مساحات رأي

رسالة مختصرة لمنتقدي الدراما اليمنية:

محمد علي العماد

أخي / أختي العزيز / العزيزة.. نعم ربما أن ما تشاهدونه اليوم من أعمال درامية يمنية، ضعيفة وليست بالمستوى المأمول، لكن قبل شحذ سكاكين النقد، عليكم أن تعلموا وتتذكروا أن الوسط الإعلامي اليمني إلى قبل سقوط النظام السابق، كانت أبرز الدراما اليمنية (دحباش)، ومن ثم (زنبقة)، فكيف تتوقع من وسيلة إعلامية أن تبدع، وهي أتت على أنقاض تركة فنية وإعلامية جعلت من الإنسان اليمني إمعة، ووضعته موضع السخرية، في فكره وأسلوب حياته وفي ملبسه وطريقة كلامه، وشوهت كل ما في الإنسان اليمني.

ما يعرض اليوم، في القنوات اليمنية، يحمل فارقا كبيرا مقارنة عما كان يشاهده الناس سابقا، وعلى الجميع الاعتراف بأن هناك قفزة نوعية لجميع القنوات اليمنية، أكانت تلك الموجودة داخل الوطن أو تلك التي تبث من الخارج، وهذه القفزة مقارنة بالماضي، نجاح كبير خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد اليوم، وفي ظل وجود خلاف سياسي داخلي، واحتلال خارجي، وحصار اقتصادي، ومع ذلك استطاعت جميع القنوات تقديم أعمال درامية كلاً بحسب استطاعته وإمكانياته.

ما يجب علينا أن نعترف به جميعا، هو أن هناك ضعفا في المضامين، والسبب في ذلك قد تكون أمور عدة، يمكن معالجتها مستقبلا، واعتقد أن أبرز هذه الأمور الخلاف اليمني – اليمني، الذي جعل كل طرف يحاول إيصال رسالته عبر الدراما، مما انعكس سلبا على العمل الفني للدراما، وأدى إلى ظهورها ضعيفة من حيث المضامين التي تعتبر أساس نجاح العمل الفني والدرامي.

أخيراً.. أوجه دعوة لقيادات وسائل الإعلام اليمنية في الداخل والخارج الابتعاد عن تجيير الدراما لمصلحة أهدافهم وانتماءاتهم الحزبية، وعدم حشر وحشو الدراما وتلويثها بالخلافات السياسية أو المناطقية، التي تبقى السبب الرئيسي في عدم ثقة المواطن اليمني في البرامج اليمنية، لأنها تبتعد عن معاناة البسطاء من الناس، ويتم تجييرها للخلافات السياسية والحزبية مع الأخرين إلى أن وصل المواطن اليمني إلى قناعة بأن البرامج والدراما لا تقوم بأي دور، ولا تقدم أية رسالة تجاه معاناة الشعب، وهو ما يعني أن وسائل الإعلام إذا استمرت على هذا النهج فإنها تعمق من الفجوة التي خلقتها مع المواطن البسيط، الذي يبدو أنه سيفقد الثقة كليا إذا استمرت حال الأعمال الدرامية والتلفزيونية بهذا الشكل، وهو ما يكتب شهادة فشلها، وسيتمنى البسطاء من الناس (هبالة دحباش) و(مدلازة زنبقة).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى