استطلاعات

الأسواق العشوائية .. زحمة سير ، و أمراض صحية

مظهر غير حضاري‏..‏ مشاجرات دائمة‏images,,‏ بؤر للتلوث والضوضاء‏..‏ مقر للبلطجة والخارجين على القانون باختصار هي الأسواق العشوائية التي أصبحت قنابل موقوتة‏,‏ سواء في صنعاء أو المحافظات وتقع وسط الكتل السكنية‏.‏ وتعد مكانا خصبا لحدوث الكوارث واندلاع الحرائق‏.

حول هذا الموضوع و عشوائية الأسواق و نظافتها وازدحامها نزلت الهوية الى الشارع لتعرف على أسباب وجودها و رأي العاملين و المواطنين فيها و حصيلة ذلك في سياق الاستطلاع التالي :

استطلاع / صابرين المحمدي

أين نذهب ؟؟ّ

يقول صلاح علي  بائع في السوق إن عمه جاء الى صنعاء من القرية ليبحث عن لقمة العيش واستقر به الحال في هذه السوق التي لا يعرف غيرها, وبطبيعة الحال جاء هو الآخر ليعمل معه في بيع الخضراوات.

ويضيف أن السوق بها الكثير من الأقارب ولا أعرف إن تركت السوق ـ ماذا أعمل؟

ورفض محمد حسين بائع في السوق أن يتم نقل السوق الى مكان آخر لأن الزبائن تعودت على المجيء الى السوق.

وأضاف أن هذه السوق فتحت أبواب رزق لكثير من العاملين, وأكد أن حياة البائعين أصبحت مرتبطة بهذه السوق.

الأزمة سببت في زيادتها

يقول الدكتور صالح قاسم هذه الأسواق العشوائية والمتناثرة بدأت بالتزايد خلال السنوات الثلاث فقد أصبحت أرصفة الشوارع مصدر رزق جيد للكثير من الشباب اليمني وكذلك القادمين من المحافظات الجنوبية، وقد استثمروا الفكرة جيداً وعملوا على جلب مختلف أنواع البضائع وخاصة الملابس والألعاب ذات الأسعار المناسبة جداً مقارنة بما هو موجود في المحال التجارية”.

 من جهته جمال  حسين يقول لقد تسببت الأزمة التي مرت بها اليمن منذ مطلع العام 2011م وحتى هذا العام في بروز الأسواق العشوائية على الشوارع الرئيسية والفرعية وأرصفتها ومداخل بعض الحارات حيث أدى الانفلات الأمني الى تنافي ظاهرة الأسواق العشوائية ومساعدة أيضاً على ذلك اتساع قاعدة الفقر وغياب القانون .

زبائني يتناقصون بسببها

بينما يؤكّد شاهين علي  صاحب محال لبيع الملابس النسائية في شارع هائل بمركز مدينة صنعاء لـ ( للهوية ) بأنّ “زبائنه بدؤوا بالتناقص يومياً وبصورة مفاجئة بعدما طرأت على المدينة الأسواق العشوائية أو بائعو الأرصفة الذين يبيعون بالأسعار التي تحلو لهم وعدم تحملهم لأجور المحال التجارية مثلنا”.

ويبين شاهين أنّ “الانفتاح الاقتصادي والتجاري لصنعاء ساعد على نمو الأسواق العشوائية وعدم منعها أو محاسبتها من الدوائر الحكومية المعنية” والتي عملت بحسب قوله على “تغيير بضائعها من الرديئة إلى استيراد البضائع (الراقية) التي كانت مقتصرة على المحال التجارية فقط حتى أصبحت بيد زبائن بائعي الأرصفة وبأسعار رخيصة جداً”.

وفرت فرص عمل للكثير

فيما يشير أحد بائعي الأرصفة يدعى وليد محمد  إنّ البيع على أرصفة الشوارع قد وفر فرص عمل مناسبة للعديد من الشباب اليمني الذي يفتقر للوظائف الحكومية، ناهيك عن عدم وجود أسواق تجارية كافية في اليمن وغلاء أسعار المحال”.

الشارع يوفر فرصاً للبيع والشراء

عوض سالم  “مقوت” يعلل خروجه من السوق إلى الشارع بالقول ” الشارع يوفر فرصاً للبيع والشراء أكثر من السوق والناس يفضلون الشراء من الشارع دون الدخول إلى السوق ” وعن موقفه من القانون الذي يمنع اتخاذ الشوارع كأسواق يقول ” في هذه الأيام مَن يلتزم بالقانون يفقد لقمة العيش ولسنا على استعداد للمغامرة لأن هذا المكان هو مصدر رزقنا الوحيد “

أتمنى الالتزام بالقانون

أما عبد الرحمن قاسم فيتمنى الالتزام بالقانون غير أن الظروف أجبرته على افتراش الشارع حيث أدت المنازعات المسلحة التي دارت رحاها في العام 2011م إلى تدمير السوق الذي كان يعمل فيه وبالتالي لم يكن أمامه إلا مواجهة الأمر الواقع.. وهو النزوح الى الشارع الرئيسي.

تسبب الكثير من المشاكل

ويرى جلال سامي  أنّ هذه الأسواق العشوائية تتسبب بالكثير من المشاكل منها التجمعات الكبيرة التي تعيق السير وكذلك منظر المدينة التي أصبحت عبارة عن سوق كبير لا يخلو من النفايات والضجيج”.

ويتابع حديثه، “يجب إيجاد آلية لتنظيم هذه الأسواق وعمل بائعي الأرصفة للمحافظة على نظافة وجمالية المدينة المقدسة، خصوصاً وهي في تزايد مستمر في كل مكان من صنعاء.

الازدحام في الأسواق العشوائية

 علي غالي يقول الازدحام الشديد والمنظر غير اللائق للأسواق وكذا عدم تقديم السلعة للمشتري بالطريقة الصحيحة وعدم التزام الباعة بدخول السوق المركزي يؤدي الى التهرب الضريبي لبعض الباعة وخاصة المتجولين وإلى تعرض بعض الباعة للخطر مثل حوادث السير.. بالإضافة الى تعرض بعض المواد الغذائية لأشعة الشمس والغبار والأتربة مما يجعلها مضرة بصحة المستهلك وغير صحية كما أن السلع المعروضة عادة ما تكون مسببة لأمراض قاتلة.

أين دور الحكومة من ذلك؟!!

سعيد والي  – طالب – أرجع أسباب الازدحام الشديد بالمدينة إلى غياب دور المجلس المحلي بالمحافظة، حيث قال: أسواق المحافظة كلها عشوائية بشكل عام وهذه الأسواق العشوائية تسبب الازدحام في السير وذلك يدل على العشوائية التي تمر بها المدينة.

وأضاف سعيد ولأن الأسواق العشوائية موقعها غالبا غير مناسب ولا يوجد فيه موقف للسيارات ولأن المجلس المحلي يغض الطرف عن الباعة الذين يفترشون الشارع العام انتشرت بكثرة  هذه الأسواق وعمت الفوضى.

النظافة معدومة

كما يقول ماهر حسين  إن انتشار بائعي الفاكهة وإشغال الشارع بالعربات مسألة خطيرة ناهيك عن انتشار الذباب والفوضى، بالإضافة إلى الألفاظ النابية التي يتبادلها البائعون، ويوجهونها للفتيات والمضايقات المتكررة للسيدات”.

وطالب بإقامة أسواق خارج الكتلة السكنية بجميع مراكز المحافظة لتجميع الباعة المتجولين بإقامة سوق لهم بدلاً من التلوث البيئي والضوضاء، وعودة شرطة المرافق ومسؤولي الأشغال بالوحدات المحلية لضبط الخارجين عن القانون، حد تعبيره.

ويشتكي أغلب سكان مدن صنعاء من تفاقم زحمة الباعة على جميع الطرقات والممرات المؤدية إلى الأسواق الكبيرة، حيث يشهد محيط هذه الأسواق زحمة خانقة بسبب تزايد الخيام المخصصة لعرض السلع والبضائع العشوائية كالخيام والطاولات التي أصبحت متراصة باستمرار على جميع الشوارع، واحتلت الركن المخصص لتوقيف السيارات، واتخذته مكانا دائماً لحركة بيعها اليومية.

سوء تنظيم

ان سوء تنظيم السوق والبسطات ومداخله وخارجه يسبب ازدحاما شديدا يشهده السوق بشكل يومي من خلال استحداث مداخل عشوائية تم حشر معظم أصحاب البسطات بداخله خاصة من أصحاب الخضار والسمك والدجاج إلى جانب خروج أصحاب اللحوم من المسلخ إلى الشارع العام وتمركز كل هؤلاء على جنبات الشارع العام وسط سوق القات مما يؤدي إلى زحمة وضغط كبير على المنفذ العام للسوق من قبل أصحاب القلابات والوايتات وأصحاب الفرز والمارة وغيرهم خاصة وأن السوق يقع على الخط الرئيسي لمدخل المدينة .

وضع مأساوي

 سمير عوض يقول ما يقلقني  فعلا بأن الأوضاع المأساوية للوضع البيئي في السوق علي محسن لبيع الخضار جلبت الكثير من الأمراض وخاصة أن الطريق العام من وسط السوق والبساطين وأصحاب اللحوم والدجاج والتمور والخضار الذين يفترشون جنبات الطريق وهو ما يؤدي إلى جلب الكثير من الأمراض كالتقرحات في المعدة والإسهالات وغيرها ،أما بالنسبة للنفايات وتراكم القمامة وغيرها فإنها بؤرة للبكتيريا وتجلب معها الأمراض المختلفة كالاختناق وضيق التنفس.

أسباب فشل الأسواق

 ويفند المهندس سليم عمر أسباب فشل الأسواق بالرغم من حداثتها بقوله إن المستثمرين عادة عندما يؤسسون لإنشاء أسواق حديثة لا يهتمون بسيناريو الفكرة التي سيقوم عليها السوق ولا بالخدمات المبتكرة التي سيقدمها لزواره ومتسوقيه بمعنى أن أسباب فشل تلك الأسواق يوجد له سببان الأول معماري والآخر تشغيلي، للأسف أسواقنا تصمم بلا هدف هندسي و يكون فيه عامل الجذب عاملاً مهماً ووحيدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى