تحقيقاتخاص الهويهمحلية

قراءة لردود أفعال التحركات الأمريكية حول تهديدات القاعدة

خبراء ومحللون وباحثون ووكالات عالمية:
تهديدات القاعدة ملف للكسب لدى الحكومة.
تقـــــارير الأمريكــــــان كــــــــــاذبـــــــــة.

| إعداد | قسم التحقيقات   

غريب هو أمر الطائرات الأمريكية وغريب هو أمر حكومتنا فيكيف لتلك الطائرات بدون طيار أن تحوم وتخترق أجواء بلادنا وتزعج وتهدد وتقتل العشرات من المواطنين اليمنيين دون أذن مسبق من حكومتنا الموقرة وقبلها من قيادتنا السياسية .
أمر غريب ومحير وقضية هامة تستدعي الوقوف أمامها بكل جد من الجميع فقد خلقت لدى الجميع الكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجابات مقنعة ومن أبرزها ما حقيقة الضوء الأخضر المعطى لتلك الطائرات من حكومتنا؟ وما حقيقة الدعم المقدم لقاء إطلاق حكومتنا لضوئها الأخضر لطائرات الأمريكان كي تعثوا فسادا في أجواء وأراضي بلادنا؟!! وما حقيقة تلك الطائرة المزعجة التي أقضت مضاجع النائمين في أواخر شهر رمضان المنصرم ؟
وما حقيقة التهديدات التي دفعت بجحافل السفارات الأجنبية للهروب من بلادنا الأيام الماضية ؟
الهوية وانطلاقا من أهمية هذه القضية الكبرى على السلم والأمن الوطني والاجتماعي فقد عملت من خلال تحقيقها لهذا العدد على البحث وراء إجابات تلك الأسئلة السالفة الذكر فإلى الحصيلة :

طائرة تجسس أمريكية في أجواء صنعاءبموافقة مدفوعة الأجر ..طائرات الأمريكان تحوم على صنعاء!!
كشفت تقارير حديثة صدرت في الأيام الماضية عن سحب حكومة الوفاق موافقتها لطائرات الأمريكية بالتحليق  فوق سماء صنعاء حيث قالت صحيفة الخليج الإماراتية نقلا عن مصادر موثوقة في تقرير نشرته في الـ10 أغسطس الجاري  أن السلطات اليمنية تراجعت عن موافقتها بالسماح لطائرات عسكرية أمريكية بلا طيار بتكرار القيام بطلعات جوية فوق سماء العاصمة صنعاء بهدف إجراء عمليات مسح جوي تندرج ضمن خطة أمنية وقائية لمنع متسللين من عناصر تنظيم القاعدة من تنفيذ هجمات محتملة تستهدف منشآت أمنية وعسكرية ومقار لممثليات دبلوماسية غربية
مؤكدة أن قيام طائرة عسكرية بالتحليق في سماء العاصمة صنعاء أواخر شهر رمضان المنصرم والتي مثلت سابقة أثارت ولا تزال حالة متصاعدة من السخط والغضب الشعبي قد تم بموافقة الحكومة اليمنية وبناء على اتفاق مسبق مع الولايات المتحدة  بهدف الاستفادة من تقنية الرصد والمسح الجوي ألاستخباراتي الأمريكية في الكشف عن مواقع التمركز المحتملة لعناصر من تنظيم القاعدة تسللوا إلى داخل العاصمة لتنفيذ هجمات وشيكة تستهدف منشآت أمنية وعسكرية ومقار لممثليات دبلوماسية غربية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التراجع اليمني عن السماح بتحليق طائرات عسكرية أمريكية بلا طيار في أجواء العاصمة صنعاء جاء عقب تصاعد أثارت موجة الاستياء والتوجسات الشعبية والاتهامات التي وجهت للحكومة باستمراء التفريط في السيادة اليمنية عبر السماح لطائرات عسكرية أجنبية بالتحليق في أجواء العاصمة بعد أن كانت مهام مثل هذه الطائرات منحصرة في القيام بعمليات مسح جوي لمناطق حدودية تنشط فيها تحركات مسلحي تنظيم القاعدة .
وكان مسئولون في وزارة الخارجية الأميركية قد كشفوا قبل أيام النقاب عن حزمة من المساعدات الأميركية لليمن قيمتها 600 مليون دولار. موضحين أن تلك المساعدات والتي أقرت منذ العام 2011 تأتي في سياق الحرب على الإرهاب.كما تبين أن 250 من أصل 600 مليون دولار خصصت فقط لجهود مكافحة الإرهاب في اليمن  فيما ذهب الباقي على شكل مساعدات ورشاوى منها هبات للمرأة ومكافحة للفساد وتوفير قسائم غذائية و تحلية مياه الشرب وتقديم خدمات طبية أولية .
مضيفين أن البنتاغون انفق نحو 14 مليون دولار عام 2012 على برنامج مكافحة الإرهاب للقوات الخاصة الأميركية في اليمن وقد ذهبت في شراء معدات ومستلزمات عسكرية بينها ذخيرة وأجهزة اتصال لاسلكية وزوارق مطاطية ومناظر ليلية وأجهزة ملاحة وإبحار وفق ما ورد عن مكتب قناة الميادين في واشنطن.
الطائرة الأمريكية التي حلقت فوق صنعاء أواخر رمضان تجسسية وبطيار!!
وفيما يخص الطائرة الأمريكية التي حلقت فوق صنعاء وعلى مدار أربعة أيام نهاية شهر رمضان المنصرم فقد كشفت مصادر مؤكدة للهوية أن تلك الطائرة هي طائرة تجسس وليست بدون طيار فقد كانت تحمل طاقما استخباراتيا أمريكيا مكونا من 21 شخصا وهي طائرة أمريكية الصنع  من إنتاج (لوكهيد) موديلها( (P-3 ومهمتا الأساسية تجسسية وسبب تحليقها هو مسح أجهزة الاتصال وجمع المعلومات لعدة مناطق سكنية بالعاصمة صنعاء.
مضيفة أن تلك الطائرة تمتلك تكنولوجيا تجسسية عالية وهي تعمل لأول مرة في اليمن وقد استخدمها الأمريكيون في العراق والصومال وليبيا.  وهذا النوع من الطائرات له مهمة محددة ويوجد فيها 3 غرف تجسسية مزودة بأجهزة تجسسية عالية الدقة.
وتقول المصادر إن هناك اعترافا أمريكيا ومن الشركة المصنعة للطائرة بأنها تعمل في خليج عدن منذ سنوات.. تفاصيل أكثر عن هذه الطائرة سوف نسردها في الأعداد القادمة..
مكالمة القاعدة فبركة أم حقيقة؟!!
وفي هذا الجانب ذكرت التقارير أن تحليق الطائرات الأمريكية فوق سماء صنعاء خلال الأيام الماضية قد جاء أيضاً وفق تقرير للمخابرات الأمريكية أكدت فيه أنها رصدت مكالمة لزعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري تتمحور حول استعدادات لعناصر القاعدة في شن هجمات على المصالح الغربية في اليمن الأمر الذي دفع بالعديد من البلدان الغربية إلى سحب طواقمها العاملة في سفاراتها في صنعاء وإغلاق سفاراتها بشكل سريع ومغادرة اليمن كما دفعت إلى إغلاق 19 سفارة في أفريقيا والشرق الأوسط .كما حذر مسؤولون أمريكيون من أن هذا التهديد يعد الأخطر منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وفي هذا السياق ذكرت تقارير رسمية أن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب كان يستعد للسيطرة على عاصمة المحافظة  المكلا، الميناء الرئيسي ومهاجمة ميناء الضبة النفطي المجاور والمملوك لشركة كندية.
وقد تصاعدت بشكل لافت هجمات الطائرات الأميركية دون طيار في الفترة الأخيرة مستهدفة عناصر يشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة في عدة محافظات  وقد تزامن ذلك مع إعلان مسؤول حكومي عن إحباط مخطط لتنظيم القاعدة بالسيطرة على منشآت نفطية في حضرموت.
وهو ما اعتبره الكثير من الخبراء والمحللين السياسيين والباحثين أن هذه الخطوة تعد إشارة إلى بدء الطائرات الأمريكية بتنفيذ ضربات جوية ربما في العاصمة صنعاء ضد أوكار عناصر القاعدة.
باحثون ووكالات:التقارير الأمريكية حول تهديدات القاعدة غير صحيحة !!
إلى ذلك اعتبر عدد من الباحثين في شؤون القاعدة والجماعات الإسلامية أن تلك التهديدات غير صحيحة.
حيث أشار الباحث في شؤون القاعدة أن الغارات التي شنتها الطائرات الأمريكية بلا طيار (الدرونز) في الآونة الأخيرة فشلت في قتل القادة البارزين في التنظيم ونفى مزاعم إحباط السلطات اليمنية لمخطط كان يستهدف تفجير منشأة نفطية كندية.
من جانبه قال المحلل والباحث عبد الرزاق الجمل أن سلسلة الغارات التي شنتها طائرات بلا طيار خلال الأنثى عشر يوما التي سبقت عيد الفطر المبارك أسفرت عن مقتل 32 شخصا  بينهم جنود مشاة ذوو رتب منخفضة ومدنيون .
مشيراً أن بين أولئك القتلى أشخاص يعتبرون إلى حد بعيد ضمن السطح الخارجي للتنظيم .
إلى ذلك ذكرت وكالة الأسوشييتد برس في تقرير لها أن 34 من المسلحين المشتبه بانتمائهم للقاعدة قتلوا خلال الهجمات الأخيرة للطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن بينهم 12 قتلوا في ثلاث غارات يوم عيد الفطر .
فيما قالت وكالة  رويترز أن عدد قتلى يوم الخميس بلغ 8 أشخاص وأن إجمالي القتلى من مسلحي التنظيم وصل خلال الأسبوعين اللذين سبقا عيد الفطر الفائت إلى 25 شخصا…
ويؤكد الجمل أن القاعدة لا تهاجم الأماكن والمصالح العامة وأن ما ورود في التقارير الرسمية والتقارير الأمريكية كلام غير صحيح.
متهماً الحكومة بالتبرير للهجمات التي تشنها الولايات المتحدة بطائرة بلا طيار من خلال نشر تلك المخاوف من إمكانية سيطرة القاعدة على المكلا
إلى ذلك قال: جريجوري جونسن الخبير في شؤون اليمن بجامعة برينستون الأمريكية : أشكك في التقارير التي ذكرت أن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب كان على وشك السيطرة على موانئ في اليمن.”
“وأنا الثاني” يرد محمد الباشا وهو متحدث عن السفارة اليمنية في واشنطن مناقضاً بذلك مزاعم الحكومة التي يمثلها.
كما أشار البرلماني الباشا قبل ذلك في تصريح له إلى إن تنظيم القاعدة لا يمتلك من الطاقة البشرية أو الإمكانيات ما يمكنه من السيطرة على مدينة بحجم المكلا.
خبراء : أمريكا تنفذ مخططا وتنتهك سيادة اليمن بذريعة محاربة القاعدة !!
وفي هذا الجانب قلل عدد من الخبراء والمحللين المحليين من درجة المخاطر الأمنية التي قد تستهدف المصالح الأميركية والأجنبية داخل العاصمة صنعاء.
معتبرين أن ما جاء في التقارير الأمريكية حول تهديدات القاعدة غير صحيح وان كانت أميركا تخوض حربا مفتوحة مع القاعدة.
إلا أنها تقوم بانتهاك سيادة اليمن في ظل انفلات أمني تشهده عدد  من مناطق البلاد، خاصة في محافظة مأرب التي تشهد تفجيرات متكررة لأنابيب النفط وشبكات الكهرباء، وأسقط فيها مسلحون قبليون طائرة مروحية، وأدت الحادثة لمقتل 9 جنود .
كما يرى الخبير العسكري العميد ركن ثابت حسين صالح أن الأميركيين والغربيين يبالغون كثيرا في تقدير حجم المخاطر والتهديدات الأمنية التي تواجه رعاياهم ومصالحهم في اليمن.
وأن التقليل من قدرة الأجهزة الأمنية اليمنية لمواجهة تهديدات القاعدة، يهدف إلى خلق مبررات لمزيد من التدخلات الإملاءات الأميركية في شؤون اليمن.
من جانبه قال المحلل السياسي ياسين التميمي في حديث صحفي له :لا يمكن إنكار وجود تهديدات حقيقية تستهدف مصالح غربية إلا أن التطورات الأخيرة جعلت سماء العاصمة اليمنية صنعاء لأول مرة تضج بهدير طائرات النقل العسكرية والطائرات دون طيار، وهو ما اعتبره كثيرون مؤشرا على ارتهان البلاد للإرادة الأميركية.
الطائرات الأمريكية تقصف منشأة نفطية في مأرب!!
وفي صورة تعكس مدى التمادي في تهديد الأمن والسلم الوطني فقد أضحت هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار وفق العديد من الخبراء وجملة من التقارير خطراً يهدد الاقتصاد الوطني والمصالح العامة حيث كشفت مصادر في شركة النفط اليمنية بمحافظة مأرب عن سقوط صاروخين من طائرة أمريكية بدون طيار قبل نحو أسبوعين بالقرب من مخازن شركة النفط والغاز التي تضم خزانات عملاقة للغاز إضافة إلى احتوائها على أكثر من 200 ألف أسطوانة غاز منزلي .
مفيدة أنه في حال وقع أحد الصاروخين على مخازن الشركة فإن كارثة مرعبة كانت تنتظر سكان المحافظة وأنه كان كفيلاً بحرق وتدمير مساحة تقدر بأكثر من خمسة كلم2 .
وكانت السلطات المحلية في المحافظة قد طالبت وزارة الدفاع بفتح تحقيق عاجل في سبب سقوط تلك الصواريخ على تلك البقعة من محافظة مأرب , مستغربةً بشدة قيام الطائرات الأمريكية بقصف تلك المنطقة .
وتقول التقارير إن الطائرات الأمريكية التي كثفت طلعاتها الجوية فوق العاصمة و بعض محافظات الجمهورية كانت تنطلق من مطار صنعاء الدولي عبر المدرج الخاص بالقوات الجوية.
الخلاصة اليمن في خطر!!
بعد تلك الضجة الكبيرة التي أثارتها السلطات الأمريكية حول التهديدات بتوجيه ضربات لمصالحها في اليمن من قبل تنظيم القاعدة و الأيام السود التي خلقتها في أواخر شهر رمضان الكريم بدوي أصوات طائراتها على أجواء صنعاء وبعد إطلاعنا على كل أبعاد هذه القضية وصلنا إلى نتيجة في تحقيقنا هذا مفادها أن تلك التحركات والتقارير والحملات الإعلامية الكبرى ما هي إلا ذريعة لتنفيذ مخططاً أمريكياً على ارض وطننا الحبيب وكذا ذريعة لاستباحة دماء اليمنيين وانتهاك أجواء بلادنا وسيادة وطننا في ظل ضعف الدولة والحكومة في مختلف الجوانب  كما أنها بمثابة حركة رخيصة من قبل الأمريكان حتى يتهربون من تحمل مسؤولية الجرائم الوحشية التي ارتكبتها وترتكبها طائراتهم بحق المئات من اليمنيين الأبرياء.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى