تقاريرمحلية

توقعات بترحيل أكثر من مليون مغترب يمني ومئات الآلاف سيفقدون ممتلكاتهم وأعمالهم التجارية

توقعات بترحيل أكثر من مليون مغترب يمني ومئات الآلاف سيفقدون ممتلكاتهم وأعمالهم التجارية

وزير المغتربين يتهم الخارجية بجني رسوم غير قانونية والقائم بأعمال السفارة بالرياض يكشف عن ترحيل الدفعة 4

 مغتربين يمنيين في السعودية

الهوية – تقرير:

مع اقتراب انتهاء مُهلة الثلاثة أشهر التي منحها العاهل السعودي لتصحيح أوضاع المخالفين لأنظمة العمل السعودية تبدو الحكومة اليمنية عاجزة عن اتخاذ أي إجراءات لمعالجة أوضاع المغتربين اليمنيين حيث انتهت اللجنة الوزارية التي شكلها مجلس الوزراء للنظر في هذه القضية إلى رفع تقريرها إلى مجلس الوزراء، وبرسالة سلمها وزير الخارجية من الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ففي الوقت الذي توقع فيه متابعون ان يصل عدد من المهاجرين اليمنيين الذين سيتم ترحيلهم من السعودية خلال الأيام القادمة لأكثر من مليون يمني وأن مئات الآلاف سيفقدون ممتلكاتهم وأعمالهم التجارية فقد كشف القائم بأعمال السفارة اليمنية في الرياض ان ترحيل السلطات السعودية بدأ من أيام مشيرا الى انه تم ترحيل الدفعة الرابعة من العمال اليمنيين في المملكة على متن 13 حافلة.

 وقال الدكتور صالح الشاعري الاثنين الماضي إن السفارة تعمل منذ أسبوعين على تسهيل عملية عودة المغتربين اليمنيين الذين دخلوا السعودية بدون تأشيرات حتى لا يتعرضون للامتهان والترحيل القسري.

موضحا أنه تم التواصل مع الجانب السعودي لتجاوز تلك الصعوبات وتم تحديد منفذ الخضراء البقع لعملية الترحيل بحجة انه المنفذ الذي يتم الترحيل عبره منذ سنوات، وأن الجانب السعودي حدد مرور 10 حافلات كل يومين حتى تتمكن الجهات المختصة لديهم من تسريع إجراءات الترحيل .. مبينا أنه تم ترحيل الدفعة الثالثة عبر 11 حافلة يوم 15 يونيو الجاري بحسب ما نقلته وكالة سبأ.

وقال الشاعري إن السفارة اليمنية تواصلت مع الجهات السعودية المختصة وتم الاتفاق على ان تقوم السفارة بصرف وثائق مرور للمغتربين من أبناء الوطن الذين لا يحملون جوازات سفر وكذا إعداد كشوفات بأسمائهم وأرقام التصاريح الممنوحة لهم والمصادقة على تلك الكشوفات من قبل الجهات الأمنية السعودية ،نظرا لرفض الجهات السعودية التعامل مع تصاريح المرور بحجة ضرورة مرورهم عبر مراكز التوقيف والاحتجاز.
وأشار إلى أنه تم حتى الآن تسجيل ومنح وثائق المرور لما يقرب من عشرة آلاف شخص، وترحيل الدفعة الأولى منهم في خمس حافلات عبر منفذ الخضراء بالبقع.. وأضاف: ونظرا لتأخر إجراءات الترحيل فقد قامت السفارة بترحيل الدفعة الثانية على متن خمس حافلات أيضا وذلك عبر منفذ الطوال حرض.

يأتي هذا بعد أيام قليلة من انكشاف عمليات اعتداء وحشية تعرض لها عدد من اليمنيين على أيدي حرس الحدود السعودي أثناء مرورهم عبر الحدود بحثا عن أعمال يتقوتون عليها وأسرهم حيث يستخدم حرس الحدود والشرطة السعودية أقصى أنواع التعذيب مع اليمنيين الذين يقعون في قبضتهم الى درجة ان مصابين يمانيين بأعيرة نارية أطلقها سعوديون على مرميون في السجون وتحت التعذيب الى ان يتم توقيعهم على وثائق تنازل عن أي حق يترتب على تلك الاعتداءات ثم يقومون بترحيلهم بطريقة بشعة لا يتم استخدامها حتى مع الأغنام.

من جهة أخرى اتهم وزير شؤون المغتربين مجاهد القهالي وزارة الخارجية والسفارة اليمنية في الرياض بجني رسوم غير قانونية من المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية.

ونفذت مجموعة «نشطاء من أجل اليمن»، السبت الماضي وقفة احتجاجية أمام وزارة شؤون المغتربين للمطالبة بحل مشاكل المغتربين اليمنيين في السعودية، وقال بلاغ صحفي صادر عن المجموعة إن وزير المغتربين أكد لهم أن «وزارة الخارجية تعقد الاتفاقيات مع السلطات السعودية دون الرجوع إلى اللجنة المشكّلة من خمس وزارات، على رأسها وزارة المغتربين، لحل قضية المغتربين اليمنيين في السعودية.

هذا وقد سلمت مجموعة «نشطاء من أجل اليمن» خلال الوقفة رسالة إلى وزير المغتربين طالبوا فيها بضرورة التعامل بجدية لإيقاف الانتهاكات التي يتعرض لها المغتربون اليمنيون وتشكيل لجنة تقصِّي حقائق حول الانتهاكات التي ترتكب بحقهم، كما طالبوا بإيقاف استغلال الوضع الحالي للمغترب عن طريق جباية رسوم غير قانونية إضافة إلى المطالبة بضرورة قيام الوزارة بمهامها التي وجدت من أجله.

وكانت السفارة اليمنية في الرياض أعلنت أنها أبرمت تفاهمات مع السلطات السعودية لترحيل اليمنيين المقيمين بطرق غير مشروعة في السعودية، غير أن مسؤولا في جوازات الدمام نفى إبرام أي تفاهمات مع السفارة اليمنية بهذا الخصوص.

وانتقد الناطق الأمني لشرطة نجران، النقيب عبد الله العشوري، بحسب صحيفة الوطن السعودية، الإجراءات التي تتخذها السفارة اليمنية في الرياض، وقال إن السفارة اليمنية بعثت مئات السجناء المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، دون مراعاة للإجراءات الأمنية التي يجب اتخاذها لترحيل هؤلاء المخالفين.

ورغم موافقة السلطات اليمنية على ترحيل المئات من اليمنيين عبر السفارة اليمنية في الرياض بعد التأكد من اتخاذ الإجراءات الأمنية المطلوبة، إلا أن مشكلة أخرى برزت في رفض منفذ البقع الحدودي استقبال المرحلين، جراء عدم وجود تنسيق بين وزارتي الخارجية وشؤون المغتربين بشأن إجراءات الترحيل.

وبحسب صحيفة الوطن السعودية، أكدت جوازات منطقة نجران أنها اضطرت إلى احتجاز حافلات تابعة للسفارة اليمنية تقل مئات المرحلين، جراء رفض الجوازات اليمنية في منفذ البُقع استقبالهم، حيث تم نقلهم إلى منفذ الطوال بمنطقة جازان بدلا من منطقة نجران.

وكانت وزارة المغتربين أعلنت أنها أعدّت خطة طوارئ لاستقبال نحو 500 ألف مرحّل يمني من المملكة، غير أن مصدراً في وزارة المغتربين نفى وجود أي خطة، وقال إن الوزارة لا تمتلك أي اعتمادات مالية، وليست لها سوى موازنتها التشغيلية ورواتب موظفيها فقط.

يذكر ان هذا الترحيل جاء بعد ان أكد الرئيس هادي إصراره على مواصلة أعمال التنقيب في منطقة يمنية قريبة من الحدود السعودية اليمنية بمحافظة الجوف أكدت التقارير أنها تحتوي مخزونا نفطيا وغازيا كبيرا.

وهو ما جعل المراقبين يفسرون الترحيل لليمنيين في هذا الوقت بالذات بأنه عملية ابتزازية يمارسها النظام السعودي مع الرئيس هادي لإثنائه عن توجهه في التنقيب النفطي بالجوف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى