محلية

هادي يتوسل وبن عمر يحذر وبرانت يتوعد والحراك الجنوبي يرد بمسيرة مليونية!!

في قراءة لأبعاد زيارة وفد مجلس الأمن الدولي لبلادنا

هادي يتوسل وبن عمر يحذر وبرانت يتوعد والحراك الجنوبي يرد بمسيرة مليونية!!

الهوية / خاص

تباينت ردود الفعل حول أبعاد الزيارة التي قام بها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي والأعضاء الدائمون لبلادنا مطلع هذا الأسبوع,

حيث اعتبرها بعض المحللين بمثابة استعراض هدف من خلاله الرئيس هادي إلى إحداث هزة لدى بعض الأطراف التي لا زالت تعارض الدخول في الحوار في إشارة إلى الحراك الجنوبي وبعض القوى داخل حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك وهو الأمر الذي خلق ردود فعل إيجابية لدى بعض تلك الأطراف فيما خلق ردود فعل سلبية لدى بعض الأطراف الأخرى.

موضحين أن ردة الفعل الإيجابية تمثلت في تأكيد قيادات وقواعد حزب المؤتمر الشعبي العام وبعض الأطراف في أحزاب المشترك الدخول في الحوار والموافقة وبفعالية في تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية.

بينما جاءت ردود الفعل السلبية تجاه هذه الزيارة للوفد المذكور على لسان قيادة الحراك الجنوبي والتي عملت على حشد مليونية تزامنت مع وصل وفد مجلس الأمن الدولي إلى صنعاء إضافة إلى الرسائل التي وجهتها عدد من قياد الحراك الجنوبي إلى الوفد الزائر وإلى ممثلي الحراك وبعض  القوى الجنوبية التي أعلنت عزمها على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المزمع خلال الأيام القادمة.

إضافة إلى أن بعض القوى في أحزاب المشترك لا زالت مواقفها شبة غامضة حول مشاركتها في الحوار من عدمه خاصة في ظل الضبابية التي خلقتها قرارات هادي الأخيرة والمتعلقة بهيكلة الجيش.

فيما ذهب محللون آخرون إلى أن زيارة وفد مجلس الأمن الدولي هي بمثابة رسالة تحذيرية واضحة إلى الرئيس السابق والذي تتهمه الكثير من الأطراف السياسية على الساحة المحلية بزرع العراقيل أمام مؤتمر الحوار وأمام تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية من خلال دعم بعض الفصائل الجنوبية الرافضة للحوار ودعم الجماعات التخريبية التي تعتدي على أنابيب النفط وخطوط الكهرباء.

فيما اعتبر مراقبون الزيارة المذكورة زيارة غير ناجحة خاصة وأنها لم تحقق أي نتائج على أرض الواقع ولم تتخذ أي إجراءات حقيقية ضد من يقفون في طريق الحوار .

مشيرين إلى أنها تندرج في سياق المناورات التي لا يزال الرئيس هادي يعتمدها في سياسيته خلال هذه الفترة وهي وفق رؤاهم لم تخلق أي جديد على أرض الواقع، فالخائفون من إجراءات وعقوبات مجلس الأمن بحقهم قد كرروا التزامهم بالمبادرة وأكدوا الدخول في الحوار فيما ما تزال الأطراف المعارضة للحوار وللمبادرة واقفة في خط المعارضة على حالها.

ولهذا فإن زيارة وفد مجلس الأمن الدولي لليمن كانت بمثابة توجيه رسالة فارغة لا تحتوي على أية سطور زيارة كانت للتصوير وإلقاء بعض  العبارات المسلية على هامش الزيارة.

 وكان الرئيس هادي قد ألقى كلمة في حفل استقبال وفد مجلس الأمن الدولي ومن أهم ما ورد فيها دعوته الأحزاب السياسية والإعلام الحزبي والأهلي إلى تحمل مسؤوليته في تهيئة الأجواء لحوار وطني ناجح والابتعاد عن إعلام الإثارة والتحريض وبث الكراهية والتخلي عن صراعات الماضي وتجاوزها إلى آفاق المستقبل بالتسامح والتصالح من أجل بناء اليمن الجديد.

ودعوته الأحزاب السياسية الفعالة وفي مقدمتهم الشباب والمرأة وكافة التيارات المشاركة في الحوار الوطني على الالتزام بروح الحرص على نجاحه والحفاظ على وحدة اليمن أرضا وإنساناً وبما يرفع المظالم عن الجميع ويحقق العدالة لهم ويطوي صفحة الماضي .

وتأكيداته أن بعض الصعوبات ما تزال قائمة وهناك تحديات كبيرة في الجوانب الاقتصادية والأمنية والمعيشية غير أن فرص التغلب على هذه التحديات أصبح أكثر يسرا في ظل الإجماع الإقليمي والأممي على ضرورة مساعدة اليمن لإنجاح تجربته الفريدة.

راجياً ومتوسلاً حسب المحللين استمرار دول مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة ومجلس الأمن في رعاية المرحلة الثانية من التسوية السياسية والتأكيد على التمسك بأمن واستقرار ووحدة اليمن وفقا لبنود المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن 2014 و 2051 ورفض العنف لتحقيق أهداف سياسية واعتبار الحوار هو المنبر الوحيد لمعالجة كافة القضايا والمظالم والاختلال واعتبار الأطراف التي ترفض نهج الحوار من الأطراف المعرقلة للتسوية السياسية وكذا التأكيد على أهمية وفاء المانحين بتعهداتهم وعلى ضرورة تقديم الدعم المادي للحكومة.

فيما حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة / جمال بن عمر في كلمة له من مغبة عرقلة الحوار والمبادرة الخليجية قائلاً.
إن الحوار هو الفرصة الذهبية الوحيدة والوحيدة لهذا التغيير في منطقة تزداد اشتعالا يوما بعد يوم ولن يكون ثمة مجال للعودة إلى زمن الفوضى والفساد والاستئثار بالسلطة وعلى جميع الواهمين بذلك أن يحسموا أمرهم ويختاروا بين البقاء سجناء للماضي أو المشاركة في صنع المستقبل  فهذا ليس زمن العرقلة أو التنصل من الالتزامات وعلى الجميع أن يدرك أن قواعد اللعبة تغيرت وأن عجلة التغيير انطلقت ولن تعود إلى الوراء بإرادة الشعب ودعم المجتمع الدولي…

من جانبه توعد الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي (مارك برانت) في كلمة له في المؤتمر الصحفي الذي عقد نهاية فترة زيارته لبلادنا والذي منعت من تغطيته الكثير من وسائل الإعلام المحلية بمعاقبة كل من يحاول وضع العراقيل في طريق الحوار والإصلاحات السياسية في اليمن.

وأضاف بقوله: نحن جاهز لاتخاذ العقوبات اللازمة بحق المعرقلين لتنفيذ المبادرة الخليجية والتسوية السياسية.

وأضاف أن هناك أشياء كثيرة لابد أن تتم لكن بعض الأمور يمكن أن تسير بشكل متزامن  وكان هناك تأخير بخصوص مؤتمر الحوار الوطني لكن لم نلمس قلقا من هذا التأخير…

مشيراً إلى أن قضية الغارات الأمريكية التي تشنها الطائرات بدون طيار في بلادنا هي قضية لا تخص مجلس الأمن وإنما تأتي في إطار القضايا الثنائية بين اليمن وأمريكا ولا تهم مجلس الأمن.

من جهته قال مندوب الدول العربية في مجلس الأمن محمد الشويكي إن المجتمع الدولي لن يدخر جهدا في تأمين نجاح المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية.

وأشار إلى أن كثيرا من التحديات تم مناقشتها خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي وتم جرد جميع التحديات وسيتم بعد العودة إلى نيويورك مناقشة ما تم تناوله وإعادة النظر في التعامل مع بعض القضايا .

من جهته أكد عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على دعم قرارات الرئيس هادي والمبادرة الخليجية ومبادئها وأهمها الانتقال السلمي للسلطة والحفاظ على وحدة اليمن..

وفي سياق ردود الفعل المستعجلة على زيارة وفد مجلس الأمن الدولي لبلادنا نظم  الحراك الجنوبي مسيرة مليونية تزامناً مع الزيارة حيث حشد مئات الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية في مدينة خور مكسر بعدن تحت شعار (نحن أصحاب القرار) .

وقد جاءت هذه المسيرة المليونية بحسب مراقبين وناشطين جنوبيين في إطار السعي نحو لفت أنظار وفد مجلس الأمن الدولي وأمين عام مجلس التعاون الخليجي الذين زاروا صنعاء بداية هذا الأسبوع  ودعوتهم للإطلاع عن كثب على القضية الجنوبية ودعم استقلال الجنوب.

 وقد رفع المشاركون لافتات كتب عليها باللغات العربية والفرنسية والانجليزية شعار (نحن أصحاب القرار) في إشارة إلى رفضهم الجهود التي تسعى بعض الأطراف الجنوبية لبذلها بهدف التمثيل في مؤتمر الحوار الوطني القادم .

 كما طالب المحتشدون الذين توقع مراقبون أن يصل عددهم المليون بحلول يوم أمس الأول الاثنين مجلس الأمن الدولي بتفعيل قراراته 924 و 931 الصادرة إبان حرب 94 بين الشمال والجنوب وهي القرارات التي دعت إلى وقف استخدام القوة من قبل الشمال وحل أزمة الجنوب آنذاك في حوار بين الطرفين.

وفي سياق قريب وتزامنا مع الزيارة المذكورة تظاهر عشرات الآلاف في صنعاء بدعوة من ائتلاف ( شباب الثورة ) للمطالبة برفع الحصانة عن الرئيس السابق ومحاكمته وتجميد أرصدته واستعادة الأموال المنهوبة. وقد وزع المتظاهرون بيانا تضمن عدة مطالب منها تشكيل لجنة دولية تتولى التحقيق في جميع الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها النظام السابق  ودعوة مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار عاجل بتجميد أرصدة رموز النظام السابق وإعادتها لخزينة الدولة وفرض عقوبات دولية على الأطراف والجماعات المسلحة التي تستخدم السلاح لتحقيق أهداف سياسية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى