مساحات رأي

اليمن وأوهام المرتزقة!!

حسين العزي*

يعرفوننا جيدا، وهم على يقين من انحيازنا المطلق لشعبنا وأرضنا، ولعلهم مثلنا، يسخرون من التهم التي يرددها المرتزقة كـالببغاوات.

نحن في الواقع طرف غير مرتهن، ولا نستطيع أصلا أن نرتهن لأحد، ليس فقط لأننا دولة، وإنما لأن ثقافتنا أيضا، وثورتنا، وتضحياتنا، وكل مكاسبنا بنيت من أول يوم على السيادة والاستقلال.

أما العلم والاستفادة من تجارب البشر ومعارفهم، فهذا حق مشروع ومتاح لكل البلدان والشعوب، وقد قيل قديما (أطلبوا العلم ولو في الصين)، الأهم أن تكون مع وطنك وشعبك، وتمتلك قرارك، وكامل استقلالك.

لقد حملنا السلاح مكرهين، أجبرتنا عليه أوجاعٌ وأحزان وظلمٌ، كقطع الليل المظلم، ومازلنا بين حرب – تشدنا إليها أصولٌ تأبى الضيم وترفض الذل وتغار على الأهلين والأوطان – وبين سلام يحول دونه تعسف وحصار وآذان مفتوحة لأكاذيب وأوهام ومرتزقة لئام لا يرون مصلحتهم في السلام ولا خير فيهم لدار أو جار.

لم تحرز بلادنا لقب (اليمن السعيد) إلا بعد إحرازها لقب (مقبرة الغزاة)، ولذا فقدت سعادتها بمجرد أن حولها الفاشلون (حديقة للخارج).

اليوم يناضل شعبنا ويعاني ويخوض كل هذه الأهوال للخلاص من (الحديقة) كلقب معيب، وبعزم (21 سبتمبر) تمضي بلادنا في وأد ثقافة التبعية والارتزاق، ما يعني أن اليمن السعيد عائد حتما.

*نائب وزير الخارجية بصنعاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى