استطلاعات

الغش في الامتحانات طرق مبتكرة ومعلمون غافلون

imagesالغش في الامتحانات المدرسية ظاهرة تزداد يوما بعد يوم وعاما بعد عام حتى أصبحت من أخطر المشاكل التي يواجهها التعليم المدرسي وأوسع تأثيرا على حياة الطالب والمجتمع ككل .

و لأهمية هذا الموضوع الهوية وفي هذا العدد تسلط الضوء على ظاهرة الغش و أساليبها المبتكرة من قبل الطلاب و تسرد آراء الطلاب و المعلمين حول هذه الظاهرة في سياق الاستطلاع التالي :

 

التهاون والتساهل

الطالب وضاح محمد يقول أنا لا استخدم طريقة الغش في الوصول إلى النجاح، ويؤسفني موقف الطلبة الغاشين، وفي اعتقادي أن أسباب الغش كثيرة ومنها التهاون والتساهل في الدراسة وصعوبة المناهج الدراسية والتساهل في عملية التدريس، وقد حدث أن طلب مني زميل تغشيشه في لجنة الامتحان ولكنني رفضت ذلك، وبعد انتهاء الامتحان نصحته بالابتعاد عن هذا السلوك، ولا ألجأ إلى الغش أبدا لأن متعة الجهد والتعب أحلى، وأغلى من تلك الدرجات التي يحصل عليها الطالب بالغش.

الغش لنجاح

أما الطالب شوقي يحيى من الصف الثاني الثانوي بالقسم العلمي فيقول: في بعض الأحيان استخدم طريقة الغش للوصول إلى النجاح بسبب صعوبة الامتحان وعدم المذاكرة، وبصراحة إذا طلب مني أي طالب تغشيشه في لجنة الامتحان سأغششه، وألاحظ أن الطالب الغاش درجاته أعلى من الطلبة الذين لا يغشون.

طرق الغش

كما تقول الطالبة (م . و)  بالصف الأول الثانوي أنها قامت بتدوين جميع المعادلات الكيميائية على الجدار الذي يلاصق مكانها في الفصل مستخدمة قلم الرصاص وبخط صغير لا يكاد يرى، لمواجهة أسئلة مادة الكيمياء التي توعدت معلمة المادة باختيار أسئلة صعبة، وتؤكد الطالبة ” م ” أن بعض الطالبات يلجأن للغش بسبب عدم وضوح شرح المعلمة وإصرارها على اختيار أسئلة تعجيزية.

التلفون وسيلة غش

من جهته يقول ماهر حسن إن أحدث وسائل للغش هي الموبايل، ولكن مخاطرها كبيرة في رأيه «لأن المدرس إذا رأى الطالب بيده  تلفونه في وقت الامتحان فقد راحت عليه و ودف ».

و يضيف ماهر إن الموبايل يمنع استخدامه في المدرسة، لذلك يستخدم بحرص في الغش،ويمكن  من خلاله تصوير بعض المعلومات من الكتاب، «صفحة كاملة أو مقاطع معينة»، خاصة أن تلفونه «نوت» يتميز بشاشة كبيرة، تسمح له بقراءة المكتوب من بعيد»، والخوف دائما من المدرس إذا رائه يعطيك صفر في الامتحان».

عصرنا مختلف

الطالب عبد الله يحيى يقول نحن لم نعد في عصر من غش فليس منا .ولا تذهبوا بعيدا ففي بعض البلدان الناطقة بالضاد يلقن الطلاب الإجابة بالمذياع من خارج قاعات الامتحان وهذا غير مستغرب في مناطق معينة من البلد ويدخل الطالب ويضع سلاحه أمامه في قاعة الامتحان وينال أبناء القادة الملهمون أعلى الدرجات بدون حساب .

ويعقب على حديثه الأستاذ محمود سليم بقوله لا خير في أهل يرسلون أبناءهم للحصول على شهادات بالسرقة والدجل، إلا يعلم هؤلاء الآباء والأمهات بان الحصول على معدل عالي بدون جهد وبدون تحضير وتعلم فعلي سيعود بالضرر على عملاء هؤلاء الأغبياء حتى بعد أن يتخرجوا من الجامعات.

ويعتبر الأستاذ محمود أن ما يقوم به هؤلاء الطلبة وأسرهم عمل مشين وان على وزارة التربية وكذلك على الجامعات اليمنية رفض شهاداتهم ورفض طلبات التحاقهم بها .

الغش سلوك منحرف

الأستاذة صفاء مهيوب تقول إن ظاهرة الغش في الامتحانات ، تعتبر سلوكا منحرفا ، لأنها تناقض القيم الأساسية التي تقوم عليها العملية التربوية ، إذ أنها تمثل سلوكا خاطئا غير مقبول يجب على الطلاب تجنبه وعدم ارتكابه بأي صورة من الصور ، إلا أنه يلاحظ انتشاره حتى كاد يصبح سلوكا عاديا أو عاما لدى كثير من الطلاب ، فهو قد يشيع بصورة أو بأخرى بينهم سواء من جانب أولئك الطلاب ذوي التحصيل الدراسي العالي وذوي التحصيل الدراسي المنخفض ، حيث يلجؤون إلى هذا السلوك إذا ما أتيحت لهم الفرصة لذلك ، وهذا على عكس ما هو مفروض من الطلاب الذين يتوقع منهم إتباع الطريق الصحيح لشق طريقهم خلال مراحل الدراسة .

وتضيف صفاء عادة ما يثاب الطلاب اجتيازهم الامتحان بأي صورة من الصور وليس على أمانتهم فيه مما قد يدفعهم لسبب أو آخر إلى محاولة تحقيق غاياتهم حتى ولو أدى بهم الأمر إلى إتباع سبل غير مشروعة ، وذلك بهدف الوصول إلى غاياتهم وتحقيق رغباتهم المتمثلة في اجتيازهم للامتحانات مهما كان السلوك الذي يتبعونه .

تأثير الغش

ويقول الأستاذ على أمين الغش في الامتحان خلال الوقت الراهن لا يقتصر تأثيره وسلبياته على اليمن مستقبلاً، بل له تأثير أيضا حالياً على الطلاب المجتهدين بالنسبة لمقاعد القبول بالجامعة.

ويضيف الأستاذ على أن الطلبة المجتهدين يدرسون ويجتهدون ليحصدوا نسبا عالية يدخلون بها للجامعة أو يحصلون بها على بعثة وفي النهاية يأتي آخرون بنفس درجاتهم عن طريق الغش وهذا أمر مرفوض وفيه ظلم كبير.

المدرس يغشش

كما يقول الأستاذ رأفت محسن كنا نسمع عن انتشار الغش قي مدارس وجامعات في السنوات الأخيرة، كحل المدرس أو الأستاذ لنصف الاختبار تسهيلاً على الطلبة أو ضمان نجاحهم، أو السماح لهم بتبادل الأوراق في منتصف الاختبار ليساعدوا بعضهم، واليوم أصبحنا نرى الغش أمام أعيننا، عبر مواقع وقروبات يتجاوز متابعوها المئات من الطلاب والطالبات.

دراسات نفسية

أظهرت دراسة نفسية متخصصة التي قام بها الاستشاري النفساني الدكتور حسين عبد السلام  أن من أسباب الغش صعوبة الامتحانات حيث أن بعضها تتحدى قدرات بعض الطلبة من الأسئلة الغامضة أو غير المباشرة والتي تعتمد على قدرات الطالب العقلية والذكائية إضافة إلى كثافة الحمل الدراسي لبعض المناهج .

واستطرد في حديثه أن بعض المدرسين لا يهتمون بالارتقاء بالمستوى العلمي والعقلي للطالب بقدر اهتمامه بانتهاء الحصة والحصول على تقارير ممتازة .

وأفاد أن بعض المدرسين لديهم نقص في الكثير من الأدوات والمهارات اللازمة لعرض المنهج بصورة جذابة ومفهومة للطلبة .

وذكر الدكتور حسين أن الظروف الشخصية للطالب تعتبر من الأسباب المؤدية للغش في الامتحانات حيث يعاني بعض الطلبة من ضعف الأساسيات والمنطلقات الأولى للتعليم الأساسي مما يؤدى إلى اضطراب قدراته التحصيلية عبر السنوات لديهم .

وأشار إلى أن الأمراض النفسية والاجتماعية التي تصيب بعض الطلبة تكون السبب الرئيسي وراء انخفاض قدرتهم على التركيز والتحصيل وبالتالي تدفعهم إلى الغش في الامتحانات مبينا أن أكثر هذه الأمراض انتشارا بين الطلبة في مدارس اليمن هي القلق النفسي أو العصاب والنورستانيا (الشعور بالإنهاك) والسيكاثينيا (العصاب القهري) أي نقص في الطاقة النفسية للإبقاء على التكامل العادي .

وبين  حسين أن الظروف الأسرية من الأسباب التي تؤدي إلى لجوء بعض الطلبة إلى الغش والتي تكمن في التفكك الأسري وأساليب التربية الخاطئة إلى جانب الظروف المجتمعية والثقافية والاقتصادية.

الغش عادة تسري في العروق

كما أفادت الدكتورة مها إيهاب أن ظاهرة الغش أصبحت أكثر من كونها ظاهرة و أصبحت عادة تسري في العروق خاصة عندما تجد الطالبة نفسها مدفوعة دفعاً لها من قبل المعلمة المتهاونة في أداء رسالتها، لذا كان لزاماً على الأسرة غرس مبادئ معنى الأمانة في الطفل منذ نعومة أظافره ليس قولاً ولفظاً بل يجب أن يتعدى الأمر ذلك بالتطبيق من خلال تعامل الأسرة ذاتها مع بعضها ومع المحيطين بها ، (الصدق ، أداء المهام والمسؤولية ، معرفة الواجبات والحقوق ….الخ) كل ذلك من شأنه أن ينمي لدى الطالبة معنى الأمانة نقيض الغش وليس ذلك في إطار الاختبارات فحسب بل يتعداه لما هو أعظم من ذلك.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى