عربي وعالمي

طهران وأنصار الله يسقطان آخر أوراق الانتهازيين اللاعبين على حبال الطائفية والعنصرية والوطنية في اليمن

طهران وأنصار الله يسقطان آخر أوراق الانتهازيين اللاعبين على حبال الطائفية والعنصرية والوطنية في اليمن

الهوية –تقرير خاص:

يوما عن يوم تكشف الحقائق أن أنصار الله حركة سياسية مستوعبة للمشهد ومتمكنة من تعزيز مسيرتها السياسية مستقلة عن أي تدخلات أو إملاءات داخلية او خارجية برغم كل الاتهامات التي شنتها أطراف وشخصيات سياسية حولها لتؤكد أنها أكثر انتماء للهوية الوطنية وأبعد عن أن تكون يافطة لكل من يدعي احتواءها بين إبطيه.

ربما تكون هذه الحقائق السبب الرئيس وراء الهجمة الشرسة ضد طهران انتقاما من أنصار الله واعتمادا على اتهامات مغرضين كما يذهب بعض المراقبين وربما تكون سببا في ردع كل من يدعي تأثيره في مشهد اليمن السياسي واخراجه عن وهمه  وضلاله بعد فترة من التمظهر بالحنكة واضفاء هالة سياسية لها تأثيرها حول شخوصها مرة وهي تحاول التمظهر بأنها نافذة وحيدة لصناعة علاقات خارجية بما يفرضها على المشهد اليمني ومرة بالتستر تحت يافطة بعض مكونات الثورة الشبابية لتظهر كقوة يجب تآلفها قبل ان تهد المعبد على من فيه.

وهذا هو حال شخصيات ظهرت مؤخرا كشخصيات وطنية ترفض التدخل الخارجي او ما وصفته بالاستغلال المذهبي لتخريب اليمن بعد ان كانت تحاول ان تظهر الى وقت قريب بأنها تمثل جناحا سياسيا لأنصار الله او قيادات تصنع التحولات في المشهد السياسي في اليمن في الوقت الذي تحاول إفهام ساسة صنعاء والمجتمع اليمني أنها صاحبة النعمة على هذا الوطن بما تستقدمه من تأييد إيراني ودولي في صناعة الثورة الشبابية كما فعلت شخصيات في اللقاء المشترك نفذت العديد من الزيارات لطهران وأقامت العديد من الفعاليات السياسية ببيروتاو كما حاول ان تظهر قيادة الحزب الديمقراطي اليمني خاصة بعد ان لجأت الى شن هجوما لاذعا لطهران والسياسة الايرانية في البلاد ذهب البعض الى ان الهدف منها استغفال الجماهير في الداخل والتقرب من المملكة الجارة ودول الخليج على الإطار الخارجي بعد تبرؤ طهران منهم وإن بأسلوب غير مباشر.

فالمعلومات التي بدأت تتكشف تؤكد ان ذلك الهجوم الذي شنته شخصيات يمنية على السياسة الايرانية في اليمن لم يكن وليد اللحظة او من باب الشعور الوطني لدى أولئك بل هي ردة فعل انتقامية لما آل إليه وضعها في المشهد السياسي اليمني الحالي بعد أن أوحت بأن لها علاقات قوية بطهران بهدف فرض نفسها على المشهد السياسي في اليمن علها بذلك تصنع من ذاتها عنوانا سياسيا في المرحلة الراهنة.

فقد شعرت تلك الشخصيات التي سعت لان تظهر الكيد لطهران في اليمن وانها نافذة ايران على المشهد اليمني ولم تنجح بعد ان عجزت عن نيل ثقة الساسة في ايران لا سيما بعد التغيرات في المستجدات التي شهدتها هيكلية انصار الله الاخيرة التي اثبتت انه لا وجود لها في ميزان النشاط السياسي لانصار الله لأنها لم تعط لهم أي دور سياسي بل كانت تأكيدا على عدم علاقتهم بأنصار الله بالمرة فلم تجد أمامها غير شن تلك الهجمة على سياسة طهران ظانة أنها بذلك تمارس ضغطا على انصار الله وطهران او انها تتقرب بتلك الهجمة من ساسة صنعاء وهي تتمظهر بالوطنية اعتمادا على ان تصريحات رسمية اتهمت ايران بالتدخل في اليمن وانها تقف وراء دعم الحوثيين وانصار الله ناسية ان مصادر دبلوماسية نفت مؤخرا صدور هذه الاتهامات.

فكما عجزت قيادات في احزاب اللقاء المشترك فشلت في  الدخول وسط انصار الله والتمكن من صناعة قرارها السياسي برغم  العديد من الفعاليات الخارجية التي نظمتها على أنها دعم لانصار الله والحوثيين كالمؤتمر الذي عقد ببيروت منذ اكثر من عام الذي نظمه البرلمانيان احمد سيف حاشد وسلطان السامعي وبعض قيادات المنظمات الحقوقية كعلي الديلمي وحاولوا الدخول وسط انصار الله الا انهم لم يستطيعوا بلوغ مراميهم فقد عجز ايضا البرلماني يحيى الحوثي ايضا ان يكون عنوانا لانصار الله.

وحسن زيد الذي يرتبط بعلاقات ويتلقى دعما سعوديا عبر الشيخ حسين الأحمر كما تقول بعض المعلومات لم يتمكن ايضا من بلوغ ما يريد لان انصار الله اعلنت وفقا لبعض القراءات نفسها كمكون سياسي مستقل عن كل تلك المكونات وان لها نظمها وأطرها وسياستها التي ظهرت اكثر نضجا من قراءاتهم.

لتأتي بعد ذلك محاولات اخرى عبر القيادي الناصري في المشترك أنها استلمت مبالغ كبيرة جدا جدا من طهران خاصة بعد عجز البرلماني اليمني يحيى الحوثي وتنظيمه المدار عبر مدير مكتبه في ألمانيا سابقا سيف الوشلي عن تنفيذ التزاماته لإيران في السيطرة على الحوثيين او جماعة انصار الله الا ان هذه المحاولات فشلت ايضا بعد ان انكشف انهم لعبوا عليها لعبتهم.

 لكن الهيكلة السياسية الجديدة لانصار الله والتي نفذها السيد عبد الملك الحوثي – وفقا لمعلومات شبه اكيدة- جاءت لتمثل صفعة قوية في وجه كل شخصية سياسية حاولت اللعب السياسي تحت يافطة انصار الله او التسمي باسمها وربما كانت الضربة القاضية التي اسقطت كل تلك الادعاءات والمزاعم وتفضح اولئك الذين ارادوا ان يظهروا امام طهران بانهم اصحاب القول الفصل في انشطة وتحركات انصار الله.

ومع ان البرلماني يحيى بدر الدين الحوثي شقيق حسين بدر الدين الحوثي وعبد الملك الحوثي منذ انطلاقة الثورة الشبابية الشعبية يحاول ان يفرض نفسه على حركة انصار الله كثائر فقد كانت الكثير من تصريحات المكتب السياسي لانصار الله تنفي أي علاقة لها به مؤكدين بأن ثورتهم التي انطلقت في السنوات الاولى من الالفية الثالثة لن تكون الا من الداخل وان من يدعي الثورة من الغرفة المغلقة في الخارج لا يمكن ان يصنعون ثورة أيا كانت صفاتهم وارتباطاتهم السياسية والاسرية بالثورة التي قادها السيد حسين الحوثي وفقا لما توحي تلك التصريحات.

وتأسيس الحزب اليمني الديمقراطي الذي يرأسه سيف الوشلي بدعم من ابو مصطفى اللبناني – كما قال الفقيه في حواره مع الجمهورية- لم يكن غير حلقة في مسلسل سعي طهران لإيجاد موطن قدم لها في اليمن عبر شخصيات يمنية تدار من خلف الستار من رجال سياسة ومخابرات ايرانية في بيروت كرجل المخابرات الايراني المنتمي الى حزب الله ابو مصطفى.

 كل ذلك برأي البعض لم يكن الا بعد ان عجزت تلك الشخصيات عن السيطرة على أنصار الله فأرادت صناعة دور جديد عبر مكونات سياسية تدار من بيروت.

فبعد ان استطاعت حركة انصار الله ان تصنع انتصارها بجهودها الذاتية في الواقع الميداني والمشهد السياسي حتى اصبحت قوة سياسية لا يستهان بها على الساحة اليمنية .

كل هذه الاحداث اثمرت مؤخرا استعدائهم لإيران سعيا منهم لاستعادة مكانتهم السياسية امام الاخرين كقوى وطنية ترفض التدخل الخارجي في الشأن السياسي اليمن فلم يجدوا غير ان يفتحوا النار على طهران كان آخرها ما جاء في حوار صحفي للبرلماني اليمني يحيى الحوثي المتخذ من المانيا مقرا له والذي شن في الـ7 من الشهر الجاري هجوما شديدا على إيران متهماً إياها بالتآمر على حركتهم بأساليب سياسية قذرة،أسوة بالتآمر السعودي،وإنها- أي إيران- تبث الإشاعات المغرضة في محاولة للتفريق بينهم متهما لها – أي إيران – بالاشتراك في تسفيره من سوريا ومحاولة تسليمه لنظام الرئيس السابق صالح عام 2008م.

وكان قد سبقه في شن مثل هذا الهجوم امين عام حزبه احمد الفقيه والذي قال في حوار مع يومية الجمهورية مطلع الأسبوع الجاري بأن إيران مهتمة أساسا بإيجاد خلايا مرتبطة بأجهزة استخباراتها في حزبه ربما لاستغلالها مستقبلاً في عمليات تخريبية ذات بعد إقليمي.

معتبرا ان وصوله الى منصب الامين العام في الحزب غير المعترف به رسميا حتى اللحظة مكنه من تلمس توجهات إيرانية مؤخراً عن قرب لم يكن يتوقعها،زاعما أن اقترابه من الحقيقة الإيرانية كشف له أنها سياسة غبية وغير صحيحة وتعتمد على أناس فاشلين ومفلسين ثقافياً،وليسوا سياسيين.

ويضيف الفقيه بأن الإيرانيين وحلفاءهم من اللبنانيين في حزب الله لا يهتمون إطلاقا بغير ذلك،فجميع الممسكين بملف اليمن من أجهزة الاستخبارات وليس بينهم سياسي.

هكذا بدأت تلك الشخصيات سعيها للاقتراب من المشهد اليمني ولكن هذه المرة تحت يافطة الوطنية معتبرا في حديثه ان  سيل الزيارات و الدعوات من شخصيات يمنية لها صلات بأنصار الله لممارسة فساد مالي بأبعاد كبيرة مرجحا ان يكون لحساب القائمين على العمل من إيرانيين ولبنانيين.

ولذلك فقد زعم ان حزبه الحزب الديمقراطي اليمني يرفض هذه السياسات المتدخلة ويقول بان الديمقراطي”حزب ليبرالي يمني تأسس في ألمانيا،سعى مؤخراً مع قيام الثورة لأن يعمل بنشاط وجد في الداخل وله الآن فروع في صعدة وحجة والجوف وذمار،ونشاط بسيط في تعزو عدن والحديدة فهو عضو في جبهة إنقاذ الثورة. وقد كنت في السابق أميناً عاماً مساعداً واتضح لي بعد أن توليت أمانتها العامة أن إيران هي من يموله بعشرين ألف دولار شهرياً”.

وكما كانت الهيكلة الجديدة داخل انصار الله فاضحة لبعض اولئك كان ايضا المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرا السفير محمود حسن زاده سفير إيران بصنعاء فاضحا للبعض الآخر بعد ان نفى محمود حسن زادة الاتهامات اليمنية بتورط بلاده في أنشطة تجسسية في اليمن أو بدعمها لانفصاليين جنوبيين مؤكدا دعم الجمهورية الإسلامية لوحدة اليمن واستقراره.

وقال حسن زاده، إن ما تردد حول تفكيك شبكة تجسس إيرانية، وضبط معدات تجسس في عدن، فضلا عن اتهامات رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي للتيار المتشدد في الحراك الجنوبي بتلقي الدعم من إيران، هي نتيجة “تقارير غربية مضللة”.

نافيا علاقة الجمهورية الايرانية الاسلامية بالسفينة المحملة بالأسلحة و التي اتهمت بأنها تابعة لها فقد قال زادة هناك أيادي تسعى الى تخريب العلاقات اليمنية و الايرانية  يجب ان نكون مستوعبين لها ولما تحاول فعلة من تظليل في هذا الموضع عن طريق ما  تتناقله الوسائل الإعلامية بخصوص ذلك  مؤكدا عدم صلة إيران بهذه السفينة من قريب او من بعيد على حد سواء.

وحول الاتهامات التي وجهت من قبل الحكومة اليمنية الجديدة، والرئيس عبد ربه منصور هادي .. قال السفير “قد تكون هناك تقارير غير صحيحة تصل للمسئولين بمثل هذه اتهامات”، متسائلا “ماذا تريد إيران من التجسس على اليمن؟، هل على المفاعل النووي أو على اقتصاد اليمن أم على معسكراته؟”، مضيفا “إذا كانت لدى اليمن أي أدلة بخصوص ذلك، فعليها تقديم تلك الأدلة”.

واعتبر حسن زاده أن العلاقة بين البلدين في الوقت الحالي “لا ترتقي للعلاقة بين شعبين تربطهما علاقات تاريخية”.

وأكد السفير مجدداً دعم بلاده “للأمن والاستقرار والوحدة اليمنية والحوار الوطني الشامل”، مبدياً استعداد طهران لـ”تطوير العلاقات مع الحكومة اليمنية”، مضيفاً أن طهران “منذ أن توحّد اليمن وهي تدعم الوحدة اليمنية وتسعى الى ترسيخها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى