مساحات رأي

اليمن والضمير العربي

عادل العوفيعادل العوفي*

في زمن الصمت والخنوع الإعلامي أمام مأساة اليمن، لا يمكن تجاهل  تلك المقدمة “النارية ” التي أطلقها الإعلامي المصري “يسري فوده” في برنامجه “السلطة الخامسة ” على قناة “دوتشيه فيليه” الألمانية حيث برع في “وصف” الحالة بأسلوب “فريد” و”محترف” وبالأخص في مشهد حديث ذلك الطفل اليمني عن الحرب واستهداف وطنه مع كلمات للشاعر المعروف “عبد الله البردوني”.

صحيح يبدو غريبا لا بل مثيرا للاشمئزاز كذلك أن ننتظر كل هؤلاء الضحايا وهذه الفترة الزمنية كي “نشيد” بتقرير أو حلقة خصصت للملف اليمني النازف بغزارة، لكن وكما سبق وتحدثنا هنا مرارا وتكرارا فنحن أمام “إعلام موجه ” ينظر بعين واحدة ويتباهى “باختيار” من هم الأجدر بثوب “الضحية” الأكثر “حظوة” بين ضحايا هذه الأمة المنتشرين في شتى الاتجاهات.

عنوان “معبر” ذاك الذي حملته تلك الحلقة “اليمن لا محاسبة على جرائم الحرب”، مع العلم أن المسؤولين المباشرين عن تلك الفظاعات معروفين معلومين للقاصي والداني، ولكن من يجرؤ على توجيه أصابع الاتهام لهم؟ وماذا لو جاءت الحلقة على قناة عربية على سبيل المثال؟

الأكيد أنها ستحمل قطعا “النهاية الحتمية ” للبرنامج وصاحبه الذي ستفتح عليه أبواب جهنم، لذلك لابد أن نحيي إعلاميا بحجم “يسري فوده” لأننا نعي جيدا ما الذي يعنيه الخوض في كارثة اليمن وأهله.

والسؤال المحير: متى يستفيق الآخرون لينتصروا لصوت الإنسان داخلهم ويدركوا أن وراء تلك “المسميات السياسية” المخادعة شعبا يباد ويقتل ليل نهار؟

الجواب معلق حتما..

*كاتب مغربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى