مساحات رأي

الثورة الشعبية في اليمن .. تحرك صوب التغيير

الثورة الشعبية في اليمن .. تحرك صوب التغيير

 

علي القحوم

بقلم / علي القحوم

 

[email protected]

 

في مثل هذه الأيام انطلقت شرارة الثورة الشعبية السلمية في اليمن في مطلع 2011م حيث خرج الشعب اليمني الى ساحات الحرية والثورة يطالب بإسقاط النظام شأنه – شأن بقية الشعوب التي نالت الحرية كمصر الثورة وتونس النصر والبحرين المظلومة .. فهذه الثورات هي ثورات نموذجية فكلما تحرك الأمريكان وأياديهم القذرة والعميلة في الالتفاف على هذه الثورات وركوب موجتها وجني ثمارها نرى الشعوب العربية والإسلامية تعمل وفق ما يحبط هذه المؤامرات .. فالصحوة الإسلامية لن تتوقف عند حد حتى لو تحرك ضدها أمراء النفط في الخليج وتحالفوا مع أمريكا للحيلولة دون نجاح هذه الثورات وكبح جماح هذه الصحوة التي ستعصف بأمريكا وعملائها إن شاء الله ..

 

فالثورة اليمنية واجهت معوقات كثيرة منذ بداية انطلاقتها ابتداءً من إعلان أركان النظام تأييدهم للثورة وإقحامها في صراعات مسلحة وحرف مسارها .. ومن ثم تصبح أزمة وبعد ذلك تقدم أمريكا والنظام السعودي المبادرة المشؤومة ليترتب من بعد ذلك البيت اليمني ويحصل تغيير شكلي للنظام وفق الرؤية الأمريكية وفق المصلحة التي تقتضيها والمناسبة لها .. فيتم بعد ذلك محاصصة الحكومة وتقاسم الحقب الوزارية وتبقى مراكز القوى تسيطر على الجيش والمؤسسات الهامة ليبقى التسلط والقمع وهذا ما حصل ..

 

كما أن النظام بشقيه قام بشن حروب على ابناء الشعب وارتكب أبشع المجازر في حرب 94م فقتل الآلاف من المواطنين ونهبت بيوتهم وممتلكاتهم وسيطرت على أراضيهم .. وكذلك حروب صعدة الست حيث قام هذا النظام بحشد الجيوش والسماح لعلماء البلاط بأن يفتوا باستباحة دماء أبناء الشعب ليتخندقوا معه في تلك الحروب المشؤومة والغير المبررة .. والذي قتل على إثرها الآلاف من أبناء المحافظات الشمالية من نساء وأطفال وشيوخ وغيرهم من المواطنين العزل فهذا النظام حكم البلاد طيلة 33 عاما بالحديد والنار وفي الوقت نفسه  فتح النظام اليمني الباب أمام التدخلات الأجنبية وجعل اليمن في مهب الريح ..

 

حيث سمح للأمريكان أن يملؤوا بحارنا وجزرنا بالفرقاطات والسفن العسكرية وحاملات الطائرات والآلاف من الجنود الأمريكيين المدججين بالسلاح .. وكذلك حولت القواعد العسكرية اليمنية إلى قواعد عسكرية أمريكية وأصبح تدفق الجنود الأمريكيين بالآلاف إلى العاصمة صنعاء جهارا نهارا .. حيث حولوا منطقة شيراتون إلى ثكنة عسكرية أمريكية وباتت الطائرات الأمريكية تحصد أرواح اليمنيين كل يوم وحولت حياتهم إلى جحيم فأمريكا تشن حربا على الشعب اليمني بالتواطؤ مع النظام اليمني الذي خرج الشعب اليمني يطالب بإسقاطه .. وبالتالي نتابع تحركات السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين وهو يجول ويصول في البلاد طولا وعرضا لا احد يمنعه ويتمتع بصلاحيات كبيرة جدا ويتدخل في شؤوننا اليمنية في كل صغيرة وكبيرة وكأنه الحاكم الفعلي لليمن .. وكذلك التحرك العلني للاستخبارات الأمريكية وفتح لها مكاتب رسمية في عواصم المحافظات اليمنية فالاختلالات الأمنية والاغتيالات والتفجيرات وإضرام الفتن بكل أشكالها هي ورق أمريكية تعمل عليها أمريكا عندما تحتل أي بلد عربي أو إسلامي فالعراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها من البلدان المحتلة خير شاهد على مساوئ المحتل الأمريكي ..

 

فزيارة مجلس الأمن هذه الأيام لصنعاء تحت حماية مكثفة من قبل الجنود الأمريكيين القابعين في منطقة شيراتون وتنقله من المطار إلى دار الرئاسة عبر طائرة عسكرية أمريكية يثبت شرعنة الاستعمار الأمريكي وان اليمن أصبح تحت هيمنة الأمريكيين .. وأصبح تحت الوصاية الخارجية فهل سيدرك اليمنيون الخطر ويتحركون في الثورة الشعبية ويطالبوا بإسقاط النظام الذي يمتد شرعيته من أمريكا وكذلك إسقاط المشاريع الاستعمارية.. فما طرحه مجلس الأمن بخصوص الطائرات بدون طيار التي تجوب سماء المدن اليمنية وتقتل اليمنيين أن النظام نسق مع الإدارة الأمريكية لنشاط هذه الطائرات هو تظليل وتنصل عن المسؤولية فلنفترض جدلا أن هذا الأمر بين الحكومة والإدارة الأمريكية فلا يظل مجلس الأمن ساكتا أمام ما تمارسه أمريكا من قتل وإجرام في اليمن حيث أصبحت طائراتها تحصد أرواح اليمنيين يوما بعد يوم فعلى الأقل أن يستنكروا هذا العدوان .. فما نراقبه من مواقف لمجلس الأمن في أحداث أخرى نرى غير ما يتحدثون عنه اليوم فهم يستنكرون ويصدرون البيانات حول ما يجري في سوريا أو أحداث مشابهة لها فيما أي عمل تقوم به أمريكا هو عمل مشرع ولا يحق لأي احد أن يستنكره .. وهذا الأسلوب الذي امتاز به اليهود في تقديم أنفسهم مخلصين وناصحين حيث يقتلك وينهب خيراتك وأنت لازلت مؤمل عليه في تخليصك من مؤامرات هو من صنعها وهو من يحركها فالقرآن الكريم قد كشف خبثهم وتحدث عن نفسياتهم الخبيثة ..

 

وهنا لابد أن نحذر وان نتدارك الخطر ونعمل بما يجنب بلدنا من الاستعمار الأمريكي قبل وقوع الفأس في الرأس فنتحرك ونخرج في المظاهرات الغاضبة نرفض الاستعمار بكل أشكاله وإلا سيكون وضعنا أسوأ ممن احتلتهم أمريكا فالعراق وأفغانستان وفلسطين نموذج لمساوئ الاستعمار .. فالمستعمر لا يرحم أحدا فهم مجرمون وقتله فلا ننتظر إلى أن يدخل الجندي الأمريكي إلى بيوتنا ليفتش في أدراج المطابخ عن الإرهاب المزمع أمريكيا والذريعة القذرة واللعبة الاستكبارية التي احتلت بها أمريكا العديد من البلدان العربية والإسلامية ..

 

هنا وأمام هذه كله لا بد من الاستمرار في الثورة الشعبية لا سيما وان روح الثورة الشعبية لازال متوهجا ولأزل الشعب اليمني في الساحات فمهما تآمر المتآمرون فإن إرادة الشعوب فوق كل الإرادات وهي الأقوى وهذا هو زمن الشعوب والصحوة الإسلامية .. فالخيار التصعيدي والاستمرار في الثورة هو الحل من الخروج من هذا الوضع المزري .. فالشعب اليمني  لن يتراجع ولن يعود إلى البيوت حتى تحقيق أهداف الثورة الشعبية وإسقاط النظام وإسقاط المشاريع الاستعمارية الأمريكية لليمن فهذا هو الخيار الأفضل الذي لا يستطيع المجرمون والقتلة من قتلوا الشعب وقادوا الحروب في الشمال والجنوب أمثال الجنرال الدموي علي محسن الأحمر  بأن يستتروا بأي قناع حتى لو أعلنوا تأييدهم للثورة .. فكيف نظام يثور على نفسه ويطالب بإسقاطه فهذا الهروب لن يجعله بمنأى هو وبقية المجرمين والقتلة والمتسلطين والعملاء من أن ينالوا جزاءهم وما اقترفته أياديهم .. فأبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب سيقدمون ملفات إجرامهم وبطشهم ودمويتهم ليتحاكموا محاكمة عادلة .. ومن ثم يبني الشعب اليمني دولته المدنية التي طالما حلم بها التي تكفل الجميع دون تمييز عنصري أو طائفي أو مناطقي فهذا بلد الحكمة والإيمان ولا بد من التخلص من الظلمة والمجرمين والعملاء فليسقط النظام وليسقط المشروع الاستعماري الأمريكي في اليمن..

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى