القدستقاريرحواراتعربي وعالمي

في سجون الاحتلال الصهيوني أقدم أسير في العالم

كان الفلسطيني نائل البرغوثي طالبا في الثانوية العامة عندما اعتقل عام 1978 بتهمة قتل ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذه الأيام يدخل البرغوثي عامه التاسع والثلاثين ويقترب من إنهاء عقده الرابع في الأسر كأقدم أسير سياسي في العالم بعد أن تجاوز عمره الستين.

ونظمت عائلته ومؤسسات حقوقية وقفة تضامن معه الأحد وسط مدينة رام الله للتذكير بمعاناته. وقال شقيقه الأكبر عمر البرغوثي -الذي التقى به مرات قليلة خلال الأربعين عاما الماضية- إن الشعب الفلسطيني كاملا يتحمل مسؤولية الإفراج عنه.

وحمل شقيقه القيادة الفلسطينية والفصائل مسؤولية إبقاء نائل في الأسر لأربعة عقود، وقال إن “من لديه جنودا مأسورين عليه العمل من أجل تحريرهم.. ونائل كان جنديا في معركة الدفاع عن فلسطين“.

والتقى عمر بشقيقه لأول مرة بعد ثلاثين عاما عند تحريره في إطار صفقة “وفاء الأحرار” (صفقة شاليط) عام 2011 “ثم انتزعوه من بيننا مرة أخرى”، كما قال.

عمر وحنان أشقاء نائل البرغوثي يقولان إن الشعب الفلسطيني مسؤول عن تحرير شقيقهم (الجزيرة)

إعادة اعتقال
وكان نائل البرغوثي واحدا من مئات الأسرى الذين شملتهم صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، بعد أن قضى 34 عاما متصلة في الأسر. غير أن الاحتلال أعاد اعتقاله مع أكثر من سبعين محررا في الصفقة بعد عامين من إطلاقهم، وقرر إعادته إلى حكمه المؤبد الذي كان يقضيه قبل الإفراج عنه.

تزوج نائل البرغوثي بعد الإفراج عنه في إطار صفقة التبادل، وعاد لزراعة أرضه في قرية كوبر شمال رام الله، وكما قالت شقيقته حنان “لم يسمحوا له حتى بقطف ثمار محصوله الذي زرعه، وأعادوا اعتقاله من جديد”.

وكان عمْر شقيقته الوحيدة 12 عاما عند اعتقاله أول مرة، لكنها اليوم في مطلع الخمسينيات وقد تزوجت وأنجبت وكبر أبناؤها وصار لها أحفاد في غيابه، ثم اعتقل نجلها الأكبر “عناد” وتعرف على خاله في سجنه. وفقد البرغوثي والديه عامي 2004 و2005 ولم يسمح له بوداعهما.

تقول زوجته إيمان نافع -وهي أسيرة سابقة أيضا- إنها عاشت معه 33 شهرا فقط ثم أعاد الاحتلال اعتقاله من دون سبب.

ورغم طول فترة سجنه، تقول إن “نائل على ثقة بأن حريته ستكون انتصارا فلسطينيا من خلال تحقيق صفقة تبادل جديدة”.

وتعد عائلة البرغوثي نائل ورفاقه من محرري الصفقة “رهائن” يحتجزهم الاحتلال لاستخدامهم ورقة ضغط في مفاوضات الصفقة المنتظرة مع حركة حماس، مقابل جنود إسرائيليين أسروا في العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، ولم تعلن المقاومة الفلسطينية مصيرهم حتى اليوم.

وكانت حركة حماس قد اشترطت الإفراج عن الأسرى ممن شملتهم صفقة التبادل وأعادت إسرائيل اعتقالهم، كمقدمة لإنجاز صفقة تبادل جديدة مع إسرائيل مقابل الجنود المأسورين لديها.

ونقلت سلطات السجون الإسرائيلية الأربعاء الماضي نائل البرغوثي من سجن بئر السبع إلى عزل سجن هدريم بدعوى “إخراجه بعض المعلومات أثناء وجوده في المعتقل”، في إشارة إلى رسالة مكتوبة سربها البرغوثي من سجنه.

وقفة التضامن مع نائل البرغوثي وسط مدينة رام الله (الجزيرة)

الوهم المتبدد
كتب البرغوثي في رسالته عن “الأمل الذي بدده كل وهم” في إشارة إلى عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليطعام 2006 والتي أسمتها المقاومة “الوهم المتبدد” وقادت إلى تحريره مؤقتا مع أكثر من ألف أسير فلسطيني.

وقال البرغوثي “إن الشعب الذي أراد الحياة لن ينال إلا النصر.. وأن الاحتلال لن يستطيع أن يزرع في نفوسنا الخذلان لأننا نستند إلى جدار الله ثم جدار كل من سار على خطى ثابتة في درب الكرامة”.

ونقل البرغوثي بشكل عنيف -بعد تغريدة نشرها أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام فيما بدا أنها رد على رسالة البرغوثي- جاء فيها “التحية الجهادية لأسطورة السجون وأيقونة المقاومة والصمود نائل البرغوثي ونقول له: كما كسرنا القيد في وفاء الأحرار سنكسر أنف المحتل وستعانق الحرية من جديد”.

ويلوم ابن عمه فخري البرغوثي القيادة المصرية التي لعبت دور الوسيط في صفقة التبادل “وفاء الأحرار” وقال إنها وبعد الاحتلال الإسرائيلي، تتحمل المسؤولية التامة عن مصير نائل البرغوثي وعشرات المعتقلين ممن حرروا معه، وطالبها بالعمل على حماية اتفاقية الإفراج عنهم، داعيا المقاومة إلى التشدد في أي اتفاقية لإطلاق الأسرى في صفقات قادمة.

وقضى فخري البرغوثي 33 عاما في الأسر، وقال معلقا على تجربة الاعتقال “لم نكن نعتقد أننا سنمضي أكثر من عام في الأسر، لأننا كنا نعيش على الأمل بالإفراج كل يوم، والأمل هو الشيء الوحيد الذي يجعل نائل يتحمل أربعة عقود في السجون”.

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى