مساحات رأي

حتى أنت يا دنمارك!

عفاف البليلي
دولة وديعة تبيع الجبن والسمن والزبدة وتربي الأبقار بكل ود وحنان لكنها في الحرب على اليمن نسيت تاريخها المسالم وجربت أن تستفيد هي الأخرى, الدنمارك بحسب منظمة اوكسفام التي هي أيضا إحدى الدول الأعضاء فيها
حقيقة الامر ان الحرب في اليمن افادت واستفاد منها كل دول العالم من قريب أو من بعيد بصورة أو بأخري ما عدا اليمن التي دفعت وتدفع ثمن هذه الفائدة التي تصب على روس المستفيدين.
ولا ننسى ان السعودية وحلفائها ايضا هم من يفيد العالم على حساب خزينتها وسمعتها وبقايا ضميرها ان كان لايزال لديها ضمير.
اوكسفام اليوم صدمت الشعب اليمني ان أكبر 16 صندوقا للمعاشات التقاعدية في الدنمارك يستثمر 2.9 مليار كرونة دانماركية في شركات تبيع أسلحة ومعدات عسكرية إلى السعودية والإمارات , واكيد أن هذه الأسلحة هي نفسها التي تقتلنا وتقتل شعبنا كل يوم من ست سنوات.
الأمين العام لمنظمة أوكسفام ، كريستيان وايز ، قال إنه غير مقبول تمامًا وان العديد من عملاء المعاشات التقاعدية وسيصاب بالصدمة عندما يكتشفون أن مدخرات معاشاتهم التقاعدية تستخدم من اجل استمرار أسوأ حرب في العالم.
اذا نقول يا رب يكتشف هؤلاء المتقاعدون المساكين من اين مأكلهم ومشربهم علهم يساهمون في وقف ضخ السلاح الى يد القتلة،واشك في ذلك لان سطوة المال لها سكرة يصعب ان تفوق منها الانظمة بسهولة.
المستفيدون يدركون تماما أن الحرب والكارثة الإنسانية المصاحبة لها في اليمن ستبقى حية طالما استمر تدفق الأسلحة الى يد القتلة وبالتأكيد صناديق التقاعد الدنماركية تلعب دورا في هدر دماء اليمنيين كونها مستثمرة في الشركات التي تنتج الأسلحة وبالتالي تتحمل مسؤولية أخلاقية ومعنوية .
لكن! لو ان أيا من الانظمة لها اخلاق ما وصل الحال بنا الى ما وصل اليه اليوم
الحكومة الدنماركية قبل سنتين وضعت حد لجميع الصادرات من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى السعودية والإمارات لكن صناديق التقاعد لا تزال تستثمر في شركات تجني أموالا من الحرب.
لذلك نقول للدنمارك ان استثماركم مساهم في أسوأ كارثة إنسانية في العالم وفي تدمير بلاد يحتاج 80 في المائة من سكانها إلى مساعدات عاجلة ، و يفقد طفل حياته فيها كل 10 دقائق
لذلك نتوقع من صناديق المعاشات التقاعدية أن يسألوا أنفسهم هل تستحق عوائد الاستثمار تلك المساهمة في هذه الكارثة ؟
نتوقع ان تكون الإجابة (لا) وبشكل مدو وصارخ ؛ لان الذي يحن على الحيوان اولى به ان يقدم الإنسان على ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى