تقارير

السعودية فشلت في الحرب على اليمن وحلم “الزعامة” تبخر ماذا يمنع “ترامب” من الدفاع عن “بني سعود”؟!

الهوية |صنعاء.

قال موقع “فورين آفيرز” الأمريكي، إن حربَ المملكة السعودية في اليمن، التي يشرف عليها بن سلمان قد فشلت في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، ما أدى إلى حدوث كارثة إنسانية في اليمن كسرت بالفعل العلاقات العامة مع واشنطن ولندن، وحتى الآن من غير الواضح كيف ستنهي المملكة حرب اليمن في حين لا يزال تحقيق أهداف الأمن القومي الأساسية بعيدة، لاسيما وأن المزيد من المدنيين اليمنيين يموتون.

وذكر “فورين آفيرز” أن نائبَ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 31 عاماً يواجه اليوم أصعب المشاكل في بلاده خلال هذه المرحلة المبكرة في حياته السياسية، حيث يحاول أن يقود حملة لتغيير شامل في المملكة السعودية، ولكنه يضع كُلّ شيء على المحك بكل سذاجة.

وأضاف الموقع في تقرير له، أن التحركاتِ المبكرة التي اتخذها محمد بن سلمان تشمل خفض الدعم ورفع الضرائب وبيع أصول الدولة الرئيسة، ويضغط من أجل تطبيق ثقافة الكفاءة والمساءلة في البيروقراطية السعودية غير المنتجة بشكل ملاحظ، وإفساح المجال للقطاع الخاص للقيام بدور أكبر في الاقتصاد.

وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من أنه هو الثالث في ترتيب ولاية العرش، لديه السيطرة الكاملة على احتكار النفط، وصندوق الاستثمار الوطني، والشؤون الاقتصادية، ووزارة الدفاع، حيث اكتسب كُلّ هذه الحقائب على الفور بعد أن أصبح والده الملك سلمان حاكما للبلاد في يناير عام 2015.

وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه إلى حد كبير تقييم عملية الإصلاح الاقتصادي على المدى الطويل التي قد بدأت للتو، إلا أن مؤهلات محمد بن سلمان تؤكد أنه لن يستطيعَ تحقيق رؤية 2030، كما أنه يعتمد سياسة دفاعية ليست واعدةً كبّدت السعودية تكلفة باهظة خلال الأشهر القليلة الماضية.

قلق آخر يتشاركه الكثير من الأميركيين مع السعوديين، هو تغير ترتيب البيت الملكي، حيث هناك الكثير من الأحاديث في واشنطن حول أن محمد بن سلمان يعمل على تهميش ابن عمه الأكبر سنا محمد بن نايف، كما أن الطائفية بالتأكيد موجودة هناك وهي حالة تكاد فريدة من نوعها للنظام السياسي السعودي، ولكن ليست من النوع الذي يؤدي إلى الاقتتال الداخلي والشلل.

ومن المخاوف المرتبطة بـ”محمد بن سلمان” أيضا أنه يتحرك بسرعة كبيرة، لاسيما في الشؤون الاقتصادية والثقافية، ما يثير غضب النظام القديم ويهز أسس العقد الاجتماعي في المملكة، ويعكس مخاطر ضخامة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها السعودية، والتي تتطلب أي شيء من التحول، وهذه التغيرات تؤدي حتماً إلى درجة معينة من عدم الاستقرار.

بالمقابل، قالت صحيفة “الإندبندنت” إن المملكة العربية السعودية بذلت جهودا استمرت على مدى نصف قرن لتأسيس نفسها كقوة رئيسية بين الدول العربية والإسلامية، وهذا ما أكدته ورقة وزارة الخارجية الأمريكية التي بعثتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في عام 2014 والتي نشرتها ويكيليكس وتحدثت عن أن السعوديين والقطريين يتصارعون للسيطرة على العالم السُني.

وأضافت الصحيفة البريطانية في تقرير لها أنه خلال ديسمبر عام 2015، أكدت المخابرات الألمانية أنها قلقة جدا حول تنامي نفوذ المملكة العربية السعودية، خاصة بعد أن أصبح موقفها الدبلوماسي الحذر خلال القياديين كبار السن من العائلة المالكة حل محله سياسة متهورة.

واستطردت الصحيفة أنه على مدى العام الماضي كانت المخاوف إزاء الأثر المزعزع للاستقرار من خلال السياسات السعودية الأكثر عدوانية، وما لا يتوقع كانت السرعة التي انهارت بها طموحات المملكة العربية السعودية حيث الإحباط على كل جبهة تقريبا، وفي العام الماضي خسرت المملكة العربية السعودية وحلفائها الحرب الأهلية السورية وفقدت مركز حضري كبير في شرق حلب.

وذكرت الإندبندنت أن التدخل السعودي في سوريا على الأقل كان غير مباشر ولكن في اليمن الانخراط مباشر للآلة العسكرية السعودية وكانت مكلفة إلى حد كبير وفشلت في تحقيق أي انتصار، وبدلا من تحقيق الهدف السعودي بتقليص النفوذ الإيراني حدث عكس ذلك تماما، حيث في اجتماع أوبك الأخير وافق السعوديون على خفض إنتاج النفط الخام بينما رفعت إيران إنتاجها.

وأشارت الصحيفة أن الولايات المتحدة الضامن النهائي لاستمرار حكم آل سعود، بدأت مؤخرا تتخلى عنها، وهناك تزايد في العداء للسعودية ينعكس في شبه الإجماع بالكونغرس من خلال السماح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة الحكومة السعودية.

وتحت إشراف نائب ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، أصبحت السياسة الخارجية السعودية أكثر عسكرية وقومية بعد أن أصبح والده 80 سنة سلمان ملكا في 23 يناير عام 2015، حيث التدخل العسكري السعودي في اليمن تلا ذلك، وكان يتوقع السعوديون أن يُهزم الحوثيون بسرعة ولكن بعد خمسة عشر شهرا، ما زالت العاصمة صنعاء وشمال اليمن في قبضتهم.

وكان التدخل السعودي في سوريا في عام 2015 إلى جانب المتمردين له عواقب مدمرة على نحو مماثل وغير متوقع، وفشل السعوديون في هزيمة الرئيس بشار الأسد أو استدراج الولايات المتحدة إلى القيام بمواجهة ضده، وفي هذا الحدث خدم الضغط العسكري الأسد وجعله يسعى إلى الحصول على مزيد من المساعدة من روسيا وإيران.

وشددت الإندبندنت أنه يتم توجيه اللوم على الأمير محمد بن سلمان داخل المملكة وخارجها لسوء التقدير والتسرع الذي جلب الفشل أو الجمود، فعلى الصعيد الاقتصادي مشروعه 2030 الذي يهدف لجعل المملكة العربية السعودية أقل اعتمادا على عائدات النفط، حيث من المشكوك فيه ما إذا كان سيكون هناك الكثير من التغيير في نظام المحسوبية وينفق نسبة كبيرة من عائدات النفط على توظيف السعوديين بغض النظر عن مؤهلاتهم أو الرغبة في العمل.

إلى ذلك، أشار تقرير نشره موقع “ذا أمريكان كونسيرتف” أن مبدأ “أمريكا أولا” يمنع الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” من الذهاب إلى حرب للدفاع عن السعوديين أو مجموعات معينة من الناس هناك، ولكن يبدو أن “ترامب” ليس لديه مشكلة في خوض حروب الدول الأخرى طالما يتم تعويض الولايات المتحدة عن ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى