الهوية تجمعنا ….!
عفاف البليلي
تجاوزت كل القنوات اليمنية على اختلاف توجهاتها وحللت الأوضاع بصدق وطرحت ما يهم اليمنيين في كل أنحاء اليمن، إنها الهوية بخارطتها البرامجية المنوعة والغنية والملامسة لكل الهموم والقريبة من كل الشرائح
من يتابع الهوية يشعر أن الزمن لم يتغير على اليمنيين الذين عصفت بهم الحرب وفرقتهم الأحزاب والولاءات لأنها اختبارات أن يكون القاسم المشترك بين الجميع هو الوطن.
الهوية في خضم الغث والسمين انتهجت خطا وسطا واقتربت من الجميع دون فوارق , الهوية دقت أبواب المهمشين وأحفاد بلال وأظهرتهم بصورة لم يظهروا بها من قبل في مدينة الأمل وتفقدت الجيران في صنعاء القديمة وحافظت على كرامة الفقراء في الجار للجار وأدركت أنه لا داعي لكل الجلبة من أجل توزيع سلة غذائية بسيطة لمحتاج.
وللمزارع والزراعة نصيب من برامج الهوية الهادفة فها هي تذكرنا باليمن السعيد ومواسم الحصاد والنجوم الزراعية وحكمة المزارع اليمني الأصيل في من زرع حصد.
الهوية تضع بين عينيها مصلحة المواطن وتسعى جاهدة لتنويره ولا يملك أي منا إلا أن يقف لها احتراما وهي تعمل على تنوير المواطن بحقه في معرفة الموازين والمكاييل ومعايير جودة البضائع في لا يغرك المنظر.
وما أجملها من دقائق روحانية ومحطات تاريخية نقف عندها جميعنا لنعرف أكثر عن تاريخ اليمن وموروثها الديني الغني في علم الإنسان.
وها هو الإنسان اليمني الذي يغفل عنه وعن شمائله وخصاله الكثير يتجلى في أبهى صور الحمية والمروءة في برامج وضعته على المحك في اختبار صعب فكانت النتيجة مشرفة في باص الشعب ومواقف يمانية.
وفي هذا الشهر الذي تعتبره الكثير من القنوات والشبكات الإعلامية مناسبة للترفيه والبعد عن كل ما يهم الناس، إلا أن نافذة العدالة كان لها حضور يومي بقضايا المواطنين لتذكير السلطات بدورها في هذا الشهر وفيما بعده.
ولم تغب الدراما الهادفة عن شاشة الهوية وبرغم الكم الهائل من الأعمال الدرامية في كل القنوات اليمنية، إلا أن الهوية وقفت بشجاعة أمام القضايا والمشاكل التي تواجه اليمني بعيدا عن الرسائل السياسية المبطنة والمقرفة التي تفقد العمل الدرامي احترامه وهدفه
باختصار نحن أمام شبكة عملاقة لا هم لها إلا ما يدور في الشارع اليمني للتخفيف عنه ولو بالجزء اليسير الذي في حدود الممكن وأمام نموذج إعلامي يجب أن يقتدى به كونه يضع الإنسان البسيط وكل ما يهمه نصب عينيه في رمضان وفيما بعده.
