عناوين مميزةمساحات رأي

كفانا مزايدة باسم الفئات المهمشة

كفانا مزايدة باسم الفئات المهمشة

د. إيمان أبو هادي
استغرب .. الحياء اختفى من الكثير من الوجوه لا بل أخجل عندما أرى تكريم درامي لعمال النظافة ومشاعر وهميه فجأة تظهر وكأنها من مصباح علاء الدين شبيك لبيك .. أين نحن وأين الإنسانية التي تحلى بها سيد البشر محمد بن عبد لله عليه أفضل الصلاة والسلام وأخذها وطبقها عنه الغرب وصاروا خير عنوان يتشدقون به عن الإنسانية والغريبة فروا منها أمة الإسلام .
لا أريد تكريم كذاب مصطنع لأجل أن يصفق لشخص ما وتعلوا الأصوات له نفاقا وقلة حياء لكي تكتب له نقطة في ميزان نجاحه الانتخابي وبعدها يكشر عنها الأنياب .
وهذا ما يحصل الآن .. كل من معه طبلة قام وتغنى بقضية المهمشين في حفل درامي أصبح مايع ممل كئيب لتجمع الصور ثم توثق في ألبوم دعائي فلان كنس وفلان أهدى فل وورد وياسمين لذالك العامل وفلان دمعت عيونه مسكين وتقطعت أوصال كبده .. ألم متى؟ أمام الكاميرات ..
شل الله هذا النفاق الملعون الذي أصبح إدمان في عقول البشر أين حقوق هؤلاء القوم الاجتماعية والسياسية؟ أين حقوق هؤلاء القوم الصحية التي ليس لها وجود والتي هي سلامة الشعب كامل ما إذا توفرت لأن سلامتهم من الأمراض المعدية هي سلامة جميع المواطنين لأنهم عرضة لأمراض كبرى بسبب نمط عملهم واحتكاكهم اليومي بالأوساخ سيشكل كارثة في حالة انتشار أي وباء على الجميع .
أين حقوق احترامهم كالبشر في قطاع التربية والتعليم والتأهيل وهم يعاملون بمعاملة رديئة جدا مع أبنائهم في المدارس عندما تتسلط عليهم الإدارة المدرسية في معظم المدارس الجمهورية وحرمانهم من التعليم وإخراجهم من حصص الدروس الى ساحات المدرسة لتنظيف .
وخير مدرسة مثال على ذالك في محافظة الحديدة مدرسة معاذ بن جبل للبنات ما تعرضت له الطالبة نجدية من ضرب بخرطوم المياه حتى فقدت سن من أسنانها وعندما اشتكت لوزارة التربية أعطوا لها أمر بستدعاء المديرة بعد ذهابها رجعت تعاقبها أكثر ويتكرر هذا المشهد في جميع المحافظات وأكثرها في صنعاء أين حقوق المواطنة الإنسانية والوطنية والأخلاقية العربية يكفي دجل وضحك على العباد بصور آثمة .. فيها ريحة البؤس .. ينفح إشمئزاز وقرف منها.. يكفي تصنع وتشدق باسم الفئة المهمشة في اليمن هي أكثر الفئات مهمشة عالميا ومستعبده ومتى تستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار عيب تلمعون الشوارع وترقصون فرح وتصفقون لأشخاص والله لا يستحقون عند الله ذالك البريئ المستضعف العامل الكادح الذي يعمل لإسعادنا ولا يجد ما يأكل ولا يجد أين يسكن أين يتعلم وكيف يعيش ويضحك وإذا جاع يبحث عن بقايا فتات الطعام من براميل الظالمين أنا استحقر من استحقر خلق الله قال شهاده قال فل هذا المهمش إنسان مثلك مثله يامسؤول ويستحق أن يكون مثلك في العيش الكريم ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى