تقاريرعناوين مميزة

طرد أبناء الشمال من عدن يكشف عجز هادي وعنصرية الحراك ومرحلين يكشفون عن معاناتهم عمال المحافظات الشمالية يرفعون بطائق الهوية في عدن احتجاجاً على عملية الترحيل القسري وكالة أمريكية: حملة الاعتقالات وطرد الشماليين من عدن تشبه عمليات الانفصاليين الذين طالبوا بالانفصال عام 1990 حكم “الصقالبة”

ترحيل-الشماليين-من-عدن-ولحج-9 ترحيل-الشماليين-من-عدن-ولحج-4الهوية – خاص.

فيما يستمر يوميا حصد أرواح العسكريين والأمنيين من قبل من يتم وصفهم بمسلحين مجهولين استعرضت سلطات عدن عضلاتها على من تبقى من المتواجدين من أبناء المحافظات الشمالية لتقوم بملاحقتهم واعتقالهم تمهيدا لترحيلهم.

وأعلن قائد شرطة كريتر بعدن أمس الاثنين، استمرار الحملات الأمنية لضبط المخالفين الذين لا يحملون هوية، مما يعني أن الجنوب بدأ إعلان الانفصال واستخدام  النعرات المناطقية ضد أبناء الشمال في الجنوب، في الوقت الذي تغيب الأجهزة الأمنية عند مقتل العسكريين والأمنيين بمدينة عدن، إلا أنها حضرت بداية هذا الأسبوع، حين نفذت بالتعاون مع الجيش ما قيل أنها حملة أمنية ضد أبناء المحافظات الشمالية الذين يعملون في عدن بحجة عدم امتلاكهم وثائق ثبوتية أو تصاريح عمل وتم الإعلان على أنه تم القبض على 842 من المواطنين اليمنيين البسطاء بعد ملاحقتهم بالأطقم المسلحة في مديريات دار سعد والشيخ عثمان والمنصورة، ورميهم في شاحنات واحتجازهم في معسكرات خاصة خارج عدن تمهيدا لترحيلهم.

ونقلت وكالة “اسوشييتد برس” الأمريكية، عن مسؤولين يمنيين، أن القوات الموالية لحكومة هادي في مدينة عدن، تقوم بعمليات احتجاز وطرد واسعة لمئات من المدنيين الشماليين.

ويقول المسئولون، إن الجماعات المسلحة الموالية للحكومة، جنوب اليمن، يشنون حملات اقتحام واسعة للمحلات التجارية والمطاعم والمنازل، واعتقلت أكثر من 2000 من الشماليين المدنيين بتهمة أنهم “يشكلون خطراً على الأمن” في الجنوب.

وأشار المسؤولون لوكالة “اسوشييتد برس”، أن هذه العمليات التي تقوم بها الجماعات الموالية لحكومة هادي في عدن تشبه، إلى حد كبير، عمليات الانفصاليين الذين يريدون الانفصال بجنوب اليمن عن الشمال، والتي توحدت في عام 1990.

إلى ذلك اعتبر مراقبون أن ما يحدث في عدن هو اقرب ما يكون إلى عودة الصقالبة (وهو نعت أطلقه أبناء عدن عقب أحداث 86م على أبناء الضالع ويافع وردفان) للتحكم بأهلها وإدارة شئونها بعيدا عن تاريخها وطابعها المدني الحضاري المنفتح على الجميع والحاضن لكل أبناء اليمن، و محاولة حكرها على مديريتي الضالع ويافع للأسف الشديد.

وكانت حادثة الطرد والترحيل التي تشهدها محافظة عدن بحق المواطنين من المحافظات الشمالية، عكست الوجه الحقيقي لسلطة الأمن في عدن والصمت الحكومي حيال ذلك. فقد لقيت هذه الحادثة علی يد سلطات الأمن استنكارا شديد اللهجة من مختلف القوی السياسية والثقافية، بينما تذرعت سلطات الأمن بعدم وجود إثباتات الهوية الشخصية وأنها حملة عامة.

إلى ذلك رفع مئات من العمال بطائق الهوية ليفضحوا ادعاءات وأكاذيب أمن عدن من التصرفات المناطقية والعنصرية والجهوية كون مبررات أمن عدن تعبير عن حالة فشل واضح في ظل عدم.

وقالت مصادر محلية، لـ”الهوية” إن حملة ملاحقة أبناء المحافظات الشمالية في محافظة عدن، من قبل السلطات الأمنية و العسكرية و فصائل في المقاومة الجنوبية، تواصلت أمس الاثنين. موضحة أن عمليات ملاحقة تمت في الأسواق و الشوارع و المحال التجارية، من قبل مسلحي فصائل في المقاومة والشرطة وقوات هادي.

وأشارت المصادر إلى أن الأشخاص الذين يشتبه بانتمائهم إلى المحافظات الشمالية يتم التحقق من هوياتهم الشخصية، ومن ثم اعتقالهم ونقلهم إلى أماكن المخصصة لترحيلهم.

و قال لـ”الهوية” مرحلون من أبناء المناطق الشمالية، نقلوا على متن شاحنات كبيرة إلى أطراف مدينة طور الباحة، إن مسلحين من المقاومة، قبضوا عليهم في جولة السفينة بمديرية الشيخ عثمان، وطالبوهم ببطاقات الهوية، ونقلوهم على متن أطقم إلى معسكر الصواريخ بمنطقة بير أحمد.

وأكد أحدهم أن أحد أقاربه اتصل به لإحضار بطاقته الشخصية من المنزل، وعندما وصل جولة السفينة، طلب منه مسلحو المقاومة، بطاقة الهوية، وسلمهم إياها مع تصريح دخل به محافظة عدن قبل “6” أشهر حصل عليها من نقطة تفتيش في مدخل المحافظة.

وأضاف:قال لي المسلحون إن البطاقة والتصريح مزورين، و نقلوني إلى مركز التجميع في معسكر بير أحمد.

وحسب ما أفاد به مرحلون في طور الباحة، تم نقل قرابة 350 شخصا من أبناء المحافظات الشمالية، معظمهم ينتمون لمحافظتي تعز و إب، على متن شاحنة نقل كبيرة، إلى منطقة صحراوية تقع بين الوهط وطور الباحة.

و أوضحوا أنهم واصلوا الطريق إلى مدينة طور الباحة مشيا على الأقدام، و لا زال بعضهم في المدينة، لعدم امتلاكهم أجرة التنقل إلى مناطقهم.

وأشاروا إلى أن بعض من تم ترحليهم لا تزال عوائلهم في عدن، وكانوا في الأسواق والمحلات لشراء حاجيات لأسرهم، و تم القبض عليهم وترحليهم، ولم تنفع توسلاتهم بأن يتركوهم يعودون لأسرتهم ليغادروا معها، في حين أن بعضهم و هم من العمال تركوا أدوات العمل في العزب التي يقيمون فيها ولم يمنحوا فرصة للعودة إلى أماكن إقامتهم لأخذ أغراضهم.

و أكد بعضهم أن مسلحي المقاومة الذين قبضوا عليهم، هددوهم بالذبح في حال عادوا إلى محافظة عدن مرة أخرى.

ولا تزال ردود الأفعال الرافضة تتوالى ضد إقدام السلطة المحلية في عدن على القيام بطرد المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية الذين يعملون ويقيمون في عدن على الرغم من التأكد من امتلاكهم بطائق شخصية تثبت هوياتهم وتواجدهم في المدينة هم وأسرهم من زمن طويل، فيما أكدت اللجنة الأمنية العليا بمحافظة عدن أن ما قامت به هي إجراءات وتدابير أمنية تستهدف تأمين عدن وسكانها وحفظ دمائهم وسكينتهم وحقوقهم، من أي خطر أو عدوان عليها أياً كان فاعله ومصدره.

ومع ان المرحلين هم من أبناء المحافظات الشمالية رغم حملهم ما يثبت هوياتهم قال البيان إن إجراءات التحقق من الهوية الشخصية الذي تنفذه الوحدات الأمنية ونقاط التفتيش لا تستهدف أشخاصا أو مواطني منطقة أو محافظات معينة كما تروج له بعض التناولات الإعلامية المغرضة وأيد المجلس الأعلى للحراك الجنوبي ما قامت به سلطة عدن باعتبار ما قاله بيان صادر عنه الأحد، من ان شعب الجنوب يقف ويساند بقوة الجهات الأمنية والسلطة المحلية في العاصمة عدن في إجراءاتها الأخيرة بإبعاد كل من لا يملك وثائق ثبوتية ومجهول الهوية سواء كان من الشمال أو الجنوب بعد تزايد عمليات الاغتيالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى