مساحات رأي

الشيعة والسنة .. مذاهب دينية أم أحزاب سياسية

 

 

بقلم : محمد عزان

أمهات مسائل الخلاف بين الشيعة والسنة تتعلق بزعامة المجتمع.. كيف تتم؟ ومن يستحقها ؟ وما صلاحياتها؟ فالشيعة يلقبون زعماءهم بالأئمة، ولهم عبر القرون سلسلة خاصة من الزعماء، والسنة يلقبون زعماءهم بالخلفاء ولهم سلسلتهم كذلك.

وهذا يعني أن الفريقين عبارة عن تيارين سياسيين أكثر منها مذهبين دينيين، وحينما انضوى تحت لوائهما جماعات من الفقهاء والمحدثين والمؤرخين، نسب الناس فقهاء ومحدثي ومؤرخي كل فريق إليه؛ فقالوا: “فقهاء الشيعة”، و”فقهاء السنة”.

وكان من الطبيعي أن يرجح كل تيار العمل بما أنتجه المنتسبون إليه من أفكار دينية، وفتاوى فقهية، وروايات تاريخية، ويقدمون ذلك على أنه صادر عن أهل الحق..

وكدعاية حزبية أورد كل تيار أحاديث تدل على أن حزبه هو شرع الله، ومسلك رسول الله صلوات الله عليه، والتمسك به هو سبيل النجاة، وبذلك أخذ التياران طابعاً دينياً، وفسرا تسمياتهما تفسيراً شرعياً، فقال الشيعة: إنهم سموا بـ”الشيعة” لمشايعة أهل البيت، وقد أمر النبي بالتمسك بهم. وقال أهل السنة إنهم إنما سموا بذلك أنهم مضوا على سنة الرسول وسنة الخلفاء، وقد أمر النبي بذلك. والدعاية الدينية أسرع الوسائل تأثيرا في المجتمعات المتدينة.

وكلامنا هذا لا يعني ذماً للتيارين، ولكنه تفسير لطبيعة تكوينهما، وبيان للأسس التي قاما عليه، حتى لا يستبسل المتناحرون فيهما بحجة أنهم يختصمون لأجل دين الله ويضحون في سبيل الله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى