تحليلاتخاص الهويهعناوين مميزة

هل تعمل إيران على تفتيت أنصار الله أم أن السعودية اكتشفت خطر السلفيين؟!! طهران والرياض اللعبة الملتهبة في اليمن

بعد اللقاء الذي جرى بين القائم بأعمال السفير الإيراني بصنعاء مرتضى عابدين وقيادات في حزب الرشاد اليمني ذي الخلفية السلفية والذي يعد الأول من نوعه ثارت العديد من التساؤلات في الشارع اليمني خاصة وان هذا اللقاء جاء بعد وقت قصير من اللقاء الذي قام به السفير السعودي بقيادات حوثية على رأسهم رئيس المجلس السياسي لـ”أنصار الله” نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني صالح هبرة.

قراءة / أبو عبد السلام حسن

علم ايران والسعوديةوبرغم الجدية في كثير من التساؤلات إلا ان تساؤلا ظهر فيه نوع من السخرية او النكتة بمعنى اصح مع ما يحمله من معان ذات أهمية.
هذا التساؤل هو: هل سنسمع قريبا عن تبني السلفيين نشر المذهب الاثنى عشري في اليمن وفي الوقت نفسه يتبنى الحوثيون نشر الوهابية؟
التساؤل برغم بساطته او سذاجته كما يعتبره البعض إلا ان فيه نوعا من المغازي السياسية فبعد اللقاء بين القائم بأعمال السفارة الإيرانية وحتى قبلها كانت معلومات تسربت عن ان أنصار الله وعبد الملك الحوثي يستقبلون دعما ماليا مستمرا من طهران في الوقت الذي كشف بعض المراقبين ان هناك خلافا بين أنصار الله او ما يعرف بجماعة الحوثيين وان هناك مساعي إيرانية لتقسيم أنصار الله الى عدة حركات وجماعات بعد ان شعرت طهران ان الإملاءات الإيرانية لن تجد لها مكانا لدى أنصار الله كما تريد.
لكن اللقاء الذي جمع القائم بأعمال السفارة الإيرانية بصنعاء قد كشفت ان إيران لا تسعى كما رددت وسائل إخبارية اخوانية الى كسر الجليد القائم بين الإيرانيين والإسلاميين السلفيين في اليمن بل هدفها وفقا لم تقول المعلومات محاولة إشعار أنصار الله أنها قادرة على تجييش من تريد داخل اليمن ان رفضت الحركة الانصياع لأهداف ومرامي سياسة طهران, ولتؤكد ان يافطة الطائفية التي كثيرا ما تثار الخلافات تحت غطائها لا أساس له خاصة وان المواجهات بين السلفيين وأنصار الله التي شهدتها ولا تزال تشهدها مناطق يمنية كلها ذات أهداف سياسية ومصالح خاصة لا علاقة لها بالدين مطلقا وإلا لما قبل السلفيون ان يتفقوا مع طهران ان كانت حجتهم في افتعال المعارك مع أنصار الله هي اندفاعهم للدفاع عن السنة ورد المد الشيوعي من الوصول الى اليمن.
وبرغم تردد معلومات عن أن هناك خطوات عملية تالية بين الجانبين في سبيل تضييق الخناق على الفتنة الطائفية المشتعلة بالمنطقة إلا ان التوجس من القادم اشتد عما كان عليه كون جماعة السلفيين يمثلون حتى الآن في البلاد القنبلة الموقوتة المنتظر انفجارها وتدمير ما حولها.
وهو ما يثير تساؤلا أكثر أهمية من كل التساؤلات المتوقعة وهو هل لحسين الأحمر أي علاقة بما يحدث من تقارب بين السلفيين والسياسة الإيرانية؟
هناك من ذهب الى ان المنسق بين الطرفين هو الشيخ حسين الأحمر نكاية بما قيل عنه من قيام قيادي مؤتمري بالتنسيق بين السفير السعودي وقيادات في أنصار الله لذلك الاجتماع.
فيما ذهب آخرون الى ان حسين الأحمر هو أصلا يد إيرانية في اليمن تمارس الدور الذي رفضه أنصار الله خاصة وان العلاقة بين حسين الأحمر وطهران ليست وليدة الساعة بل هي علاقات قديمة وسابقة للقاء الذي جمع السفير السعودي بصنعاء مع صالح هبرة وقيادات من أنصار الله خلال الأيام الماضية.
فالتقريب بين الجماعة السلفية باليمن وجماعة الحوثي الذي قيل انه نوقش خلال لقاء القائم بأعمال السفير الإيراني بصنعاء مع حزب الرشاد لم يقبل به السلفيون من قبل عندما ظهرت دعوات وجهها أنصار الله إليهم فهل يعقل ان يتقبلونها من طهران التي يصفونها بأنها رأس الشيطان وأنها لا تقل خطرا على الإسلام والمسلمين من الخطر الصهيوني والأمريكي؟!
متابعون للمشهد ومستجدات الأحداث يرون بان الدور الذي تلعبه إيران لا هدف له غير الضغط على أنصار الله واستخدام السلفيين في الطريق الذي يحقق تقسيم هذه الحركة كما حدث من قبل مع حزب الدعوة في العراق والذي قامت طهران بتقسيمه الى أكثر من ثمان فصائل بعد ان أدركت ان مقتضى الصدر لن يحقق لها أهدافها داخل العراق فعملت على تفكيكه وإيجاد جماعات وحركات بديلة تستعدي المسلمين السنة في العراق وتمكن طهران من فرض وصايتها على السياسة العراقية.
فيما يرى محللون الى ان اليمن قد تشهد معركة إيرانية مسلحة ضد المملكة تدار من الخارج وينفذها بالنيابة جماعة السلفيين في اليمن وربما يشارك فيها الإخوان تدور رحاها في محافظتي صعدة والجوف لتتسع في جنوب المملكة متجهة لاقتلاع نظام الرياض الحالي.
على اعتبار ان طهران تسعى من وقت ليس بالقريب الى القضاء على حكم ال سعود وقد يكون ذلك تنفيذا لحلف إيراني تركي على اعتبار ان تركيا وطهران بعيدين عن الحدود السعودية فضلا عن إدراك طهران وأنقرة بان الإخوان هم الأكثر نقمة على المملكة السعودية وهو ما جعل طهران تتجه نحو السلفيين الذين كانوا يمثلون الفئة السنية حاليا الأكثر ارتباطا بحكومة الرياض ونظامها السني.
ولكن السؤال هل فعلا ستقبل جماعة السلفيين ان تكون حليفا لطهران ضد المملكة؟
هناك من يقول بان ذلك ليس بعيدا كون العلاقات السلفية الإخوانية في اليمن قوية منذ بداية حروب دماج إذ تحول الإخوان الى جيش مشارك في تلك المعارك تحت مسمى الدفاع عن السنة وهم بذلك يكونون قد سجلوا موقفا لدى السلفيين بالنسبة لطهران فهي تتفق مع حركة الإخوان بان السعودية تمارس دعم الباطل والشر منذ نشأتها الأولى في الوقت الذي كانت حركة الخميني مدعومة في أيامها الأولى من حركة الإخوان المسلمين بمصر وكان من المتوقع حينها ان تتفق الحركتان في الأهداف والمساعي إلا ان ارتباطات الإخوان بالأنظمة الغربية والأمريكية كان سبب الفرقة بين الطرفين.
وعودا الى العلاقات بين أنصار الله والمملكة فقد تسريت معلومات سابقة عن ان هناك علاقات سعودية مع أطراف معينة من أنصار الله وان مخططا سعوديا للاتفاق بين المملكة وأنصار الله تهدف الى استقرار الحدود بين اليمن والسعودية عبر أنصار الله إدراكا منها بعجز الحكومة اليمنية عن القيام بحماية الحدود اليمنية لاسيما بعد ان كشفت العديد من صفقات الأسلحة المهربة من تركيا الى اليمن ومحاولة إدخالها الى جمعات اخوانية داخل المملكة وهو ما اشعر السعودية بالخطر القادم من جنوب المملكة عبر إخوان اليمن التجمع اليمني للإصلاح كون هذه الجماعات تسعى الى الانتقام لحركة الإخوان من السعودية لما قامت به من دور في إسقاط حكم الإخوان في مصر.
وبرغم ان الاجتماع الذي ضم السفير السعودي وممثلين عن جماعة الحوثي برئاسة رئيس المجلس السياسي لـ”أنصار الله” صالح هبرة إلا ان الاجتماع لم يكشف عن أي تناولات لموضوع الإخوان او تجييش أنصار الله لمواجهتهم ان بدت منهم بوادر توجهات اخوانية لممارسة الفوضى داخل المملكة او ان أنصار الله أبدو استعدادا للتحول الى يد سعودية داخل اليمن كما يرى البعض.
فقد كشفت المعلومات ان الاجتماع ناقش قضايا الداخل اليمني محل الاتفاق بين الطرفين (السعودية، الحوثي) كما ناقش إمكانية التعاون بين السعودية والحوثي على التنسيق لضمانة وسلامة الحدود في الأجزاء من الأراضي اليمنية الحدودية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. كما تم الاتفاق على عقد لقاءات قادمة – وفقا للأهالي موبايل.
وإذا كان أحد قيادات المؤتمر المقربة من علي عبد الله صالح هو من نسق فعلا لهذا اللقاء الذي جمع السفير السعودي وعددا من عناصر الحوثي برئاسة صالح هبرة قد وضع أكثر من علامة استفهام حول طبيعة علاقة المملكة العربية السعودية بجماعة الحوثي المدعومة من إيران حسب قول البعض إلا ان الواقع يقول بان هناك خلافا بين أنصار الله وإيران بعد ان بدت بوادر رافضة من أنصار الله بان تتحول الى عصا لطهران في اليمن وهو ما يكشف ان المرحلة القادمة ستشهد تغيرا سياسيا في نشاط أنصار الله ومن المتوقع ان تتحول الحركة الى حزب سياسي منفتح على كل الأطراف لان المشهد الذي عاشته الحركة خلال العقد الماضي.
وهذا البشائر تؤكد ان أنصار الله لن يتحولوا الى عصا بيد المملكة السعودية وكما رفضوا ان يكونوا عصا إيرانية فمن باب أولى يرفضون ان يكونوا منفذي سياسة الرياض وحتى حزب الرئيس السابق صالح في حال اتفاقهم معه لن يكونوا عصا له بل قد يكونون حلفاء سياسيين وفقا لما تتطلبه المرحلة القادمة.
فكل ما في الأمر فيما يتعلق بصلة أنصار الله بقيادات المؤتمر او بتحالفها معه لا يزيد عن كونه تطورا سياسيا لأنصار الله هدفه توسعة إطار أنشطتها السياسية مع مختلف الأطراف بما يخدم أهداف الحركة او الحزب القادم وليس خدمة للجارة السعودية او غيرها بما يخالف رؤية وسياسة الحركة كما يقول البعض.
فالسعودية دخلت في مواجهات مع جماعة الحوثي في 3 نوفمبر 2009 إبان الحرب السادسة في صعدة عندما شنت القوات السعودية هجوماً على مقاتلين حوثيين سيطروا على جبل الدخان في منطقة جازان جنوب غربي البلاد وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل وجرح المئات من الطرفين ونزوح مواطنين سعوديين من المناطق الحدودية وقد ترتب عن تلك المواجهات ضغطا مسلحا فرض على الحوثيين إيقاف الحرب.
وهي بذلك قد خدمت نظام صنعاء الذي كان أنصار الله يناصبونها العداء الشديد بسبب ما وصفه بالعدوان الجائر على صعدة وما نتج عنه من خراب ودمار وقتل للأبرياء بفعل تلك الحروب البشعة.
وبالنسبة لصالح وحزبه فقد كانوا يمثلون حينها أصحاب الأمر في توجيه أي حرب مسلحة ضد صعدة وان كان اللواء علي محسن هو من يدير تلك الحروب ومن يبرر لها لدى القيادة السياسية ويجند لها المجاهدين من الإصلاح تحت ذريعة حماية الله والرسول والصحابة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى