استطلاعات

مشاكل ما بعد الطلاق ، حروب شنعاء تشب بين المطلقين

%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1الطلاق وعلى الرغم من أنه أبغض الحلال إلا أنه كذلك الحل المناسب لكثير من مشاكل الأسر والتي يصعب على الزوجين فيها العبور من نفق المشاكل إلى رحابة الحلول، فإذا كان هناك طلاق واقع لا محالة فيجب على الأقل أن نتجنب ما بعده من خسائر، وأول هذه الخسائر المنعطفات الخطيرة التي يمكن أن يمر بها الأطفال.

حول هذا الموضوع و المتعلق بالمشاكل التي يتعرض لها كلا الزوجين من بعضهم البعض بعد الطلاق وعلى من يقع الحق في ذلك و ما هي الخسائر التي تنجم عن ذلك ، الهوية تستطلع آراء مطلقين و مختصين في ذلك في سياق الاستطلاع التالي :

 

الحب يتحول إلى عداوة

بدايتنا كانت مع معين الحسيني و الذي بعد ثماني سنوات من الحب والتآلف قرر تطليق زوجته مها وكتب على عادل ابنهما ذي الخمس سنوات أن يكون حكما بين هذين المنفصلين عدوين يفكر كل منهما في طريقة تدمر الآخر..وتقول مها: بعد طلاقي تركت طليقي في حاله ولم أحاول أذيته وصفحتي بيضاء ناصعة حيث لم يتحدث الناس عن الانفصال ولو بكلمة واحدة، خاصة وأنني و طليقي جارين في نفس العمارة، فلم يتحمل الأمر فأصبح ينشر عني كلاما معيبا وعن أخلاقي السيئة ولهذا السبب طلقني، فبدأت أسمع من هذا وذاك كلاما يسيء إلى سمعتي الأمر الذي جعلني أواجه معين الذي لم ينف إطلاقه للشائعات عني وذلك لينتقم للسنوات التي هدرها من حياته معي.. وبما أنه اعترف لجأت أنا أيضا لأساليبي الخاصة وذهبت إلى الشركة التي يعمل فيها لأطير له قيمته ووزنه وجلست مع السكرتيرة بحجة أن انتظر المديرة لطلب عمل وفي دردشة معها ذكرت أن معين كان يحرمني من الطعام والمصروف، ويطالبني بالذهاب لبيت أهلي لأؤتيه بالمال أما عن ماله هو فينفقه في ملذاته من النساء والخمور والقمار.. وهكذا انتشر الخبر بسرعة الضوء وبالتالي “أخذت بثأري” .

 

 

بسببها هجرت محافظتي

كما يقول عدنان عبد العزيز (30 سنة) زواجي لم يستمر طويلاً، استغرق خمسة أعوام، ولا أعرف سببًا محددًا لفشل زواجي، غير أن عمري كان صغيرًا وقتها، وكانت هي أيضًا صغيرة، وكانت الخلافات تنشب بيننا لأبسط الأشياء مما أنهى هذا الزواج بالطلاق، وبدأت هي ووالدتها في تشويه سمعتي والإساءة لي لدى كل معارفي وأصدقائي وأقاربي، وامتدت الشائعات أيضًا إلى عملي، وفصلت منه بسبب زيارتها وأمها إلى مديري وصاحب العمل الذي كنت أعمل فيه، ودخلوا عليه بالبكاء والكذب والتهم الباطلة بأنني مخادع وغشاش وأشرب الخمور وأحيانًا أتعاطى المخدرات بل وأسرق؛ هكذا ضاق بي الحال وتركت المحافظة التي ولدت فيها وقضيت أجمل سنوات عمري فيها لأهرب إلى صنعاء وأبدأ في البحث عن عمل بعيدًا عن هموم ومشاكل الطلاق!

 

أصعب تجارب الحياة

أروى محمد مطلقة أيضا تقول إنها طلبت الطلاق وحصلت عليه بعد محاولات عديدة منها للاستمرار في حياة زوجية من أجل طفلها الذي لم يكمل الثلاث سنوات. موضحة أن تجربة الطلاق من أصعب التجارب التي مرت خلال حياتها بسبب همجية طليقها في التعامل معها ومع عائلتها على حد تعبيرها.

وتتابع أروى أنها تعيش هذه الفترة كابوسا حقيقيا بعد أربع سنوات من طلاقها لأنها تفكر بالزواج مرة أخرى وتخشى إن فعلت تحرم من رؤية طفلها الذي أخذت حضانته بعد الطلاق، خاصة بعد تهديد طليقها المستمر لها أنها في حال تزوجت ستحرم من رؤية الطفل للأبد.

 

 

لا تُلام الزوجة على فضح زوجها

وتؤكد مروة حسن (متزوجة) أنه يجب ألا تُلام الزوجة على نشر غسيل زوجها بعد الطلاق، فما تفعله يعد محاولة لتبرئة نفسها من أي اتهام، وهي تعمل على أن تشعر الآخرين بأنها ضحية هذا الزوج، وأنها مغلوبة على أمرها ولا يد لها في هذا الطلاق الذي حصل لها. وتتابع “من المستحيل أن تهدم زوجة بيتها بنفسها، فالشخص الكتوم لا يمكن أن يفضح أسرار الآخر، بينما الشخص الثرثار بطبعه لن يقوم بإخفاء شيء، ولذلك فالحديث مجرد فضفضة لا غير، والرجل بطبعه لا يميل إلى الثرثرة، لذلك من النادر وجود رجل يتحدَّث عن أسباب انفصاله من زوجته وسط مجموعة من الناس، وإن وجد فهناك قلة قليلة من أزواج عديمي الضمير، الذين هانت عليهم العشرة والأبناء”.

 

المرأة دائماً مظلومة

أما الدكتورة حنان المساواة استشارية النفسية فتقول ” المتوقع أن الخلاف الذي أدى إلى الطلاق سيكون بعد الطلاق ولو كان كل طرف استطاع احتواءه لما حدث الطلاق ، والمرأة دائماً مظلومة لأن الرجل في الأغلب هو الذي يبدأ كشف الأسرار وفضح العيوب ، والأبناء دائما هم الضحية لأنهم سيدمرون نفسيا ، والطلاق يكون رحمة أحيانا لأن الحياة قد تكون مستحيلة بين الطرفين ولكن يجب أن يتم ذلك بهدوء “.

وتضيف الدكتورة حنان : ” والمطلقة قد تذهب للطبيب النفسي خاصة عندما تكون مظلومة حيث ستقل فرصتها في الزواج ، والغريب أن المرأة عندما يموت الزوج ، فإن المجتمع يتعامل معها بشكل مختلف عن المطلقة التي تقع في ورطة نتيجة لإحساسها بالرفض من قبل الرجل ، وهو إحساس مهين لها يتسبب في جرح لا يندمل ، لأن الأزمة النفسية أكثر عند المرفوض والمرأة دائماً تعانى قيود ما بعد الطلاق خاصة من الأسرة والمجتمع ، فلا هي تتمتع بالحرية بعد الطلاق ولا قادرة على تحمل تبعات الطلاق ، فخوف الأسرة عليها يشعرها بالاختناق ويحرمها من الدراسة والعمل أحياناً”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى