مساحات رأي

تعددت الأسماء والقاتل واحد

تعددت الأسماء والقاتل واحد

SONY DSC

بقلم : رئيس التحرير

عندما يرى الشخص فداحة مجزرة”الأحد الدامي” تعيده الذاكرة إلى جمعة الكرامة وكيف كانت تداعياتها انتكاسة على مدبريها ولهذا يجب أن نعلم بأن جمعة الكرامة أراد بها السفاح حينها بأن تكون اليوم الأخير للثورة ولكن الله لم يرض بأن يوصله ما يريد فكان ذلك اليوم هو العد التنازلي له ولحكمه فسلط الله من كان معه عليه وضرب الله الظالمين بالظالمين لا من أجل أهداف تلك الثورة ولا من أجل قيم تلك الأحزاب التي كانوا يتشدقون بها ولكن من أجل تلك الدماء الزكية التي خرجت بكلمة الحق أمام سلطان ظالم لتقول له كفى عبثا بثروات البلاد كفى عبثا بإفساد المجتمع كفى عبثا بإزهاق الأرواح من جنوب اليمن إلى شماله لا من أجل إعلاء كلمة الله وإنما من أجل الكرسي الذي قال عنه بأنه من نار وصدق وعد الله على الظالمين في قوله تعالى ” ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ”
والآن يتكرر ذاك الإجرام وبدم بارد وبغطاء سياسي وديني لا تعرف من المستفيد سوى أعداء الإنسانية وأعداء السماء الذين قتلوا إلياس الذي لم يعرف طعم الحياة والمطري وعاطف والسراجي وغيرهم الذين خرجوا لا من أجل مكاسب دنيوية ولا من أجل شهرة ولا من أجل نسل فهم من أبناء قحطان وهاشم ولكنهم خرجوا ليقولوا لا للظلم لا لجهاز أمريكي بعمالة يمنية لا لجهاز قمعي عنصري لا لجهاز كان أول هدف للثورة إسقاطه, نعم كانت تلك أماني الدماء الطاهرة ولكن قتلوهم وأي قتلة وممن , ممن قال فيهم رسول الله الإيمان يمان والحكمة يمانية، أهم أصحاب الحكمة ؟!! لا والله فمن قتل الشباب الطاهر لا يوجد فيهم إيمان ولا حكمة ابن الخمسة عشر سنة يا نور عين أمك تعذب حتى الموت والآخرين برصاص دون أي ذنب ،هل ذنبهم أنهم يريدون الوفاء لشهداء جمعة الكرامة وبنك الدم وجولة كنتاكي في تحقيق ما كانوا يسعون إليه ؟!!
يجب أن نعرف بأن ما حدث في جمعة الكرامة والأحد الدامي هي المأساة نفسها والضحية الضحية نفسها  والقاتل القاتل نفسه ويجب ألا ينساق شباب الثورة إلى اللعبة السياسية التي استخدمها الحاكم عند أول شراره للثورة على قاعدة فرق تسد لأن الحاكم الأول لازال موجودا وشركاؤه السابقون مجودون ولكن بمسميات جديدة وأدوار جديدة وجمعيهم يعلم بأن الحفاظ على الآخر هو الحفاظ على نفسه ولهذا يجب إعادة الحسابات من جديد لنعرف العدو الحقيقي للثورة وان نبتعد عن المكاسب الشخصية في تعيين ذاك وزيرا والآخر وكيلا والآخر مديرا وأعداء الثورة يعملون على إرجاعنا إلى ما كنا عليه وقد امتلأت بطونكم بالولاء الحزبي والأسري من حيث لا تعلمون وسوف تشرعنوا للحاكم سفك دماء إخوانكم وهذا ما حصل في يوم الأحد الدامي وتأكدوا يا شباب الثورة مثل ما الله أذاق المر لقتلة جمعة الكرامة سيذيق الله قتلة الأحد الدامي ولكن أخاف بأن يكون بعضكم ممن تلطخت يده من حيث لا يعلم ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى