مساحات رأي

يوم الزحف الكبير..

يوم الزحف الكبير..

بقلم : حسين زيد بن يحيى

حسين زيد بن يحيى

بلغ السيل الزبى ولم نر حتى اللحظة بوادر أو مؤشرات حل دولي و إقليمي للصراع الجنوبي- اليمني تلوح بشائره بالأفق, رتابة جعلت من إقامة فعاليات مليونية سلمية لساعات محدودة أو لأيام قلائل ثم العودة انتظارا لفعالية أخرى تكرارا مملا بالممارسة تحول لحالة استرخاء مريحة للاحتلال اليمني, الإصرار على اعتماد ذات النمطية التقليدية عبثية مدمرة تقود في مرحلة ما إلى الوهن و الإحباط , سلوك ربما غير مقصود لكنه يحقق ضمنا أهداف الاحتلال وحلفائه الإقليميين و الدوليين بعد عجزهم بقوة القمع و المال وقرارات مجلس الأمن في احتواء زخم (الحراك) و استنفاذ قدرات اندفاعه , خطورة الأمر و آثاره السلبية المدمرة تفرض على قوى الثورة السلمية الجنوبية التحررية إعادة النظر في أساليبها مع إبداع طرائق ثورية تتوج زخم المليونيات لتحقيق النصر .

أسابيع قليله تفصلنا عن 21 فبراير يوم الاستفتاء على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة عبر فهلوة انتخابات رئاسية مبكرة بمرشح (فلتة) دون منافس , المشاركة الواسعة (شمالا) مثلت استفتاء شعبيا عبر عن موافقتهم على المبادرة الخليجية بالعكس من ذلك في (الجنوب) تمت مقاطعتها مما مثل استفتاء شعبيا رافضا للمبادرة و خيار (اليمننة) , لذلك الاحتفاء بذكرى السنوية الأولى للاستفتاء يجب أن لا يكون تقليديا ويحدونا الأمل في تحوله إلى (يوم الزحف الكبير) للعاصمة عدن , زحفا ليس لصنع ملحمة مليونية أخرى بل نحو إبداع خيارات جديدة تتوج النضالات السابقة وبما يحقق الأهداف .

حتما نرفض تحول الفعالية لبهرجة احتفالية فالحاجة الملحة راهنا إلى فعل عملي يمكن الحشد المليوني من إسقاط و تأمين مطار عدن الدولي وصولا للقصر الرئاسي المدور بالتواهي , فعل ثوري يسد الذرائع عن المرجفين ويسهل عودة النوارس الجنوبية المبعدة قسريا و يحقق توحد جهد طرفي معادلة الثورة الجنوبية التحررية في الداخل و الخارج , خيار ثوري يلزم قيادة الجنوب المهاجرة بالعودة لأخذ زمام المبادرة و ممارسة واجبها الأخلاقي و القانوني بإعلان استعادة الدولة من داخل القصر المدور و ليس من فنادق الخمسة نجوم  وتنتهي مهمتها بانتخاب مجلس شعب أعلى المناط به صياغة مشروع دستور للدولة الجديدة , طرح هذه الفكرة للنقاش اعتراف بأنها غير مكتملة بل بحاجة لمن يثريها بالملاحظات و يحقق لها أسباب النجاح من المعنيين بها وهم هنا كل الشعب الجنوبي.

إن الحراك التحرري الجنوبي اليوم في أعلى حالات توهجه و ألقه و على الجميع الارتفاع لمستوى الحدث و التقاط الفرصة التاريخية , من يخذل الجماهير في هذه اللحظات الثورية المفصلية لن يرحمه التاريخ خاصة بعد أن أدت المليونيات دورها في تهيئة الوضع الثوري اللازم للانتصار , كل عوامل إنجاح الثورة التحررية أنضجت وتحتاج راهنا طليعة تتقدم الصفوف مبدعة روح المبادرة وتحمل المسئولية.

مجرد رأي :

التصالح والتسامح بابه مفتوح للجميع إلى ما بعد التحرير .. حتى أبناءه الضالين حاليا اللواء ناصر منصور الفضلي و واعد باذيب و بن دغر …  بعد الاعتذار للجنوب يشملهم التصالح والتسامح ومن قرح يقرح .

*زنجبار / أبين 3 – فبراير 2013م

*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى