تقاريرخاص الهويهعناوين مميزة

الاخواغربية يصنعون خارطة الساحات الثورية برؤية ايديولوجية جديدة

الاخواغربية يصنعون خارطة الساحات الثورية برؤية ايديولوجية جديدة

الهوية – خاص:
في نغمة جديدة على الساحة السياسية وبعد نجاح تجربة تفريخ الأحزاب اليمنية التي نفذها الحزب الحاكم في اليمن خلال العقدين الماضيين هاهي احزاب سياسية تعتقد ان الميدان اصبح امامها مفتوحا على مصراعيه بعد ان تمكنت ثورة الشباب من الاطاحة براس النظام السابق ورئيس المؤتمر الشعبي العام الذي طالما عجزت تلك الاحزاب عن انتزاع منصب انتخابي واحد منذ اول انتخابات برلمانية شهدتها اليمن عام 1993م مما اضطر بعضا منها الى اقامة احلاف سياسية معه كما فعل التجمع اليمني للاصلاح في عقد التسعينيات الماضي .. اليوم ها هو تجمع الاصلاح ينتهج ذات التجربة في التعامل مع معارضيه الشباب وبعض الاحزاب التي يشعر انه لن يتمكن من احتوائها بعد ان تخلصت من (المفجّع) السياسي الذي ظل يقود اكبر حزب في الساحة اليمنية على مدار السنوات الماضية وخاصة تلك الاحزاب المنضوية في تكتل اللقاء المشترك.
فما تشهده الساحة اليمنية وبخاصة في ميادين وساحات الثورة وفي هذا التوقيت بالذات اثأر الكثير من التساؤلات من قبل المراقبين حول التوجهات الحالية التي ينتهجها التجمع اليمني للاصلاح في التعامل مع شباب الثورة او مع أحزاب اللقاء المشترك الاخرى.
فبعد ان ظل الاصلاح مستغلا ليافطة الدين طوال الفترة الماضية ها هو اليوم يتجه نحو التخلي عن هذه اليافطة ولكن باسلوب ومنهج جديدين يقومان على انشاء وتفريخ احزاب جديدة تتبنى مصالحه وتخدمها تحت مسمى اليسارية والمدنية.
مراقبون لما يدور في الساحة الثورية ادركوا حقيقة ما يجري تحت الطرابيل او المخيمات الثورية من تامرات تسعى للقضاء على الدعوات المنادية بالدولة المدنية كما فعل رواد هذه المكونات المتآمرة خلال عام 2011م في سبيل القضاء على النشوة الثورية لدى شباب الثورة التي خرجت منتفضة ليس على الحزب الحاكم ورئيس الدولة وحسب بل منادية باسقاط تلك المنظومة التي عاثت في هذا الوطن على مدار ثلاثة عقود من الزمن بما فيها المنظومة الحزبية التي اصبحت في عداد الكتل الحديدية المذحلة حسب قولهم.
ولكن التساؤل المثار حاليا لماذا يتجه التجمع اليمني للاصلاح الى تفريخ الاحزاب وانشاء احزاب جديدة؟
الجواب ياتي من رحم مشهد السياسة الدولية التي تدار في الغالب من داخل غرفة مغلقة في البنتاجون بالولايات المتحدة الامريكية .. حيث يقول اصحاب هذا الرد بان التجمع اليمني للاصلاح يعد جزءا لا يتجزأ من حركة الاخوان العالمية .. هذه الحركة التي انكشف مؤخرا مدى اتفاقها مع توجهات السياسة الامريكية والتي كانت الى وقت قريب العدو المعلن في سياسة هذه الحركة.
حركة الاخوان المسلمين ايضا تخلت عن مبادئها واهدافها التي عاشت لعدة عقود منادية بالجهاد ضد الامريكان والصهيونية العالمية بعد الاتفاقات السرية التي تقول المعلومات انها تمت بين الحركة الاخوانية العالمية ومهندسي السياسة الغربية وعلى راسهم الامريكان، ولذلك فقد بدأت هذه الحركة بإنشاء احزاب سياسية ذات توجهات يسارية واحيانا علمانية كما هو الحال في تونس ومصر منذ انطلاقة الربيع العربي كما تقول المعلومات.
وبعد ان كانت خطابات وادبيات الاخوان تنادي بتوحيد الرؤى وإخضاع الحياة للمنهج الاسلامي المحافظ، ها هي اليوم تعتبر الدين امرا ثانويا لا يمكن ان يكون حاجزا امام قيام تحالفات وتكتلات محلية ودولية في سبيل تحقيق الاهداف والغايات التي تسعى إليها، ألا وهي الوصول الى سدة الحكم، كما انها بدأت تعمل على تفريخ الاحزاب برؤى وتوجهات مختلفة تهدف من خلالها الى بلبلة الرؤى والاهداف التي يسعى جيل اليوم لتحقيقها في هذه الطفرة التي شهدتها المنطقة العربية.
وبعد ان استطاعت الحركة ان تنجح في ايجاد احزاب متعددة في كل من مصر وتونس ستتمكن عبرها من احكام القبضة على كراسي الحكم في البلدين ها هي اليوم تكرر ذات الاسلوب في اليمن لا سيما بعد ان ادركت مدى الاصرار الشبابي على عدم الخضوع لأي كان والتخلي عن اهداف الثورة التي خرجوا لاجلها وسالت في سبيلها دماء زكية من ابناء هذا الوطن.
فما هو الحل أمام هذا الإصرار؟
انه ايجاد احزاب سياسية تنشأ من رحم الساحات برؤى متناقضة تمكنها من ضرب عدة عصافير بحجر واحدة، اولها تمزيق التآلف الشبابي الذي تكون خلال الاشهر الماضية، وايجاد خلافات بين شباب الساحة الثورية، لتضمن بذلك مواجهة بعضهم لبعض، فيما يتفرغ تجمع الاخوان اليمني وحلفائه في الاتحاد الاوروبي والامريكان لترتيب الطاولة السياسية وفقا لرؤيتهم، ووفقا للاتفاقات الاخواغربية.. وثانيها تمكينهم من السيطرة التامة على اولئك الشباب لاستخدامهم اوراقا ضاغطة عند الحاجة، كما هو الحال الان في استخدامهم ورقة ضاغطة في الساحات والميادين بحيث يكونون ضمانا لبلوغ الاخوان وبعض الوجاهات القبلية ما يرنون اليه مقابل بقاء الدعم الاخواني للساحات، وكذلك ضمان الدعم الاوروبي للاحزاب والتنظيمات السياسية المنشأة حديثا.
مايو الجاري سيشهد اعلان احزاب جديدة كما سيشهد احتفالات وفعاليات حزبية لترتيب الاحزاب القديمة، ولكن هل سنرى للشباب موقفا وطنيا يخدمون به ثورتهم ووطنهم ويمنعون تحقيق المطامع التي يسعى من خلالها المصرون على سحب البساط من تحت اقدام الشباب واستخدامهم كممرات لقصورهم السياسية المقدمون على اقامتها على جهود وتضحيات ودماء شباب ابرياء طاهرين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى