تقاريرخاص الهويهشريط الاخبارعناوين مميزة

الدفاع الأمريكية حذرت من فكر حسين الحوثي وعملت على استهدافه

لأنه كشف مخططات البنتاجون وفضح التواطؤ الامريكي الاسرائيلي العربي في قضايا الامة
الدفاع الأمريكية حذرت من فكر حسين الحوثي وعملت على استهدافه

تقرير: صبري الدرواني

الساسة الأمريكيون لا يقدمون على أي خطوة في الواقع إلا بعد دراسة عميقة للهدف الذي يريدون الوصول إليه هكذا يؤكد الواقع الذي يشهد الممارسات والتصرفات الامريكية في عموم المعمورة اليمنية ابتداء من ذلك اليوم المشئوم الذي وجدت فيها هيروشما اليابانية نفسها موطنا للالم الابدي بفعل ونتائج ما اسفر عنه الاستهداف الامريكي لتلك المدينة ومدينة نجازاكي الاخرى بالسلاح الذري وحتى يومنا هذا الذي نشهد فيه الطيران الاميريكي يستبيح اجواء العديد من دول العالم العربي والاسلامي وعلى راسها اليمن السعيد.
فالاحداث التي تعيشها اليمن منذ مطلع الالفية الثالثة لم تمر مرورا عابرا على شيوخ الكنجرس وجنرالات البنتاجون بل كانت وما زالت تحت المجهر وكل تفاصيلها ودقائقها تنال قسطا وافيا من الدراسة والبحث من قبل متخصصين في مختلف المجالات وعبر مؤسسات بحثية متخصصة كمؤسسة راند الامريكية التابعة للبنتاجون الامريكي.
محاضرات ودروس السيد حسين الحوثي وقضية صعدة وحروبها الستة كانت واحدة من الدراسات الامريكية المتانية عبر مؤسسة أبحاث الدفاع القومي “راند” التي طلب منها البنتاغون الأمريكي أن تقوم بدراسة (النزاع بين الحكومة اليمنية والحوثيين في شمال اليمن) من كل جوانبه الثقافية والاجتماعية والسياسية والعسكرية، ونفذ هذا المعهد المهمة بدراسة ميدانية ليستفيد منها المحللون الاستخباريون والمخططون العسكريون المعنيون بأمن شبه الجزيرة العربية واليمن والقرن الأفريقي.
التقرير كان في 412 صفحة تضمن العديد من الفصول التي تناول فيه (كل شيء) في صعدة ابتداء من الجغرافيا والتضاريس، والاقتصاد، والقبيلة وشرح قبائل اليمن كحاشد وبكيل، والقبائل المنضوية تحت هاتين القبيلتين في صعدة، وعن حياة المجتمع الصعدي والتكافل الاجتماعي الذي يعيشه، وعلاقته بالدين.
السلاح أيضاً حاز على مساحة لا بأس بها حيث تكلم هذا التقرير عن السلاح، عدد القطع التي توجد في اليمن، وقدرة استخدام المجتمع الصعدي بالذات للسلاح.
(آل الحوثي) الذين ركز عليهم التقرير بشكل كبير وقام بدراسة كل ما يتعلق بهم، ابتداء من الجد الأول للحوثيين وهو الحسين، وأولاده، وكم تزوج، وانتهاء بالعلامة بدر الدين الحوثي وعدد زوجاته الأربع، وحسين الحوثي المؤسس لحركة أنصار الله، والذي تركز التقرير بدراسته ودراسة ملازمه، وتحذير الناس من خطر الملازم التي تؤثر في المجتمع.
رعى هذا التقرير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وكالة الاستخبارات الدفاعية وتم إدارة وتنفيذ البحث من قبل مركز السياسة الإستخباراتية من معهد أبحاث الدفاع القومي (rand)وهو مركز أبحاث وتطوير ممول فدراليا يرعاه مكتب وزير الدفاع ، رئاسة هيئة الأركان ، قيادة الأركان ، فيلق المشاة ، البحرية ، وكالات الدفاع ، وهيئة الاستخبارات الدفاعية.

تحدث حسين في العديد من المواضيع – ابتداء من الفصول الدراسية في المدارس الدينية والمساجد وصولاً إلى غرف الجلوس والمقايل في المنازل، وكانت دروسه ومحاضراته تسجل على أشرطة الكاسيت وكانت تدور وتوزع في داخل وخارج إطار محافظة صعدة.
وبعد مرور ثلاث سنوات قاسية بعد أن تم تسجيل هذه المحاضرات وبعد أن استشهد على أيدي السلطة اليمنية في سبتمبر 2004م نسخت العديد من محاضراته وكذلك نقلت وحولت إلى مقاطع الكترونية صوتيةmp3 لغرض التوزيع الالكتروني وبشكل أساسي، فإن هذه الوسائل سمحت لتعاليم ومبادئ حسين أن تصل إلى أفراد خارج نطاق جمهوره الحالي وساهمت في صمود أتباع، وبناءاً على ذلك اكتسبت محاضرات حسين الاحترام والقدسية وساعدت على نمو شهرته وسمعته محلياً خلال فترة حياته مما مكنه من الوصول إلى الزيديين حتى بعد مماته من وراء قبره.
وسنقوم هنا بتفحص بعضاً من محاضرات حسين الحوثي المؤثرة وهي تتضمن المحاضرات التالية :
1) سورة آل عمران، من الآية (33-91) الدرس الثالث عشر 7 نوفمبر 2003م ونشرت في 6 سبتمبر 2006م.
2) معرفة الله – عظمة الله (ألقيت في 25 يناير 2002م)، ونشرت في 1مارس 2004م.
3) لا عذر للجميع أمام الله ( ألقيت في 5 مارس 2002م)، ونشرت في 1مارس 2004م
4) الثقافة القرآنية (ألقيت في 4 أغسطس 2002م) ونشرت في 1 مارس 2004م.
5) خطر دخول أمريكا اليمن ( ألقيت في 3 فبراير 2002م)، ونشرت في 23 سبتمبر 2006م.
6) الصرخة في وجه المستكبرين ( ألقيت في 17 يناير 2002م) ونشرت في 1 مارس 2004م.
7) الإرهاب والسلام ( ألقيت في 7مارس 2002م) ونشرت في 23 سبتمبر 2006م

المواضيع والرسائل والمحفزات في محاضرات حسين الحوثي

1) إذلال المسلمين وحركات الإحياء والتوحد:
دأب حسين الحوثي على إعطاء إشارات منتظمة إلى فكرة أن ” العالم الإسلامي يعيش في حالة ضعف تحت أقدام اليهود والنصارى ” وبالفعل فالحوثي يقول أن المسلمين قد فقدوا الحكمة وعادوا إلى الجاهلية والأمية على الرغم من وجود القرآن الكريم وعلى الرغم من حقيقة أن باستطاعتنا أن نقرأ ونكتب” كما يقول.
ومن وجهة نظر حسين فإن حالة الضعف هذه تعتبر كفراً، طبقاً للتقاليد التاريخية، لأنه يبرز حقيقة أنه عندما كان اليهود يعيشون تحت حكم العرب، فإنهم لم يكونوا قادرين على تأسيس دولة، وهذا يبرز أيضاً أمثلة من القرآن ليشير إلى أنه في ظل حالة الضعف فإنه بإمكان المسلمين أن يتغلبوا على هذه المحنة، وإن البقاء في مثل هذا الوضع لا يستند إلى أي أساس وبحسب ما يقول حسين، لأن على الفرد أن يفهم أن الله مسيطر على كل شيء حتى الزعماء الغربيين ولذلك فلا ينبغي أن نخاف من أولئك الزعماء.
وعلاوة على ذلك فبينما نعرف أنه من الواضح أمامنا جميعاً أن إسرائيل مسيطرة ومستقوية على العرب وأن اليهود والنصارى هم سادة المسلمين، فإن حسين الحوثي يؤكد على الدوام على فكرة أن الشيعة أكثر من السنة أو القاعدة هم الأهداف الحقيقية للعدوان والهيمنة الأمريكية الإسرائيلية حيث يقول حسين حول ذلك :
” إن أسامة وطالبان ليسوا هم المستهدفين، وإن الحدث الذي حدث في نيويورك ليس هو ما حفز ودفع أمريكا، فمن يدري ، فربما تكون المخابرات الأمريكية هي التي نفذت ذلك الحادث، لتخلق مبررات وذرائع وتهيئ الجو المناسب لهم لضرب أولئك الذين يشكلون فعلاً خطراً عليهم، وهم الشيعة. إنهم الشيعة”.
علاوة على ذلك فإن حسين يشير بشكل خاص إلى حالة الضعف الحالية للزيدية في المنطقة، ملاحظاً على سبيل المثال أن “الوهابيين قادرون على الاتصال مباشرة بعلي محسن – هو قائد عسكري وهابي وأحد أقارب الرئيس- بينما الزيديين متروكون بدون أي مسئول رسمي حكومي ليساندهم” .
وبشكل مناسب فإن حسين الحوثي يصف الحل بالعودة إلى الإسلام وهو ما يشير إليه بالثقافة القرآنية، للعودة بالعالم الإسلامي إلى مكانته الصحيحة، وبالفعل فحسين يشجع أولئك الذين ينشدون السلام والأمن بالعودة إلى الدين وأن يستمدوا قوتهم من تعاليمه.
وفي إطار هذا السياق، يشير حسين باستمرار إلى القوة المتوفرة والممكنة للعالم الإسلامي، قائلاً أنه لو توحد الزعماء العرب لأصبحوا قادرين على ضرب إسرائيل.
أخيراً يتحدث حسين أن الإسلام مهيمن ويتلوا الآية القرآنية (ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
ومن وجهة نظر حسين الحوثي فإنه ليس فقط من المرغوب والمؤهل أن يرجع المسلمون إلى دينهم ولكنه يتحدث أن عليهم مسئولية أن يفعلوا ذلك إلزاماً ويمتلكوا الإمكانية والمقدرة على هزيمة أعداء الإسلام.
أما أفكار حسين الحوثي حول الوحدة الإسلامية فإنها تبدوا متناقضة شيئاً ما فمن جهة فهو يتحسر على أن السنيين يريدون أن يحولوا الشيعة وأن الشيعة حريصون على تحويل السنيين إلى التشيع، وأن الإثنا عشريين يريدون أن يحولوا الزيديين إلى اثنا عشريين.
ومن جهة أخرى فإن حسين لا يتحاشى لفت النظر إلى الإعتداءات الوهابية الماضية على الزيدية في صعدة، قائلا أن الإرهابيين الحقيين هم الوهابيون الذي انبثقوا من هذا المسجد وتلك القرية، ومن هذه المدرسة وذلك المعهد ليشجعوا لنشر العداء والكراهية وليسيطروا على أبناء المسلمين، وحسين هنا حريص على الموازنة بين هذه المخاوف والتوترات السابقة مع دعوته الحالية للوحدة الإسلامية، بينما أنه يتساءل ” ألسنا لا نشعر بالبهجة عندما نراهم يحتجزون الوهابيين في اليمن؟” وبناء على هذا فإنه من أجل التوحد ومواجهة الهيمنة الأمريكية فإن حسين يؤكد ” أننا ندين أخذ أي فرد إلى السجن أو احتجازه بتهمة أنه إرهابي ضد أمريكا”.

2) أمريكا وإسرائيل والتواطؤ العربي :
إن محاضرات حسين الحوثي ككل تهاجم وتشوه وبلا رحمة المؤامرات اليهودية والمسيحية والصهيونية ضد العالم الإسلامي، وبالفعل فحسين يشير إلى الكيان الصهيوني بأنه (سرطان) بينما يشير إلى أمريكا بأنها الشيطان الأكبر.
ويبرز ويتجسد عامل المعاداة لأمريكا وإسرائيل في محاضرات حسين الحوثي من خلال الشعار الذي يردد في نهاية كل محاضراته وفعالياته وهو ( الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام ) وقد تم ترديد هذا الشعار جماعياً لأول مرة في مدرسة الإمام الهادي في جبل مران في 17 يناير 2002م.
وعلى الرغم من أن الصرخة تواصلت لتصبح كشعار للحركة الحوثية، وأعطت السلطة اليمنية وصانعي السياسة سوياً إنذاراً تحذيرياً فإن من المهم ملاحظة السياق الأصلي والمقصد الكامن وراء استخدمها.
وبعد إبراز حالة الضعف الحالية التي يعيشها العالم الإسلامي على النقيض من الغرب، فإن حسين يتساءل خطابياً ماذا يجب أن نفعل؟ ثم يجيب أنا سأقول لكم أيها الأخوة اصرخوا ( الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام ) إن الأمنية التي يعبر عنها حسين ليست أن هذا الشعار سوف يخلق ويشجع على أعمال عنف على التو ولكن أن الشعار سيخلق حالة عدم رضا وحالة سخط والتي يتحاشاها اليهود دائماً، وبالفعل فحسين يلاحظ ويؤكد أن مثل هذه الشعارات من وجهة نظر الأمريكيين والنصارى واليهود تشكل خطراً بالغاً عليهم.
وأخيراً فإن حسين الحوثي يوعز إلى أتباعه بأن يتحركوا بهذه الطريقة، في اجتماعات ولقاءاتنا وبعد صلوات الجمعة وأن يكونوا مبادرين إلى الشعار، وبتفحص السياق الأصلي للشعار، فإنه يصبح من الواضح أن حسين الحوثي قصد به أن يكون نداءاً حاشداً والذي من خلاله يستطيع أن ينمي الشعور المعادي للولايات المتحدة الأمريكية، بينما يمد أتباعه بطريقة للتعرف على بعضهم الآخر في غيابه.
هذا التصور إنعكس أيضاً في محاضرة أخرى لحسين الحوثي والتي قال فيها أن الهدف من الشعار أن يرسخ في أذهان المسلمين أن أمريكا هي الإرهابي المجرم وأنها شريرة وأن اليهود والنصارى أشرار أيضاً.
وبينما أن الشعار يبدوا حارقاً بشكل مؤكد فإن من المهم أن نلاحظ أن هذا الشعور بالعداء لأمريكا قد انخفض ويستمر في الانخفاض في مؤشرات ومعدلات استطرادية في شعائر الجمعة في اليمن والعالم العربي الأوسع.
ويلمح حسين أيضاً إلى الأنظمة العربية خلال عدد من محاضراته، حيث ينتقد القادة العرب السنيين وتواطئهم مع الأجندة الأمريكية، مؤكداً أن اليهود يعرفون أن المسلمين السنة لا يشكلون أي خطر بالنسبة لهم، أليس قادة العالم العربي هم من السنيين، أليسوا هم من وافقوا بل أسرعوا إلى الموافقة والقبول بأن تقود أمريكا العالم ضد ما يشار إليه بإسم الإرهاب، ونادراً ما يسمي حسين الحوثي الرئيس صالح مباشرة، مؤكداً بدلاً عن ذلك أن الزعماء العرب أصبحوا أكثر انسجاماً مع أمريكا ومع السياسة الأمريكية، وهو يدعي أيضاً أن الطاعة العمياء لهؤلاء الحكام هي غير لازمة وغير ضرورية ويجب أن يلقوا السخط من مواطنيهم، وكما يشير حسين فإنه لو وضعت قضية المواجهة مع اسرائيل على استفتاء شعبي فإن الشعوب سوف تصوت بنسبة 90% لصالح مواجهة أمريكا وإسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى