تحليلات

ليس أمام الحوار سوى الفشل والفشل فقط

ليس أمام الحوار سوى الفشل والفشل فقط

ليس أمام مؤتمر الحوار إلا النجاح والنجاح فقط.. هذا ما قاله رئيس الجمهورية في افتتاحه مؤتمر الحوار الوطني الأمر الذي يطرح  تساؤلاً مهماً:

هل يمكن إنجاح الحوار في ظل الأجواء المشحونة والممارسات الإقصائية وعدم الاعتراف للمظلوم بمظلوميته؟

هل تعمل الدولة على الاستفادة من أخطاء النظام السابق بحيث تعمل على لملمة الشمل وتضميد الجراح والنظر إلى أبناء هذا الشعب بعين واحدة متساوية في الحقوق والواجبات؟

يشكك في ذلك الكثير من المنظرين والمراقبين ويرون أنه لا يوجد أمام مؤتمر الحوار إلا الفشل والفشل فقط وليس كما تحدث رئيس الجمهورية واستشهدوا على ذلك بعدة أمور:

أولها: بوادر الالتفاف على قضية صعدة وذلك من خلال نزول الفريق غير المتجانس حيث قاموا بإشراك القتلة وإبراز المحرضين على شن تلك الحروب في لجنة حوار صعدة؟! وكيف ينصف الجلاد الضحية.

ثانيها: أن منظومة الحكم الحالية لم تعامل أبناء صعدة معاملة طيبة كما تحدثوا عنها في النقاط العشرين التي أقرتها اللجنة الفنية للحوار واعترف رئيس الجمهورية بأنها معقولة، مما يؤكد أن هذه العقلية المنغلقة التي تعيش الماضي بكل مآسيه بحروبه وظلمه.

ثالثها: عدم القبول بالآخر من حيث أن يتم النظر إلى جميع أبناء الشعب بعين واحدة متساويين بالحقوق والحريات وأكبر شاهد على أن النظام الذي قامت عليه الثورة لا زال حاكماً وما قامت به إدارة معرض الحديدة من منع مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح من المشاركة بأدبيات ومحاضرات السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي لم يتجن فيها على أحد ولم يحرض على أحد وإنما اكتفى بنقد المألوف السائد والسائر وراء الحضارة الغربية بدون وعي، مقدماً بعض الحلول.

في حين أن هناك العديد من الكتب والمنشورات التي تحرض بل وتبيح دماء بعض أبناء الشعب اليمني بطابع تحريضي مقيت سمحت إدارة المعرض لها بالمشاركة، ولم تتعرض لأي منع، أو عرقلة، فأين الحرية الفكرية التي ينادون بها، وهل مثل تلك التصرفات في ظل قيام الحوار الذي يصفونه بأنه يعالج المشاكل اليمنية القائمة، التي من ضمنها قضية صعدة، توحي بأن الدول المدنية القائمة على القبول بالآخر تنتهي عند هذا الحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى