تحليلاتخاص الهويهعناوين مميزةمحلية

أسبوع ذبح السيادة اليمنية … جرائم (القاعدة) وهلع (الإخوان) على السلطة تمنح الأمريكان حق تفخيخ اليمن

| الهوية | عبده عطاء  

على بعد مئات الأمتار من قيادة القوات الجوية على الطريق المؤدي الى مطار صنعاء الدولي شمالي العاصمة صنعاء، بينما كانت أحدى الحافلات التابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي في طريقها ،صباح يوم الأحد، لنقل الأفراد إلى مقر عملهم بقاعدة الديلمي الجوية ،.

مجزرة السبعينوقع انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في أسفل الحافلة.. وأدى هذا العمل الإرهابي إلى استشهاد الرقيب أول/ محمد أحمد علي الشغدري وجرح عدد آخر.. جراح بعضهم خطيرة.
في نفس توقيت الانفجار كان السفير الامريكي بصنعاء يمتدح جماعات إسلامية متشددة على صلة بتنظيم القاعدة وذلك في اغرب تصريحات يدلي بها مسئول أمريكي وهي ما قد تثير حالة من الاستغراب في اليمن حيث تقول الإدارة الأمريكية أنها تحارب الجماعات المتطرفة ضمن ما بات يعرف بالحرب ضد القاعدة في حين السفير الامريكي فجأة وعلى غير العادة يشيد بـ”الإخوان ” في مؤتمر صحفي اقتصر على وسائل إعلامية مقربة من حزب التجمع اليمني للإصلاح(الإخوان) والذي ينتسب قطاع واسع من عناصر القاعدة الى قواعده الحزبية وهو حزب تفرخت منه فصائل إسلامية متشددة وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية عضو الشورى به واحد ابرز قياداته “عبد المجيد الزنداني” بالارتباط بالقاعدة وفرضت عقوبات مالية عليه.
ايضا، وفي نفس توقيت الانفجار ،كانت سفيرة بريطانيا تجوب العاصمة صنعاء إذ التقت قائد قوات الأمن الخاصة ووزير الداخلية ووزير الدفاع ،لتؤكد لكبار مسؤولي البلاد دعم بلادها ووقوفها الدائم إلى جانب اليمن ووحدته وأمنه واستقراره وتقديم الدعم اللازم لمواجهة التحديات التي يواجهها وفي مقدمتها الإرهاب. ايضا، وفي نفس توقيت الانفجار ،كانت المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة بدأت محاكمة أربعة عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي خططوا لعملية اغتيال رئيس الجمهورية ،عبد ربه منصور هادي واستهداف ضباط أمن ودبلوماسيين.
حسب ما جاء في قرار الاتهام الذي تضمن ان المتهمين قاموا خلال الفترة الممتدة من 2011م حتى 4 يناير 2013م بالاشتراك في عصابة مسلحة لتنظيم القاعدة الإرهابي، حيث قام الأول والثاني بالرصد والإعداد والتخطيط للقيام بعملية تستهدف اغتيال رئيس الجمهورية، أثناء دخوله أو خروجه من منزله بواسطة سيارتين مفخختين.فيما قام الأول والثالث والرابع بالرصد والإعداد والتخطيط لاستهداف أفراد وضباط أمن وبعض الشخصيات والسفير الأمريكي والتخطيط لاختطاف أجانب للحصول على فدية. أما قبل وقوع الانفجار بيوم واحد، كان الرئيس عبد ربه منصور هادي ، استقبل، يوم السبت ، قائد القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى، الفريق لويد اوستن ،والوفد المرافق له الذي يزور اليمن.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، تطرق الرئيس الى التعاون القائم بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات وخصوصا الامنية وملف مكافحة الإرهاب الذي يحقق نجاحات باهرة وسيستمر هذا التعاون الى ان تتحقق كل الغايات المرجوة منه وهو ضمن التعاون الدولي لمكافحه الإرهاب العابر للحدود والقارات والذي لا يراعي دينا ولا أخلاقا ولا إنسانية وشواهد جرائمه تحكي تجرد أهدافه من الدين الإسلامي ووسطيته وأخلاقياته ومبادئه.في حين أكد الفريق لويد اوستن ان الشراكة اليمنية الأمريكية لمكافحه الإرهاب تحقق نجاحات رائعة وتصب في مصلحة اليمن وأمنه واستقراره. وقال نحن نعمل من اجل الوقاية من تحقيق الإرهاب لأهدافه الخبيثة بكل صورها. قبل وقوع الانفجار بيومين،فقط، كان الرئيس عبد ربه منصور هادي،كشف أن وعداً قطعه زعيم الجناح اليمني لتنظيم القاعدة لزعيم التنظيم، أيمن الظواهري ، بالقيام بهجوم “يغير وجه التاريخ”، كان وراء إقفال سفارات غربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مطلع الشهر الجاري.وأوضح هادي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغه خلال لقائهما في الأول من أغسطس في البيت الأبيض، بأن الاستخبارات الأميركية اعترضت اتصالاً بين هذين الزعيمين في تنظيم القاعدة.وفي هذا الاتصال قال ناصر الوحيشي، زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ومقرّه في اليمن، للظواهري: “ستسمع شيئاً يغير وجه التاريخ”، بحسب الرئيس هادي الذي كان يتحدث أمام ضباط في الشرطة ، الجمعة الماضي، موضحا بأن القاعدة أعدت شاحنتي صهريج فخخت كل منهما بسبعة أطنان من مادة “تي إن تي”، وقد اعترضت إحداها طائرة بدون طيار، بينما كانت الشاحنة متجهة إلى ميناء الضبا، في حين أن الأجهزة الأمنية لا تزال تبحث عن الشاحنة الثانية.مشيراً الى أنه تم إحباط هذا المخطط إثر اعتراض هذا الاتصال.
مؤكدا أن “السلطات تمكنت من إلقاء القبض على أفراد الخلية الذين كان يفترض بهم تسهيل العملية. لافتا إلى أن الغارات التي شنتها خلال الأسبوعين الماضيين طائرات بدون طيار أوقعت 40 قتيلاً من تنظيم القاعدة بينهم قياديون في التنظيم وجميع هؤلاء كانوا في منطقة صنعاء. وكانت الولايات المتحدة قررت إغلاق 19 بعثة دبلوماسية في بلدان مسلمة بينها اليمن في الرابع من أغسطس، كما عمدت فرنسا وبريطانيا إلى إغلاق بعثاتهما الدبلوماسية في اليمن، لكن تمت إعادة فتح هذه السفارات. إحصائيات, أرقام وحقائق عن القاعدة حسب الإحصاءات، فإن «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية» و«تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» مسؤولان عن قتل ما يقارب 10 آلاف إنسان، وجرح أكثر من 15 ألفا  بين عامي 1998 و2013.
وتظهر هذه الإحصاءات أن 98% من هذه الهجمات الإرهابية لم تقع في الدول الغربية، ولكن في الدول التي يسعى التنظيم للإطاحة بأنظمتها. وهدف هذه العمليات أيضا تعزيز التطرف والصراع الطائفي والتشجيع على الحروب الأهلية. لربما شهدت «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» نجاحا، إذ يعود جزء من السبب إلى الاضطرابات السياسية في البلاد، التي يقول خبراء في مكافحة الإرهاب إنها أخطر فرع لـ«القاعدة». فالتنظيم في اليمن قادر وبسهولة على أن يجذب المؤيدين، وأن يعمل من دون عوائق في معظم أرجاء اليمن على الرغم من هجمات طائرات «درونز». وعلاوة على ذلك، لديه قيادة واسعة قادرة على التخطيط وتوجيه الأنشطة الإرهابية، قوامها أكثر من 100 من القادة الكبار، وأكثر من 1000 مقاتل، وهذا أيضا وفقا لإحصاءات الخبراء في مكافحة الإرهاب. كما انه لضمان تأييد الرأي العام، أقام «تنظيم القاعدة في اليمن» تحالفات مع زعماء القبائل، وصار أفراده يتزوجون من القبائل لتأمين تلك العلاقات، ونتيجة لذلك صار اليمنيون يدعمون ويحمون نشطاء «القاعدة».
لكن من المستفيد من الانفجار الأخير ، وغيره من الحوادث التي ظل منتسبو القوات الجوية هدفا لعمليات اغتيال وتفجيرات عديدة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات منهم بالإضافة الى مقتل أكثر من 27 طيارا وفنيا في حوادث سقوط طائرات حربية تقول القوات الجوية إن أعمالا تخريبية متعمدة تقف خلف غالبية تلك الحوادث بالإضافة الى الأسباب الفنية. محللون ، يرون ان ما يحدث ،حاليا،هو مخطط ومسرحية أعدتها الإدارة الأمريكية ،تهدف من خلالها الى زيادة عدد المارينز الأمريكي في صنعاء ورفع مستوى التسليح والعتاد العسكري القتالي.وزيادة عناصر الـ”CAI “و تكوين قوات مشتركة من الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة اليمنية وقوات من جنود المارينز الأمريكي وعناصر ال(CIA) ، للقيام بعمليات أمنية.. و توسيع أنشطة الطائرات الأمريكية وعمليات قصفها ،حيث تشمل ضرب أهداف يمنية داخل العاصمة صنعاء وأغلب المحافظات اليمنية. وانتهاك السيادة اليمنية من خلال مخطط ومسرحية أمريكية ،تعتمد في حبكتها على الحماقات التي ترتكبها القاعدة، وتعرضها على خشبة مسرح هلع الإخوان على السلطة ؛ وهو ما يتضح من خلال التصريحات الأخيرة للسفير الامريكي ،التي امتدح فيها “الإخوان ” وهي بمثابة المغازلة السياسية ،والتي تقود “الإخوان” الى خلع سروال السيادة الوطنية مقابل الحصول على مديح بنكهة أمريكانية ،أشبه ما يكون بمشهيات تزيد من شبق “الإخوان” للوصول الى السلطة برعاية أمريكية .
حتى ان الموقع الرسمي الناطق باسم الإخوان ” الإصلاح نت ” لم يجد حرجا ،فبعد ساعات ،فقط، من وقوع الانفجار ، قال ان الجهة التي ردت على خطاب الرئيس هادي هي واحدة من جماعات العنف الموجودة “القاعدة أو الحوثيين”، وأضاف انه لمن يريد أن يعرف من يستهدف القوات الجوية عليه العودة إلى كل الحوادث السابقة التي استهدفت الطائرات والطيارين ولمصلحة من؟، ومن المهم أن نفهم أمرا واضحا أن مع كل توجه لتفجير الأوضاع عسكريا على الأرض ، يوجهون ضربات للقوات الجوية. ولربما هذا ما يؤكد مدى السذاجة التي يتعامل بها الإخوان تجاه قضايا الوطن الاستراتيجية ،في وقت يدافع فيه عن المجرم الحقيقي المستفيد من الانفجار والذي يسعى الى جر البلاد الى مستنقع الإرهاب وجعل من صنعاء “كابول” الجديدة. بعيدا عن سذاجة وهرطقات “الإخوان” أكد ،عدد من المحللين، ان تصاعد الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن بمشاركة طائرات أميركية بدون طيار يؤكد التدخل الأميركي في اليمن بذريعة الحرب على إرهاب «القاعدة»، وانكشاف المزيد من الوقائع عن السعي الأميركي، إلى توظيف هذه الحرب في خدمة تحقيق أهداف الولايات المتحدة الأمنية، والسياسية والاقتصادية. الموافقة اليمنية على المشاركة في تنفيذ ذلك النوع من العمليات يبدو أنها جاءت بعد فترة طويلة من المباحثات والمحادثات الثنائية بين اليمن والولايات المتحدة والتي كانت محور زيارة عدد كبير من المسؤولين الأمنيين والعسكريين إلى صنعاء، زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى واشنطن أخيراً وتلويح الجانب الأميركي بورقة الضغط على المجتمع الدولي لمساعدة اليمن على تجاوز مشاكله المعقدة سواء تلك السياسية أو الاقتصادية التي يعاني منها. لذلك فان تضخيم خطر تنظيم القاعدة، وتصويره على أن يمثل تهديداً صارخاً لأمن الولايات المتحدة الأميركية ومصالحها يهدف إلى تبرير زيادة منسوب التدخل الأميركي العسكري، والأمني في اليمن، وتشريع هذا التدخل عبر توقيع اتفاقيات تعاون بين واشنطن وصنعاء بهدف تحويل اليمن إلى قاعدة أمنية وعسكرية إستراتيجية لحماية المصالح الأميركية المتمثلة بضمان حراسة خط إمدادات النفط والسفن التجارية الدولية. لاشك أن الأميركيين يبالغون كثيراً في تقدير حجم المخاطر والتهديدات الأمنية التي تواجه رعاياهم ومصالحهم في اليمن. فالتقليل من قدرة الأجهزة الأمنية اليمنية لمواجهة تهديدات «القاعدة»، يهدف إلى خلق مبررات لمزيد من التدخلات و الإملاءات الأميركية في شؤون اليمن. التركيز على تنظيم القاعدة كمصدر محتمل لعمليات إرهابية ضد مصالح غربية في اليمن لا يقلل من المخاوف من إمكانية دخول أطراف أخرى على خط التأثير المباشر في الوضع الأمني الهش الذي يعيشه اليمن، خدمة لأجندات سياسية تسعى إلى تعطيل المسار السياسي في البلاد، فلا يمكن الفصل بين العمليات المنسقة التي تستهدف أنابيب النفط وخطوط نقل كهرباء في محافظة مأرب، وتلك التي يخطط لها وينفذها تنظيم القاعدة، ما يستدعي حشداً كافياً للإمكانات الأمنية والعسكرية لمواجهة الخطر ووأده قبل أن يتعاظم تأثيره على مسار التسوية السياسية في اليمن. لذلك فبالقدر الذي يؤدي فيه التدخل العسكري والأمني الأميركي، بالتزامن مع تصاعد وتيرة عمليات «القاعدة» وتوسعها، إلى خلق تعقيدات جديدة تزيد من تعميق الأزمة وإطالة أمدها، بالقدر الذي يجعل اليمنيين أكثر عداءً للولايات المتحدة وسياساتها التي تتعارض مع سعيهم الى التحرر من سياسات التبعية الاقتصادية والسياسية لأميركا، والتي أفقدت اليمن استقلاله الوطني وجعلت قراره مرتهناً، خصوصاً وأنهم يربطون بين توقيت تحركات تنظيم القاعدة وتوسيع نطاق نفوذه، وبين التدخل العسكري الأميركي على الأرض اليمنية على هذا النحو المعلن والمكشوف، بعد أن كان في السابق بالسر، بهدف تكريس هذه السياسات. يؤكد محللون أن الانزلاق نحو استخدام العنف والحرب على تنظيم القاعدة في اليمن وفقا لما ما يتم التحضير له من قبل أميركا وحلفائها ليس حلاً بل سيؤدي لعواقب خطيرة، حيث تحويل الحرب على «القاعدة» في اليمن إلى جبهة ثالثة في حين أفغانستان وباكستان جبهة أولى وثانية، فإن واشنطن ستواجه خطر تفاقم المشكلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى