنهم يعيشون في عالم الخيال أكثر من الواقع، فلم يعد النشاط الرياضي  يجذبهم ولا اللهو مع الأصدقاء، مثلما كان يحدث مع الأجيال السابقة ولاشك أن هذه الحال تقلق أولياء الأمور الى حد كبير خاصة انه كثيرا ما نسمع عن أضرار الاستخدام الزائد لأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الالكترونية الأخرى.

حول هذا الموضوع نزلت الهوية الى الشارع اليمني و جمعت عدة آراء حول ذلك نسردها في سياق الاستطلاع التالي :

 الألعاب تحتاج الى التركيز و الذكاء

يقول فراس علي (12 سنة)، إنه يفضل استخدام الآي فون والبلاك بيري لأنها الأجهزة المتطورة التي تحتوي على خدمة الاتصال مع جميع الخدمات الأخرى كالألعاب وغيرها باختلاف الكمبيوتر والآي باد الذي يفتقر لخدمة الاتصال، ويضيف من الألعاب التي أفضل استخدامها ألعاب التركيب والذكاء والتي تستعين بالذاكرة وتنشيط المخ، وذلك لمتعتها وشعوري بالمنافسة أثناء لعبها بغرار ألعاب العنف والمصارعة .

ويضيف: ولأن ألعاب التركيب والذكاء تحتاج إلى التركيز وساعات طويلة، غالبا ما أشعر بإرهاق شديد وحرقان في العين وهذا ما لا أشعر به في البداية إلا بعد مرور ساعات طويلة، فأتوقف فوراً عن اللعب .

الألعاب متعة و ترفيه و تسلية

ويختلف عمر سليم  (11 سنة) عن راغب في نوع الأجهزة، حيث يشير إلى استخدامه المفرط لجهاز الكمبيوتر في البيت، من خلال الألعاب التي يرى فيها المتعة والتسلية والترفيه بعد العودة من دوام مدرسي منهك، مشيراً إلى شدة الآلام التي يتعرض لها أثناء جلوسه المطول على جهاز الكمبيوتر، كآلام الظهر والرقبة والتي أحيانا تعيقه من إكمال واجباته الدراسية .

أما إياد وليد  (12 سنة)، فيجد متعته في ألعاب المصارعة التي تخلق له جواً من الحركة والتنافس خاصة إذا كانت بمشاركة أحد أصدقائه، من خلال جهاز »البلاي ستيشن« ويقول: »يعد استخدامي لجهاز البلاي ستيشن قضاء وقت فقط، لكوني لست مدمن ألعاب وإنما أتوجه إليها عند شعوري بالملل، وبالرغم من ذلك أعاني مشاكل صحية بسبب اللعب على الجهاز، كآلام الظهر، وتعب في العينين .

ألعاب العقل أفضل

قاسم عيسى (10 سنوات) يختلف مع عبد الله، حيث استخدامه لجهازي(آي فون ) و(البلاي ستيشن) لم يسبب له أي أضرار صحية وذلك لاعتداله في استخدامهم، ويقول: (أفضل الألعاب التي تحاكي العقل وتنشط الذاكرة فهذا ما يستهويني ويشدني لهذه الأجهزة، وأيضا سهولة الحصول عليها من المواقع وتحميلها على الجهاز النقال (آي فون) ما يجنبنا الإرهاق والجلوس لساعات طويلة على جهاز الحاسوب، فالجهاز النقال اقل ضرراً من الحاسوب) .

أخاف منها علي أطفالي

وتقول أم ليلى أم لأربعة أطفال اعتاد أبنائي الجلوس أمام الألعاب الإلكترونية لأكثر من 3 ساعات يومياً وقالت  أنها كانت في بداية شرائها إحدى الألعاب الإلكترونية فرحة بتمضية أطفالها أوقاتهم، لكن مخاوفها تزايدت عندما أخذ أطفالها بتطبيق ما يرونه في هذه اللعبة على أرض الواقع من خلال إجراء مسابقة بينهم يتنافسون فيها على تكسير وتحطيم أكبر عدد ممكن من أواني المطبخ . وتقول استشرت طبيباً نفسياً ونصحني باختيار قصة تعطي فكرة رياضية .

تكون إيجابية أحيانا

 

و يؤكد الاختصاصي الاجتماعي أن حب استخدام الألعاب يمكن توظيفه في قالب إيجابي وتعليمي يخدم الطفل، إذ تساعد بعض الألعاب على تنمية القدرات العقلية ومهارات الإبداع لدى الطفل، لكن كثرة الألعاب الحربية وغيرها من ألعاب العنف، حجمت دور الألعاب التعليمية، مشيراً إلى أنه عندما قصد إحدى محال ألعاب الكمبيوتر، بحث عن لعبة غير حربية لا تتضمن العنف واستخدام الأسلحة، وواجه صعوبة في الحصول على تلك اللعبة من بين كم الألعاب العنيفة المعروضة، مؤكداً في الوقت نفسه أن طلبة المرحلة المتوسطة هم الأكثر استخداماً لهذه الألعاب، إذ يميل طلبة المرحلة الثانوية إلى الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي والدردشة على نحو أكبر.

 ويرى مستشار الطب النفسي والأمراض العصبية الدكتور عبد الجبار نعمان  أن تأثير الألعاب الالكترونية يعتمد على مضمون ومحتويات هذه الألعاب .

إذ إن هذه الألعاب في العادة تعالج قضية أو قصة خيالية أو تعرض حرباً تنتهي بالتدمير والقتل وفي كلا الموضوعين فإن تأثيرهما يكون كبيراً من خلال المدة التي يقضيها الطفل في ممارسة هذه الألعاب . وأضاف أن إدمان الأطفال على الألعاب الالكترونية يتمدد من خلال قضاء أكثر من ساعتين يومين .

وأشار إلى أن بعض مضامين الألعاب الالكترونية الخيالية تعمل على التأثير في نفسية الأطفال وتجعلهم يبتعدون عن الواقع ويقتربون من عالم خيالي غير موجود كما تعزز فيهم التفكير الخيالي على حساب الواقعية ليظهر من خلال سلوكياتهم وأقوالهم ونظرياتهم إلى الحياة .

أضرارها على الأطفال

وتنتقد إحدى أخصائيات الطفولة المبكرة ما تتضمنه بعض الألعاب الإلكترونية من قصص لا تمت إلى الواقع بصلة وتقول : إن إدمان اللعب لم يعد مقتصراً على البيوت من خلال (Play Station) بل تعدى ذلك إلى أمكنة خاصة بهذه الألعاب يتقمص فيها الطفل شخصية المحارب الشرس الذي يقتل كل من يمر بقربه دون تفكير، وتكون الأدوات الخيالية في هذه الألعاب قنابل ورشاشات وخناجر . وتعطي مثالاً على إحدى الألعاب الالكترونية التي تدور أحداثها حول أسطورة عقيمة لا فكرة فيها أو عبرة كالرجل الذئب الذي يتحول إلى وحش عند اكتمال القمر في نهاية الشهر فيمتص الدماء ويكسر العظام .

وتؤكد أن التوتر فقط وليس المتعة هو الذي ينتج عن قضاء الأطفال أوقاتاً في ممارسة هذه الألعاب ذات المضمون الدموي والتخريبي .

وتطالب الأخصائية برقابة دائمة من قبل الأهالي الذين يجب أن يراقبوا دخول الأطفال إلى عالم الألعاب الإلكترونية مشيرة إلى أن أهالي الأطفال يتحملون مسؤولية اختيار مضامين هذه  الألعاب .

و كشف العلماء مؤخراً أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب تتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال.

كما حذر العلماء من الاستخدام المتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع والأكف.

كما أشار العلماء أيضا إلى ظهور مجموعة من الإصابات الخاصة بالجهاز العظمي والعضلي نتيجة الحركة السريعة المتكررة في الألعاب ،كما أن كثرة حركة الأصابع على لوحة المفاتيح تسبب أضرارا بالغة لإصبع الإبهام ومفصل الرسغ نتيجة لثنيهما بصورة مستمرة .

كما تشير الأبحاث العلمية إلى أن حركة العينين تكون سريعة جداً أثناء ممارسة العاب الكمبيوتر مما يزيد من فرص إجهادها إضافة إلى أن مجالات الأشعة الكهرومغناطيسية والمنبعثة من شاشات الكمبيوتر تؤدي إلى حدوث الاحمرار بالعين والجفاف والحكة وكذلك الزغللة وكلها أعراض تعطي الإحساس بالصداع والشعور بالإجهاد البدني وأحيانا بالقلق والاكتئاب.

ميزانيتها

قدر خبراء في مجال الألعاب الإلكترونية حجم إنفاق الطفل اليمني على ألعاب الترفيه الإلكتروني بنحو 400 دولار سنويًا، وأكدوا أن السوق اليمني تستوعب ما يقرب 3 ملايين لعبة إلكترونية في العام الواحد، منها عشرة آلاف لعبة أصلية والباقي تقليد، ويشير أحد مسؤولي التسويق بشركة متخصصة في مجال الألعاب الإلكترونية إلى أن أسواق اليمن استوعبت حوالي مليون و800 ألف جهاز بلاي ستيشن، موضحًا أن أكثر من 40% من البيوت اليمنية تضم جهازًا واحدًا على الأقل. والجدير بالذكر أن ألعاب البلاي ستيشن لم تعد حكرًا على الصغار بل صارت هوس الكثير من الشباب وتعدى ذلك للكبار!

ويضيف: الرابح في هذا المجال الشركات الأمريكية واليابانية المنتجة والمسوقة لهذه الألعاب والبرامج، فقد أعلنت شركة سوني اليابانية المتخصصة في صناعة الإلكترونيات أنها تتوقع ارتفاع أرباح مجموعاتها بنسبة 108% إلى 280 مليار خلال السنوات المقبلة، وأرجعت الشركة هذا الارتفاع في أرباحها إلى نجاح لعبة البلاي ستيشن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى