تحليلاتخاص الهويه

«هيكلة القبيلة» … «أبو شوارب» توقع قبل أكثر من (10) سنوات سقوط «حاشد» على يد «حميد» و«حسين»

مستشار هادي: نتيجة ما حدث في «حاشد» جاء في مصلحة الدولة
العلاقة بدأت بالتصدع والتراجع بين قبيلة “حاشد” و”أولاد الأحمر” منذ انتخابات البرلمان (2003)؛ فالعلاقة الحميمة التي كانت تربط بين كل مراكز القوى والنفوذ المشيخي, ولقد بدا الخلاف واضحا حينها؛ عندما قرر الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، الترشح مع أبنه “حسين” في الدائرتين الانتخابيتين التابعتين لـ”بني صريم”.
 حينها، ربما شعر مشائخ “بني صريم” بالغبن وقرروا ترشيح الشيخ حمود عاطف، ووليد شويط لمنافستهما, ما كان يعني احتمالية سقوط الشيخ عبد الله, غير أنه تم تدارك الأمر قبل (3) أيام من موعد الاقتراع, حين تم سحب حسين الأحمر من الترشيح من إحدى الدائرتين, ونقله إلى دائرة أخيه صادق.

 الهوية – خاص..

عيال الاحمرربما.. هذه الحادثة، أظهرت للمرة الأولى, في معقل “حاشد” الخلاف والتباين, إذ حصل الفرز والاصطفاف بين من سيقف مع “شويط” وبين من سيقف مع “الأحمر”, بدأ من هنا يتشكل وعيا بأن من حق أهالي “بني صريم” الترشح, والوصول إلى مراكز الدولة العليا.
في ذلك التاريخ، أطلق الشيخ الشهيد “مجاهد أبو شوارب”، عبارته الشهيرة، حين قال: “نهاية حاشد، ستكون على يد حميد وحسين الأحمر”.. وربما هذا ما كان يشعر به “أبو شوارب” بأن رحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، زعيم القبيلة، الذي توفي في (2007)، سيترك فراغا من الصعب على أحد من أبنائه سده.. وهو فعلا ما أكدته الوقائع والأحداث، فلم يحتاج “أولاد الأحمر” أكثر من (7) سنوات، غوغائية، ملوثة بأول، وثاني، وثالث، ورابع، وخامس، أكسيد العبث السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والتي أفضت إلى ما حدث في اليوم الذي ستخلده الذاكرة اليمنية، حين أعلن أنصار الله “الحوثيون” بمحافظة عمران، في أول أحد من فبراير (2014)، تمكنهم من تفجير منزل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، في منطقة الخمري، بعد دخول المنطقة والسيطرة عليها، وتدمير المنزل بشكل كامل مع ملاحقة وإسطبل الخيول، في وقت كان فيه مسلحو الشيخ الأحمر وأنصاره، فروا من المنزل والمنطقة هربا، قبل وصول المقاتلين من أبناء حاشد المناصرين لـ”الحوثي” إلى المنزل وإحكام سيطرتهم عليه.
وربما أن السبب الحقيقي وراء ذلك السقوط المريع، هو التصرفات الباغية التي اقترفها أولاد الأحمر بحق حاشد بشكل خاص، واليمن بشكل عام، بالإضافة، إلى حالات الاستخفاف بقدرات “الحوثيين” الذين صاروا قوّة لا يمكن الاستهانة بها، وجزءا أساسيا من المعادلة الداخلية اليمنية.
ربما “الحوثيين”، بعثوا بأكثر من رسالة، في أكثر من مناسبة، كلها حملت إيحاءات عن وجودهم كشريك يؤمن بالتعايش السياسي والمدني، فلم يتركوا فرصة لإظهار قدرتهم على الحشد في العاصمة، إلا وأظهروها. ولقد كانت المناسبة الأخيرة التي خرجوا فيها إلى الشارع، حين شيعوا ممثّلهم في الحوار الوطني، أحد أبرز رجال القانون في اليمن، الأستاذ الجامعي، الدكتور أحمد شرف الدين، الذي اغتيل غدرا، بمثابة فرصة لتأكيد موقع “الحوثيين” كقوّة سياسية على صعيد اليمن ككلّ.
لكن، ربما.. “أولاد الأحمر”، وحدهم من لم يفهم الرسالة، حتى سقط قصر الشيخ عبد الله بن حسين، في مسقط رأسه، ومعقله، حينها، لربما.. أدرك “أولاد الأحمر”، أن كثيرا من الأمور تغيرت، وأن موازين القوى والحسابات في الأفق المنظور والبعيد، لا بد أن تتغير وفقا للوقائع والأحداث على الأرض.
إن أوضاع اليمن ما بعد سقوط قصر الخمري لم تعد كما كانت عليه قبل سقوط القصر وشطبه من على وجه البسيطة.
إنها لربما، مرحلة قطع ووصل في التاريخ سوف ترتسم فيها مؤشرات التحليل ووحدات قياس الأمور وقراءاتها على أساس ما قبل وما بعد سقوط قصر «الأحمر».
مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي، لشؤون الدراسات والبحث العلمي، الدكتور فارس السقاف، رئيس المركز الوطني للدراسات الإستراتيجية، اعتبر أن «الهزيمة غير المتوقعة التي تلقتها زعامة قبيلة حاشد ممثلة بأولاد الشيخ الأحمر على يد الحوثيين لن تكون نهاية للقبيلة لكنها بداية لتحجيمها».
وقال السقاف: «اعتقد أن هذه الهويات الصغيرة التي تخرج أو تنشز عن الهوية الوطنية الجامعة هي في حالة زوال وبالنسبة الى اليمن القبيلة متضخمة, وعوامل زوالها تكون موضوعية وطبيعية بحكم التطور, كالتعليم مثلاً وانخراط أفرادها في الحزبية, إضافة إلى بروز جماعة الحوثي كقوة حجمت القبيلة وأعادتها إلى حجمها الاعتيادي بعد أن ظلت صاحبة النفوذ والسيطرة وتغولت منذ ثورة 26 سبتمبر في العام 1962 وحتى اليوم, وأصبحت هي الدولة, وهذا الضعف الموزع على القوى كلها في اليمن, سواء كانت قبيلة أو قوى اجتماعية أخرى ستتوافق وتنسجم مع الدولة والتطورات فما يحدث ليس زوالا للقبيلة, فالقبيلة ستبقى ولكن ستزول القبائلية التي تعني أن تصبح القبيلة هي الحزب وهي القوة وهي الأداة».
ونقلت صحيفة «السياسة» الكويتية عن السقاف قوله : «استحقاقات مقبلة ستترتب على ما حدث في حاشد».
وبشأن ما يراه البعض من أن السلطات بغضها النظر وتأخر تدخلها في إيقاف المواجهات في حاشد أوحى أنها راضية عما يحدث من كسر لشوكة القبيلة عموما, وحاشد خصوصا على يد الحوثيين? قال السقاف :«هذا ربما بالنتيجة ولكن ليس الدافع من الدولة لأنها لم تخترع هذه الحروب فهي لو تدخلت في هذا الظرف فذلك سيتطلب دخول الجيش, وربما يتورط ويبقى في معركة ستدمره, وربما يراد له أن يدمر خصوصاً أنه في طور استكمال هيكلته, فالدولة غير قادرة, ولا تريد أن تتورط في هذا الأمر, وقد تمكنت من إيقاف المواجهات والجيش سينتشر في المناطق التي أخليت من المسلحين, وما يقال عن أن الحوثيين سيدخلون إلى العاصمة وستعود الملكية فهذا تهويل لاستدراج الدولة الى الصراع وجعلها طرفا فيه, وكأنما الدولة ومعها المجتمع الدولي سيقفان عاجزين, لكن هذا الأمر غير قابل للتحقق».
وعما يقال عن أن صنعاء يحاصرها الحوثيون وان بإمكانهم إسقاطها خلال ساعات رد السقاف: «كان النظام السابق يقول إنه يحاصر صنعاء بالقبائل السبع, وهذه القبائل إذا أرادت أو أريد لها أن تدخل صنعاء وتنهبها وتسيطر عليها يمكن أن تفعل ذلك, لكن بالنسبة الى الحوثيين لا أعتقد أنهم من الغباء الى حد أن يفعلوا ذلك إذ لن يعترف بهم أحد, لا في الداخل ولا في الخارج, فأقصى ما يمكن أن يفعلوه هو أن يسيطروا على المناطق التي بأيديهم ويشاركوا في العملية السياسية مع الآخرين في المحافظات الأخرى, وفي صنعاء لهم مشاركات من خلال مخرجات الحوار في مجلس الشورى, ولجنة تقسيم الأقاليم وصياغة الدستور, وستكون لهم مشاركة في الحكومة ولا يمكن أن يسيطروا على العاصمة, كما أن صعدة لا يمكن أن تبقى حالها خارجا عن سيطرة الدولة, فمهمة الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يجعل القوة كلها تحت إمرة الدولة حتى لا يمتلك أي طرف أي قوة وتكون العاصمة وغيرها مهددة, لأن إخضاع أي محافظة لسلطة جماعة مسلحة هو اقتطاع من سلطة الدولة».
أما بشأن من يرى أن حروب الحوثيين هي ثورة أمامية مقابل من يقول إن مواجهات القبائل في حاشد امتداد للدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري, قال السقاف :«لا أتفق مع هذا القول, هذه مجرد شعارات, فهناك أمور كثيرة تتردد, مثل أن هذه الحرب الدائرة خصوصاً التي يشنها الحوثيون يريدون من خلالها إعادة الأمامية والملكية, وأنها حرب مذهبية, أي يريدون أن يمذهبوا البلد بأكمله وأنهم وكلاء لإيران, فكل هذا قد يكون في المضامين لكن في الواجهة والشعارات ليس كذلك, والحقيقة هي سياسية وسلطة ونفوذ في هؤلاء ومماثلة لـ”حزب الله” في لبنان ولن تتعداه ضمن الصفة السياسية, فالحوثيون يمتلكون السلاح بحجة الاعتداء المتكرر عليهم وعذرهم في أن السلاح تمتلكه قوى أخرى, ولسان حالهم يقول سلموا الأسلحة ونحن سنسلم, ولهم واجهة سياسية, وحاليا هم يعملون على صعيدين الأول السياسي والثاني إبقاء قوتهم العسكرية».
الشيخ علي حميد جليدان, أكد في بيان له, “إن قبيلة حاشد بمختلف رموزها من غير المقاتلين أكدت لطرفي النزاع أنها ليست طرفاً في المعارك, مشيراً إلى أن قبائل حاشد حاولت مرات عدة ومنذ البداية نصح الطرفين والتوسط بينهما ومحاولة وقف القتال وفرض الصلح, باعتبار “أنها حرب عبثية لا فائدة منها”.
وأكد عدم وجود وساطة بين حاشد وعبد الملك الحوثي لأنه لم يكن هناك خلاف أصلاً بينهما, وأن “حاشد هي من بادرت مرات عدة للوساطة بين طرفي النزاع قبل اللجنتين الرئاسيتين اللتين كلفتا الوساطة في منطقتي خيوان ودنان”.
وأضاف “إن القبيلة لا تعتزم استبدال مشيخة آل الأحمر بغيرهم من المشايخ, لكن عليهم أن يتعقلوا ويأخذوا العبرة مما حدث”.
من جهته, قال الشيخ ياسر بن فيصل الأحمر ابن عم الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر في بيان, “إن من يقود الحرب أبناء حاشد ومن كل مناطقها, حتى من الخمري قرية آل الأحمر لأن الناس ثاروا على الظلم والطغيان”.
في الظاهر بدا أن العائلة بلغت ذروة المجد على مستوى ضخامة حجم الحيازات والثروات التي تكدست بين يدي أغرار صغار عبر الريع والنهب ومن مصادر داخلية وخارجية شتى.
بالتلازم كانت تعتمل وتمور مشاعر الاحتقان والنفور والكراهية وتتسع رقعة قوى الاعتراض في المحيط المجاور للقبيلة المهيمنة -حاشد- وفي داخلها وفي عموم البلاد.
ثمة مظاهر وعلامات تفسخ أصابت جسم أكبر سلطة قبلية مشيخية تهندست وارتفعت عمارتها عبر عقود طويلة من الكد والنكد والدهاء والالتواء الذي اعتمده الأب في مشوار انغماره في السياسة وامتصاصه لأروقتها ودهاليزها ومراكمته لخبرة الإدارة من الظل وتحريك بيادق السلطة في الدهاليز والأروقة إلى أن هيأ لمن سيأتي بعده المجال لمواصلة دربه وصناعة الكثير من السلطة الموازية والرديفة والمحركة للسلطة الاحتفالية المعلنة كحكومة وغيرها.
وامتدت الأذرع الاخطبوطية للعائلة إلى معظم أرجاء الوطن بل امتدت إلى خارج الحدود ومع كل هذا التمدد الهائل كانت قبضتها تنحسر وتتآكل في نطاق معقلها الرئيس والملاذ التقليدي للأب وقد بلغت من التآكل حد عدم قدرتها على مجابهة قوة حركية راديكالية منظمة مثل قوة الجماعة الحوثية التي ألحقت بها هزيمة نكراء واقتحمت القصر الخاوي على عروشه بعد فرار أنجال الشيخ.
وإذا كان عرش الرئيس السابق علي صالح قد تصدع واهتز وتهاوى عندما تخلى عنه الركن المكين والعمود السميك المتمثل بالمؤسسة القبلية المشيخية فإن حال حزب الإصلاح النافذ الأكبر في السلطة وعلى المستوى العام أصبح مكشوف الظهر بين ليلة وضحاها وليس بمقدوره معاندة الوقائع ومواصلة الوقوف على رجل واحدة – كان يقف على رجلي القبيلة  والإخوان.
لقد صار هذا الحزب مطالباً بالمسارعة إلى إعادة هيكلة نفسه وتأهيل ذاته كحزب سياسي لا يرتهن للقبيلة فقط ولا للمليشيات القبلية المسلحة ولا لـ”الدماجيين” أو “الحمر” و”الزندانيين” فقط.
المؤكد أن المجال السياسي برمته صار يحتاج إلى إعادة هيكلة تطول كل الأحزاب والفعاليات السياسية والتحالفات والتصورات.
لكن يظلّ العامل الأهمّ في المعادلة اليمنية الجديدة سقوط معادلة «الشيخ والرئيس». إنّها المعادلة التي تحكّمت بالبلد طوال ما يزيد على ثلاثة عقود، والتي انتهت عمليا بالوصول إلى منطقة الخمري وبلدة حوث في عمران وإلى منزل الشيخ عبد الله.
ثمّة من يقول إن اليمن بلد المفاجآت، دائما وأبدا، وأن الشيء الوحيد الأكيد في المرحلة الراهنة هو أن البلد يبحث عن صيغة جديدة. أي دور سيكون للحوثيين في هذه الصيغة، وأي دور للقبائل اليمنية التي يريدون التخلّص من دورها والتي عانت طويلا من صيغة «الشيخ والرئيس» .
ربما.. اعتمدت حركة الإخوان المسلمين في اليمن على مدى عقدين من الزمن على محاربة القوى الشريفة في هذا البلد ، من تحت الكواليس بالتخفي وراء العديد من الأغطية المتنوعة ، حيث كان يتحكم في القرار السياسي ، والعسكري وغيرها من السلطات دون أن يظهر ارتباط حزب الإصلاح الممثل الرسمي للحركة  بشكل مباشر بما يحدث في الساحة اليمنية ، حرصاً منهم بأن يبقى الحزب بوجه مقبول أمام المجتمع اليمني بمختلف مكوناته ، ويبقى في نظرتهم حزب إسلامي حداثي.
واستطاع حزب الإصلاح أن يحافظ على هذا المظهر ما يقارب عقدين من الزمن ، حتى اندلعت الثورة الشعبية السلمية في مطلع العام 2011م ، والتي كانت أيضاً ضحية لهذا التلاعب والتخفي الذي يستخدمه الإخوان .
لكن هذه المرة اصطدمت الحركة بخصم قوي وعتيد ، لا يخضع أبدا لمعيار المصالح الخاصة والمكاسب السياسية الرخيصة على حساب المكاسب العامة والمطالب الشعبية ، وبالتحديد أهداف الثورة الشعبية السلمية ، فحاول حزب الإصلاح جاهداً أن يستخدم أقنعته الأخرى لمواجهة هذا الخصم المتمثل في أنصار الله ، فاعتمد على الورقة الطائفية من خلال  التكفيريين وعلى رأسهم التكفيريين في دماج والذين يتخللهم الكثير من الأجانب الذين يمثلون أجهزة مخابراتية عالمية مختلفة ، وكذلك ما يسمى تنظيم القاعدة ، وتغذية الصراع القبلي والمناطقي ، فيما ظل حزب الإصلاح كحزب وكسلطة والتي فرض هيمنته على أهم مراكزها من خلال المبادرة الخليجية يقدم نفسه بدور الوسيط وشاهد الزور في هذا الصراع ، خاصة كلما يوشك أحد أطرافه في الحرب على الانهيار والهزيمة .
لكن الوضع لم يستمر طويلاً بهذا الشكل فكل هذه العناوين التي يستخدمها حزب الإصلاح في مواجهة انصار الله أخذت تتلاشى بشكل متسارع ، وذلك بسبب الهزائم المتلاحقة للميليشيات التكفيرية والقبلية التي يديرها ، ومن جهة أخرى الفشل الذريع لحكومة الوفاق التي يتحكم بأهم مراكز السلطة فيها ،، كل هذا جعل الحزب يفقد الكثير من توازنه وظهرت الكثير من القيادات القبلية والسياسية والعسكرية بشكل علني في الوقوف وراء الجماعات التكفيرية الإجرامية والتورط في الأزمات والفوضى الذي تشهدها البلاد.
أما وقد بلغ الأمر بحزب الإصلاح الى خسارة الكثير من ثقله القبلي ووصلت نيران الحرب التي أشعلها الى عمق تواجده القبلي والعقائدي في حاشد وأرحب، جعله يسعى جاهداً الى خلط الأوراق محاولاً توفير غطاء لتدخل الدولة بشكل مباشر في الصراع، وأخذ يثير الأراجيف عن حصار أنصار الله لصنعاء وسعيهم لإسقاط مطار صنعاء ، وأن الخطر محدق بالنظام الجمهوري ، والترويج لامتلاك انصار الله دبابات حديثة وآليات عسكرية متطورة وغيرها من الأكاذيب ، التي تمخضت بإخراج اللواء حميد القشيبي لترسانة من الأسلحة التابعة للدولة من معسكره في عمران لتعزيز الجماعات المسلحة من التكفيريين والبشمركة التابعة لأولاد الأحمر والتي تقاتل أبناء حاشد الشرفاء الذين تحرروا من عبودية أولاد الأحمر التي جثمت فوق صدورهم طويلاً ، ولكن أولاد الأحمر تفاجئوا بقيام القبائل بحصار تلك الترسانة العسكرية ومنعها من المرور لاستهداف إخوانهم من القبائل المجاورة ، حتى تمكنوا من أخذ تعهد منهم بعدم تسليمها لميليشيات أولاد الأحمر ، وأن الغرض من ذلك هو نقلها لإحدى المواقع التابعة للمعسكر .
عموما.. قد لا يكون بمقدور الإصلاحيين الحشد العسكري كالحوثيين، وقد لا يكون بمقدور الحوثيين حشد أنصارهم في الساحات والمسيرات بنفس العدد الذي يخرجه الإصلاحيون، لكن الحقيقة المؤكدة بأن أي منهما بات غير قادر على إقصاء الطرف الآخر أو حتى تهميشه، إذاً بدلاً من ضياع جهودهما في التحريض المتبادل، لماذا لا يتجهان – ومعهما كل القوى الأخرى على الساحة اليمنية – صوب بناء مرحلة جديدة من التعايش.. والوطن يتسع للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى