استطلاعاتعناوين مميزة

النقاب .. بين العادة و العبادة و الحشمة و الإغراء للشباب

images (5)

خلف نقاب أسود تختفي وجوه ملايين من النساء اليمنيات، البلد الذي ما يزال محافظاً على الكثير من العادات و التقاليد التي ورثها الأبناء عن الآباء و الآباء عن الأجداد و اعتبرت جزءا لا يتجزأ من واقع حياة نعيشها لابد أن نلتزم بتطبيقها في سائر أعمالنا و من بين هذه العادات  النقاب الأسود للمرأة اليمنية .

حول هذا الموضع نزلت الهوية إلى الشارع اليمني للتعرف على هل  النقاب عادة أم عبادة و فرض ديني وجمعت عدة آراء مختلفة نسردها في سياق الاستطلاع التالي :

استطلاع /  صابرين المحمدي

النقاب حارس للفتاة

 صلاح سالم يقول النقاب بمثابة الحجاب ليحرس الفتاة ويحفظ عرضها ويدفعها إلى الحياء والعفة وهو بحد ذاته يمثل عدم التشبه بالغرب، فالمجتمع اليمني منذ القدم ورث هذه الميزة التي يتميزن بها الفتيات اليمنيات عن غيرهن.

ويضيف صلاح ولكن للنقاب بعض الأضرار، فبعض النساء من ضعيفات الدين والأخلاق، يستخدمنه أداة تنكر”.

يخالفه الرأي علي محسن الذي يقول كشف الوجه أفضل من لبس النقاب، كما أن كشف الوجه يضبط تصرف الفتاة فتصبح معروفة.

 

 

يلبس للفت النظر

يوافقه الرأي احمد وليد بقوله النقاب يستخدم للفت أنظار الشباب، لأنه وضع لغير ما صُنع، فأصبح أكثر لفتا للنظر ومحط اهتمام في مجالس الشباب.

وأضاف إن كشف الوجه وتغطية الرأس بطريقة غير ملفتة للانتباه هو الحل المناسب، فالفتاة المحجبة أكثر حياء وصوناً لسمعتها من غيرها، وهو الأمر الملاحظ في أوساط المجتمع اليمني.

لا أفضل لبسه

أما هدى سليم فتفضل عدم لبس النقاب إن كان عادياً أو بأشكال متنوعة، لأنها ترى أن الأفضل للفتاة لبس الحجاب العادي الذي يكشف عن وجهها، حتى لا تكون عرضة للأذى والتحرش، كما يحصل مع الفتيات المنقبات.

الله أمر بلبسه

سلوى إسماعيل تجيب عن سؤالنا لها «لماذا اخترت النقاب» أن الله عز وجل أمرنا بذلك في محكم آياته «وروت الآية بالمعنى».. قلت لها قد يكون للأمر علاقة بالعادات والتقاليد في اليمن ، فقالت: أنا شخصياً ارتدي النقاب لأنه أمر من الله سبحانه وتعالى وليس له علاقة بالعادات والتقاليد.

المرأة هي من تحدد مكانتها

وعما إذا كان للنقاب علاقة بشرف المرأة والمحافظة على دينها، وأيهن الأكثر تعرضاً للأذى، المنقبة أم المحجبة؟ تقول ريم منصور المرأة دائماً ما تتعرض للأذى سواء كانت منقبة أم محجبة، وهي وحدها التي تستطيع الحد من هذه الظاهرة ، بطريقة تصرفاتها وردود أفعالها تجاه ما تتعرض له من أذى ومضايقات، أما عن شرف المرأة فإنها سواء كانت منقبة أو محجبة تستطيع المحافظة على نفسها وسمعتها في كل الحالات.. لأن المسألة تعتمد على ما بداخلها من قيم وأفكار تترجمها عملياً.. وليس في المظهر أو اللباس ، فالسؤال هو: ما هي القيم التي تحملها والأفكار التي تتبناها ، لأنها هي التي سوف تنعكس على سلوكها تلقائياً، وبحسب آليات السلوك الذي تسلكه في حياتها تستطيع المحافظة على نفسها.

إذاً فكيف تنظر ريم منصور كمنقبة إلى أختها المحجبة؟ تقول: ليس هناك اختلاف فسواء كانت منقبة أو محجبة فإنها في الأخير امرأة لابد أن تحافظ على ما فطرها الله عز وجل عليه.. قلت لها : هناك من يقول أن المرأة المنقبة اقل وضوحاً من المحجبة؟ فأجابتني محتدة: غير واضحة في ماذا؟ عند ما يقول شخص أنا غير واضحة.. فما هي آليات التعامل التي يفترض أن تكون، ويقاس على إثرها الوضوح؟ وتضيف: أنا اعمل مع الرجل في مهام معينة وبضوابط معينة.. وفي فترة زمنية محددة، وعندما انهي عملي يكون قد انتهى كل شيء.. فما هي درجة الوضوح التي يريدها ما دامت المهام واضحة عندي وعنده كذلك..؟ إنني حين أنجز مهامي الموكلة اليَّ يكون بذلك قد انتهت قضية عملي معه .. فما هي درجة الوضوح التي يريدها من يزعمون عدم الوضوح؟

النقاب لا يفرض القيود

وعما إذا كان التخلص من النقاب للمرأة شيئاً في طريق التحرر والوصول إلى حقوقها تقول سماح سعيد  طبعاً لا.. فبإمكان المرأة أن تتحرر وهي منقبة، وتؤكد أن أزمتنا أزمة فكر، وليست أزمة لباس ، وتضيف: لابد أن نتحرر بالفكر من الأشياء التي تحولنا إلى سلع لإشباع غرائز الضعفاء.. فالقضية قضية فكر، إذ كيف يمكن لي بالأفكار والقيم أن أغير في هذا المجتمع، وان اخرج جيلاً صالحاً سوياً، وان ننهض بأنفسنا سياسياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً.. فإذا عرفنا حدود الشرع في الحجاب، وكيف يجب أن تكون المرأة في بيئتها سواء كانت منقبة أو محجبة فإن عليها أن تلتزم بالحجاب الإسلامي الذي ترتاح فيه وتريح، وان تكون صاحبة أفكار ، ولا تشترك في إحداث الأزمات الفكرية.

توافقها الرأي عبير الوداعي بقولها النقاب لم يمنع المرأة من التعلم، أو لم يكن قيداً لها من الالتحاق بالتعليم.. ولو كان كذلك لما وصلت إلى ما هي عليه اليوم.. فالنقاب لم يقيد المرأة بل أعطاها كامل حريتها وحررها من سجن المساحيق.

وإذا كان يسوق العمل محددات تختلف عما تذهب إليه فإنها من قبيل ما تؤكده من أن أكثر الشركات والمؤسسات تشترط أن تكون المرأة محجبة.. وتقول: لكن من ترك شيئاً لأمر الله عوضه أفضل منه، ولقد تركت الحجاب وتنقبت من اجل ما أمرني الله به، وسوف أظل منقبة، وسيعوضني الله بعمل مناسب لا يشترط الحجاب ويرضى بي منقبة.

التقاليد تتحكم في ذلك

أما سعاد نجيب فإنها وان كانت تعتقد أن للنقاب علاقة نسبية بالعادات والتقاليد إلا أنها اختارت النقاب لسبب آخر لا علاقة له باعتقاد ديني ، فحين سألتها لماذا أنت منقبة؟ وسارعت تحدثني بلهجة عامية ولسان حالها ينوء بحمل أعباء سر طالما تمنى أن يكشف عنه وقد واتته الفرصة، وقالت بشيء من الضنك: «ايش أقول لك» «أنا وصلت إلى مرحلة مش حلوة» كان الناس من حولي ينظرون إليّ نظرة أخرى، وكانوا ينادونني بالصينية «لأنني نوعاً ما أشبه الصينيين» فأتحرج من ذلك كثيراً.. فاخترت النقاب لأنه فعلاً وقاية للمرأة ، ولقد حفزني أخي الكبير على ذلك.

توافقها الرأي  جميلة سعد الأم لخمسة أطفال  بقولها “إنها تقاليدنا، إننا لا نفكر كثيرا في النقاب ولا نتكلم كثيرا عنه ونلبسه بكل بساطة”. وليس النقاب منتشرا فقط بين النساء اليمنيات في صنعاء، بل أيضا بين المعتنقات الجدد للإسلام من البلاد الغربية.

النقاب مريح

 و تقول سارة محمد إن لِبس النقاب في اليمن مريح وأجد الراحة فيه”. أما صديقتها عائشة علي فتحب النقاب لأنها “على الرغم من وجودها في المكان إلا أنها تشعر بشكل ما أنها منفصلة عن الناس”.

غيرة الزوج تفرض النقاب

أم عادل  أيضا امرأة متزوجة وزوجها يحب أن تظهر بين الناس بالنقاب. وهي تؤكد أيضا أن الرجل الذي يعرض زوجته لنظرات الرجال الآخرين لا يحترم زوجته بالقدر الكافي، وتقول: “قد يؤذي مشاعري جدا عدم إصرار زوجي على لبس النقاب، وألا يعنيه نظرات الرجال إليّ! أن جمال المرأة في وجهها الذي يجذب الرجال الآخرين، لذلك لا بد أن يكون غيورا”.

 وتضيف أم عادل إن ما يربط في الغالب بين الدواعي الشخصية للبس النقاب هو القناعة بأن النقاب ضروري أو على الأقل مرغوب فيه للتمييز بين الرجل والمرأة.

النقاب أفضل

و رهف عامر تقول بوجهة نظري بأن المرأة لو ارتدت عباءة الرأس وملحقاتها بدون نقاب وبدون إضافات عصرية ستعف نفسها وتمنع الالتفات إليها أما لبس النقاب مع عباءة ضيقة ولحاف ملون وملحقات عصرية تافهة فهو يزيد من الفتنة ولفت الانتباه ومنهن من يزين العينين ويبرزها وهذا أبو الفتنة .

أصبح موضة جديدة

بينما ترى فردوس علي أن النقاب أصبح موضة  فهناك بعض الفتيات ولنقل الكثيرات منهن على حد تعبيرها يلبسن النقاب دون التزام بشروط لبسه مثل عدم إبراز العينين بشكل لافت وذلك بوضع المكياج حتى لا  يكون النقاب مغرياً وتقول :-  بدأت اليوم تظهر البراقع القصيرة والمزركشة وتلبس بطريقة ملفتة فأحيانا يكون قصيراً جداً وتارة طويلاً وتارة توسع فتحة العينين بحيث يظهر الحاجبان وتارة لا ترى إلا العينين , وتعتقد فردوس أن النقاب عادة اجتماعية لبعض النساء والتزام ديني للبعض الآخر , مشيرة إلى أن النقاب مفروض من الآباء والأبناء على بناتهن وأخواتهن , وترى أن النقاب بشكل عام معيق لمسيرة المرأة في الحياة والعمل  فالمرأة العاملة في مجال الهندسة والطب يجب أن تلبس الحجاب.

رغبه خطيبي تحكم

و تقول أنهار محمد ترتدي النقاب الإسلامي أنها ارتدته طلباً من خطيبها وليس كلبس ديني وكانت ترتدي قبل ذلك اللثمة من اختيارها الشخصي أما زميلتها فقد رفضت طلب خطيبها في أن ترتدي النقاب الإسلامي( أبو الجلباب) لأنها وصفته بأنه ثقيل ولا يمكن أن تتحمل حره فهي ترتدي النقاب الإسلامي أبو طرحة طويلة من اقتناعها الشخصي.

وفتاة أخرى لبست النقاب الإسلامي من أجل تلبية طلب خطيبها ولكن بعد أن فسخت خطبتهما خلعت النقاب ورجعت إلى الحجاب(المكشوف الوجه) كما كانت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى