تقاريرعناوين مميزة

الجنوبيون يرفضون القتال في «تعز» وينسحبون من المشاركة في معارك «نجران» و«جيزان»

%d9%85%d8%b1%d8%aa%d8%b2%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8الهوية|صنعاء.

 

بينما كان الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، عائدا لتوه من زيارته إلى الإمارات، الطرف الثاني الأكثر مشاركة في العدوان على اليمن، إلى عدن التي عاد إليها قبل أسبوع، وصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة باليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى العاصمة الكويتية، من أجل استكمال مهمته المتعثرة.

لم يقرر هادي العودة إلى الرياض، محل إقامته الدائمة منذ عام، رغم التوقعات الكبيرة بأنه لن يطيل الإقامة في «العاصمة المؤقتة لحكومته»، التي يعني غياب الرئيس المستقيل عنها، أو عن اليمن عموماً، غياباً للحضور السياسي الفعّال له.

ومنذ العودة الثالثة لهادي إلى عدن مطلع الأسبوع الماضي، يعزو بعض المراقبين هذه الخطوة إلى خلافات بين تحالف العدوان انتهت بالطلب من الرئيس المستقيل الذهاب إلى عدن، فيما قال آخرون إنها «جاءت لقيادة معركة استعادة محافظة تعز المجاورة» التي لم تنطلق بعد.

ويوم الأربعاء الماضي، التقى كل من هادي وولد الشيخ في عدن، في اجتماع انتهى بتسلّم الأخير ملاحظات الرئيس المستقيل على «خريطة الطريق».

وتزامنت عودة هادي إلى عدن مع إصداره قرارات عسكرية شملت تغييرات كبيرة، منها تعيين اللواء الركن أحمد سيف اليافعي نائباً لرئيس «هيئة الأركان العامة»، إضافة إلى التوجيه بإرسال تعزيزات عسكرية إلى تعز تشمل «إمدادات وعتاداً عسكرياً ثقيلاً ودعماً بالمدرعات وبالجنود لحسم المعركة في المحافظة»، وفق تلك المصادر.

وفي الوقت الذي كان التحالف يحشد القوات، أنسحب صباح الأحد جنود جنوبيين من قوام قوة عسكرية في معسكر الجلاء بحي البريقة غربي عدن ، تستعد لتحرير محافظة تعز.

وبحسب مصادر إعلامية جنوبية فإن ما يقرب من 2000 جندي جنوبي انسحبوا من قوام قوة عسكرية تتكون من 3000 جندي تم تدريبهم مؤخراً في منطقة عصب الأريتيرية وكذا جزيرة زقر اليمنية ، عقب معرفتهم بأن وجهتهم القادمة هي محافظة تعز شمالي اليمن.

المصادر قالت بأن اللواء هيثم قاسم طاهر وهو وزير الدفاع الجنوبي السابق عند إلقاءه كلمة أمام القوة العسكرية بمعسكر الجلاء وتعريف الجنود بوجهتهم القادمة ، عبر الكثير منهم عن رفضهم لذلك ورفعوا أصواتهم أمامه ، الأمر الذي دفع بهم إلى الانسحاب من المعسكر والعودة إلى منازلهم .

وذكرت صحيفة “الأمناء” الصادرة بمدينة عدن، أن الجنود الجنوبيون كانوا يتوقعون عند التحاقهم بالقوات العسكرية والجيش أنهم سيكونون ضمن قوات عسكرية جنوبية تستطيع حماية حدود الجنوب من أي محاولة لمن وصفتهم بـ”الانقلابيين” للتقدم صوبه ، وهو ما ألمح إليه بعض القيادات العسكرية لهم قبل عملية تدريبهم في جزر عصب وزقر ، لكنهم تفاجئوا بالزج بهم صوب محافظة تعز، وهي أكبر المحافظات باليمن من حيث التعداد السكاني الذي يبلغ عددهم نحو 4 مليون نسمة بحسب آخر تعداد للسكان قبل ست سنوات .

وأضافت الصحيفة أن الجنوبيين يستهجنون في الكثير من أحاديثهم وتصريحاتهم الإعلامية إقحام الجنوبيين في المعارك الدائرة بشمال اليمن حيث عجز التحالف ذاته ومعه الشرعية عن تحرير أي محافظة منها ، في الوقت الذي يتم الدفع بالجنوبيين في أتون حرب شرسة في أراضي وعرة وبيئة تكاد تكون حاضنة للانقلابيين بعكس الجنوب الذي تمكن من طردهم في غضون شهر واحد فقط .

وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من رفض المئاتُ من المجندين المشاركة في عملية عسكرية خطّط لها العدوان تهدفُ للاستيلاء على الساحل الغربي قبل أن يتم نقلُهم إلى عدن حيث كانوا يتلقون تدريباتٍ مكثفةً في أرتيريا.

وتتحدث مصادر متعددة أن أَبْنَاءَ المحافظات الجنوبية أدركوا حجمَ المُخَطّط الذي يراد لهم في الزج بهم في معارك الدفاع عن العدوان وأتباعه، حيث أَدَّت الخسائر الفادحة التي تلقاها أتباع العدوان في معارك الحدود إلى تغيير مواقفِ الكثيرين تجاه عمليات استقطاب الشباب من المحافظات الجنوبية ونقلهم للحدود.

وكانت الأنباءُ الواردةُ من منفذ الوديعة قد أكدت وصول 4 حافلات تقل عشرات الجثامين للمجندين من أَبْنَاء المحافظات الجنوبية وذلك خلال اليومين الماضيين كانوا قد لقوا حتوفهم في معارك ميدي والبقع.

وفي تطور جديد، كشفت مصادر إعلامية عن انسحاب الجنود الجنوبيين من منفذ “شرورة” رافضين المشاركة في نجران وجيزان.

وقال موقع “الجنوب اليوم” أنه بعد أن كشفت قيادات جنوبية، عن مخطط للقضاء على المقاومة الجنوبية، وإقحامها في معارك الحدود السعودية اليمنية بدون خطط عسكرية وبدون كاسحات ألغام تسببت بمقتل المئات من أبناء الجنوب في البقع وغيرها، انسحبت المقاومة الجنوبية من مخيمات منفذ شرورة الحدودي، رافضين القتال في نجران وجيزان، بعد يوم من انسحاب قوات المقاومة الجنوبية من معسكرات هادي التي تحضر للزج بهم في باب المندب . وكانت قد رفضت منذ ساعات المقاومة الجنوبية من الذهاب إلى جبهات الشمال ونشب عراك بالأيادي وإطلاق نار في معسكر الجلاء بعدن ليل الأحد الفارط .

 

وأضاف الموقع الإخباري، بحسب مصادر في المقاومة الجنوبية فقد انسحب المئات من أفراد المقاومة وهم من المجندين المنتمين لمنطقة ردفان بلحج، من داخل المخيمات في منفذ شرورة بعد أن تم تدريبهم في ارتيريا.

المجندين أكدوا أنهم تعرضوا لخدعة التحالف، بعد أن كان الاتفاق على تدريبهم من اجل العودة للمشاركة في تأمين المحافظات الجنوبية، إلا أنه تم تضليلهم ووجدوا أنفسهم في منفذ شرورة .

وبعدها تم إبلاغهم بأنهم سيذهبون إلى نجران وجيزان لقتال قوات الحوثي وصالح بدلاً من الجيش السعودي، الأمر الذي دفع بالمئات للانسحاب بعد مطالبات الأهالي في الجنوب وقيادات جنوبية بأن لا يتم القتال إلا في الأراضي الجنوبية، سيما بعد التأكيد على وجود مؤامرة للقضاء على المقاومة الجنوبية لصالح قوى أخرى في الجنوب.

كما تم تهديد الذين انسحبوا بإلغاء عملية تسجيلهم في القوات الرسمية التابعة لهادي والمدعومة من التحالف العربي، إلا أنهم واصلوا الانسحاب دون الاكتراث لذلك، قائلين بأن دماءهم وأرواحهم سيبذلونها في الجنوب الذي يعيش أسوأ حالاته الأمنية والمعيشية حتى لو بالمجان.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تعصف خلافاتٌ أخرى بالقيادات العسكرية، حيث أشارت المعلومات إلى رفض قائد محور العند، فضل حسن، تسليم قيادة المحور إلى ثابت جواس بحسب قرار هادي الذي قضى بتعيين حسن قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة.

أمّا في شبوة فقد رفضت قبائل بلحارث قرارَ هادي القاضي بتغيير قائد اللواء 19 مسفر الحارثي وإحالته للتحقيق في الرياض ووضعه رهن الاحْتجَاز.

ورفض مَشَايخُ وأعيانُ بلحارث وأَبْنَاء مديرية عسيلان في رسالة موجّهة لـ هادي (حصلت الهوية على نسخة منها) قرارَ احْتجَاز الحارثي وإقالته من منصبِه، مطالبين بعَودته لمزاولة عمله، ومؤكدين أن اسْتمرَارَ توقيفه ستكونُ له تداعياتٌ خطيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى