تحليلات

معركة رئاسة صعده

معركة رئاسة صعده

نبيلة الزبيري

تحليل:  طالب الحسني

أنهى مؤتمر الحوار الوطني خلال اليومين الماضيين تشكيل فرق العمل التي ستتفرغ  لمناقشة القضايا التسع المدرجة في جدول أعمال الحوار الوطني باستثناء فريق عمل قضية صعده بسبب مواقف بعض القوى من ( أنصار الله ) الحوثيين وليس الموقف من القضية كقضية سيكون محتما على الجميع الاشتراك في حلها ففي الوقت الذي يعمل فيه جميع الأطراف على التقارب ومحاولة إيجاد مخارج للاحتقانات يسعى التجمع اليمني للإصلاح وهذا مؤسف جدا إلى المزيد من الاستفزاز وإشعال فتيل الأزمة سواء في مؤتمر الحوار أو خارجه

ورقة  الاستفزاز الأخيرة

لم يكن من الطبيعي ومنسجم مع الحوار الوطني  اختيار شخصيات لها موقف متشدد و متطرف من الحوثيين والدفع بهم إلى فريق عمل قضية صعده إلا أن  تجمع الإصلاح وأيضا المؤتمر الشعبي العام قبل أن يغير موقفه  دفعا بشخصيات غير مرغوب بها من قبل الحوثيين وسيكون لها تأثير سلبي على حل قضية وبالتالي على الحوار الوطني ككل إذ تعتبر قضية صعدة من أهم القضايا التي سيناقشها الحوار الوطني ففي عمل الإصلاح على اختيار الشيخ القبلي  صادق الأحمر والشيخ عبدا لله صعتر كما عمل الشعبي العام على اختيار صغير ومجلي وهؤلاء أكثر المتطرفين  بالنسبة للصراع مع الحوثيين ويأتي هذا الانتقاء من منطلقين  الأول أن صغير بن عزيز ومجلي الذين كان قد دفع بهم الشعبي العام قبل أن يسحبهما ويزكي آخرين يشعران أنهم جزء من قضية صعدة باعتبار أن الأول  وهو من حرف سفيان الذي دخلت ضمن الحروب السابقة على صعده وكان قد وقف مع نظام صالح ضد الحوثيين كما أن مجلي هو الآخر من محافظة صعده ووقف إلى صف نظام صالح أيضا  لكن يتضح أن هذا تفسير خاطئ فهما  كان جزء من الطرف الذي أحدث القضية فكيف يكون جزء من الذي يعمل على التصحيح والمنطلق الثاني رغبة بن عزيز ومجلي في العودة إلى مربع التأثير في محافظة صعده ولكن هذه المرة من باب عرقلة أي إصلاحات أو إذا صح التعبير مكاسب سيحققها الحوثيون في قضية صعده  بالنسبة الإصلاح فان الدافع الأول  والأخير مذهبي بدرجة أساسية  وبإلحاح من المملكة العربية السعودية التي تتابع باهتمام بالغ كل تحركات الحوثيين والدليل على ذلك أن الصحف الرسمية لهم تتصدرها في أوقات مختلفة أخبار الحوثيين  ويأتي اختيار صعتر كأكبر دليل على أن أنشطة ما يسمى رابطة أبناء سفيان وصعده المتضررين من الحوثي حسب زعمهم عبارة عن فقاعة ليس إلا  كما أن اختيار الشيخ صادق المعروف بتطرفه ضد الحوثيين له دوافع أخرى  متعلقة بمحاولة استفزاز الحوثيين وهي الورقة الأخيرة التي يمتلكها الإصلاح قبل أن تتفرغ فرق العمل إلى مناقشة مختلف القضايا

 في المقابل كشف التنافس على رئاسة فرق العمل وجود تحالف وثيق بين الشعبي العام والإصلاح والعدالة والبناء الذي حظي بنصيب مميز يعد أكبر من حجمه في فرق العمل الموزعة على القضايا  كما كشف تعاون الأطراف الثلاثة ليكون لهم التأثير الأكبر ويظهر ذلك من الانتقاء في توزيع أعضائهم في فرق العمل المختلفة  ففي قضية صعده  تم اختيار أعضاء قد يكون  وهو خلاف ما نشرته بعض المواقع والصحف في أن ثلثي الأسماء التي اختيرت في فرق عمل قضية صعده من المتقاربين مع الحوثيين ما يعني حسب تعبيرهم ان أن الحوثيين سينفردون بقضية صعده

معركة رئاسة صعده

يعتبر الحوثيون أن قضيتهم التي تأتي تالية للقضية الجنوبية يجب أن تحظى بنفس الخصوصية بمعنى أن تكون رئاسة فريق العمل من أحد ممثليهم لكن الأمانة العامة أحالت موضوع رئاسة المؤتمر إلى السقاف التي اقترحت أن تحل قضية رئاسية الفريق إلى التصويت لكنها اشترطت أن يكون المرشح مستقل ومن المناطق الشمالية  وانتهى الأمر بترشيح نبيلة الزبير التي حصلت على أغلبية الأصوات لكن شخصيات في فريق صعده أبرزهم صادق الأحمر وصعتر اعترضوا على تشيح الزبيري واعتراضهم نابع موقفهم من فكرة أن تمنح  نبيلة الزبيري رئاسة فريق صعده مع وجود الشيخ صادق الذي حتى اللحظة لا يؤمن بدرجة كافية  بالمدنية ومثله صعتر الذي يمكن أن يقبل بالمدنية ولكن ليس إلى درجة أن ترأسه امرأة  في المقابل يؤيد بقوة ترشيح نبيلة الزبيري وحسب مصادر خاصة فقد رفض هبرة مساعي ومقترحات من كل من عبد الوهاب الآنسي وصعتر والارياني بترشيح يحيى بدر الدين الحوثي الذي حتى الآن لم يحضر جلسات الحوار لرئاسة فريق صعده …

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى