مساحات رأي

أمريكا تستعد لضرب إيران وتودع الخليج في “حضانة” بريطانيا

121رأي|محمد علي العماد.

لم يكن الحضور البريطاني، ومشاركة “ماي” رئيسة وزراء بريطانيا، في المؤتمر السنوي لدول مجلس التعاون الخليجي لمجرد ضيف شرف، ولكن، وفي هذه المرحلة بالذات، هناك على ما يبدو تحالفات قادمة بالمنطقة التي إرهاصات صراعات من العيار الثقيل.

وما يزيد من التأكيد على ذلك، هو أن مشاركة رئيسة وزراء بريطانيا، في المؤتمر الخليجي، يأتي بعد المواقف الصادمة للرئيس الأمريكي المنتخب “ترامب”، والذي شهدت حملته الانتخابية هجوما شرسا ضد دول الخليج، خاصة السعودية، وبالرغم من محاولة “واشنطن” التخفيف من ذلك الهجوم لطمأنة حلفائها التاريخيين، إلا أن الرسالة المراد إيصالها وصلت وبطريقة قاسية حتى.

ولأن لا أحدا يفوق الأمريكان في فن التلاعب بالسياسة العالمية حاليا، فقد ألحقوا التصريحات “الترامبية” برسالة أقوى، لم تكن مجرد تصريح عابر، ولكنها جاءت محمولة بموقف وقرار من “الكونغرس” الأمريكي، والذي صوت على تمديد العقوبات على إيران، ليعيد الملف النووي الإيراني إلى الواجهة من جديد.

اليوم، لربما أن مشاركة رئيسة وزراء بريطانيا، في المؤتمر الخليجي، جاءت كخطوة أخيرة لبدء وتدشين الصراع في المنطقة، والذي يريده الأمريكي أن يستمر وبوتيرة أقوى من ذي قبل، لكن وبسبب ضعف الخليج وهشاشته بعد الحرب التي شنها وما يزال، على اليمن، وهي الحرب التي لم يحقق فيها شيئا مقارنة بما تعرضت له الدول الخليجية من استنزاف اقتصادي وعسكري، وهو الأمر الذي جعل الأمريكان يسلمون الخليج لـ”بريطانيا” التي دشنت حضورها بشكل رسمي في المؤتمر السنوي لدول مجلس التعاون الخليجي.

حضور “ماي” طاولة ملوك وأمراء الخليج، هذا ما أراده الأمريكان أن يكون رسالة شديدة الوضوح لـ”إيران” ومن خلفها وبصفها، خاصة بعد التهديد الإيراني الذي حملته تصريحات مسؤولين إيرانيين حول مضيق “هرمز” و”الخليج الإسلامي” الذي أصبح تحت القوة العسكرية الإيرانية، ليأتي الرد دبلوماسيا بحتا، وبعنوان سياسي عريض مفاده “الخليج إن لم يعد أمريكيا، فقد أصبح بريطانيا”.

اليوم الأمريكان وضعوا حاجزا يحمي الخليج، ويعقد من الحسابات الإيرانية في مهاجمة دول الخليج، في حال تم ضرب المنشآت النووية الإيرانية عسكريا من قبل الأمريكان، وهذا ما يجعل المشروع القادم في المنطقة واضحا، والذي ستعمل بريطانيا على تبني “الخليج” حلفاء أمريكا.

ومن يدقق أكثر في المشروع الأمريكي البريطاني الجديد، سيجده مشابها للمشروع “الروسي الصيني”، في ما يتعلق بتبادل الأدوار، فمن المعروف بأن الروسي هو القوة العسكرية الفاعلة والمتواجدة حاليا في المنطقة العربية، فيما الصين هي من تلعب دور المحايد والمؤمن له في الأروقة السياسية الدولية، وهذه اللعبة التي استحلاها الأمريكان ويريدون استخدامها مع البريطانيين.

ما يجب علينا أن ندركه هو أن المستقبل القريب ينذر بأن منطقتنا العربية ستشهد مواجهات عسكرية بين الدول الكبرى، وهي المواجهات التي قد يعتقد كل طرف بأنها ستكون محدودة، ولكن ما يعتقد الكثير أنها ستكون شرارة لحرب عالمية ثالثة، إلا إن فضل الروسي والصيني، التخلي عن إيران، وتركها تسقط كما سقط حلفائهم من قبل، من عراق صدام إلى السودان إلى ليبيا، ولكن هذا التنازل اليوم يبدو صعبا جدا، خاصة وأن الروس والصين لم يسمحوا بسقوط “أسد سوريا” الذي يضحون ويواجهون العالم من أجله، وهذا يؤكد أنه من الصعب التهاون أو التسامح مع أي عمل عسكري ضد “إيران” حليفها الضارب بالمنقطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى