مساحات رأي

لماذا استشهد صمادنا ؟!

عفاف البليلي

 

في أي بلد يتعرض للاعتداء والحرب والقصف العشوائي يسقط الشهداء تباعا  ومن مختلف الأعمار وفئات  المجتمع فيسقط الطفل شهيدا ويسقط العجوز والمرأة والجندي والضابط والطبيب والمهندس

لكن أن يستشهد الرئيس فهذا لا تجده إلا في اليمن .. نعم اليمن بلد المعجزات والمفاجآت وبلد الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي نالت منه أيادي الغدر والعدوان بقصف طاول سيارته أثناء زيارة تفقدية له في محافظة الحديدة

ولكن لماذا استشهد الصماد دونا عن غيره ولماذا استهدفته قوى العدوان في واحدة من صور خرق وانتهاك القانون الدولي والإنساني ؟

استشهد الرئيس لأنه استشعر معنى أن تكون على رأس الهرم ومعنى أن تكون رئيسا مهمته خدمة الشعب ورعاية مصالحه

استشهد الرئيس لأنه ترك القصور والغرف المغلقة  وأروقة المكاتب ونزل بكل بساطة إلى الشارع

استشهد الرئيس لأنه عرف أن مهمة الرئيس هي جمع كل الأطراف والاطمئنان على المرافق والأماكن والجبهات والثغور

استشهد الرئيس لأنه كان شخصية  استثنائية وموضع اجماع سياسي  وشعبي كبير وهذا ما أغاظ الأعداء الذين لا يريدون أن تحظى اليمن بشخصية مثله

واستشهد الرئيس لأن منصب الرئاسة لم يمنحه ما اكتسبه من محبة واحترام وتقدير شعبي خالد بل هو من منح المنصب الاحترام وغير الانطباع النمطي تجاهه

واستشهد  الرئيس لأنه حين توعد قبل استشهاده الأعداء من تحالف العدوان بقوله: “إن هذا العام سيكون عام الصواريخ الباليستية على المملكة السعودية

استشهد الرئيس لأنه ككل الشهداء باعوا دنياهم بآخرتهم وآثروا المتاجرة مع الله على البقاء في دنيا آخرها الفناء لا محالة

استشهد الرئيس لأن شخصية كشخصيته وروحا كروحه عرفتا طريق الجهاد والعمل منذ اللحظات الأولى لا يليق بها إلا الشهادة فهي العطاء الذي قابله الله بالجنة

وبرغم أن اليمن خسرت برحيله رجلا رفع شعار (يد تحمي ويد تبني) الذي يردده كل اليمنيين في إشارة إلى الصمود والعمل في زمن العدوان لكن الشهادة هي ما يستحقها الصماد وأمثاله

أخيرا هل سيجود الزمان برجل آخر يوازي هذا الإنسان وأفعاله وحبه لليمن واليمنيين؟  وإن وجد فهل سيسمح الأعداء ببقائه ليفعل في اليمن ما عجز كل من تولاها عن فعله أم أن الموت والشهادة هي الأقرب لكل مخلص ومحب وبان لليمن!!!!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى