تقاريرعناوين مميزة

رايتس ووتش توثق جرائم حرب جديدة لتحالف العدوان ضد المدنيين في اليمن

مجزرة-سوق-خلقه-في-نهم .صفحة العدوانالهوية / تقرير

كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش عن توثيقها لجرائم حرب جديدة ارتكبها تحالف العدوان السعودي على اليمن .

وأوضحت المنظمة في تقرير جديد أصدرته نهاية الأسبوع المنصرم أنها وثقت غارات جوية جديدة للتحالف السعودي “غير قانونية” وقعت في يناير وفبراير من هذا العام على العاصمة صنعاء وحولها أودت بحياة 28 مدنيا بينهم 12 طفلا، وأصابت 13 آخرين على الأقل .

كما وثقت المنظمة الدولية 6 هجمات مميتة وغير قانونية وهي : –

 

 

بتاريخ 22 يناير

غارة على حي بيت بوس بالعاصمة صنعاء على تقاطع شارعي 24 و30 أحد أحياء جنوبي صنعاء وقد أضرت الغارة بمنزل من طابق واحد ومنشأة تخزين تحتوي  ثيابا على الجهة المقابلة من الطريق كما  قتلت الغارة أحد أبناء عائلة شبالة وأصابت 4 آخرين من العائلة.

كان عبده محمد مرشد شبالة (40 عاما) في البيت مع زوجته وأبنائه الأربعة وقت الغارة. قال: “كنت نائما نوما عميقا واستيقظت لأجد السقف متداع وأطفالي مجروحين”. رغم أن الغارة لم تصب البيت مباشرة، إلا أن الضغط الناتج عن الانفجار أدى لانهيار الدعامات والسقف في الحجرتين الأماميتين. تعين على شبالة إخراج ابنته إسراء (9 أعوام) من تحت الأنقاض. في المستشفى، عرف شبالة أن ابنه محمد (11 عاما) قد مات جراء الغارة. أصيبت زوجته و3 أبناء آخرين.

لم يعرف شبالة سبب الهجوم على المنطقة. قال: “الناس هنا ليسوا إلا مدنيين وتجار، وهي منطقة آمنة”. أضاف أن هذا كان أول هجوم من التحالف على بيت بوس.

 

 

بتاريخ 25 يناير

في الساعة 1:30 صباحا ضربت غارة جوية منزل القاضي يحيى محمد ربيد رئيس الشعبة الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة، شمالي صنعاء، ما أودى بحياة 5 من أقاربه . لم ينجُ من الضربة سوى ابن واحد وبعض الحراس كما دمر المنزل المكون من 3 طوابق الذي استهدفته الضربة.

قال صادق يحيى ربيد (25 عاما)، الناجي الوحيد من العائلة، إنه كان نائما عندما أصابت القنبلة حجرة نوم والده في الطابق الثالث. أصيب الابن في الهجوم بكسور في عدد ضلوعه التي اخترقت رئتيه.

قال محسن محمد ربيد (50 عاما) – شقيق القاضي ربيد ويقع منزله على مسافة 40 مترا – إنه هرع لحظة الانفجار إلى بيت أخيه. وجده هو وزوجته يرقدان على مسافة 30 مترا من البيت، قرب محطة وقود. قال: “كان ما زال حيا لكنه مشتتا للغاية. تكلمنا إليه لكنه لم يكن واعيا بما نقول”. وأضاف: “كانت زوجته راقدة على الأرض بدورها، تجاهد لالتقاط الأنفاس. لم تتمكن من التنفس رغم أنه لم تظهر عليها أية إصابات. ماتا لاحقا ذلك اليوم في المستشفى”.

قتلت الغارة أيضا أحد أبناء القاضي ربيد وزوجته وزوجة صادق ربيد، وكانت حاملا في الشهر السادس. عُثر على باقي الأجساد على مسافة 100 متر من البيت، على الجانب الآخر من الطريق الرئيسية أمام سوبر ماركت.

وقد ربطت وسائل الإعلام التي غطت الهجوم ونشطاء حقوقيون في صنعاء الهجوم على منزل القاضي ربيد بقضية لم يكن قد تم الفصل فيها. كان النائب العام في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 قد وجه اتهامات “غيابية” للرئيس هادي و6 آخرين بجرائم عديدة. من الاتهامات تخريب وتدمير مواقع ومعدات عسكرية وطرق سريعة وجسور وطرق عامة ومخازن، وكشف أسرار عسكرية يمنية، وتقديم خرائط ومعلومات أخرى عن مواقع الجيش للغير، والتسبب في الانهيار الاقتصادي عن طريق منع استيراد الغذاء والدواء والوقود جوا وبحرا، وقتل وإصابة آلاف المدنيين وتدمير أكثر من 71 ألف بيت و1300 مدرسة و70 مسجدا و40 منشأة رياضية و34 مؤسسة فنية وتقنية ومواقع أثرية. قال النشطاء إنه فيما كانت القضية ما زالت منظورة أمام المحكمة الابتدائية، فقد كان من المرجح أن تصل إلى القاضي ربيد في مرحلة الاستئناف خلال الشهور التالية.

 

 

بتاريخ 28 يناير

حوالي الساعة 10:30 مساء 28 يناير ضربت غارة جوية منزل عائلة الحاج في حي سكني جنوب غربي صنعاء، على مسافة 500 متر من سفح جبل فج عطان. قتل الهجوم 6 مدنيين بينهم 4 سيدات وطفل.

قال صفوان محمد المنصوب – وهو حارس أمن متواجد على مقربة من المكان – لـ هيومن رايتس ووتش إن 3 غارات جوية ضربت الجبل، وبين الضربة والأخرى دقائق قليلة، حوالي الساعة 10:40 ليلا. بعد الضربة الثانية ركض إلى بيت الحاج ليقول للأسرة أن تغادر المنطقة. قالوا له إن رب الأسرة عيدروس محمد الحاج خرج لشراء العشاء، وأنهم ينتظرون عودته. مع الضربة الثالثة للجبل كان الحاج قد عاد وحاول إخراج أسرته من البيت إلى السيارة، في حين ساعد المنصوب في فتح البوابة الواقعة في فناء البيت فيما تجمعت العائلة في حجرة الاستقبال، وقعت الضربة الرابعة على البيت مباشرة. قال المنصوب – ومعه حارس آخر بالمنطقة هو العزي محسن (40 عاما) – إن الضربات استمرت على المنطقة حتى الساعة 1 صباحا، وقد ضربت الغارات الأخرى الجبال المحيطة. قدروا أن 18 ضربة أصابت المنطقة تلك الليلة.

قال محسن : لم نعثر على جثمان عيدروس، الوالد، إلا اليوم التالي، وقد خشينا العودة للمكان قبل ذلك، وكذلك سيارات الإسعاف. وجدنا زوجته في ركن المدخل، وكانت يداها ما زالتا فوق رأسها، وابنتهما أسيل… وجدنا النصف العلوي من جثمانها فقط، حتى الصدر، وكان على التراب أمام البيت.

علي (24 عاما)، ابن الحاج، نجا من الغارة لأنه كان نائما في بيت قريب له تلك الليلة. قال إن جميع من كانوا في البيت ليلتها قد قتلوا: والده عيدروس (نحو 50 عاما) وأمه ملكة (نحو 45 عاما) وشقيقته أسيل (18 عاما) وشقيقه محمد (14 عاما) وعمتيه رابعة علي الحاج (43 عاما) وأم الخير الحاج (41 عاما). قال علي وحارسا الأمن إن عيدروس الحاج كان يعمل مسؤول شؤون إدارية في عيادة للقلب في صنعاء وأنه ليس للأسرة أية صلات عسكرية.

لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التعرف على أية أهداف أو منشآت عسكرية في موقع الهجوم. يقدر الحارسان أن الجبال قُصفت أكثر من 550 مرة منذ بداية الحرب.

 

 

بتاريخ 9 فبراير

حوالي الساعة 9 مساء ضربت غارة جوية بيتا في شارع الستين في حي بيت معياد جنوبي صنعاء، ما أدى لمقتل عائلة من 5 أفراد، بينهم امرأة و3 أطفال.

كان البيت على مسافة أمتار قليلة من مدرسة شقائق النعمان، وبها 300 طالب، وعلى مسافة نحو 600 متر من القصر الجمهوري .. تفقدت هيومن رايتس ووتش موقع الهجوم في 27 مارس/آذار، وحينها كانت بقايا البيت قد أزيلت. تضررت نوافذ المدرسة وبعض الجدران جراء الغارة وكان الضرر واضحا للعيان.

قال مهدي محمد عبد الله معياد (40 عاما) من سكان الشارع، إنه كان يسير في الحي وقت الهجوم:

فجأة رأيت نورا مبهرا إلى الغرب، ثم انفجارا مدويا بعد ثوانٍ. قدرت أن الصوت قادم من القصر الجمهوري . هرعت إلى البيت لأطمئن على أسرتي ولحظة وصولي، بعد 3 دقائق تقريبا، وقع انفجار آخر، لكن ليس عند القصر الجمهوري، إنما عند بيت منير الحكيمي وأسرته.

فرسان محمد هزاع (24 عاما) هو حارس أمن في شقائق النعمان، وكان بالمدرسة وقت الغارة على بيت الحكيمي. هرع إلى الخارج بعد سماع الانفجار ورأى المبنى يحترق. سمع زوجة الحكيمي، سعاد علي حجيرة (35 عاما) تصرخ طالبة المساعدة، وكذلك سمع صرخات ابنيه رامي (10 أعوام) ومجد (8 أعوام). قال: “أردت الخوض في النار لإنقاذهم، لكن في ظرف دقائق وقع انفجار آخر في المرآب وراء البيت”. قتل الانفجار الأسرة بالكامل، ومنها ابنتهم نوران (عامين).

محمد علي الداري (18 عاما)، طالب في المدرسة، كان عند متجر قريب وقت وقوع الانفجار. قال: “لم يتمكن المسعفون من إخراج بعض الجثث المدفونة تحت الأنقاض حتى رفعها بعد أسبوع”. أطلع هيومن رايتس ووتش على صور فوتوغرافية التقطها من داخل المدرسة يوم الهجوم. قال: “أحرقت الغارة بعض الفصول تماما، واعترى سواد الحريق جميع الجدران”. أمضى ومعه آخرون من الحي اليومين التاليين في رفع الأنقاض والزجاج المهشم عن المبنى، قبل أن يتمكن الطلاب من العودة للمدرسة مرة أخرى.

 

 

بتاريخ 25 فبراير

حوالي الساعة 12:30 صباح 25 فبراير ضربت غارة جوية طريقا على مسافة 450 مترا شماليّ القصر الجمهوري في صنعاء، في حارة الليل، ما أضر ببيتين على مسافة 5 أمتار تقريبا من نقطة الانفجار، فقُتل مدني وأصيب 4 بينهم طفلان.

محمد حسين الرايدي (57 عاما)، من السكان المحليين، قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه كان نائما في البيت مع زوجته وتسعة أبناء عندما انهار السقف الخشبي فوقه. تمكن من إزالة الأنقاض، وأخرج زوجته و4 من أبنائه خارج البيت. هرع عائدا ليبحث عن الثلاثة الباقين. كان اثنان منهم، ثريا (12 عاما) وبشار (9 أعوام) مصابين بإصابات طفيفة جراء انهيار السقف. أخذ جيرانه الطفلين إلى مستشفى قريب، في حين توجه الرايدي إلى بيت جاره، محمد علي عبد الله الإبي، على مسافة أمتار قليلة. قال الرايدي:

وأنا أقترب من البيت سمعت صوت محمد قريبي ينادي طالبا المساعدة. ذهبت مع جيراني إلى البيت ورأيت حماتي مُعجبة محمد علي وكان رأسها يبرز من وسط كوم أنقاض. بعد أن أخرجناها سألناها أين زوجها فقالت: “رحل”. ثم عثرنا على محمد خالد. كان مصابا جراء شظايا المعدن في صدره وكتفه. فيما بعد وجدنا جزءا من جثمان حماي، وقد تمزق إلى 4 أو 5 قطع.

 

 

بتاريخ 27 فبراير

بين منتصف النهار من يوم 27 فبراير شُنت غارتان جويتان على قرية خلقة بمديرية نهم، حوالي 40 كيلومترا شمال شرقي صنعاء حيث وقعت الغارة الأولى في قلب سوق صغيرة مزدحمة، فقتلت 10 مدنيين على الأقل، بينهم امرأة و4 أطفال، وأصابت ما لا يقل عن 4 آخرين. الضربة الثانية وقعت على مسافة 150 مترا، في مقبرة، بعد 5 إلى 10 دقائق، ولم تسفر عن إصابات.

قال يحيى أحمد مبخوت القشعة، وهو من سكان خلقة، لـ هيومن رايتس ووتش إن في صباح 27 فبراير غادر أقاربه في قرية مسورة الأقرب للجبهة بـ 25 كيلومترا، في طريقهم لصنعاء لتجنب القتال. قام 4 من أبناء عم القشعة – بينهم امرأتان واثنان من أصدقائه – بركوب 3 سيارات ومضوا بها إلى خلقة. فيما كانوا في القرية وقت الظهيرة، ضربت غارة جوية السيارات فقتلت 3 من أبناء عم القشعة، واثنين من أصدقائه و5 أشخاص آخرين في السوق، بينهم 4 أطفال. لم ينج سوى قريبة واحدة اسمها خامسة محمد محمد البرقي (35 عاما).

وصل راجح محسن الجرادي (46 عاما) وهو شيخ قبلي من المنطقة، إلى موقع الغارة بعد 30 دقيقة ورأى السيارات الثلاث تحترق، و7 أو 8 جثامين على الأرض. تعرف في القتلى على 3 من أطفال القرية. كما أصابت الغارة 4 سكان محليين، على حد قوله.

وقد دعت المنظمة في تقريرها الصادر يوم  الأربعاء 4 مايو 2016م المشاركين في محادثات سلام اليمن في الكويت على مساندة التحقيقات الدولية ومساعي العدالة الانتقالية وتعويض الضحايا باعتبارها العناصر الأساسية لأي اتفاق يُبرم. بدأت المحادثات برعاية الأمم المتحدة في الكويت يوم 21 أبريل/نيسان 2016.

كما طالبت المنظمة في تقريرها بمحاسبة الأطراف المنتهكة لقوانين الحرب وأكدت أن هناك انتهاكات كبيرة لم يتم التحقيق فيها ولم تؤد لأي انصاف لضحايا الهجمات غير القانونية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى