خاص الهويه

تنظيم الأغبياء

 بقلم  / أبو مالك يوسف الفيشي

في البابو مالكداية أنا ضد القتل وسفك الدماء ولست أيضاً مع الغباء وأقول موضحاً من يراقب الإخوان في مصر منذ أن وصلوا إلى السلطة وحتى اليوم يصل إلى قناعة مطلقة أن أصحاب هذا الفكر والثقافة الغبية لا يفرقون بين الجمل والناقة، وذلك من خلال تصرفاتهم بداية من الإعلان الدستوري ومروراً بفرض دستور غير مجمع عليه من خلال استفتاء شكلي وكذلك إقصاء وتهميش جميع القوى التي شاركت في الثورة وهي جزء فاعل وأساسي من المجتمع المصري إلى أن وصل الحال إلى اتخاذ موقف غبي من سوريا وحزب الله وإغلاق سفارة سوريا وفتح سفارة إسرائيل وتعزيز العلاقة معها إلى مستوى الإذلال وليس التطبيع والمراهنة على أمريكا بلا حدود وتخليهم عمن أوصلهم إلى السلطة من المواطنين العاديين، ألم يكن من المفترض أن يكون مرسي عندما كان في السلطة يعمل كممثل للشعب المصري لكنه عمل كممثل لجماعته فقط وحرص على إرضاء الغرب بدلاً من إرضاء شعبه، وهذه إستراتيجية يعتمد عليها الإخوان ليس في مصر فقط بل وحتى في اليمن وهي الوثوق والارتهان للغرب والوقوف في مواجهة الشعب بجميع أطيافه.
ما يحدث في مصر هو بسبب غباء الإخوان لأنهم امتداد لثقافة استحمارية باسم الإسلام وهي ثقافة مصنوعة في بلاط حكام الجور المستبدين، ومن يحمل فكرا مستبدا لا يمكن أن يكون سوى مستبد عند وصوله إلى السلطة. ثم بعد أن خسروا السلطة بعد ثمانين سنة من العمل والدعوة للوصول إلى الحكم، لم يكتفوا بخسارة السلطة بل أصروا على الغباء والاستحمار حتى خسروا الشارع المصري وعادوا إلى المربع الصفر وأصبحوا الآن تنظيماً محظوراً ومطارداً وغير شرعي، إذاً فهم من فتحوا أبواب جهنم على أنفسهم وأصروا على التمسك بالسلطة حتى وإن كان على حساب مصر وسيادته ونسيجه الاجتماعي واقتصاده وكذلك يفعلون في اليمن.
ما حصل في مصر هو أن هذا التنظيم وقف في وجه الجيش والشعب وهم مجرد جماعة وظنوا أنهم سيتغلبون قياساً على ما حدث في الربيع العربي وهو قياس غبي لأنهم نسوا أن الشعوب التي ثارت على الأنظمة أنها ثارت كشعوب لا كجماعة وثارت على النظام لا على الشعب.
لا أمتلك إلا أن أقول إنا لله وإنا إليه راجعون وأنبه أيضاً أن هذا التنظيم لا يمثل الإسلام ولا المسلمين فمن يمثل الإسلام والمسلمين هو الشعب المصري البسيط وأنا اعتبر أن الأزهر هو النموذج الذي يمثل روح الدين الإسلامي الحنيف، أما من يكفر ويعادي كل أطياف الشعب فهو يمثل الاستبداد ومن استبد برأيه هلك.
وهنا انتهز الفرصة ناصحاً ومذكراً لبقايا الإخوان في اليمن وفي غيره أن يأخذوا الدروس والعبر مما حصل ويحصل في مصر وسوريا ويعيدوا النظر في تنظيمهم وفكرهم وثقافتهم بدلاً من تجريب المجرب أو العمل لمدة ثمانين سنة ومن ثم ينتكسون كما انتكس الذين من قبلهم في مصر.
أنا هنا ناصح كما يعلم الله ولست متشفياً وأنصحهم أن يتقوا الله وأن لا يخدموا الأمريكيين والصهاينة من حيث لا يشعرون ويدمروا نسيج الأمة من خلال إصرارهم على ثقافة الرفض لكل من لم يكن معهم.
هناك من يقول أيضاً أن إخوان اليمن غير
إخوان مصر وهذا غير صحيح وهو مجرد تضليل وتنصل بعد سقوط وخسارة إخوان مصر وذلك بعد أن أصبح تنظيم الإخوان ممقوتاً، بل إن إخوان اليمن أسوأ من إخوان مصر ومن يشاهد سلوكهم واستبدادهم داخل قاعات الحوار وسلوكهم العدواني ضد الحراك وأنصار الله وكل الأحرار حتى أثناء الثورة يدرك صحة ما أقول، ألم يكونوا يعتدون على الثوار في الميادين ويسمونهم مدسوسين وكل من لم يكن معهم فهو مدسوس إذا ليس الخلل في أعضاء التنظيم بل في ثقافتهم وهناك منهم من لم يزل سوياً لم يتلطخ بهذه الثقافة الاستبدادية.
فهذا التنظيم الخطير يحمل فكرا أشبه بالفكر الأمريكي الذي عبر عنه بوش بقوله ( من لم يكن معنا فهو ضدنا )، ومن العجيب أننا هذه الأيام نسمعهم في سهيل يتباكون على الدولة المدنية في مصر وهم من رفضوا الدولة المدنية في اليمن وقالوا أنها كفر.
أنا لست مع القتل وسفك الدماء ولكن أيضاً لست مع الغباء والاستحمار الذي فتح الباب في مصر وسوريا واليمن على مصراعيه لتدخلات الأمريكية ودشن المشروع الامريكي الصهيوني الذي يريدون من خلاله تمزيق الأمة وتفتيتها وإضعافها وإغراقها في دمائها.
وبالمناسبة لا زال إخوان اليمن مصرون على ثقافتهم الصدامية التي تصطدم مع كل شيء فهم حتى اليوم لا زالوا يجيشون البلاطجة وأصحاب السوابق للعدوان على أبناء الرضمة في إب ولا أنسى إغلاقهم لجناح مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح في معرض الكتاب في تعز واليوم يوزعون الأسلحة والأحزمة الناسفة التي يترافق معها بيانات التحريض ضد أنصار الله في تعز والبيضاء والحديدة وذمار والمحويت وفي معظم الجمهورية اليمنية أما الحراك فهم يعتدون عليهم شبه يومياً بحجه أنهم ماركسيون وكفره وانفصاليون ومرتدون ومن هذه الألقاب التي يعجز الشيطان الرجيم عن إنتاجها وتبنيها لا لأنها ذكية بل أنها في قمة الغباء وقديمة جداً قدم احتلال الأتراك لليمن.
أخيراً أتمنى أن تلقى هذه النصائح المخلصة أذانا صاغية داخل هذا التنظيم وعقول لازالت تتمتع بشيء من المنطق والواقعية وأن لا يواجهوها بالسب والشتم القذر كما هي عادتهم وديدنهم وتربيتهم التي ربما تربوا عليها داخل تنظيم الأغبياء وكل وعاء بالذي فيه ينضح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى