حواراتعناوين مميزة

الدكتور فارس السقاف مستشار رئيس الجمهورية في حوار مع الهوية

الدكتور فارس السقاف مستشار رئيس الجمهورية في حوار مع الهوية

الهوية في هذا العدد التقت الدكتور فارس السقاف مستشار رئيس الجمهورية عضو لجنة مؤتمر  الحوار الوطني الذي تحدث لنا عن  عدة قضايا أبرزها طبيعة الحوار الوطني و الأطراف التي تسعى الى إسقاط الرئيس هادي من منصبه وما صحة ما يقال عن نائب الرئيس كما تحدث لنا أيضا عن رؤيته في تشيع جثمان السيد حسن بدر الين فالى تفاصيل الحوار :

 

SONY DSC

حاورة : رئيس التحرير

 

  • ما يحدث مؤخر في الحوار الوطني ، برأيكم هل هذا شيء طبيعي وهل يدل على وجود معرقلين للحوار الوطني ؟

اعتقد ان الفترة هذه هى فترة إبراز و إفراز كل المشكلات التي عانت منها اليمن خلال العقود السابقة لأن التعبير انفتح وأراد الجميع ان يعبر عن هذا سواء كان بمسيرات او بمظاهرات او الوقفات الاحتجاجية بالنسبة لمؤتمر الحوار الوطني ولكن مؤتمر الحوار الوطني رأى ان الوقفات الاحتجاجية ستكثر لكثرة المشكلات في الواقع لأننا في فترة انتقالية التي تقتضي  ترتيب كل هذه الأشياء التي انهار السقف من فوقها ، و مؤتمر الحوار الوطني مساره مسار التأسيسات للأشياء الإستراتجية التي تبني عليها الدولة وبين ثنايا هذا الأمر تحدث هذه الاحتجاجات و مؤتمر الحوار الوطني اتخذ موقفا من ذلك باعتبار ان هذا سيكون معطلا لوقت الحوار.

  • ما هى مخرجات الحوار و من المستفيد منها ؟

مؤتمر الحوار ليس تنفيذيا و لا يمكن الرجوع إليه الآن لأنه سلطة متحاورين سوف يخرجون بنتائج ستصب في الدستور الجديد الذي يبني عليه كل شيء ، و اعتقد انه كان هناك حل وسط أي ان تكون الوقفات الاحتجاجية بعد انتهاء الجلسات .

  • ما رأيكم فيما حدث لشباب الحوثي في الأمن القومي ومن المتسبب في ذلك ؟

طبعا في البداية هناك لجنة لتحقيق شكلت من الرئيس ، كما التقى الرئيس ايضا بشخصيات من الحوثيين و تفاهموا على الأمر و انهم ينتظرون نتائج التحقيق و أمس الأول أقلعت طائرة بالجرحى الى الأردن لمعالجتهم على نفقة الدولة ،كما أن استخدام القوة المفرط و استعراضها غير مقبول .

  • باعتقادكم هل هناك طرف ثلاث كان سببا في ذلك ؟

الحوثيين أقاموا تظاهرتين خلال 13 و 14 /5 أمام الأمن القومي و لم يحد شيء و لكن الثالثة استخدم فيها السلاح من طرف ربما ثالث بملابس مدنية و يريد البعض أي الطرف الآخر ان يعكر هذه العلاقة الآن و مؤتمر الحوار ممثل فيه الحوثيون بأعداد مقدرة في قوام الحوار الوطني و نتائج التحقيق هي من ستبين هذا الأمر و اعتقد بحل جهاز الأمن القومي مطالبة غير منطقية .

  • هل باعتقادكم ان التفاهم بين أنصار الله و الرئيس هادي في عدد من القضايا جعلت طرفا ثالتا يستغل ذلك من أجل شق العصا عليهم ؟

نعم ، والرئيس هادي قال ان قضية حل الجهاز القومي و غيره هناك من سيناقش هذا الأمر ليكون كنتيجة للحوار و أنا اعتقد ان الحوثيين فيهم عقلاء يجب ان لا يضعوا أنفسهم في محل قلق المجتمع المحلي و الإقليمي  و الدولي لأن ما عقب ذلك من تشييع الجنازة و الخطاب الذي تم ليس منطقا معقولا و الحوثيون أدركوا هذا الأمر من منطلق المسئولية وهم كمكون في الحوار الوطني يجب ان لا يضعوا أنفسهم في هذا الموقف المستفز لذا هم تداركوا هذا الأمر و عملوا على لملمة الموضوع .

  • هل تعتقدون ان المياه عادت الى مجاريها فيما يخص الرئيس هادي و أنصار الله ؟

نعم و أنا أؤكد أن الرئيس هادي لا يعبر عن جماعة او حزب و من يثير الأمور هذه الفترة هم بقايا النظام حتى لو من تحت لتحت ، ومن هنا أنا اعتقد انه لابد ان نعطي فرصة للرئيس هادي لتحمل المسئولية و النجاح في هذا الظرف العصيب و لان السلطة أتت إليه و هو لم يسع اليها.

  • هل اتفق الإصلاح و أتباع النظام السابق على إسقاط الرئيس هادي ؟

بقايا النظام السابق فعلا يريدون إسقاط الرئيس ورغم كل ما أشاعت له وسائل إعلام أتباع النظام السابق إلا  ان  الرئيس هادي لم يطل أحدا حتى الآن بأي طريقة من الطرق ، الرئيس هادي يعمل على قاعدة وعي الناس بأنهم وصولوا الى مرحلة متقدمة من الوعي ، وهناك أطراف أخرى تحاول ابتزاز الرئيس هادي من خلال نشر الحملات الإعلامية عليه في الصحف و التلفزيونات ، ما أريد قوله ان طرف الحاكم السابق و الحاكم الحالي اتفقا لإسقاط هادي من خلال طرف يعمل على إسقاطه و الآخر يعمل لابتزازه .

  • هل تعتقدون أن شخصية الرئيس هادي أتت منافية للجناح الديني و القبلي المستأثر السابق ؟

عندما يكون هؤلاء كلهم عليه هذا دليل على انهم يريدون ان يكون الرئيس هادي رئيسا ضعيفا يسيطر عليه و يتم احتواؤه وتسييره كما يريدون و بما ان هؤلاء غضبوا عليه هذا يدل ان الرجل لديه مشروع وطني ليس لهذا او لذاك .

  • ما رأيكم فيما يقال ان الرئيس هادي يريد ان يعمل أسرة حاكمة في الجنوب من أجل التصفيات السابقة ؟

هذه الأطروحات لن تلقى قبولا منطقيا لأن الذي يريد أن يكون الحكم عائليا لن يستطيع و لابد ان تعرف ان آخر حاكم عائلي هو انتهى بانتهاء حكم الرئيس صالح و لن يستطيع احد ان يحكم و يسيطر كما فعل علي صالح لذا لابد من مشروع وطني يتوافق عليه الجميع و يحقق لهم ذواتهم و تواجدهم في ظل مثل هذا المشروع الوطني .

  • هناك اتهامات كثيرة بتوظيفات حزبية وسط مكتب رئيس الجمهورية ، ألا يرجعنا هذا الى نقطة الصفر ؟

القرارات و التعيينات لم تكن من كوكب آخر و نحن الآن مازلنا في إعادة إنتاج النظام بكل أدواته سواء إصلاح او مشترك او غيرهم ، هذه كلها موجودة و هادي لا يمكنه ان يصفي كل هؤلاء  ويأتي بقوم من خارج اليمن ، و الإصلاح و المشترك وقعوا في فخ المحاصصة و هادي يخرج من هذا سليما لان الأشخاص المعنيين ليسوا محسوبين عليه في رئاسة الجمهورية.

  • هل صحيح هناك ضغوطات تمارس على الرئيس هادي من أجل تحويل علي محسن الى نائب لرئيس الجمهورية ؟

نحن لا نعفي أحدا ممن كان في السلطة فكل شخص خرج  من السلطة أراد ان يأخذ معه مكاسب و مغانم  و تنازل بمقابل و فيما يتعلق بعلي محسن المعين مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون  الدفاع و الأمن وهو لم يعين مستشارا للقائد الأعلى للقنصلية ولا مستشارا لوزارة الدفاع حتى يتدخل في الجانب العسكري و غيره و إنما هو الآن أصبح مدنيا و له مكتب في الأمانة العامة و الأمر تم على هذا النحو، علي محسن لم يعد مؤثرا لا في القوات المسلحة ولا في رئاسة الجمهورية و إنما هو موظف رئاسي أي ان مستشاري الرئيس كلهم في درجة واحدة ، يمكن ان تكون هناك تفاوضات لما بعد الفترة الانتقالية بأنه من سيكون نائب الرئيس هل شمالي او جنوبي و إذا ما طرح شخصية قبيلة او عسكرية  كانت معروفة هذا سيكون مدعاة لتفتيت اليمن وجعل اليمينين يحبطون من وجود التغيير .

  • برأيكم هل حكومة باسندوة فاشلة أم تريد أن ترجم بفشلها لطرف آخر ؟

الحكومة تعاني من نقطة ضعف كبيرة جدا من رئاستها وحتى وزاراتها ، فما هو دور الحكومة في الحوار الوطني الشامل وهى غائبة تماما في صورة الحوار الوطني  و هذا يعني ان هناك خللا في هذا الجانب ، بالإضافة الى ان الوزراء لم يثبتوا وجودهم بالشكل المطلوب و أنا اعتب عليهم بالمحاصصة مثل ما قال الدكتور ياسين سعيد نعمان لابد ان نفتح قرارات التوظيف لنرى النخبة لم تؤد دورها كما يجب ، نقطة ضعف الرئيس هى الحكومة التي من أسباب ضعفها أنها حكومة وفاقية ليس للرئيس سيطرة عليها .

  • ما رأيكم في الضربات الأمريكية ؟

في رأيي ان عمليات الضرب من خلال الطائرات بدون طيار هي من ضمن عمليات مكافحة الإرهاب  وضرب المدنين عبارة عن أخطاء و هادي اعترف بهذه الأخطاء وعالج الموضوع و هذه الحملة هى امتداد لمكافحة الإرهاب و الدولة اليمنية فرض عليها هذا الأمر فرضا ضمن السلم و الأمن الدوليين .

  • هل تعني ان الرئيس هادي أتى باتفاقيات جاهزة من النظام السابق بخصوص ذلك ؟

نعم ، و لكن الرئيس هادي الآن لم يعد راضيا عن الطائرات بدون طيار و الآن هناك عملية مراجعة لها في سبيل الانتهاء منها و أنا احمل القوى الوطنية مسئولية ذلك فلماذا لا تتفق على مشروع وطني لمكافحة الإرهاب و تقول لأمريكا وغيرها نحن لدينا مشروع و طني ليس لكم دخل بنا .

  • فيما يخص الحملة التي اتخذوها بشأن حسين بدر الدين الحوثي ، باعتقادكم هل حسين بدر الدين أجرام حتى و صل به التجريم الى هذا الحد أم انه كان هناك صراع سياسي حينها ؟

في الحرب الأولى و حتى القوى الوطنية كلها لم تكن تعرف سبب الحرب بقدر ما كانت تريد ان تحقق أغراضا للسلطة و أنا أقول لو ترك الحوثيون كما هم يمارسون طقوسهم وحياتهم اليومية و مدارسهم سلميا كان أفضل لان هناك مظلومية حدثت لحسين بدر الدين في الاعتداء على الحوثيين و كل القوى لا تنكر و تقول أنها ليست مع الحرب ضد الحوثيين و الآن هو أتاح لهم فرصة الانتشار و التمدد و لم يعد الحوثيون في صعدة فقط و المبادرة الخليجية هى من أتاحت لهم التواجد في صنعاء و في مؤتمر الحوار و  الاعتراف الدولي و يجب ان يرتبوا أولوياتهم على هذا النحو  و لذا يجب ان نقول ان عودة رفاة حسين بدر الدين الى صعدة  لا غبار عليها و لكن لا يجب ان يعود الحوثيون الى استعراض ما هو للدولة من سلاح أو أي شيء كان ، ونحن نقول الأمور مؤجلة الى ما بعد الحوار الوطني و يجب ان يلتزم الكل بمخرجات الحوار الوطني .

  • ما هو مستقبل الرئيس هادي من وجهة نظركم ؟

 من المفروض ان تقول مستقبل اليمن لان مستقبل اليمن مرتبط به فإذا لم يتفق الناس على هذا الرجل سوف ترجع اليمن الى نقطة الصفر و ما قبل الصفر ايضا لأنها ستدمر  ، إذن مستقبل الرئيس هادي هو ليس مستقبله وإنما مستقبل اليمن ، و أنا أقول على القوى الوطنية اليوم ان تعمل برنامجا مثل الحوار الوطني و تعمل على إنجاحه وبعد ذلك تؤسس للمؤسسات الدستورية و غيرها و ليكن بعد ذلك هادي او غيره.

  • كلمة أخيرة لكم ؟

على القوى الوطنية  ان تعمل برنامجا تخرج اليمن من خلاله الى بر الأمان وعلينا ان نعمل على إنجاح الحوار الوطني الذي سوف يبني الدولة و يصيغ الدستور الذي سوف نسير على منواله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى