عناوين مميزةملفات

قهوة “بن سلمان” ومكياج “بن زايد” وبركان “الحوثي” “العقل المدمر”

%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac%d9%8a%d9%8a%d9%86 %d8%a8%d9%86-%d8%b2%d8%a7%d9%8a%d8%af %d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac %d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d9%86-1 %d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%85%d8%b1كتب|عبده أحمد عطاء.

خلال العام 2016، شهدنا كثيرا من المآسي في منطقتنا العربية، وذلك بسبب جنون العظمة الذي يسيطر على صغار وجهال الدول الخليجية التي حرضت على الفتنة، وقلبت الحقائق من خلال توظيفهم لما يمتلكونه من إمبراطوريات إعلامية ضخمة، وجيوش الكترونية جبارة على وسائط التواصل الاجتماعي، والمشكلة الكبرى هي أن هؤلاء الصغار يعتقدون أنهم بتضليلهم يكتبون تأريخا جديدا للعرب.

ربما، أحدا لا يدري أين سينتهي الأمر بدول الخليج، في زحمة “الكبار”، خاصة في ظل السياسات الجنونية لـ”السعودية” و”الإمارات”، فحين يتطاول الحفاة العراة بالبنيان، فإنه من علامات يوم القيامة، أما أن يصل الأمر أن يتطاول البدو الرحل، رعاة الإبل في الخليج على القاصي والداني، فإن ذلك يعني أن الساعة قد قامت لا محالة.

أعتقد أن أسبوعا فقط، ربما يكفي لاستعراض مواقف القوى التي باتت فاعلة بالمنطقة العربية، وذلك لمعرفة ماذا سيكون عليه المستقبل في ظل عنجهية أقزام الخليج مقابل عربدة القوى العظمى، فقد شهد الأسبوع الفائت، احتفال روسيا، بيوم الطيران الروسي بعيد المدى وهو فرع من القوات الجوية الفضائية الروسية المكلفة بقصف أهداف إستراتيجية بالأسلحة النووية، ونجاح القوات الروسية في إبطال مفعول صواريخ “توماهوك” الأمريكية من خلال صواريخ “إسكندر”، حسب توجيهات رئيس الدولة “فلاديمير بوتين”، والذي طالب أيضا من قيادة الجيش، تعزيز القوات النووية الإستراتيجية بصواريخ تضمن اختراق أي منظومات للدفاع الصاروخي في العالم. كما شدد “بوتين” على ضرورة رفع كفاءة القوات الإستراتيجية غير النووية إلى مستوى جديد ونوعي.

 

سباق تسلح دولي

الرئيس الأمريكي المنتخب،”دونالد ترامب”، الصديق اللدود لـ”بوتين” لم يتركه وحيدا يستعرض عضلاته النووية، فقد أعلن “ترامب” أنه يتعيّن على الولايات المتحدة دراسة تعزيز قدراتها في مجال الأسلحة النووية. وكتب على حسابه في “تويتر”: “يجب على الولايات المتحدة تعزيز قدراتها النووية بشكل كبير حتى قدوم الوقت الذي سيعود فيه العالم إلى رشده في مسألة الأسلحة النووية”، وربما أن هذه التصريحات جعلت كثيرا من الخبراء والمحللين يتوقعون أن العالم سيشهد فصلا جديدا من سباق التسلح بين القوتين العظيمتين.

 

معركة “العقل المدمر”

الوجود الروسي في المنطقة العربية، يتعاظم أكثر من أي وقت مضى، وفي السياق، فإن “العقل المدمر” وصل إلى سوريا على متن حاملة الطائرات الروسية، وحسب قناة “زفيزدا” الروسية، والتي رصدت عمل “عقل” حاملة الطائرات الروسية “الأدميرال كوزنيتسوف” في سوريا، حيث يعدّ هذا العقل مركز المعلومات المتخصص في مكافحة الغواصات والسفن المضادة. في حين نشر موقع “فوينايا تاينا” العسكري الروسي، مقطع فيديو لقوة وضخامة قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية في سوريا. ويظهر في الفيديو مجموعة كبيرة من المقاتلات الروسية بالإضافة إلى الجنود المشاركين في الحرب ضد إرهاب “داعش” والمنظمات الإرهابية الأخرى.

وفي سياق التطورات بالمنطقة، فإن المشاريع الثنائية بين روسيا و”إيران النووية” تتوسع أكثر فأكثر، حيث صرح وزير الدفاع الروسي”سيرغي شويغو”، بأن إنجاز مشاريع ثنائية مشتركة بين روسيا وإيران سيساهم في زيادة فعالية مكافحة الإرهاب الدولي. وهو التصريح الذي جاء متزامنا مع اللقاء الثلاثي بين وزراء دفاع روسيا وإيران وتركيا، حيث تم نقاش المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة في سوريا مع المساهمة في تطبيق القرارات التي اتخذها مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن.

 

من “الدب الروسي” إلى “الأسد السوري”

وبالتزامن مع لقاء “موسكو” كان الجيش السوري يمشط آخر جيوب الإرهابيين، ويفرض سيطرته الكاملة على مدينة حلب بعد خروج المسلحين منها، لتنطلق الاحتفالات في الأحياء الغربية في المدينة، وسط أصوات الموسيقى المنبعثة من أجهزة التسجيل، وأبواق السيارات العالية، حيث تحولت الشوارع إلى ميادين للرقص والغناء والهتافات لـ”بشار الأسد”، والجيش السوري معا، ومن الطبيعي أن يكون “الدب الروسي” أول المتصلين، وأهمهم، بـ”الأسد السوري” لتهنئته بـ”تحرير مدينة حلب من المتمردين”.

بالمقابل، عم الوجوم، وصمت الذين هددوا وتوعدوا بإسقاط الرئيس الأسد، وهم يرون مأساة حلب تتفاقم؟ أين جيوشهم وطائراتهم و”عاصفة حزمهم” فالدول والقنوات التلفزيونية التي حرضت على الفتنة، وقلبت الحقائق، وضللت الشعب السوري، ودعته إلى الثورة، وسلحته، ووعدته بإسقاط النظام في أشهر معدودة، تخلت عنه، ووقفت تتفرج على ما حصل في حلب، وهي تملك الجيوش والطائرات الأمريكية الحديثة.

ندرك جيدا أن دول الخليج ليست أكثر من إمبراطوريات إعلامية ضخمة، وجيوش الكترونية جبارة على وسائط التواصل الاجتماعي، ولكن هذا لا يكفي لأن تكون دولا بمعنى الكلمة، يحسب لها ألف حساب في ميزان الدول، باستثناء دورهم، الرئيسي المشبوه، في تدمير المنطقة العربية، وبذر بذور الفتنة الطائفية، وشن حرب دموية في اليمن، وقتل الآلاف من أبنائه وتجويع الملايين منهم.

 

“سلمان” يصمت ويدس رأسه بالتراب

استعاد الجيش السوري مدينة حلب، بدعم من القوات الروسية، والإيرانية، ومقاتلي حزب الله، وخرج المقاتلين من حلب، و”الخليج” يتفرج، ولم ينطق بكلمة تضامن واحدة مع أهلها، وتركوا النواح والبكاء لأجهزتهم الإعلامية، ودسوا رؤوسهم في التراب.

الملك “سلمان” لم يتطرق إلى حلب، ولم ترد على لسانه كلمة “سورية” في خطابه الذي ألقاه أمام مجلس الشورى، ولم يصدر تصريح واحد عن وزير خارجيته”عادل الجبير”، الذي لطالما كان يردد ليل نهار، وفي كل المناسبات أن الرئيس الأسد يجب أن يتنحى سلما أو حربا.

 

مطرب الطائفية

ربما أن الصمت السعودي، كان بفعل الرعب مما هو قادم، لكن وفي الوقت الذي اعتقد الكثيرون أن “الجبير” سيعتزل “الفن السياسي” بعد كساد اسطوانته المشروخة في الميادين السورية، فاجأ العالم بتقليعة جديدة، واسطوانة جديدة، وهذه المرة بعنوان “لا مكان لقوات الحشد الشعبي في العراق”، حيث قال وزير خارجية السعودية “عادل الجبير”، أمس الاثنين، إنه يجب إبعاد قوات “الحشد الشعبي” لتجاوز الأزمة الطائفية في العراق. وبالرغم من دمج قوات الحشد ضمن الجيش العراقي وفقا لقانون صادق عليه الرئيس العراقي يوم 19 ديسمبر الجاري، اعتبر “الجبير” أن قوات الحشد الشعبي “مؤسسة طائفية يقودها ضباط إيرانيون”.

 

“نمر من ورق”

التقليعة الجديدة لـ”الجبير” تأتي بعد أيام من وصف تقرير أمريكي لـ”الجيش السعودي” بأنه “نمر من ورق”، رغم أنه من أفضل الجيوش تجهيزا من الناحية النظرية بالعالم، وذلك حسب وصف المحلل الأمريكي «سايمون هاندرسون»، والذي قال في تقرير له بموقع مركز واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إنه في 13 ديسمبر، أعلن مسؤولون أمريكيون أنه سوف يتم حظر بيع حوالي 16,000 من معدات الذخيرة الموجهة إلى المملكة العربية السعودية بسبب مخاوف من عدم دقة الضربات الجوية المستهدفة التي تقوم بها المملكة والتي تسبب في إيقاع الكثير من الضحايا في صفوف المدنيين في اليمن.

وأكد المحلل أنه من الناحية النظرية، يُعتبر الجيش السعودي أحد أفضل الجيوش تجهيزاً في العالم، ولكن في واقع الأمر هو «نمر من ورق» حيث شكّل خيبة أمل كبيرة لمورّديه الأجانب، وأكبرهم الولايات المتحدة.

فقد كان أداء سلاح الجو السعودي ضعيفاً جداَ، في حين كان أداء القوات البرية السعودية سيئاً في حماية المنطقة الحدودية جنوب غرب المملكة.

وانهالت الرياض باللوم على إيران لدعمها الحوثيين في ما يُعد حرباً بالوكالة، ولكن فشل المملكة في تحقيق أي ميزة عسكرية ينبع على ما يبدو من قصورها (في ساحات المعارك) أكثر من تدخل طهران.

 

“قهوة بن سلمان”

ربما أنه وبعد الحقيقة المرة التي سمعها النظام السعودي من حليفهم الأمريكي، فضلوا العودة إلى واقعهم وأصل عملهم، من خلال افتتاح المعرض الدولي للقهوة في الرياض، ليعود السعوديون إلى حجمهم وعملهم الحقيقي. وبحسب تقرير لـ”رويترز” من الرياض، فإن محبي القهوة وعُشاق الشوكولاتة بالسعودية يستمتعون بزيارة للمعرض الدولي للقهوة والشوكولاتة في الرياض هذه الأيام حيث يحتشدون لمعرفة وتذوق أحدث المنتجات في السوق وحضور ورش عمل لتعلم المزيد بشأن فن صناعتهما.

ونقلت “رويترز” عن زائرة للمعرض تدعى “أريج عبد الله” التي عبرت عن سعادتها بمعرفة المزيد بشأن حبوب البُن وعملية إنتاج القهوة. وقالت “صرنا (أصبحنا) نتعرف من خلال هذه المؤتمرات (المعارض)عن أنواع القهوة الثانية. ونعرف كيف تتصنع وكيف تتسوى. يعني فنجان القهوة اللي نشربه الصبح ما هو مجرد مشروب عادي. هو قصة مرت بأكثر من مرحلة إلى أن توصلنا بهذا الشكل.”

 

مكياج “بن زايد”

وبمقابل تدشين السعودية لـ”القهوة”، افتتحت الإمارات مصنع “يونيليفر”، أكبر منشأة لتصنيع منتجات العناية الشخصية السائلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بقيمة استثمارية تبلغ مليار درهم. وذلك في مجمع دبي الصناعي بمدينة دبي لتجارة الجملة. وستحمل منتجات الشركة الدولية التي سيتم تصنيعها في هذا المصنع علامة «صُنع في الإمارات».

وخلال مشاركته في افتتاح المصنع، اعتبر الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، أن الإمارات تحقق إنجازات نوعية.. مؤكداً أن ذلك يمثل ترجمة لرؤية دولة الإمارات لمستقبل قائم على التنمية التي تطور من جودة الحياة في المجتمع.

وفي سباق التسلح الدولي، فإن الإمارات دشنت العام 2017، بافتتاح مدرسة “محمد بن زايد” لـ”الصقارة وفراسة الصحراء”، حيث شهد منتجع تلال رماح بمدينة العين الافتتاح الرسمي للمدرسة التي تعد الأولى من نوعها في العالم لتعليم الصقارة العربية وأخلاقياتها وقواعدها وفنونها العريقة التي ترتبط بالمحافظة على الطبيعة، ومعرفة المبادئ الأساسية لفراسة الصحراء وتعزيز القدرة على التعامل معها.

 

“بركان الحوثي”

ما يثير السخرية أن هاتين الدولتين “السعودية” و”الإمارات” تقودان تحالفا عدوانيا وحشيا على اليمن البلد الفقير، والذي يقاوم هذا العدوان بكل عنفوان، ولأن الحاجة أم الاختراع فإن اليمنيين استطاعوا وخلال العامين من العدوان تطوير الأسلحة التي كانوا يمتلكونها من قبل، خاصة سلاح الصواريخ الذي بات يدك المدن السعودية، وباتت الصواريخ اليمنية تهدد العاصمة السعودية الرياض، وهو الأمر الذي يأتي مؤكدا لـ”الخيارات الإستراتيجية” التي كان هدد بها السيد عبد الملك الحوثي، والتي قال أنها ستغير وجه المعادلة.. مشددا على أنه لا يمكن أن نستسلم للآخرين أو أن نضحي بكرامتنا ووجودنا لهم، بل مستمرون في ثورتنا ونتحرك لضمان استقلالنا وكرامتنا ووجودنا، قائلا:”إن الشعب اليمني يتجه لفرض التغيير”. وحسب مراقبين ومحللين سياسيين فإن هذه الخيارات الإستراتيجية (سياسية وعسكرية)، شكلت دروساً لشعوب العالم، وأن الصواريخ “بركان1″ و”قاهر” و”الزلزال”، واحدة من هذه الخيارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى