تحقيقاتخاص الهويهعناوين مميزةمحلية

الحراك الجنوبي :الاعتذار إعلان حرب.. وأنصار الله ترحب.. وحزب الرشاد : كل من شارك في الحروب يجب أن يعتذر والمؤتمر يسخر!!

| إعداد | قسم التحقيقات   

في قراءة لأبعاد وردود الفعل حول اعتذار الحكومة للجنوب وصعدة

الحراك الجنوبي :الاعتذار إعلان حرب.. وأنصار الله ترحب.. وحزب الرشاد : كل من شارك في الحروب يجب أن يعتذر والمؤتمر يسخر!!

حكومتنا الموقرة قدمت اعتذاراً باسم كل الأطراف السياسية والتي كانت متسببة في كلما حصل من حروب في مختلف مناطق اليمن الحبيب وفي مقدمتها حرب صيف 94م وحروب صعدة الستة وعلى اثر هذا الاعتذار شهدت الساحة المحلية وكذا العربية والدولية موجة كبيرة من ردود الأفعال حول هذا الاعتذار.
حيث تباينت تلك الردود في مضامينها بين متشائمين ورافضين للاعتذار وبين متفائلين ومرحبين به ولأهمية ما ورد فيها فقد عمدت الهوية ومن خلال تحقيقها لهذا العدد إلى تقديم قراءة متأنية لأبعاد الاعتذار المقدم من الحكومة وكذا لردود الفعل المختلفة تجاه الاعتذار فكانت الحصيلة التالية:
أولاً : المتشائالاعتذار للجنوب وصعدةمون و الرافضون للاعتذار: رئيس الدائرة السياسية في الحراك الجنوبي: الاعتذار إعلان حرب!!
من جانبه قال رئيس الدائرة السياسية في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي المقاطع للحوار علي هيثم الغريب في تصريح له اطلعنا على بيان اعتذار الحكومة اليمنية لكنه تضمن ايضا إعلان حرب أخرى على الجنوب بدليل ان فقراته الأخيرة تضمنت انهم سيتصدون بيد من حديد ضد من يخل بالوحدة اليمنية والاستقرار”.
مضيفاً أن الاعتذار لم يأت من الجماعات التي ارتكبت الجرائم في الجنوب وإنما جاء بناء على ضغوطات خارجية”.
البيض :الاعتذار فاقد لأركان ومقومات الاعتذار!!
من جانبه عبر الرئيس الأسبق علي سالم البيض عن رفضه لما جاء في اعتذار الحكومة اليمنية لكونه يأتي في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتي تجاهلت قضية شعب الجنوب حسب ما جاء في بيان صدر عنه نهاية الأسبوع المنصرم .
مضيفاً أن ما يسمى اعتذارا فاقد لمقومات وأركان الاعتذار السياسي قانونا، وأهمها عدم قبوله من شعب الجنوب وصدوره من جهة غير معترف بها، وأيضا جاء في مفرداته محاولات لتجسيد شرعية جديدة وتأسيس عهد جديد لاحتلال الجنوب من خلال النص في مضمون ما يسمى اعتذار على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن.

القوى الثورية الموالية للبيض : الاعتذار يساوي بين الضحية والجلاد!!
وفي هذا السياق أعلنت قوى الثورة السلمية لتحرير الجنوب واستعادة دولته المستقلة عن رفضها للاعتذار الذي تقدمت به حكومة الوفاق الوطني لأبناء الجنوب. وقالت في بيان صحفي لها إن الاعتذار ليس موجها لأبناء شعب الجنوب وإنما “لأبناء صعده وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى من قبل الأطراف المشاركة في تلك الحروب” وهي بهذا الأمر تجعل من قضية الجنوب أشبه بأي قضية داخلية تخص منطقة مساحتها بضعة كيلومترات.
وقال البيان إن  حكومة الوفاق الوطني قدمت هذا الاعتذار نيابة عن السلطات السابقة وكل الأطراف والقوى السياسية التي أشعلت حرب صيف عام 1994م  وهي بذلك تساوي بين الجلاد والضحية وعلى الجميع تقديم الاعتذار.

شطارة : يجب أن يكون الاعتذار من شركاء الجريمة :
بدوره أكد القيادي في تكتل الجنوبيين المستقلين عضو فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار لطفي شطارة،  إن الجنوبيين سيرفضون اعتذار الحكومة اليمنية عن حرب 1994 وذلك تنفيذا للنقاط العشرين التي وجهتها اللجنة الفنية للحوار للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قبل عام.
وقال شطارة في تصريحات له إن الاعتذار الذي يفهمه الجنوبيون ليس اعتذارا مكتوبا بعبارات لا تساوي الحبر الذي سيكتب به، بل أنهم يفهمون الاعتذار عن جريمة حرب اجتياح الجنوب من قبل شركاء تلك الجريمة التي يعاني منها الجنوب حتى اليوم بأنه يجب أن يشمل إجراءات عملية كثيرة من أهمها إعطاء الجنوبيين حق تقرير مصيرهم بعد إعلان الاعتذار بأن ما جرى في 1994 لم يكن من أجل تثبت الوحدة بل من أجل ابتلاع الجنوب”.
وأضاف: “إن الاعتذار يجب أن يشمل حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم ويجب أن يكون هذا أهم بند في الاعتذار المزمع أن تقدمه السلطة قريبا بعد أن أحال هادي مشروع تنفيذ النقاط العشرين إلى الحكومة التي يرأسها محمد سالم باسندوة”.
مكاوي : الاعتذار مقدمة لخطوات
من جانبه قال نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني والقيادي في مؤتمر شعب الجنوب ياسين مكاوي إن اعتذار الحكومة لأبناء الجنوب خطوة متقدمة وهو بمثابة تدشين لخطوات قادمة يجب ان تتم بشكل فوري”.
إلا انه أشار الى “تحفظات على بيان الاعتذار”، لاسيما “لكونه تضمن ذكر ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية ولم يذكر ابناء الجنوب فقط”، معتبرا ان “هذا بحد ذاته يعطي انطباعا سيئا لمغزى سيئ ونوايا سيئة”.
وأشار ايضا الى ان “الفقرة الأخيرة في بيان الاعتذار تضمنت تهديدا لمن يحاول الإخلال بالوحدة والسلم الاجتماعي.

الأصنج: الأعتذار مخيب للآمال
من جهته، اعتبر السياسي المعروف عبد الله عبد المجيد الأصنج، وزير الخارجية اليمني الأسبق، ورئيس تكتل الجنوبيين المستقلين المشارك في الحوار الوطني، الاعتذار الصادر عن الحكومة اليمنية، أمس الأول، مخيبا للآمال ولم يشر بوضوح إلى أن حرب 1994 الظالمة كانت ضد دولة الجنوب بل جعلها مبهمة وجمعها مع محافظة كصعدة ومديرية حرف سفيان القريبة من عمران، وأن هدف الاعتذار كما أرادته سلطة الوفاق هو إسقاط العتب عنها دون أن تعترف بأن الجنوب دولة وشعب قد تم استباحته من قبل شركاء تلك الجريمة التي تسترت خلف شعار الوحدة لتشن حربا ظالمة بكل المقاييس، أطاحت من خلالها بمشروع الوحدة الطوعي الذي تم بمبادرة جنوبية” .

العطاس: الاعتذار استهتاري واستفزازي !!
وفي هذا السياق  قال رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس في تصريح له لم يكن أمرا مفاجئا لي أن يصدر هذا البيان الاستهتاري والابتزازي بعد طول مخاض، كما قصدت به حكومة الوفاق تعريفا بطبيعة المخرجات المكرسة للظلم لما يسمى مؤتمر الحوار الوطني وتمهيدا لها.
مضيفاً أن الاعتذار “استهتار مطلق بمشاعر شعب الجنوب قاطبة وإيذاء مقصود لمشاعر الجنوبيين المشاركين في الحوار، رغم عدم رضا شعب الجنوب عن مشاركتهم.

رئيس المؤتمر : كان الأولى بالحكومة أن تعتذر لأبناء الشعب :
اعتبر رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبد الله صالح اعتذار حكومة الوفاق للمحافظات الجنوبية وصعده والذي صدر عنها يوم الأربعاء المنصرم بأنه اعتذار  لا مشكلة فيه.
موضحاً بقوله : رؤيتنا في المؤتمر الشعبي العام أن الاعتذار يكون للشعب اليمني عن كل الصراعات التي حدثت من فجر 26 سبتمبر 1962م و 14 أكتوبر 1963م لأن الأحداث متشابكة في الشمال وفي الجنوب، فالحكومة تعتذر أو لا تعتذر ليس في الأمر مشكلة..
مضيفاً أن القضية الجنوبية هي مشكلة منذ الاستقلال وكان الأولى أن توجه الحكومة الاعتذار لكل أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب بشكل عام عن كل الصراعات منذ 1962م و1967م.
منوهاً إلى أنه إذا عاد الإصلاح إلى رشده واعتذر عن كل الدماء التي سفكها في الفريجة والصمع ومعسكر بيت دهرة والعرفي يافع ونهم ، إذا جاء واعترف بأخطائه وغير سلوكه فليس عندنا مشكلة، فهم مواطنون يمنيون في نهاية الأمر في إشارة إلى أنه كان من المفترض على الإخوان المسلمين أن يقدمون الاعتذار للشعب وليس الحكومة جاء ذلك في لقاء له مع قناة اليمن اليوم وصحيفة الميثاق التابعتين لحزب المؤتمر الذي يرأسه نشر نهاية الأسبوع المنصرم .

المتحدث الرسمي لصالح: الاعتذار مبرر واضح لأعمال التمرد!!
من جانبه انتقد أحمد الصوفي المتحدث الرسمي باسم الرئيس اليمني السابق قرار الاعتذار عن الحروب التي شهدها الجنوب وصعده، معتبرا أن هذه الخطوة “تكريس لنزعة الانفصال ومبرر واضح لأعمال التمرد”.
وقال الصوفي في تصريح له إن ” الاعتذار أدان الدولة على القيام بواجبها الوطني ، ويمثل مكافأة للنزعة الانفصالية على حساب الوحدة والمشروع الوطني”.
وأضاف  كما أن الاعتذار بصيغته الجوفاء برر أعمال التمرد ويحرض على مشاريع مشابهة مستقبلا في البلاد.

ثانياً جانب المتفائلين والمرحبين
جماعة أنصار الله : الاعتذار خطوة إيجابية
وفي جانب المتفائلين والمرحبين بالاعتذار فقد أكدت جماعة أنصار الله الحوثية في بيان عن المجلس السياسي لأنصار الله والمشارك بمؤتمر الحوار ترحيبها بقرار الاعتذار معتبرة إياه خطوة جيدة في طريق معالجات الماضي الأليم.
وقال البيان نتمنى أن يترجم هذا الاعتذار على أرض الواقع فتعالج مخلفات تلك الحروب وما نتج عنها ويجبر الضرر وتضمد الجراح.
وأن تتبنى ما سمتها بالمواقف الصادقة باتجاه وقف حملات التحريض والكراهية التي تمارسها بعض وسائل الإعلام ووقف الملاحقات والاعتقالات التعسفية وفق البيان وأن يلحق هذه الخطوة خطوات أخرى تعزز قيم التعايش والمشاركة المجتمعية في مختلف المجالات وإنهاء حالة التمييز السياسي والفرز المناطقي والطائفي.
من جانبه اعتبر المتحدث باسم جماعة أنصار الله الحوثية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل علي البخيتي اعتذار الحكومة اليمنية خطوة إيجابية، لكنها “غير كافية لكونها لم تصدر رسميا من قبل الجهات السياسية التي شاركت في تلك الحروب”، في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سابقا وحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي.
مضيفاً في تصريح له  إن “اعتذار الحكومة لأبناء الجنوب وصعدة واعتبار تلك الحروب خطأ تاريخيا لا يجوز تكراره خطوة إيجابية واعتراف بمظلومية أبناء الجنوب وصعدة، إلا أننا نعتبر أن تلك الخطوة غير كافية لأنها لم تصدر مباشرة من الجهات السياسية التي ارتكبت تلك الجرائم، ومع ذلك إذا تلا الاعتذار تطبيق للنقاط العشرين وبشكل فوري فإن ذلك بداية لحل القضيتين.”

د.السقاف: الاعتذار سياسي غير كاف !!
إلى ذلك قال أستاذ القانون الدولي والسياسي في الحراك الجنوبي الدكتور محمد علي السقاف إن الاعتذار سياسي وغير كاف.
مؤكدا أنه اعتذار خطير لكونه التباسا وخلطا متعمدا بين حرب عام ١٩٩٤ ضد الجنوب وحروب صعدة ولم يكتف بهذا المستوى فقد خلط الأوراق بين الحالتين حين أضاف إليهما اعتذاره لكافة ضحايا الصراعات السياسية السابقة.
كما عبر عن استغرابه لقبول الحزب الاشتراكي الممثل في حكومة الوفاق الوطني لمفردات نص الاعتذار الرسمي الذي قال انه فيه إدانة صريحة له في قول البيان (وإقرار بأن السلطات السابقة كانت المسؤول الأول وليس الوحيد عن حرب ١٩٩٤م وما ترتب عليها من آثار ونتائج.
ممثل  شباب الثورة السلمية في الجنوب : يجب أن يتبع الاعتذار تنفيذ النقاط الـ20
من جانبه أكد عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والناشط الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار عن شباب الثورة زيد السلامي، أن الاعتذار الذي أطلقته حكومة الوفاق للجنوبيين وصعدة “خطوة ممتازة نحو الأمام واعتراف بأن ما حصل ظلم وخطيئة لا يمكن أن تغتفر.”
وقال: لدينا تحفظات على بعض المضامين التي وردت في بيان الحكومة حيث أن الاعتذار لم يعترف بأن الجنوب كان دولة ودخل في وحدة شراكة مع الشمال، وإنما ذكر أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وكان الأحرى ذكر الجنوب كيكان واحد فقط .
كما وصف أن الاعتذار عن حرب 94 لأبناء الجنوب بأنه ضحك على الذقون بصيغته الحالية وليس له آي اعتبار ومن المفترض ان يصدر الاعتذار عمن أعلن الحرب ضد الجنوب ممثلاً برئاسة الجمهورية آنذاك، والآن رئاسة الجمهورية ممثل فيها كل أطراف الحرب سوى من خلال رئيس الجمهورية أو مستشاريه ، رئاسة الجمهورية هي المخولة والتي يفترض أن تقوم بالاعتذار ، أم أن حلفاء الحرب لا يزالون يعتبرونها حربا شرعية ومقدسة وكان لابد منها . مشيراً إلى أنه إذا لحق هذا الاعتذار تنفيذ النقاط العشرين المطروحة من قبل اللجنة الفنية والتحضيرية لمؤتمر الحوار، والنقاط الأحد عشر التي وضعت من قبل فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار سيمهد وسيحلحل بعض المشاكل خصوصا في الجنوب لاستقبال الحل السياسي المتمثل بشكل الدولة القادمة بل وسيعزز الثقة بين الجنوب والشمال كون الأزمة الحقيقة هي انعدام الثقة.

رئيس حزب الرشاد السلفي: هناك أطراف كثيرة يجب أن تعتذر
وفي حين التزمت الكثير من الأحزاب السياسية الصمت تجاه هذا الاعتذار قال رئيس حزب الرشاد السلفي  محمد العامري  في تصريح له إن ما نراه عبر المسيرة السياسية لليمن أن هناك أطرافاً كثيرة يجب أن تعتذر، وليس طرفاً واحداً، كل من شارك في حرب من الحروب، أو أشهر السيف سواء ضد الدولة أو من الدولة ضد مواطن”.
مضيفاً أنه ليس هناك طرفا نستطيع أن نقول له أنت الوحيد من يجب أن تعتذر وصحيح أن هناك دولة، ويجب أن تعتذر بدرجة أساسية، لكن هذا الاعتذار يجب أن يكون مصحوباً بتسويات سياسية معينة، وبجدولة وبحزمة من الحلول، بحيث لا ينظر إليه أنه عبارة لصالح وطن، نحن من حيث الجملة، مع أن يعتذر كل من شارك في أي حرب من الحروب.

نبذة من بيان الاعتذار المقدم من الحكومة:
وكانت حكومة الوفاق قد اعتذرت الأربعاء الماضي  رسميا لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وأبناء محافظة صعده والمناطق المجاورة لها عن الصراعات السياسية والحروب التي دارت خلال النظام السابق
حيث قالت في بيان صدر عنها ( انه تحقيقا للمصلحة الوطنية العليا ، فإن حكومة الوفاق الوطني نيابة عن السلطات السابقة وكل الأطراف والقوى السياسية التي أشعلت حرب صيف 1994 وحروب صعده أو شاركت فيها تعلن اعتذارها لأبناء المحافظات الجنوبية وأبناء صعده وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى.
معتبرة أن ما حدث والأسباب التي أدت إلى ذلك خطأ أخلاقيا تاريخيا لا يجوز تكراره.
وتلتزم حكومة الوفاق بالعمل على توفير ضمانات عدم تكراره من خلال اتخاذ الخطوات الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والسعي إلى إصدار القوانين الكفيلة بتحقيق ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى