خطاب قائد الثورة: دعوة لاستنهاض الأمة الإسلامية والجهاد والمقاومة أكبر عائق أمام الاحتلال الصهيوني
الهوية|| خاص
تقرير: محمد شمسان
في خطاب شامل ومؤثر ألقاه قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي يوم الخميس 9 رجب 1446هـ الموافق 9 يناير 2025م، تناول فيه بعمق أبرز القضايا المحورية التي تعصف بالأمة الإسلامية، مع التركيز على الجرائم الصهيونية في غزة والضفة الغربية، ودعا إلى استنهاض الشعوب الإسلامية للتحرك الجاد في مواجهة الاحتلال، وأكد قائد الثورة أن المقاومة والجهاد هما الركيزتان الأساسيتان في مواجهة الكيان الصهيوني، مشدداً على أهمية توحيد الجهود لدعم القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة الإسلامية، كما سلط الضوء على الوضع الإنساني المتدهور، والجرائم المستمرة ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي فاضح، وسط صمت عربي ودولي مشين.
الوضع في غزة: جرائم إبادة ومقاومة صامدة
أشار قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في خطابه إلى استمرار الاحتلال الصهيوني في ارتكاب المجازر البشعة بحق المدنيين في غزة، حيث تجاوزت جرائم الإبادة حدود الوصف مع استهداف النساء والأطفال والمستشفيات والبنية التحتية، حيث بلغت جرائم الإبادة أكثر من أربعة آلاف مجزرة، مع تنفيذ عشرات العمليات العسكرية العدوانية أسبوعياً. وأشاد القائد بالصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية، بقيادة كتائب القسام وسرايا القدس، التي أثبتت قدرتها على التصدي للعدوان وإفشال مخططاته رغم الحصار الخانق..
الدعم الأمريكي المفتوح للإبادة الصهيونية
قائد الثورة لفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل تقديم دعمها غير المحدود للاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى صفقات الأسلحة الأخيرة التي اعتمدها الرئيس الأمريكي بايدن لتمكين الاحتلال من مواصلة عدوانه. وأدان قائد الثورة بشدة هذا الدعم، معتبراً أنه يمثل انحيازاً فاضحاً ضد القيم الإنسانية، كما استنكر بشدة التجويع المتعمد للشعب الفلسطيني بمشاركة الأنظمة العربية المتخاذلة.
الوضع في الضفة الغربية: اعتداءات يومية وتخاذل السلطة الفلسطينية
في خطابه تناول قائد الثورة استمرار الاحتلال في تنفيذ عمليات القتل والتشريد في الضفة الغربية، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية باتت أداة للاحتلال من خلال التنسيق الأمني والخضوع لضغوط الكيان الصهيوني. وأوضح أن المقاومة في الضفة تواجه تحديات جسيمة، لكنها مستمرة في نضالها البطولي..
الاعتداءات على المسجد الأقصى: محاولة لتطبيع الاقتحامات
حذر قائد الثورة من محاولات الاحتلال الصهيوني تكريس الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى كأمر اعتيادي، مشيراً إلى أن هذه الاقتحامات تهدف إلى فرض واقع جديد في القدس. ودعا الأمة الإسلامية للتصدي لهذه السياسات العدائية والتحرك العاجل للدفاع عن المسجد الأقصى باعتباره رمزاً دينياً ووطنياً.
حضور حزب الله ومقاومة الاحتلال في لبنان
أشاد قائد الثورة بصمود حزب الله اللبناني، مؤكداً أن المقاومة اللبنانية ما تزال تشكل جبهة قوية في مواجهة الاحتلال، رغم محاولات العدو لإضعافها عبر الحصار والضغوط الدولية.
الوضع في سوريا والأطماع الصهيونية
قائد الثورة أوضح أن الاحتلال الصهيوني يسعى لتعزيز سيطرته في المناطق السورية المحتلة، مستغلاً حالة الفوضى والصراعات الداخلية لتوسيع نفوذه ونهب الثروات. وشدد على أهمية استعادة وحدة الصف السوري لمواجهة هذه المخططات.
الردع اليمني: تأثير الصواريخ والاشتباك مع الحاملات الأمريكية
استعرض قائد الثورة نجاحات القوات المسلحة اليمنية في توجيه ضربات موجعة للاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى تنفيذ عمليات نوعية استهدفت المنشآت الحيوية والبنية التحتية الحساسة باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ذات الدقة العالية. وأوضح أن هذه العمليات شملت قصف محطات الطاقة والمطارات الرئيسية، مما أدى إلى تعطيل حركة الطيران وإحداث انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي. وأكد أن هذه الضربات أسفرت عن خسائر اقتصادية قدرت بمليارات الدولارات، فضلاً عن زعزعة الأمن والاستقرار في الكيان، حيث أُجبر آلاف المستوطنين على النزوح من المناطق المستهدفة، وتصاعدت حالة الذعر والشعور بعدم الأمان بينهم وفقاً لتقارير صهيونية محلية، مشيراً إلى الإنجازات التكتيكية ضد حاملة الطائرات الأمريكية.
الخاتمة:
وفي ختام خطابه دعا قائد الثورة إلى وقفة جادة من الأمة الإسلامية لدعم القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الجهاد والمقاومة هما السبيل الوحيد لإفشال مخططات الاحتلال الصهيوني وأعوانه، وأشار إلى أن الحضور الجماهيري الكبير للشعب اليمني في مختلف المناسبات التضامنية مع فلسطين يعكس وعي الأمة وإيمانها العميق بعدالة القضية الفلسطينية. واعتبر خروج الشعب اليمني المليوني الأسبوعي صورة رائعة لما ينبغي أن تكون عليه البلدان العربية، مشيراً إلى أنه قد شكل خيبة أمل كبيرة للأعداء الذين يرون أن الساحة الداخلية قوية ومحصنة، ودعا إلى مواصلة الجهاد والمقاومة كخيار استراتيجي لإفشال مخططات الاحتلال الصهيوني وأعوانه. كما حث الشعوب الحرة في العالم على الوقوف مع فلسطين باعتبارها قضية إنسانية عادلة تمثل صراع الحق ضد الباطل، كما شدد على ضرورة أن تتبنى الشعوب الحرة موقفاً حازماً في مواجهة الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني.