تحليلاتعناوين مميزة

قال: إن الكثير من الحلول والضمانات قدمت بما يكفي لحفظ ماء وجه العدوان قائد الثورة يوجه بالإفراج عن المعتقلين والأسرى من الجبهات المعادية بضمانات ويتحدث عن تنازلات في الكويت

صورة حديثة من خطاب السيد الحوثيالهوية – صنعاء.

أطل السيد عبد الملك الحوثي مساء أمس الاثنين، على اليمنيين في خطاب متلفز بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، لم يخل من مواقف سياسية قوية حيث أعلن مبادرة إنسانية جديدة لإطلاق سراح الأسرى تجاوز فيها طابع الجمود الذي رافق هذا الملف في مفاوضات الحل السياسي في الكويت محملا وفد حكومة الرياض مسؤولية عرقلة الحل السياسي ومتهما بصورة ضمنية المبعوث الأممي بعد الحياد ومؤكدا في الوقت ذاته أن الحل السياسي متاحا ويحتاج إلى عقلانية من قوى العدوان.

وقال السيد الحوثي في خطبة متلفزة ألقاها مساء أمس ونقلتها قناة “المسيرة” التابعة لجماعة أنصار الله، إن “الحوار مستمر في الكويت والأمم المتحدة تبذل الجهود ولو ان مبعوثها يحسب نفسه على دول العدوان” في إشارة إلى عدم حيادية المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ.

وأكد أن من ” أعاق الحوار هو قوى العدوان والمرتزقة” مشيرا إلى أن “الوفد الوطني قدم رؤية منصفة ومنطقية ومعقولة كونها تقترح سلطة توافقية تعالج كل الملفات و ترتبط بها كل التفاصيل وبها تنازلات كبيرة جدا” مشيرا  إلى أن الرؤية التي قدمها الوفد الوطني في مفاوضات الكويت كانت “منبثقة من كل المرجعيات لكن مشكلة أولئك ليست انه لا حل ، فالظروف مواتية للحل مشكلتهم أنهم لا عقلانيين الله يرزقنا العقول”.

ولفت إلى أن الطرف الآخر في مفاوضات الكويت يتعاطى معها ” من منطلق آخر هو الكبر والحقد على الحرص على سحق الآخر و يتعاطون في الكويت من نفس منطلقات الحرب وهي السيطرة الكلية والقضاء على الآخر ولو أنهم ينطلقون من منطلق الحل،  فالحل متاح ، أما من ينطلق من منطلق الحرب فهنا تكمن المشكلة” داعيا الطرف الآخر (وفد الرياض) إلى العودة إلى المرجعيات السياسية وإلى ما أشعلوا الحرب منطلقين منه”.

وأكد السيد الحوثي أن “الظروف مواتية للحل و لكن يستدعي تعقلا و ان يكون المنطلق صحيحا و ليس من منطلق الحرب .. ورمضان فرصة للوصول إلى الحل … قدمنا الكثير من الحلول ومن الضمانات بما يكفي لحفظ ماء وجوههم ان اثروا المصلحة العامة على المستوى الإقليمي و المحلي ما لم فان مسؤوليتنا التصدي لهذا العدوان” مضيفا” بقدر جهوزيتنا للسلام يجب ان نكون بنفس الجهوزية لمواجهة العدوان وأي مخطط عسكري يخططون له و أدعو الاقتصاديين للعمل بما يساعد شعبنا على الصمود والمواجهة”.

وإذ حمل السيد الحوثي بشدة على تحالف العدوان السعودي الأميركي والمرتزقة فقد أكد على صمود  الشعب اليمني في وجه العدوان ومشاريعه التخريبية الهدامة في اليمن، ودعا الجميع إلى ادارك مسؤوليتهم بما يساعد في صمود اليمنيين ويزيدهم قوة في مواجهة التحدي” مضيفا ” نحن معنيون بتعزيز الوحدة الداخلية على كل المستويات وعلى كل القوى وعلى كل أبناء الشعب ان تتظافر جهودهم في مواجهة هذا العدوان وهناك الكثير من المساعي لتفكيك هذه  القوى”.

وأكد  أن” الكثير من الشرفاء والأحرار وفقوا ضد العدوان بينما ضاع البعض وأضاعوا تاريخهم واختاروا لأنفسهم الموقف الذي وقف فيه كل الخونة على مدى التاريخ” مشيرا إلى أنه في حال استمر هذا العدوان “فان الشعب اليمني مسؤول أمام الله تعالى ان يتصدى لأولئك المجرمين” لافتا إلى أن الشعب اليمني “عانى الكثير في الدفاع عن قيمه و أخلاقه واستقلاله وكرامته و هو في الموقع الصحيح والآخرون هم الذين اتخذوا قرار العدوان وأتوا ليقتلوا ليدمروا ويعبثوا.

وحمل السيد الحوثي على الدول المشاركة في تحالف العدوان على اليمن وقال إن ” الكثير من الحكومات تتجه في مواقفها إلى مواقف يترتب عليها سياسات تذهب في طريق أمريكا و إسرائيل” مؤكدا عدم وجود مبرر لاستمرار العدوان.

وفي شأن الأسرى أعلن السيد الحوثي في خطبته مبادرة لإنهاء حال الجمود الحاصل في ملف الأسرى والمعتقلين في مفاوضات الكويت حيث أكد على العناية بالمعتقلين من مساندي العدوان السعودي وحل مشكلاتهم وإنهاء معاناتهم من خلال ضمانات من الوجاء لضمان عدم عودتهم إلى صف العدوان.

وقال ” كنا نتمنى من المرتزقة ان يهتموا ولو شكليا بالوضع الإنساني .. أليس يهمهم إعلاميا ان يتظاهروا بان لديهم شيئا من الإنسانية… كان من المفترض ان يشهد ملف الأسرى انفراجا من الجميع و كنا نحرص ان يشهد ملف الأسرى في الكويت انفراجا وقدمنا الكثير من العروض ليحل ملف الأسرى من الطرفين وكنا نتعاطى ايجابيا لحل الملف بشكل كامل لكن أولئك الذين لا خير فيهم لم يكونوا حريصين حتى على أسراهم”.

وخاطب السيد عبد الملك عائلات الأسرى والمعتقلين بالقول” إذا افترضنا ان أولئك لم يستجيبوا فان مسؤوليتكم هي الصبر و ان مصير الأسرى مرهون بمصير الأسرى من الطرف الآخر وهناك أسرى من الشخصيات المهمة و هم مرهونون بأسرى الجيش واللجان الشعبية”.

وأتوجه بالنصح لقوى المرتزقة للمصلحة العامة ان يحدث انفراج في هذا الملف .. ما الذي يجعلكم متعنتون في هذا الملف أليس من المصلحة بكل الاعتبارات و بكل المقاييس ان يكون هناك انفراج في ملف الأسرى؟”

 

وأكد السيد الحوثي في خطابه إلى أبطال الجيش واللجان الشعبية أن” أقدس ميدان واشرف واقع يعيش فيه الإنسان في شهر رمضان المبارك هو ميدانكم حيث انتم ترابطون في الوديان والشعوب والصحارى حيث انتم في أعظم ميدان قربة إلى الله” مشيرا إلى أن “الشعب اليمني يعيشون نعمة الحرية والاستقلال بفضلكم انتم حيث انتم اليوم في ميدان عبادة لله فاصمدوا واثبتوا انتم تدافعون عن شعب بأكمله و لا احد يتخيل أي مآس وأي كوارث وويلات ستحل بهذا الشعب لو لم تدافعون عنه انتم”.

وفي الشأن الاقتصادي أكد السيد الحوثي أن الحصار الاقتصادي الذي يفرضه تحالف العدوان على اليمن لا يستند إلى قوانين ولا قرارات حتى قرارات مجلس الأمن ولا إلى أي مبررات بشرية ولا سماوية. وقال:”بوسع شعبنا الصمود ولا قلق لكن مع التحرك الجاد والمسؤول”.

ولفت إلى أن المعتدين لا يريدون لشعبنا سوى الأذى والاستعباد و قيم هذا الشعب تأبى والله يأبى أن يقبل بذلك.. داعيا الناشطين الاقتصاديين ورجال المال والأعمال إلى المساهمة في ميدان الصمود  والثبات “هذا هو هذا الميدان وعليكم ان تتحركوا فيه”.

وتحدث السيد الحوثي عن التجاذبات والمهاترات الحاصلة في مواقع التواصل الاجتماعي وشدد على ضرورة أن يكون التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي مسؤول والجميع معنيون ان نضبط مواقفنا بميزان التقوى وليس هناك مجال للتلاعب وتصفية الحسابات.

ودعا الخطباء والمرشدين والمعنيين إلى أن يقدموا ما يساعد على تعزيز حالة الصمود من خلال هدى الله ما يزيد المجتمع وعيا بوجه التضليل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى