تحليلاتعناوين مميزة

وفد صنعاء لـ سفراء الـ18 بوجود السفير الأمريكي: دخول القوات الأجنبية يهدد المفاوضات ونطالب بحكومة توافق وفد الرياض يرفض إدانة الترحيل القسري لأبناء المحافظات الشمالية من عدن أنصار الله ترحب بعودة السفارات إلى صنعاء المفاوضات باردة في الكويت وساخنة في الميدان

المفاوضات-اليمنية-في-الكويت-660x330الهوية – الكويت.

عادت محادثات الكويت إلى المربع الأول، بالتزامن مع التصعيد الجوي والبري الذي يشهده الميدان. وبعد العجز عن تحقيق أي خرق جدّي في جدار الأزمة، ما خلا تشكيل اللجان المشتركة، تزداد الخشية من نعي قريب للمحادثات.

وانعكست التطورات الميدانية بشكل كبير على مسار المفاوضات المستمرة في الكويت، الأمر الذي زاد من العرقلة والتعثر، وخصوصاً في التواصل بين فريقي النزاع.

ويهدد استئناف طيران التحالف السعودي غاراته التي أوقعت إحداها قتلى وجرحى شرقي صنعاء، ووصول قوات أميركية إلى قاعدة العند في الجنوب، بفشل المفاوضات والعودة إلى المربع الأول.

بالمقابل، أكدت مصادر خاصة أن اللجان الشعبية وبالتعاون مع الجيش نفذت تهديدها الموجه للملكة العربية السعودية التي تقود التحالف وقامت بإطلاق صاروخ باليستي على الأراضي السعودية لأول مرة منذ بدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين.

وبحسب المصادر أطلق صاروخ من طراز سام الروسي والذي قالت جماعة أنصار الله أنها طورته ليصبح صاروخ أرض-جو  تحت اسم “قاهر1″ مستهدفة قاعدة خالد بن عبد العزيز الجوية بخميس مشيط التابعة لمنطقة عسير.

وأوضحت المصادر أن الجماعة حذرت السعوديين بأنها ستلجأ للرد على الغارات الجوية التي استهدفت منطقة نهم غير أن التحالف عاد وأغار على محافظة عمران وهو ما دفع بالحوثيين لتنفيذ تهديداتهم.

وفيما لم يصدر إعلان رسمي من الحوثيين على الحادثة فإن السلطات السعودية أيضا فضلت تجاهل الخبر كعادتها، قبل أن تعلن قوات التحالف أمس الاثنين اعتراض صاروخ باليستي أطلق من الأراضي اليمنية تجاه السعودية.

وكان عضو الوفد الوطني في مشاورات الكويت حمزة الحوثي قال إن استمرار التحشيدات والغارات الجوية وخروقات وقف إطلاق النار في الميدان مؤشرات سلبية تعبر عن عدم توفر الرغبة الجادة لإنجاح المشاورات .

واعتبر الحوثي في لقاء مع قناة المسيرة الفضائية تصريحات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن ضرورة فصل ما يجري في الميدان عما يجري من مشاورات في الكويت زلة لسان لأن تجميد الوضع العسكري و تثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل هو تمهيد للولوج في المشاورات منذ البداية.

وفي حين فشل المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ في عقد جلسات التفاوض الأحد، عقدت أمس الاثنين، اجتماعات للجان المشتركة ( السياسية – الأمنية – الأسرى والمعتقلين ) المنبثقة عن المشاورات اليمنية في الكويت, بعد تدخل وساطة كويتية .

مصادر خاصة في الكويت قالت لـ”الهوية” إن رئيس الوزراء الكويتي بالنيابة، وزير الخارجية الكويتية، الشيخ صباح الخالد، التقى مساءً بأعضاء وفدي المؤتمر الشعبي وأنصار الله، أعقبه لقاء مع وفد الرياض.

المصادر وصفت المساعي واللقاء بأنه حاسم لمسار المشاورات المنعقدة منذ 21 نيسان برعاية الأمم المتحدة.

وأكدت المصادر لـ”الهوية” أن الوفد الوطني مصر على مطالبه الثابتة والمتمثلة في ثلاثة مبادئ أساسية، الأول: تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الغارات ورفع الحصار ووقف القيود التي تمارس على تنقل المواطنين اليمنيين.

الثاني: التمسك باستحالة التقدم في أي نقاش سواء تم حضور الجلسات أو مقاطعتها ما لم يتم التوافق أولاً على المبادئ الأساسية وأبرزها تشكيل سلطة توافقية جديدة تتولى تنفيذ بقية البنود والمهام في قرار مجلس الأمن.

الثالث: قضية التوافق تنص عليهما كافة المرجعيات المحلية والدولية من قرارات مجلس الأمن إلى السلم والشراكة ومخرجات الحوار وحتى المبادرة الخليجية.

وعلمت “الهوية” من مصادر خاصة بالكويت، أن جلسات اللجان المسائية ناقشت تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة استعراض الرؤى المقدمة من الوفدين.. مشيرة إلى أن وفد الرياض برئاسة المخلافي رفض إصدار بيان مشترك باسم أطراف التفاوض تندد بسياسة التمييز العنصري وما جرى من ممارسات غير قانونية تمثلت بقيام قيادات من مرتزقة العدوان بمحافظة عدن بترحيل مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية من المدينة.

من جهته اعتبر ممثل أنصار الله في المشاورات محمد عبد السلام ممارسة سلطات في عدن تدعي الشرعية سياسة التمييز العنصري والمناطقي بترحيل المواطنين “كارثة أخلاقية وإنسانية كفيلة بإسقاط نظام كامل الصلاحيات”.

هذا وكان طالب الأمين العام للمؤتمر الشعبي عارف الزوكا في افتتاح الجلسة بإصدار بيان مشترك يدين ما حدث في عدن وكررها ثلاث مرات، لكن وفد الرياض رفض ذلك رفضا باتا.

ويأتي ذلك وسط استمرار ترحيل المئات من أبناء المحافظات الشمالية من محافظة عدن في صورة تعكس الممارسات العنصرية التي خلفتها قوات الغزو والعدوان السعودي الأمريكي منذ سيطرتها على المحافظة في يوليو الماضي.

وكانت أعلنت ما تسمى المقاومة الجنوبية عن استمرار ترحيل أبناء الشمال وتحديد شروط لمن أراد البقاء في عدن.

وفي الاجتماع الذي عقد مساء أمس الاثنين، وضم الوفد الوطني اليمني برئاسة محمد عبد السلام وعارف الزوكا مع سفراء مجموعة ال18 وتضم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا والاتحاد الأوروبي وكندا واليابان وتركيا وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، تحدث رئيس وفد أنصار الله محمد عبد السلام في الجلسة، حيث وجه حديثه للسفراء مستنكرا انتهاك السيادة اليمنية ودخول قوات أجنبية والذي اعتبره يعرقل مسار المفاوضات القائمة.

وذكر عبد السلام الحاضرين بأنه عندما كنا نتحرك لمواجهة تنظيم القاعدة في جنوب اليمن كان البعض يستنكر علينا ذلك، واليوم هناك قوات أجنبية وأطراف مختلفة تدخل اليمن باسم مواجهة القاعدة.

وتطرق عبد السلام إلى ما يجري في قاعات التفاوض فأكد انه من غير الجائز ان يتمترس طرف خلف رؤيته الأحادية.. لافتا إلى ان مطالبتنا بسلطة توافقية لا يعني إلغاء احد ولكن من شأن هذه الخطوة ان تعيد العملية السياسية إلى مسارها الطبيعي مشددا على ان الحكومة التي يتشارك فيها الجميع قادرة مع الشعب اليمني على مواجهة خطر القاعدة.

وحذر ناطق أنصار الله من ان الخروقات التي يقوم بها الطرف اﻻخر في البر ومن البحر والجو لها آثار سلبية على سير المفاوضات، معربا عن اعتقاده ان تفعيل عمل اللجان التفاوضية ولجان التهدئة يمثل حلا لهذه القضية.

وكرر عبد السلام التأكيد ان لدى الوفد الوطني جدية كاملة في التقدم في الملف الإنساني في حين ان الطرف الآخر لا يقدم أي مبادرة بخصوص ملف الأسرى والمفقودين لديه.

وأعاد عبد السلام التشديد بان تشكيل سلطة انتقالية تشاركية تمثل المدخل الصحيح للدخول إلى بقية القضايا التي تعد تفصيلا من السهولة انجازه.

ورحب عبد السلام بعودة السفارات للعمل في اليمن مستنكرا ما يقوم به البعض الذي ينقل صورة خاطئة عنا أننا لا نرحب بوجود السفارات وهذا لا أساس له من الصحة.

من جهته انتقد رئيس وفد المؤتمر الشعبي عارف الزوكا التهجير القسري لأبناء المحافظات الشمالية في عدن.. وأكد ضرورة رفع الحصار الشامل على اليمن ورفع القيود عن حركة اليمنيين.

وأعلن الزوكا رفض أي تدخل أجنبي في اليمن.. معتبرا هذا موقف ثابت، ودعا إلى مواجهة الإرهاب المتمثل بالقاعدة وداعش، معيدا التأكيد على ضرورة تشكيل سلطة تنفيذية توافقية لمرحلة انتقالية مزمنة تنتهي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى