مساحات رأي

يوسف العصر

مصباح الهمداني
تخيل أنك عريس في شهر العسل، وعائد من بيت عمك القريب، ومعك زوجتك، سيرا على الأقدام، وتأتي سيارة فيها خمسة صعاليك”سراسرة”، ويعارضوكما، ويسمعوكما كلام في منتهى الوقاحة”هيا اطلعي يا منقشة”،ويفتحون الباب، وتمتد أيديهم ويصيحون “هيا اركبي يا قمر”،”هيا ادخلي قبلما نسحبك يا قح…”، ترد عليهم وليس بيدك سلاح “عيب عليكم هذه مرتي”، يتضاحكون ويردون عليك” طيب اطلع معها وتكون مرتنا كلنا”..يقترب الذئاب أكثر وأكثر وتشتبك معهم، ويمسكون بزوجتك، وتسمع صراخها وبكاءها، تحاول جاهدا الفكاك من بين أيديهم، لتنقذ عرضك، لكن دون جدوى، تشاهد ثياب زوجتك، تتمزق تحت أيديهم، وتبدأ عورة زوجتك في الظهور، شعرها..وجهها..رقبتها..صدرها..ساقيها…تبكي بحرقة، وأنت تشاهد العشرات من سالكي الطريق يمرون كالبهائم، وقبل أن يتمكن الأنذال من إدخالها إلى السيارة، تفر زوجتك إلى صيدلية مجاورة، وتظن انها هربت إلى المنزل، وتتمكن أنت بالفرار إلى منزلك، ولا تجدها فتعود ومعك مسدسك، وتجد الخمسة الحثالة، مازالوا هناك، يريدون أخذ “القح…” تطلق النار على سيارتهم، فيتفرقوا، ويلوذوا بالفرار، وتخلع ما عليك من ثياب، وتغطي بها دماء ودموع ولحم زوجتك المنزوع، وتعود إلى بيتك، حاملا معك هم الدنيا، وقهر الجبال، وكمد الدهر، تعود لتبكي من كل شيء، ومن كل خلية في جسدك، وما هي إلا دقائق، ويأتي رجال أمن عفاش، ليتهموك بقتل أحد أبناء المشائخ، وتهديد مرافقيه، أثناء تجولهم في صنعاء، التي لا يستطيع أحد أن يقول لهم “بعيدا”…
يجرونك، يكسرون كل شيء في طريقهم، وتقبع في السجن سنوات طوال، ويأتي أبناء المشايخ ليقولون لك”سنشنقك، ونمزقك، كما مزقنا ثياب زوجتك”، “من أنت أيها الفقير حتى تواجه أبناء الشيوخ”.
عقود من الزمن تمر عليك في السجن، وفلوس أبناء المشايخ تشتري ضباط عفاش، ونيابة عفاش، وقضاة عفاش…
والقهر والباطل والوجع والدمع والدم والهدم والندم: أن يستمر بقاء المظلوم في السجن في دولة أنصار الله…
هذه القصة ليست من نسج الخيال، بل صاحبها هو المظلوم المكلوم: أنور مطهر عبدالله المنصور.
أشعر بالقهر والألم فوق كل وصف.
أشعر بأن أبنائي وإخوتي والعشرات من أقاربي في الجبهات إنما يدافعون عن العرض، وفي صنعاء ما يزال المدافع عن عرضه سجين، والسفهاء طلقاء.
أطالب بتوضيح رسمي من الجهات المعنية، وأين وصلت القضية، ومن يعرقلها، ويؤخر البت فيها.
أطالب بإعادة النظر في القضية، وخلس جلود الضباط والنيابة والقضاة الذين شاركوا في الجريمة وباعوا شرف المهنة.
أطالب بتعويض أنور تعويضا عن سنوات العمر المقهورة وعن السمعة المهدورة، وعن الصحة المهجورة، وعن كل ما لحق به من ضرر، ولا أدري أي تعويض يعوض ما فات.
أطالب بشنق الخمسة ومن دافع عنهم بماله أو جاهه أو وجاهته.
أطالب بغسل العار في هذه القضية، وسن القوانين التي تهدر دم المعتدي والمعاكس وكل مغاسل الدعارة اللفظية والعملية.
أطالب بدولة تمثل المسيرة، وتعكس صورة أنبل الرجال في الجبهات.
سيصل صوتنا إلى أعلى الهرم في السلطة، وبإذن الله ننصف يوسف العصر وننتصر له. ” والله على ما نقول وكيل”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى