مساحات رأي

معركة الساحل

رقية الحدأ

مازال العدوان السعودي يسعى جاهدا لمحاولة احتلال الساحل الغربي لليمن وباب المندب، إضافة إلى محافظتي تعز والحديدة، من خلال المعارك الداخلية في الأولى، وتكثيف الضربات الجوية على الثانية لمحاولة عزلها عن باقي محافظات الجمهورية، لكن هذه المحاولات أخذت في التصعيد بمشاركة قوات أمريكية وإماراتية لاسيما أنها وصلت بالتزامن مع رجوع هادي إلى عدن والتي قدمت برفقته بحجة حراسته.

في المقابل تزامن ذلك التصعيد مع الصفقة التي تمت بين السعودية وإريتريا لإقامة قاعدة عسكرية على أراضيها، هذا ما أدى إلى خروج قائد الحرس الإيراني بتصريح “انه بأمكن طهران القيام كذلك ببناء قاعدة عسكرية في البحر الأحمر”، في إشارة إلى أن المعركة على الساحل الغربي أخذت بعدا إقليميا ودوليا كبيرا، لن يتم التنازل عنه مهما كنت التضحيات والخسائر.

كل هذه الإرهاصات تأتي متزامنة مع محاولات متسارعة للقوى الدولية لوقف الحرب على اليمن، وبدء تفاوض فعلي وحقيقي يشمل كافة الأطراف، خصوصا وأن ولاية “أوباما” أشرفت على الانتهاء وتنصب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وهو ما يثير قلق الخليج عامة، والسعودية خاصة، فهي تسرع الآن في وتيرة حربها بمسارين هامين: أولهما المسار العسكري والتصعيد الجديد لها بخطة تكتيكية من خلال المرتزقة لها في المناطق السابق ذكرها وتعزيزها بمعدات عسكرية جديدة ،وغرفة العمليات المتواجدة في قاعه العند للأشراف على المعركة.

أما المسار الثاني فهو سياسي تتباطأ فيه ،فقد دعي وفد الرياض إلى تغيرات جذرية في مبادرة ولد الشيخ قبل الدخول في أي مفاوضات قادمة ،مما يعني العودة إلى نقطة الصفر وإلغاء اتفاق مسقط .

ومع كل ذلك إلا أن إيماننا بأن الشعب اليمني سيكون الأقوى في المواجهة وكسر كل من يمكن أن تسول له نفسه مساس أي شبر من أرض الإيمان والحكمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى