شريط الاخبارمساحات رأي

الجيل الثالث من حيتان المؤتمر..!!

الجيل الثالث من حيتان المؤتمر..!!

عبدالجبار البحري

كثر الحديث ،مؤخرا،ً عن تنقية المؤتمر الشعبي العام من الفاسدين والخلاص من المدسوسين والمتسلقين ..و..و..و..الخ، والذي غالباً ما يصاحب هذا الحديث استقالة شخص أو أشخاص من العيار الثقيل من التنظيم.

لا شك أن هكذا حديث مبعث للتفاؤل والأمل لدى السواد الأعظم من أعضاء المؤتمر وأنصاره الذين لطالما عانوا لسنوات طويلة جور وفساد بعض القيادات، واستبشروا خيراً بدءاً باعتراف القيادة العليا للتنظيم بوجود الفساد والمفسدين وعزمها على التخلص منهم ومن فسادهم وإصلاح ما أفسده زمنهم وتنقية المؤتمر منهم والسير بخطى واثقة نحو تنظيم خالٍ من الفساد والمفسدين واعتبارهم بكل مساوئهم وأخطائهم وسوء مرحلتهم من الماضي.

غير إن ذلك لا يتعدى حدود الأماني التي عاشت وما زالت وستظل مستحيلة التحقيق أو القرب منها، نتيجة اصطدامها بحقيقة مرة ثابتة مفادها أنه لا مكان ولا سبيل لتحقيق هكذا أمانٍ وطموحات داخل هذا التنظيم بوضعه الحالي في ظل الشهية المتوحشة لدى البعض من قيادات الصف الثالث وما دونها لممارسة الفساد وبمهارة وإتقان فائقين اكتسبوهما باحتراف ممن تتلمذوا على أيديهم ممن سبقوهم في هذا المضمار.

هذا النوع من هواة الفساد سمحت لهم ،الأزمة التي عاشتها وتعيشها البلاد والمؤتمر منذ ما يزيد عن عام ونصف، بتخطي مواقعهم كهواة وبرزوا كمحترفين تجاوزوا حتى فساد وطرق وأساليب من سبقوهم، واستطاعوا أن يحولوا تلك الأزمة بأحداثها وفصولها ، من نقمة شعر بها عامة الناس، إلى نعمة بالنسبة لهم ومصدر خصب للدخل والثراء السريع والكسب غير المشروع، من خلال ” هبرهم” لكل ما يقع بين أيديهم من مخصصات ماليه وتغذية لمخيمات “الشرعية” في العاصمة ناهيك عن عمليات التزوير والمبالغة بكشوف أغلبها وهمية لنزلاء تلك المخيمات، مروراً بإحياء المهرجانات والمسيرات، والتزوير والابتزاز تحت مسميات عدة منها “شباب الشرعية على الفيس بوك، وفرق الإعلام التفاعلي ، أسود الصالح، والصحف والمواقع الإخبارية المتعاونة” وغير ذلك الكثير من المسميات، وصولاً إلى كل تلك التجاوزات في كشوف لجان الإعداد والتنظيم و..و..الخ، للاحتفاء بمرور 30 عاماً على تأسيس المؤتمر الشعبي العام المقرر انعقاده في الثالث من سبتمبر الجاري.

الجيل الحديث والمتطور من هؤلاء الفاسدين – محور حديثنا- يعتمدون على الابتزاز والنهب والمتاجرة بأسماء ومواقف أولئك الناس – خصوصاً فئة الشباب- البسطاء والمخلصين الذين صمدوا وما زالوا مع المؤتمر وقياداته بقناعة مبدئية وعزيمة لا تلين بالرغم من أن هذه الفئة من الناس ليست لهم أية مصالح من المؤتمر وليسوا مستفيدين منه مطلقاً، ولم ينتظروا أو يعملوا يوماً من أجل التكسب أو الفائدة، وإنما انتصاراً لقناعتهم وولائهم وحبهم للبلد والتنظيم وقيادتيهما.

ما لا يعلمه ويدركه هؤلاء الشرفاء هو أن هناك من يتاجر بجهودهم ومواقفهم ويصورهم على أنهم ليسوا سوى “دمى” يتم تحريكها عن بعد بنظام “الدفع المسبق”، وهو ما أعتقد جازماً أن لا يقبله أولئك الشرفاء على أنفسهم مطلقاً، مواقف هؤلاء الفاسدين حديثي العهد محترفي الكذب والمراوغة، لا أستطيع أن أجد لهم وصفاً أو توصيفاً أو تشبيهاً سوى بأنهم حيتان كبيرة ليس لشهيتها حدود، مع الاعتذار لهذا المخلوق البحري الذي يأكل ليسد حاجته، بعكس أولئك البعض من قيادات المؤتمر.

أعلم أن ما قلته في هذه الأسطر المتواضعة لن يروق للبعض، ولابد من تأكيد أن ما قلته لا يعد تهكماً أو استعداءً لهذا التنظيم الذي أفخر بانتمائي له، وإنما حرص منى على تجاوز تلك الأخطاء وأسبابها ومسببيها الذين جعلوا المؤتمر أشبه بكهف مظلم في القرون الغابرة يحتشر فيه طابور من البدائيين وجرابيع الرداءة.

خلاصة القول: على القيادات العليا للمؤتمر، إذا ما أرادت فعلاً تجاوز الماضي بسلبياته وأخطائه وتقويم ذلك الاعوجاج الكارثي المهدد بتآكل التنظيم وانهياره،عليها أن تبدأ أولاً بالتخلص والخلاص من سرطان الفساد المستشري والمنتشر في مفاصل التنظيم، من خلال اعتماد آلية إعادة هيكلة المؤتمر تشمل تغيير كافة القيادات الفاسدة الحالية أينما وجدت وصولاً إلى أدنى الهرم ودون استثناء، بالإضافة إلى الانفتاح الكامل على كافة الكوادر والعناصر الشابة والتخلي عن التفكير بعقلية الماضي، والتعامل مع العقول والكفاءات بدلاً من الأسماء والمحسوبية والانتقاء، وتمكين الكوادر المؤتمرية الشابة والمؤهلة لشغل المناصب وإفساح المجال لهم.. ما لم فإن على أولئك الحفاة العراة وأولئك الشباب المخلصين للمؤتمر البحث عن أنفسهم خارج صفوف هذا التنظيم، لأنهم كانوا وما زالوا خارج المعادلة وخارج دائرة الاهتمام، ومن العدل والإنصاف ألا يظلوا على هذه الحالة الميئوسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى